الأخبار
حمدان: إذا أقدم الاحتلال على عملية رفح فسنُوقف التفاوض.. والاتصال مع الضيف والسنوار متواصلأكثر من ألف معتقل في احتجاجات الجامعات الأميركية ضدّ الحرب على غزةرئيس كولومبيا يُعلن قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيلبلينكن: نريد الآن هدنة بغزة.. وعلى حماس أن تقبل العرض الجيد جداًتركيا تقرر الانضمام لدعوى الإبادة الجماعية ضد إسرائيلالكشف عن نص العرض المقدم للتوصل لهدوء مستدام في قطاع غزةنتنياهو: قواتنا ستدخل رفح بصفقة أو بدونهاوفد حماس يغادر القاهرة للعودة برد مكتوب على المقترح الجديد لوقف إطلاق الناربلينكن: أمام حماس مقترح سخي جداً وآمل أن تتخذ القرار الصحيح سريعاًتضامناً مع فلسطين.. احتجاجات الجامعات الأميركية تتسع وسط مخاوف إلغاء مراسم التخرجتل أبيب تستعد لإصدار الجنائية الدولية أوامر اعتقال ضد مسؤولين إسرائيليين كبارإعلام إسرائيلي: 30 جندياً في الاحتياط يرفضون الاستعداد لاجتياح رفحقناة كان: القيادة الإسرائيلية منقسمة بشأن مستقبل الحرب في غزةارتفاع درجات الحرارة يفاقم معاناة النازحين في غزة ويزيد من البؤس اليوميالأمم المتحدة: إزالة الركام من قطاع غزة قد تستغرق 14 عاماً
2024/5/2
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

هذي الأرض إلها صحاب بقلم: المحامي حسن عبادي

تاريخ النشر : 2018-10-30
هذي الأرض إلها صحاب  بقلم: المحامي حسن عبادي
                "هذي الأرض إلها صحاب"
درس سامي علم الاجتماع الحديث في جامعة روبرت كارل في هايدلبرغ الألمانيّة، أقدم جامعات البلاد، وانتظرته في مطار اللد قافلة من السيّارات والأقارب والوجهاء للاحتفاء بعودته حاملًا شهادة الدكتوراه بامتياز. وعند وصوله البلدة انتظره العشرات في الساحة العامّة وبدأت الزغاريد وهو يلوّح بكلتا يديه ڤي  ثلاث مرات 3'V) )، عبر سيارة الليموزين المكشوفة.
عاش في ألمانيا عشر سنوات، ووالده يبعث له كلّ أول الشهر قسط التعليم ومصاريفه، حيث تجندّت كلّ العائلة للعمل في "الفلحة" لتأمين احتياجاته باهظة التكاليف. كرّس وقته للتعلّم ولكنّه لم يبخل على نفسه وعاش حياته هناك بطولها وعرضها؛ السهر والمجون، المسرح والسينما. كان على وشك أن يتزوّج فتاة ألمانيّة عاشرها لسنوات عديدة لكنّ الحنين لأهله وبلده، وحلمه بخدمة أهل البلد، جعله يتخلّى عن أحلامه البحثيّة والجوائز العلميّة ليعود.
حاول بعد العودة أن يشتغل في مجال تخصّصه ولكن الأبواب كانت موصدة، رفضت الجامعات والمؤسّسات تشغيله، صار عاطلًا عن العمل ولم يستطع التأقلم بوظيفة معيّنة، آلمه وضعه ووضع العائلة التي تجنّدت بكلّ طاقاتها لمشروعه، وظلّ يحلم بسيّارة فخمة، الزواج بصبيّة عذراء وفيلا بجنائنها الفسيحة.
استطاع في النهاية، وبالاعتماد على مدّخرات العائلة التي أخذت تتآكل يومًا بعد يوم، أن يقتني سيّارة جديدة من الوكالة بالتقسيط ويبني له بيت أحلامه، ملحًّا على والدته البحث عن عروس عشرينيّة.
عاد والده يومًا بعد صلاة الجمعة فوجده بانتظاره في باحة البيت، تحت الدالية، وبصحبته رجلان، فاجأه سامي حين عرّفه على الحضور: محامي سخنينيّ ومعه "صالح". تبادلا أطراف الحديث وفجأة أخرج صالح من حقيبته ملفّات، مستندات وخرائط. ناول المحامي القلم لأبي سامي وطلب توقيعه، فسأل مستغربًا: "على شو أمضي؟ أنا ما بفكّشْ الحرف، لا قاري ولا كاتب!".
بدأ صالح الذي عرّف على نفسه  أنّه "يهودي ابن عرب" يشرح للوالد بأنّه تبيّن لهم ملكيّته بالوراثة لعشرين دونمًا في الرويس، صودرت في الخمسينيّات بموجب قوانين "الحاضر غائب"، وبإمكانه استبدالها بثلاثة دونمات أرض "عمار" في البلدة ومائة ألف دولار! بدأ سامي يشرح لوالده فوائد هذا العرض السخيّ، بإمكانهم سدّ الديون التي تراكمت، بناء بيوت للأولاد وبيع دونمين لتغطية مصاريف البناء والزواج المُقبل.
ذًهل الوالد من حديث سامي و"ضيوفه" وقال: "هيك بدّك إيّاني أفرّط بأرض جدادي؟". أجابه سامي "بأنّ هذا العرض مغرٍ ولن يتكرّر، سينقذ العائلة من فضيحة الديون،  والأرض البديلة المقترحة مُصادَرة منذ ستّين عامًا"؛ نهره الوالد، ثمّ صرف ضيوفه وتمتم قائلًا: "هذي الأرض إلها صحاب".
                          المحامي حسن عبادي


 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف