الأخبار
الاحتلال الإسرائيلي يغتال نائب قائد الوحدة الصاروخية في حزب الله17 شهيداً في مجزرتين بحق قوات الشرطة شرق مدينة غزةمدير مستشفى كمال عدوان يحذر من مجاعة واسعة بشمال غزة"الإعلامي الحكومي" ينشر تحديثًا لإحصائيات حرب الإبادة الإسرائيلية على غزةغالانت يتلقى عبارات قاسية في واشنطن تجاه إسرائيلإعلام الاحتلال: خلافات حادة بين الجيش والموساد حول صفقة الأسرىالإمارات تواصل دعمها الإنساني للشعب الفلسطيني وتستقبل الدفعة الـ14 من الأطفال الجرحى ومرضى السرطانسرايا القدس تستهدف تجمعاً لجنود الاحتلال بمحيط مستشفى الشفاءقرار تجنيد يهود (الحريديم) يشعل أزمة بإسرائيلطالع التشكيل الوزاري الجديد لحكومة محمد مصطفىمحمد مصطفى يقدم برنامج عمل حكومته للرئيس عباسماذا قال نتنياهو عن مصير قيادة حماس بغزة؟"قطاع غزة على شفا مجاعة من صنع الإنسان" مؤسسة بريطانية تطالب بإنقاذ غزةأخر تطورات العملية العسكرية بمستشفى الشفاء .. الاحتلال ينفذ إعدامات ميدانية لـ 200 فلسطينيما هي الخطة التي تعمل عليها حكومة الاحتلال لاجتياح رفح؟
2024/3/29
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

حول أكاذيب وتلفيقات هيرودوتس "أبو التاريخ" عن بابل ، وكيف شوّه الأغريق منجزات الطب العراقي القديم (القسم الأول)

تاريخ النشر : 2018-11-08
حول أكاذيب وتلفيقات هيرودوتس "أبو التاريخ" عن بابل ، وكيف شوّه الأغريق منجزات الطب العراقي القديم
(القسم الأول)
الدكتور
حسين سرمك حسن
بغداد المحروسة
2018
أكملتُ قبل أيام كتابي "موجز تاريخ الطب العراقي القديم والطب العربي الإسلامي" وهدفي الأساسي منه هو أن يكون كتاباً يُدرس لطلبة الصفوف الأولى من كليات الطب في جامعات عراقنا الحبيب ، فقد أنهينا الدراسة في كلية الطب بجامعة بغداد نهاية السبعينات ونحن نعرف كل شيء عن الطب الغربي ولا نعرف اي شيء عن الطب العراقي القديم والطب العربي الإسلامي بمتجزاتهما المذهلة التي ظلت تُدرّس في أوروبا حتى نهاية القرن التاسع عشر ناهيك عن سرقة الكثير من هذه المنجزات ونسبتها إلى أطباء غربيين كما يثبت الكتاب.
المهم أتمنى على السيّد وزير التعليم العالي والبحث العلمي النظر في تدريس هذا الكتاب لطلبة الصفوف الأولى من كليات الطب والذي كُتب بلغة ورُتّب بطريقة مُبسّطة برغم المعارف الطبية المذهلة التي ضمّها. وقد عزّزته بالصور واللوحات الزاهية من أمهات المصادر الغربية والمخطوطات الاسلامية القديمة لتزيد من ثراء محتواه مثلما تجعله مشوّقاً للقراءة ومتعة لعين القارىء.
وخلال اشتغالي على هذا الكتاب صدمني الظلم والتجنّي بل الكذب والتلفيق الصريح الذي قام به "هيرودوتس" الملقب بـ "أبو التاريخ" في تشويه الطب العراقي القديم ناهيك عن أنّه لم يقم بزيارة العراق (وبابل تحديداً) !! مثلما وجدت بعض الآراء المنصفة لباحثين غربيين يكشفون أبعاد التشويه الذي قام به الأغريق لمنجزات الحضارة العراقية القديمة وهو فقرة من موسوعة مقبلة مهمة عن حضارات بلاد الرافدين القديمة أشتغل عليها في الوقت الحاضر.
لنراجع أوّلا بعضا من منجزات ومعجزات الطب العراقي القديم ثم نتناول أكاذيب وتلفيقات "أبو التاريخ" ؛ هيرودوتس.
*من المنجزات والمعجزات الرافدينية الباهرة في الطب العراقي القديم
•    بطارية بغداد أوّل بطارية كهربائية تُستخدم للتخدير الجلدي وتسكين الألم في التاريخ
تُعتبر بطّارية بغداد أوّل بطارية كهربائية في التاريخ يُعتقد أنها كانت تُستخدم للتخدير الجلدي وتسكين الألم بطريقة مماثلة للإبر الصينية. صُنعت في العراق في بلاد " سومر " ، في حوالي 2000 قبل الميلاد، وجاءت قبل أكثر من ألف سنة من اكتشاف أي بطاريات.
•    أول طبيب في التاريخ
في العراق ؛ في بلاد سومر ، وفي خلال الألف الثالث قبل الميلاد ، كان هناك طبيب اسمه " لولو " يمارس الطب في مدينة " أور " في زمن متقادم العهد في حدود 2700 ق . م .
وفي لوحة وُجدت في (لجش) تعود إلى تاريخ مقارب ورد ذكر للآلات الجراحية وطريقة تحضير بعض الأدوية موقعة من طبيب اسمه (أورد كاليدينا) وقد يكون هذا أول اسم مُسجل لطبيب في التاريخ.
•    أقدم كتاب طبّي في التاريخ
إنّ أقدم ما كتب في الطب فهي لوحة (نيبو) التي يعود تاريخها إلى نهاية الألف الثالث قبل الميلاد، ولهذه اللوحة أهمية بالغة ليس لقدمها فحسب ، بل لأن ما ورد فيها من وصفات ومعالجات كانت خالية من ذكر السحر والشعوذة والتعاويذ ، ومعتمدة اعتمادا تاما على المادة في التطبيب.
•    أوّل كتاب صيدلة في التاريخ
على اللوح المترجم حديثاً الذي يرقى إلى الربع الأخير من الألف الثالث قبل الميلاد والذي لا تتضمن الوصفات الطبية الواردة فيه أي اثر من السحر أو الرقى ، استطاع طبيب سومري اسمه غير معروف ، أن يجمع ويدوّن أثمن وصفاته الطبية لغرض استعمال زملائه من الأطباء ، ولفائدة طلابه . هذه الوثيقة الطينية ، هي أقدم " كتاب موجز " في الطب والصيدلة معروف لدى الإنسان ، بقيت مطمورة في خرائب " نُـفّر " طوال أكثر من أربعة آلاف عام إلى أن تم اكتشافها في عام 1950 .
•    أوّل مكتبة طبّية في التاريخ
يتفق أغلب الباحثين على أن أوّل مكتبة في التاريخ تحمل خصائص المكتبة الثقافية الحقيقية هي مكتبة آشور بانيبال (627 -668  ق. م) آخر ملك عظيم في الامبراطورية الآشورية الخديثة. وتعود هذه المكتبة إلى القرن السابع قبل الميلاد، وعُثر عليها في العاصمة الآشورية نينوى، عام 1853م ، وكانت تضم 30000 لوح (كتاب) طيني في جميع مجالات العلوم والآداب . منها (660) لوحاً تخصّ الطب والصيدلة. وانّ أغلب هذه الألواح تتحدّث عن التشخيص والإنذار لدى المرضى وتصف الأمراض بشكل مُنظّم من الرأس حتى القدم .
•    أوّل شعار للطب في العالم
إنّ شعار الطبابة (الحية الملتفة حول العصا) الذي نشاهده الآن في جميع أنحاء العالم ونجده مطبوعا على الوصفات الطبية وعبوات الأدوية ومعلقا ُعلى واجهات الصيدليات ومرسوما على سيارات الإسعاف هو من المنجزات العراقية القديمة الأصيلة.
•    أوّل وصف لإصابات الحرب النفسية في التاريخ
•    وأوّل نقابة أطباء ورئيس (نقيب) أطباء  
•    أوّل نظام صرف صحي
•    أوّل من اخترع الصابون
•    أوّل عملية قيصرية
•    أوّل عملية لرفع "ساد العين – الماء الأبيض – cataract ، وأوّل عدسة في التاريخ.
•    أوّل عملية لفتح خراج الكبد بين الأضلاع
•    أوّل وصف لمرض الصرع ، السحايا ، التدرّن الرئوي ، البلهارزيا ، القرحة الهضمية ، انسداد الأمعاء ، خراج الكبد ، اليرقان ، التهاب المرارة ، أورام الدماغ ، السكتة الدماغية ، إصابات الأعصاب القحفية cranial nerves injuries ، الشقيقة (الصداع النصفي) ،

•    أوّل وصف لمرض الصرع ، السحايا ، التدرّن الرئوي ، البلهارزيا ، القرحة الهضمية ، انسداد الأمعاء ، خراج الكبد ، اليرقان ، التهاب المرارة ، أورام الدماغ ، السكتة الدماغية ، إصابات الأعصاب القحفية cranial nerves injuries ، الشقيقة (الصداع النصفي) ، ذات الرئة ، خراج الرئة ، حصاة الكلية والمثانة والتفريق بين القابلة للتفتيت وغير القابلة للتفتيت ، الجذام ، الجرب ، الأكزيما ، السيلان ، السفلس ، التيفوئيد ، الملاريا ، وغيرها العشرات من الأمراض.

وعلى ذكر الأمراض النفسية قال الباحثان البريطانيان  إدوارد رينولدز  Edward H. Reynolds وجيمس كينير ويلسون  James V. Kinnier Wilson في بحث مشترك لهما عنوانه : (طب الأعصاب والطب النفسي في بابل Neurology and psychiatry in Babylon ) نُشر في مجلة الدماغ Brain ، المجلد 137 ، الإصدار 9 ، 1 سبتمبر 2014 :
(إنّ الطب العلمي الغربي متجذرٌ في الطب اليوناني والروماني ، الذي تمّ نقله وتعديله من قبل الطب الإسلامي. ومع ذلك ، فقد كشفت الأبحاث الحديثة عن أصول سابقة لهذا الطب في بلاد ما بين النهرين. في مجالات علم الأعصاب والطب النفسي يمكن تتبع أوصاف سريرية مفصلة إلى أول سلالة من بابل في الألف الثاني قبل الميلاد. في السنوات الـ 25 الماضية ، قمنا بالإبلاغ عن الكتابات البابلية الخاصة بالصرع والسكتة الدماغية وشلل العصب الوجهي ، اضطراب الوسواس القهري ، الرهاب والسلوك السيكوباتي، والاكتئاب والقلق. نحن هنا نقدم مراجعة أوسع وأشمل للأصول البابلية ونهجها لما نسميه اليوم الاضطرابات العصبية والنفسية).
وحتى اليوم ، مايزال الباحثون الأجانب يعملون بدأب على ترجمة الرقم المكتشفة من الحضارات العراقية القديمة لاستكشاف كنوزها في ما يتعلق بالعمل الطبي والحفاظ على الصحة وتدبير الأمراض.
.. وهذا غيض من فيض عطايا أرض الرافدين الحبيبة المباركة التي علّمت البشر أسس الحضارة ومظاهرها. (وإلى القسم الثاني).
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف