الأخبار
ما هي الخطة التي تعمل عليها حكومة الاحتلال لاجتياح رفح؟علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024برلمانيون بريطانيون يطالبون بوقف توريد الأسلحة إلى إسرائيلالصحة تناشد الفلسطينيين بعدم التواجد عند دوار الكويتي والنابلسيالمنسق الأممي للسلام في الشرق الأوسط: لا غنى عن (أونروا) للوصل للاستقرار الإقليميمقررة الأمم المتحدة تتعرضت للتهديد خلال إعدادها تقرير يثبت أن إسرائيل ترتكبت جرائم حربجيش الاحتلال يشن حملة اعتقالات بمدن الضفةتركيا تكشف حقيقة توفيرها عتاد عسكري لإسرائيلإسرائيل ترفض طلباً لتركيا وقطر لتنفيذ إنزالات جوية للمساعدات بغزةشاهد: المقاومة اللبنانية تقصف مستوطنتي (شتولا) و(كريات شمونة)الصحة: حصيلة الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة 32 ألفا و490 شهيداًبن غافير يهاجم بايدن ويتهمه بـ"الاصطفاف مع أعداء إسرائيل"الصحة: خمسة شهداء بمدن الضفة الغربيةخالد مشعل: ندير معركة شرسة في الميدان وفي المفاوضاتمفوض عام (أونروا): أموالنا تكفي لشهرين فقط
2024/3/28
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الناتج بقلم:عادل جوهر

تاريخ النشر : 2018-11-04
جلس الأستاذ رامي في ركنه المفضل بالمقهى الشعبي الكائن في وسط البلد، والذي دائماً ما يمتلأ بالكثير من الرواد، سواء من أهل المدينة أو الغرباء القادمين من الضواحي النائية. بالمقهى شاشة كبيرة معدة لمباريات كرة القدم، وأخرى أقل في الحجم دائماً مضبوطة على قناة للأغاني الشعبية. 
جذب الأستاذ رامي منضدة بلاستيكية إلى كرسيه البلاستيكي، ثم وضع فوقها حقيبته وراح يخرج أشياءه، الهاتف، "اللاب توب"، بعض الأوراق البيضاء وقلم جاف.. كتب في أول سطر: يبقى السؤال دائماً، لماذا نحاسب الناتج ولا نحاسب المسألة؟
قرأ محمد عامل المقهى السطر وهو يضع قهوة الأستاذ رامي أمامه، فسأله: معلشي يا أستاذ رامي.. يعني إيه الكلام ده؟ مين اللي تعبك في الحساب وانا هقول للمعلم عليه.. نفسنا نجاملك في أي حاجه يا أستاذ..
رد الأستاذ رامي ضاحكاً: لا يا محمد مفيش حد تعبني في الحساب ولا حاجه.. أنا هقولك أقصد إيه بطريقه تانيه.. مثلاً لو المعلم قالك إسرق كهربا من العمود للقهوه.. ينفع الحكومه تحاسبك انت؟
هرش محمد في رأسه وهو يقول: طبعاً لأ.. بس انا عشان بفهم في الأصول هشيلها عن معلمي...
قطع حوارهما مناداة الكثير من الزبائن على محمد، مما اضطره إلى ترك الأستاذ رامي قائلاً: "راجعلك يا أستاذ". وعلى الرغم من كم الدخان الكثيف الخارج من الشِيشّ، والأصوات المزعجة للزبائن الذي يلعبون الكوتشينة أو الدومينو أو الطاولة، إلا أن الأستاذ رامي بدا كأنه لا يشعر أو يسمع أي شيء، فكتب: هل من المعقول يا سادة أن نحاكم قطع الشطرنج؟! هل من المعقول أن نحاسب القلم على كلمة كتبها مولاه؟...
وعندما كان محمد يرفع كوب القهوة الفارغ من فوق المنضدة، نظر إلى الورقة بدافع الفضول وقرأ السطرين، لكنه لم يقف وقال محدثاً نفسه: "الأستاذ باين عليه النهارده مش هنا خالص!"..
لم يلحظ الأستاذ رامي مرور محمد، وكان يكتب مكملاً: قطع الشطرنج تكمل دورها كما يريد سيدها اللاعب. والقلم يكتب ما أراد مولاه. لماذا إذاً يلوم الأغبياء على من ينفذ ما ليس له إرادة فيه. لا إجابة. محمد رغم أنه عامل بأجر إلا إنه يرحب بتنفيذ العقوبة مكان معلمه! لماذا؟..

جاء محمد مرة أخرى وقال: معلشي تاني يا أستاذ رامي.. هو الشطرنج وللا القلم ليهم حق يتكلموا وهما مجرد لعبة؟؟
- ياه يا محمد لو الشطرنج والقلم فعلاً اتكلموا وأصبحوا أحرار فعلاً.. ساعتها بس ممكن حاجات كتير تتغير...

لملم الأستاذ رامي أوراقه وخرج من المقهى عائداً إلى منزله، والأسئلة ما زالت تتراكم برأسه المتعب. فما زالت قطع الشطرنج تشعر بأنها حرة رغم أن هناك سيداً يحركها، وما زال القلم يكتب ما أراده مولاه ظناً منه أنه من يكتب!! 
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف