الأخبار
"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّات
2024/4/19
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الصورة في شعر عبد الكريم الطبال بقلم:حمزة الوسيني

تاريخ النشر : 2018-11-10
بسم الله الرحمن الرحيم

مقدمة:
وصلى الله وسلم على النبي الأمي محمد القائل "إن من الشعر لحكمة، وإن من البيان لسحرا"، الذي كان مولده في الكون حجة ونورا، وعلى آله وصحبه وأتباعه ممن جعلوا الكون فجرا وبعد:
فهذا عرض بعنوان: 'الصورة في شعر عبد الكريم الطبال' حاولت فيه أن أجلي مصطلح الصورة في التراث العربي، ثم أأصل له انطلاقا من كتاب عباس الجراري (تطور الشعر العربي الحديث والمعاصر في المغرب من 1830 إلى 1990 م)، وذلك ضمن مادة "المصطلح في الأدب العربي المعاصر بالمغرب"، بإشرف الدكتورة: هدى المجاطي، ضمن ماستر: 'الأدب العربي في المغرب العلوي الـأصول والامتدادات' في فصله الثالث، فأرجو أن أوفق في ذلك دونما إطالة أو نقصان فأقول وبالله أستعين:

 أولا: الصورة في التراث العربي:
لقد كانت لغة الشعر الجاهلي بطبيعة قربها الزماني من روحها البدائية الأولى تصويرية، لذلك تكثر النماذج التصويرية في هذا الشعر بالذات، دون أن يعتمد التصوير فيه بالضرورة على الوسائل البلاغية ، ولعل أول من أشار إلى التصوير هو الجاحظ في قوله :"المعاني مطروحة في الطريق، يعرفها العجمي والعربي والبدوي والقروي، وإنما الشأن في إقامة الوزن، وتميز اللفظ، وسهولته وسهولة المخرج وفي صحة الطبع، وجودة السبك، فإنما الشعر صناعة، وضرب من الصبغ، وجنس من التصوير."
ويقصد الجاحظ هنا طريقة مخصوصة في صياغة العبارة وتأليفها لتحقيق الغاية الكبرى وهي البيان. ويشير كذلك إلى ثنائية اللفظ والمعنى التي شغلت نقادنا القدامى كثيرا، فالشعر ليس أفكارا ومعاني فقط، بل صياغة جميلة ترتكز على التصوير. واستشف الدكتور جابر عصفور من مقولة الجاحظ هذه ثلاثة مبادئ: "أول هذه المبادئ أن للشعر أسلوبا خاصا فی صياغة الأفكار والمعاني، هو أسلوب يقوم على إثارة الانفعال، واستمالة المتلقي إلى موقف من المواقف، وثاني هذه المبادئ أن أسلوب الشعر في الصياغة يقوم في جانب كبير من جوانبه على تقديم المعنى بطريقة حسية، أي أن التصوير يترادف مع ما نسميه الآن بالتجسيم. وثالث هذه المبادئ أن التقديم الحسي للشعر يجعله قرينا للرسم، ومشابها له في طريقة التشكيل والصياغة، والتأثير والتلقي. وإن اختلفت عنه في المادة التي يصوغ بها، ويصور بواسطتها."
إلا أن النقاد الذين جاؤوا بعد الجاحظ فكان حديثهم للصورة حديثا سطحيا، إلى أن نصل إلى عبد القاهر الجرجاني الذي تميز منهجه في دراسة الصورة عن سابقيه، حيث أرجع الجودة في الشعر إلى النظم، واتحاد المبنى والمعنی، بعد أن فصل سابقوه بينهما "واعلم أن قولنا (الصورة) إنما هو تمثيل وقياس لما نعلمه بعقولنا على الذي نراه بأبصارنا ...ثم عبرنا عن ذلك الفرق وتلك البينونة بأن قلنا: للمعنى في هذا صورة غير صورته في ذلك: وليس العبارة عن ذلك بالصورة شيئا نحن ابتدأناه، فينكره منكر، فهو مستعمل مشهور في كلام العلماء، ويكفيك قول الجاحظ: (وإنما الشعر صناعة وضرب من التصوير!)".
ولقد شدد الجرجاني على ضرورة اجتماع عناصر الصورة من طبائع مختلفة، تحتم على المتلقي إعادة ترتيبها للوصول على المعنى المراد، ولعله الوحيد الذي كان قريبا بتحديده لمصطلح الصورة من الفهم المعاصر لها.
وللصورة مصدر أساسي وهو التخييل لأن "كل صورة تتشكل في الخيال قبل أن تتشكل في اللغة"
أما النقاد المحدثون، فمنهم من أنكر وجود الصورة الشعرية بالمرة في أدبنا العربي القديم، وهم في ذلك يتبنون طروحات النقد الأوروبي، ويعرضون عن جهودات النقاد العرب، ومن ذلك الدكتور مصطفى ناصف في كتابه "الصورة الادبية"، لكن في المقابل نجد من النقاد من زاوج بين الاتجاهين وانتصر إلى أن الصورة كانت موجودة في التراث العربي القديم بطبيعتها السياقية التاريخية، فلا ينبغي نكران ذلك ،كما لا ينبغي أن نعرض عن جهودات النقد الحديث، وأشهر الذين شددوا على هذا الرأي الدكتور جابر عصفور.
 ثانيا: مفهوم الصورة عند عباس الجراري انطلاقا من كتابه: "تطور الشعر العربي الحديث والمعاصر في المغرب من 1830 إلى 1990م"
لقد أصل الدكتور: عباس الجراري لمصطلح الصورة من خلال هذا الكتاب بشكل ممنهج ومفصل، فهو لا يفتأ أن يعرض مكونا من مكونات هذا المصطلح إلا ويوضحه من نماذج شعرية لشعراء مغاربة مختلفة، فالصورة عنده هي :" مرآة التجربة التي تعكس من خلال خيال الشاعر قوة انفعالاته بكل خيوط تلتحم وتتنامی منسجمة في إيحائها وتجريدها، مع إبقاء الحروف الكلمات، لتبعث دلالات تتلقاها النفس مثارة مشوقة، بما تحمله من أحاسيس الشاعر ودفقات إبداعه"
فالصورة -حسب الجراري- هي نتيجة لقوة خيال الشاعر وقدرته الخلاقة على فهم وتفسير الواقع ثم إعادة تصويره بطرق تحرك النفس وتجعلها منفعلة، "وإذا كانت الصورة تنبع عند الشاعر من الخيال والقدرة على إدراك الواقع وفهمه وسبر أغواره، لإعادة تشكيله بما يكون أكثر تعبيرا عن حقيقته، فإنها أهم ما پبلور العملية الشعرية وطاقة إبداع الشاعر، لما تكشفه من عناصر شعورية تندمج مع مختلف المكونات والعلاقات المنطلقة من الحس ومدركاته والمجاوزة له في النهاية، حتى تستطيع أن تستوعب كل الاحتمالات الواقعية والنفسية، بقدر ما لها من حيوية وإمكانات ومدلولات وآفاق تجمع بين الحقيقي والمتخيل، وبين المألوف والغريب، مما تصبح معه الصورة بالإضافة إلى وظيفتها الوصفية البيانية الجمالية ذات دلالة أعمق تكشف عن خبايا الشاعر وغور رؤيته وموقفه."
ويؤكد الجراري أن الرومانسيين كانوا بارعين في استخدام الصور وتنميقها، لما تمنحه لهم نفسياتهم وأحاسيسهم العاشقة المتدفقة، من مجال للتصوير والافتنان "وعلى هذا النمط سار الشعراء الذاتيون الذين تناولناهم في الفصل الخاص برحاب الوجدان، فقد جاءت صورهم منسجمة متكاملة، ونابعة من ذواتهم ينسجون خيوطها ويرسمون ملامحها مما يعتمل في نفسهم من أحاسيس وتساؤلات كثيرا ما يفعمها القلق والاضطراب. وجاءت بعد ذلك يلونها الكون ويوقعها الوجدان وتحركها خلجات النفس، مما جعلها تأتي مؤطرة ومتناسقة على تدفقها واتساع مجالاتها وأبعادها. وتأتي كذلك مفتوحة لعين الرائي يلتقطها ويتجاوب معها.
