وراثة حالة
عيسى الرومي
شقّ ثيابَه، ولطم خدّيه- تمامًا، كما كانت تفعل النساء، قبل خمسين سنة. وندب وناح...، ولم يعرْهُ أحدٌ أيّ اهتمام. ولأني مستجد، أدخل سوق هذه المدينة، أول مرة، فقد توجهتُ إليه، بسرعة، لأواسيه، ولأقدمَ المساعدة.
- راحتْ! خلاصْ راحتْ!
- ما هي؟
- اختفتْ!... اختفتْ!
ظننتُ أنه يعني حقيبتَهُ، فقلتْ: حقيبتُكَ؟
- لا!...لا! هي مشْ حقيبةْ!
- ابنتُكَ؟
- ...
- ...
- فيها أكثر من (100) مليون!
- دولار؟
- لا!...لا!...والله ما انتِ فاهمْ حاجةْ ( الجيم بالمصرية القاهرية)
ورفرفتْ في خيالي فكرة: الآن، فهمتُ لماذا يتركه الناس، وحيدًا، ولا يُعيرونه اهتمامًا. والآن، يكتمل مشهد الجنون، ويبلغ ذروتَهُ.
- استرليني، يا عم!
- روحْ. روحْ عني يا زلمهْ...ما انت زيهمْ!
وصمتَ، قليلًا. ثم قال، مخاطبًا، نفسَهُ، بحسرة وألم:
- مصرْ! مصرْ!
تسمرتُ، وبهتُّ. ورب البيت، لقد بكيتُ. وعنه ورثت. ومنذ ذلك اليوم، وأنا أغالب الشقّ واللطم.
8-11-2018
عيسى الرومي
شقّ ثيابَه، ولطم خدّيه- تمامًا، كما كانت تفعل النساء، قبل خمسين سنة. وندب وناح...، ولم يعرْهُ أحدٌ أيّ اهتمام. ولأني مستجد، أدخل سوق هذه المدينة، أول مرة، فقد توجهتُ إليه، بسرعة، لأواسيه، ولأقدمَ المساعدة.
- راحتْ! خلاصْ راحتْ!
- ما هي؟
- اختفتْ!... اختفتْ!
ظننتُ أنه يعني حقيبتَهُ، فقلتْ: حقيبتُكَ؟
- لا!...لا! هي مشْ حقيبةْ!
- ابنتُكَ؟
- ...
- ...
- فيها أكثر من (100) مليون!
- دولار؟
- لا!...لا!...والله ما انتِ فاهمْ حاجةْ ( الجيم بالمصرية القاهرية)
ورفرفتْ في خيالي فكرة: الآن، فهمتُ لماذا يتركه الناس، وحيدًا، ولا يُعيرونه اهتمامًا. والآن، يكتمل مشهد الجنون، ويبلغ ذروتَهُ.
- استرليني، يا عم!
- روحْ. روحْ عني يا زلمهْ...ما انت زيهمْ!
وصمتَ، قليلًا. ثم قال، مخاطبًا، نفسَهُ، بحسرة وألم:
- مصرْ! مصرْ!
تسمرتُ، وبهتُّ. ورب البيت، لقد بكيتُ. وعنه ورثت. ومنذ ذلك اليوم، وأنا أغالب الشقّ واللطم.
8-11-2018