إلا أن الصورة ستتطور في الشعر المعاصر مع الشعراء الجدد، حيث إنهم لن يقفوا على تلك الأساليب الفنية من التشبيه بأقسامه والمجاز بأضربه والاستعارة والكناية والمحسنات البديعية بأكملها، بل سيطورون هذه الصورة بالتفتح على استخدامات أخرى تتصل بالخيال والتجربة ويقصد بها الرمز والأسطورة "ستتطور الصورة عند شعرائنا الجدد الذين يحاولون أن يستفيدوا من الجماليات البيانية والبديعية التي قننتها البلاغة العربية، ولكنهم لا يقفون عندها ولا يكتفون بها، ويسعون إلى إيجاد محسنات نابعة من طاقات التفجير وإمكانات التأويل التي لا يوفق المتلقي دائما في تمثلها. إلا أن يكون من الذين أدركوا رؤيا الشاعر واندمجوا فيها معه.
,,, فالرمز أسلوب يقوم على الإيحاء والتلميح، بعيدا عن التعبير التقريري المباشر، إذ يسعى الشاعر إلى عالم غیر عالمه الواقعي الذي ضاق به، يعبر عنه بلغة تخرج عن مألوف المعجم العادي مشحونة بكل ما يمدها به الرمز من معان وتأویلات، مما يخلق لدى المبدع والمتلقي جوا نفسيا يجعله يعود إلى باطن ذاته محلقا بأحلام ومتطلعا إلى الكشف عن مكبوتاته."
"وإلى جانب الرمز، توسل التعبير الشعري المعاصر كذلك بالأسطورة، لما تتيحه من تخيل واستحضار أشخاص وصراعات ومواقف تجعل الشاعر يطرح واقعا معينا يعرضه أو يحلله ويفسره، بواسطة ما تزخر به الأسطورة من رموز فنية متعددة."
ثم أكد بشكل حازم على ضرورة اللين في استخدام الرموز، حين لا بد للشاعر من أن ينحى منحى يسر المعنى وعدم غموضه، كي يسهل الفهم والتأويل، وإلا فاستخدام الرمز المربك قد ينقله من وظيفته التي هي البيان إلى وظيفة أخرى هي ضد البيان "ومن ثم لا ينبغي أن يصل إلى حد التعبير الذاتي المغلق الذي لا يعدو كونه ألغازا تستعصي حتى على صاحبها. كما أنه لا ينبغي أن يكون هدفا مقصودا لذاته يصطنعه الشاعر بإرادة تعسفية وافتعال يبعده عن حقائق التجربة وأبعاد الرؤية فضلا عن عدم إمكان التواصل الذي ينبغي أن يكون أقرب شيء إلى إغراء المتلقي لإدخاله إلى عالم الشاعر."
لقد اتضح بشكل جلي وواضح الآن كيف أصل الجراري لمصطلح اللغة وأحاط به من كل جوانبه حدا وتعريفا وتقعيدا وتمثيلا ووظيفة، وذلك كي لا يبقى للقارئ أي لبس أثناء القراءة أو الدراسة أو الاستعمال، ونحن بحول الله سنحاول أن نستشف في الفقرة الموالية معالم هذا المصطلح عمليا وتطبيقيا انطلاقا من شعر عبد الكريم الطبال فأقول:
 ثالثا: الصورة في شعر عبد الكريم الطبال: (أشعاره الأولى)' مَولدُ النّبِيّ' أنموذجا
معلوم أن الشاعر عبد الكريم الطبال مولع بالتصوير الشعري في كل أعماله على الإطلاق، فهو لوعيه الشديد بقوة الصورة وبدورها في توطيد ما يسمى بالاتفاق المسبق بين الشاعر ومتلقيه، جعلها ركيزة أساسية وحاضرة بين كل جملة وأخرى تليها، ولقد اخترت أنموذجا لشعره قصيدة بعنوان: "مولد النبي" وهي تقع في أربع وعشرين بيتا، وهي قصيدة رائعة لا من حيث لغتها وصورها البيانية البديعية ولا من حيث إيقاعها الفتان، والذي يتناسب مع موضوع المديح، هذا كان أحد سببي اختياري لها، والسبب الثاني هو تزامن هذا العرض مع فواتح شهر ربيع الخير شهر مولد النبي صلى الله عليه وسلم.

يقول عبد الكريم الطبال:
مَوْلِدُ النّبِيّ
من جفون السماء سلسل نور عبقري الشعاع والالوان
وأنهمى في الوجود يغمر دنیا نا بأظلال خفقة الوسنان
فانتشى الكون نشوة برؤاه وتحلى في حلة الأرجوان
أذهلته الأنوار عن خطة الإثـــــــــــــم وأنسته في هوى الطغيان
ومحت من خديه ظل الأماسي وگست قلبه صفا الأقحوان
فغدا الگون خمرة وانتشاء ولحونا قدسية الأوزان
وظلالا ندية يستظل الـــــــــــــــــــــــــــــــــــحق فيها من لفحة العدوان
أي نور، تناثرت في دنانا شذرات من قلبه الفتان
فاختفت في سناه حور الدياجي وانزوت في مغائر النسيان
أي لحن مقدس أرقص الگو ن انتشاء بسحره الزيان؟
أي عطر قد افعم الكون فتا نا، فأمسى في نشوة الولهان؟
باسم کالزهور ناس هوى النفــــــــــــــــــس في غفوة عن الشيطان
أي سحر سرى إليه فسوا ـه جديدا مذهب الألوان
رائقا كالضياء في مبسم الفجـــــــــــــــــــــ ـر مشعا گجفنه الوسنان؟
ذاك من نسق الوجود و هز الگو ن هزا بقوة الإيمان
ذاك من أقبر الطغاة وأفنا هم بسيف مخلد اللمعان
ذاك قلب الوجود ذاك سناد ذاك نبع الإلهام والألحان
ذاك من عاش في الوجود نبيا ورسولا من ربه الرحمان
ينفخ الروح في القلوب ويحييها بوحي مقدس الفيضان
روحه نغمة تدلت قديما من گمان الإلاه للأكوان
غمرتنا بسحرها وسقتنا من گؤوس الخشوع والإيمان
گان ليل، وكان في ضياء ينشد الرشد في دروب الزمان
كان أمس، وكان فجر منير في سماه مسلسل الفيضان
فاختفى في السحاب يوما فأمسى الگون لیلا مهدل الخفقان

منذ القراءة الأولى تتبين كثافة الأساليب البلاغية المستخدمة في القصيدة، إضافة إلى عنصري الرمز والأسطورة، وهذا كله يتماشى وغرض الشوق المحمدي، والمدح النبوي، خاصة في قصائد المولديات التي تتعزز بكثرة المبالغة والحنين المكلم والشوق الفياض.
وإن شئنا المنهجة قسمنا هذه الصور المكنونة في القصيدة إلى قسمين: صور بلاغية، وصور إيحائية.
1. الصور البلاغية :
يقصد بالصور البلاغية كل ما يدخل تحت علم البلاغة العربية من الأقسام الثلاث: المعاني والبيان والبديع بتقسيماتها وأضربها، وخاصة خاصة علم البيان، الذي تتجلى فيه بوضوح تلك الصور المقرونة بالأخيلة، ونحن هنا سنحاول تبيين جل الصور المرتبطة بعلم البلاغة، سواء انتمت إلى علم المعاني أو إلى علم البيان أو البديع فأقول وبالله أستعين:
1 موطن الصورالبلاغية
2 نوعها
3انتماؤها
1..
جفون السماء سلسل نور...
يغمر دنيانا بأظلال خفقة الوسنان
انتشى الكون نشوة برؤاه...
أذهلته الانوار...
ومحت من خده ظل الاماسي...
فغدا الكون خمرة و...
أي نور..
فاختفت في سناه حورالدياجي...
لحن مقدس أرقص الكون
باسم كالزهور..
أي سحر سرى إليه..
رائقا كالضياء..
مبسم الفجر..
كجفنه الوسنان..
وهز الكون هزا..
ينفخ الروح في القلوب ويحييها..
روحه نغمة..
غمرتنا بسحرها وسقتنا..
كان ليل، وكان في ضياء...
كان أمس وكان فجر منير.
أمسى الكون ليلا مهدل الخفقان
فانتشى-نشوة
تحلى-حلى
أذهلته- أنسته
محت-كست
ظلال-يستظل
فاختفت- انزوت
أي-أي..
سحر-سرى
ذاك-ذاك..
هز-هزا
الوسنان-الوسنان..
الإيمان-الإيمان
الالهام – الالحان
يحييها-بوحي
كمان-الأكوان
كان ليل-وكان في ضياء
ينشد-الرشد
كان أمس-وكان فجر
سناه –مسلسل
2..
استعارة
استعارة
استعارة
استعارة
استعارة
تشبيه
استعارة
استعارة
استعارة
تشبيه
استعارة
تشبيه
استعارة
تشبيه
استعارة
استعارة
تشبيه
استعارة
استعارة
استعارة
استعارة
التكرار
التكرار
التوازي
التوازي
التكرار
التوازي
تكرار
جناس
تكرار
تكرار
تكرار
تكرار
جناس
جناس
جناس
مقابلة
جناس
مقابلة
جناس
3..
البيان
البيان
البيان
البيان
البيان
البيان
البيان
البيان
البيان
البيان
البيان
البيان
البيان
البيان
البيان
البيان
البيان
البيان
البيان
البيان
البيان
المعاني
المعاني
البديع
البديع
المعاني
المعاني
المعاني
البديع
المعاني
المعاني
المعاني
المعاني
البديع
البديع
البديع
البديع
البديع
البديع
البديع

لقد أخد عبد الكريم الطبال قلمه ليشكل بحروف وكلمات صورة بانورامية عن مولد النبي صلى الله عليه وسلم، كانت في الأخير قصيدة كلوحة راقية متكاملة مطرزة بشتى الفنون والألوان، متماسكة في هندستها مترابطة في دلالاتها ومراميها، ألوانها وزخارفها -حقيقة -كانت من خلال اللغة الفياضة الخارقة لعادة التراكيب اللغوية والأنساق اللسانية، فهو هنا يتحدث عن ليلة مولد النبي صلى الله عليه وسلم، ويصفه بتسلسل نور كثيف الشعاع والألوان، بعدما كانت الظلمة مسيطرة على هذا الكون والعالم، لقد كان للاستعارة في القصيدة مهمة عظمى وحضور بارز، كونها بنيت أولا على تصوير الواقع انطلاقا من الخيال المشترك بين الشاعر والمتلقي، كونها أيضا تبعث الحياة المعنوية في اللغة المباشرة الصريحة، كونها سبيل حياتنا في هذا الكون، أيضا فلقد استعان بالبديع انطلاقا من الجناسات والمقابلات والتوازي، كما هو موضح في الجدول أعلاه فهو-أي البديع- يعطي للصورة إيقاعا متناغما لتكون تلك الصورة في أبهى حللها، فإذا كانت الاستعارة هنداما حريريا، فالمحسنات تلك الجواهر والآلؤ والزخارف التي تزين أطراف الهندام ومفاصله، فانظر وهو يشبه محمدا صلى الله عليه وسلم بهذه الصفة العظيمة ذات معاني دلالية عميقة المقصد وهي ' قلب الوجود ' وهو في هذا التشبيه المخلوط بالاستعارة كاف لإيصال مقصوده، لكنة أبى إلا أن يتمم جماليته بأن يضيف عليه جناسا خفيفا يتمثل في قوله "نبع الإلهام والأحزان"، وأيضا حين وصف الكون بالظلام والسواد، ومحمد صلى الله عليه والسلام بالفجر المنير فيه، ألزم على نفسه استدعاء المقابلة في هذا التشبيه، لما لها من معنى دهني قياسي ومنطقي، يجعل المتلقي لا يقدر إلا أن يقتنع بهذه المقاربة العقلية، وهي أن وجود الفجر المنير، سيزيل ظلام الأمس المظلم بلا أدنى ريب، وذلك كناية عن هداه صلى الله عليه وسلم، كما أن أسلوب التكرار ليمثل أحد الدعامات الأساسية التي قامت عليها بلاغة القصيدة، ولا يبذل المحلل أي جهد لإدراك هذه الإستراتيجية، إذ تتجلى له في معظم أبياتها فنجد تكرارا تاما إن صح التعبير من مثل "الإيمان-الإيمان الوسنان-الوسنان". وتكرارا غير تام "فانتشى-نشوة، تحلى-حلى ظلال-يستظل هز-هزا"، لقد كان للتكرار دوره الأساسي أيضا في هذه القصيدة وذلك في تجلية عنصر الصورة حيث إن الطبيعة الإنسانية مجبلة على فهم ما يكرر ويتكرر، كما أنه أوقع في النفس وأجدر بأن يزيد من تصوير الشيء المحكي، فمثلا تكرار 'الوسنان والإيمان' في القصيدة، يوطد لدى المتلقي صورة أن محمدا صلى الله عليه وسلم نور وسنان للعالمين بهديه الذي يتجلى في تثبيت الإيمان، والذي هو مقام مركزي ضمن مقامات هذا الدين الحنيف.
لقد شكل عبد الكريم الطبال حادثة مولد النبي صلى الله عليه وسلم عبر صورة البلاغة بأضربها الثلاث وإن تباينت في الاستعمال، وكان لقسم البيان والاستعارة منه بالخصوص حضور أقوى من نظيريه المعاني والبديع لكنها تبقى في القصيدة عائلة بارة ومتماسكة فيما بينها لتخلق هذه اللوحة الفنية الرائعة.
2. الصور الإيحائية:
ويقصد بها هنا تلك الصور المبنية على عنصري: الرمز والأسطورة، وإن كانت حاضرة في القصيدة بشكل خافت، فإنه لم يكن بد من إهمالها لما لها من أهمية أيضا في بناء الصورة الشعرية.
إن الرمز أسلوب يقوم على الإيحاء والتلميح، بعيدا عن التصريح والوضوح، وفي القصيدة يتجلى ذلك بوضوح، حيث عبر الطبال عن انتعاش الوجود بمولد محمد صلى الله عليه وسلم باستدعاء رمز 'النشوة ' القرينة بشرب الخمرة وما يحدث عن ذلك من الشعور بالانتعاش والمرح، وذلك حين قال "فانتشى الكون نشوة" وأيضا في رمز "الخمرة" حين قال "فغدا الكون خمرة وانتشاء".
وللأسطورة أيضا دورها الصوري، لما تتيحه من تخييل واستحضار، ويتضح ذلك في القصيدة مثلا في أسطورة الخير والشر، المعبر عنا في القصيدة بالظلام والنور، في كون الخير ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم وهو نور، والشر ما كان فيه العالم وهو الظلام، كونهما أي الظلام والنور رفيقي أسطورة الخير والشر... وأيضا أسطورة الشيطان لما لها من تداعيات لدى المتلقي في التاريخ الكوني.
خاتمة:
إن الحديث عن الصورة الشعرية بوصفها ركنا ركينا في المعمار الفني في الشعر العربي بالمغرب حديث ذو شجون خصوصا في عصرنا الحالي حيث انفتحت منافذ المثاقفة على مصراعيها صوب أدبنا الحديث الذي اتسع صدره للمناهج النقدية الحديثة وقد عرفت هذه المناهج تلاحقا وتناميا مع تكثف الظاهرة الأدبية وتراكمها.
لقد شكل مصطلح الصورة في شعر عبد الكريم الطبال أساسا مهما تقوم عليه معمارية القصيدة عنده، كون مع اللغة والإيقاع بنية فنية محكمة تغري الدارس بإفراد تلك الصورة بالدراسة على حدة، كما أنه نموذج صادع على المزاوجة في استخدامات الصورة بين الاتجاهين التقليدي والحديث كما رأينا، وكل ذلك في تمازج لغوي وصوري وإيقاعي، وفي نهاية هذا العرض أمكننا القول بكل يقين بأنه قد حقق دراسة المصطلح في الأدب العربي بالمغرب الذي هو الغاية من هذه المادة.
وهنا نصل إلى نهاية هذا العرض الوجيز الموسوم بـ: 'الصورة في شعر عبد الكريم الطبال' فأرجو أن أكون قد وفقت في عرضه وسبر مكامنه على وجه ما طلب مني.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه.. والحمد لله رب العالمين.
-------------------
إحالات:
علي البطل ، الصورة في الشعر العرب حتى آخر القرن الثاني الهجري، دار الأندلس، ط2، 1981، ص:26
عمرو بن بحر أبو عثمان الجاحظ ، الحيوان، تحقيق يحيي الشامي، دار ومكتبة الهلال، بيوت، ط:2 1990ج3ص408
جابر عصفور ، الصورة الفنية في التراث النقدي والبلاغي عند العرب، المركز الثقافي العربي، بيوت، ط 3 ،1992 ،ص 1 .257 2
عبد القاهر الجرجان ، دلائل الاعجاز، الكتبة العصرية، بيوت، ط1 ،1424 هـ ص466
ماهر دربال ، الصورة الشعرية في ديوان "أنشودة المطر " لبدر شاكر السياب،مطبعة السفير،دت، تونس ص .107
عباس الجراري، تطور الشعر العربي الحديث والمعاصر في المغرب من 1830 إلى 1990م الأمنية الرباط ط1 1997ص: 509
عباس الجراري، تطور الشعر العربي الحديث والمعاصر في المغرب من 1830 إلى 1990م الأمنية الرباط ط1 1997ص: 510
عباس الجراري، تطور الشعر العربي الحديث والمعاصر في المغرب من 1830 إلى 1990م الأمنية الرباط ط1 1997ص: 516
عباس الجراري، تطور الشعر العربي الحديث والمعاصر في المغرب من 1830 إلى 1990م الأمنية الرباط ط1 1997ص: 516
عباس الجراري، تطور الشعر العربي الحديث والمعاصر في المغرب من 1830 إلى 1990م الأمنية الرباط ط1 1997ص: 524
عباس الجراري، تطور الشعر العربي الحديث والمعاصر في المغرب من 1830 إلى 1990م الأمنية الرباط ط1 1997ص: 519
عبد الكريم الطبال شاعر مغربي ولد سنة 1931 بمدينة شفشاون درس بالقرويين ثم التحق بالمعهد العالي لتطوان. حصل على الإجازة في الدراسات الإسلامية. اشتغل بالتعليم الثانوي قبل أن يتقاعد. حصل على جائزة المغرب عن ديوانه "عابر سبيل" سنة 1994.ص:17.
هدى المجاطي، عبد الكريم الطبال أشعار أولى منشورات سليكي أخوين، ط: 1 2014
--------------------------
المراجع:
- عباس الجراري، تطور الشعر العربي الحديث والمعاصر في المغرب من 1830 إلى 1990م الأمنية الرباط ط1 1997.
- هدى المجاطي، عبد الكريم الطبال أشعار أولى منشورات سليكي أخوين، ط: ،1 2014.
- عمرو بن بحر أبو عثمان الجاحظ ، الحيوان، تحقيق يحيي الشامي، دار ومكتبة الهلال، بيوت، ط:2 1990ج3.
- جابر عصفور ، الصورة الفنية في التراث النقدي والبلاغي عند العرب، المركز الثقافي العربي، بيوت، ط 3 ،1992.
- عبد القاهر الجرجان ، دلائل الاعجاز، الكتبة العصرية، بيوت، ط1 ،1424 هـ .
- ماهر دربال ، الصورة الشعرية في ديوان "أنشودة المطر " لبدر شاكر السياب،مطبعة السفير،دت، تونس .
- عبد الرزاق بلغيث، الصورة الشعرية عند الشاعر عزالدين ميهوبي دراسة أسلوبية، رسالة ماستر،جامعة بوزريعة 2
------------------
كانت نهاية تبييضه يوم الثلاثاء
27 صفر 1440 للهجرة
الموافق لـ 06-11_2018م
بمدينة طنجة.
حمزة الوسيني..

والحمد لله أولا وآخرا..
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف