الأخبار
بعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكريا بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيينمسؤولون أميركيون:إسرائيل لم تضع خطة لإجلاء المدنيين من رفح..وحماس ستظلّ قوة بغزة بعد الحربنتنياهو: سنزيد الضغط العسكري والسياسي على حماس خلال الأيام المقبلة
2024/4/23
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

سيمبوزيوم المكان فن الحاضر في القيروان-تونس

سيمبوزيوم المكان فن الحاضر في القيروان-تونس
تاريخ النشر : 2018-10-28
بشرى بن فاطمة

سيمبوزيوم المكان فن الحاضر في القيروان-تونس
مشاركة الفنان والنحات اللبناني بسام كيرلس

انتظمت التظاهرة العالمية للفن التشكيلي سيمبوزيوم "لقاء المكان-فن الحاضر" في دورتها الرابعة، التي حطت الرحال هذا العام بمدينة القيروان التونسية، بمشاركة عدد من الفنانين التشكيليين من العالم وقد امتدت من 3 إلى 10 أكتوبر بالمركب الثقافي أسد بن الفرات بالقيروان.
 
وقد شارك الفنانون بلوحات تشكيلية وجداريات تحدثت عن تأثير المكان على الفنان وتداخلات الفكرة الحسية مع المفهوم التشكيلي لها كمدينة تجادل التاريخ وتواكب الحاضر بين عراقة الصور وانكساراتها التشكيلية مع الواقع ومعايشته، من خلال الجوانب العاطفية والابتكارية والحسية والذهنية والتجريبية المتناغمة مع العناصر المادية والمعنوية سواء في خامات المكان نفسه القيروان أو انعكاس تأثيره التراثي والتاريخي، وقد تضمنت الدورة بالتوازي مع السمبوزيوم محاضرات وأمسيات شعرية وموسيقية مع ورشات للأطفال.
وقد كان الحضور اللبناني ممثلا في الفنان التشكيلي والنحات "بسام كيرلس" الذي كان لنا معه لقاء عن زيارته الأولى إلى تونس، عن انطباعه الخاص عن هذه الزيارة ورأيه في مثل هذه الملتقيات ومدى تأثيرها عربيا على تطوير فكرة التبادل الفني والتجريب الحداثي في الفن التشكيلي العربي ومواكبة التفاعل التعبيري للفن والفنون ومدى تأثره المفاهيمي مع الأمكنة.
ولد بسام كيرلس سنة 1971 في بنتاعل بجبيل لبنان، انتسب إلى متحف سرسق منذ 1995
ترأس سنة 2000 جمعية الفنانين اللبنانيين للرسم والنحت، أقام العديد من المعارض الفردية والجماعية في الرسم والنحت في لبنان باريس موسكو روما الدوحة مسقط، وشارك في عدة ملتقيات نحتية بفرنسا وايطاليا وسلطنة عمان، أنجز عدة نصب تذكارية لشخصيات تاريخية أدبية فكرية دينية، له أعمال مختلفة نحت ورسم ضمن مقتنيات "متحف فرحات الفن من أجل الإنسانية"، تنتشر أعماله الفنية على مساحات واسعة من المدن والبلدات اللبنانية خصوصا تلك التي شيّدها بالقصر الثقافي اللبناني بغزير.
 
يعتبر كيرلس في فنه ومنجزه "أن الجمع بين الروح والخلود فكرة جمالية التصميم فنية التوجه إنسانية غارقة في الأرض بعمق كل مكان وعبق كل اتساع يحتوي عناصر التكوين".
وتلك هي الفلسفة الجمالية التي تعمّدها لتطويق حضوره مع كل منجز فني يوقّعه في كل مكان يحطّ فيه رحاله متشبّعا بآثاره الذهنية والحسية التي تتجادل مع ابتكارات تكسر حواجز التقليد والتلقي السطحي للمشهد الطبيعي والبشري والمرحلي المتوافق زمنيا مع التاريخ والانسان.
ومن هذا المنطلق أسّست رؤيته لرحلة شيقة التوافق مع مبادئ الترميم والتدمير البناء والتشييد والتوغل في هياكل القصف والاعمار بين السكينة والهدوء بين التطرف والانحسار الخالي من أبعاد التصورات المألوفة سواء داخليا نفسيا وحسيا أو خارجيا كصدامات فكرية في التعايش سواء السياسي أو الاجتماعي مع الواقع حسب تقديره لفكرة "المكان" بما تحتويه وهو ما حمّسه للمشاركة في هذه التظاهرة كزيارة أولى لتونس وللقيروان.
 
وهو ما قاده للتعبير عن مفهومه العام في المشاركة والتماهي مع المكان بقوله "للمكان تأثيره الطاغي على فكرة الاندماج والانتماء والتوافق والانسجام والتماهي الذي يحمل الهوية الأولى للإنسان ويلبسها مفهوم المكان الجديد وتونس تجدد أما القيروان فهي اكتشاف حسي وذهني قادر على أن يندمج مع تاريخ له طاقته في أن يعتّق الفكرة التشكيلية"، فجمع الفكرة واللون والتراث والتاريخ طغى على الصورة التي كوّنها كيرلس عن المكان في كل زواياه الماورائية الاكتشاف تلك التي روّضها في أعماله بنفس الأسلوب الذي صاغ به بصريا العمل المقدم في سيمبوزيوم المكان في القيروان والذي عنه يقول:
"يمثل العمل انبعاث المكان "القيروان" من صلب المادة الترابية في حين أنه في الربع الأسفل من اللوحة كتب المشاركون وزوار الورشة انطباعهم ليكونوا شركاء في صياغة المدينة فالمكان هو أفكار وأحاسيس وانطباعات قاطنيه وانعكاسهم عليه بما يشير إلى فكرة التأثير ومفاهيم التأثر العاطفية والذهنية ومن هنا تعبق المراحل التي أسّست للإنسانية وآثارها في المكان، فالعمل الذي قدمته كان بقياس 120/80 سنتيمتر عناصره مختلفة اكريليك أتربة ومواد مثبتة مستوحاة من المدينة التاريخ والمدينة الانسان العبور من واقع الحلم إلى خيال الصور كمعايش لمشهدياتها، وهي ماورائية تواكب فكرة انتحال المكان من عبق أرضه".
يعكس العمل الذي قدّمه كيرلس في التظاهرة انطباعات التأثير التاريخي وما يميّز رؤاه في التعبير الذاتي عن فكرة المكان والإنسان من خلال الأساس المعتم والتوحد الضوئي التراب والأرض اتساع الأفق والبحث الغامض وعلاقة التواصل بين مراحل التاريخ وتوافقات الحضارة فتلك البنى وخصوصياتها الرمزية وعلاماتها البصرية تحيل على القيروان المكان بكل معانيه المؤثرة في تاريخ إفريقية وتونس ككل.
 
لوحة –مكان- سيمبوزيوم القيروان
 
إن مثل هذه المشاركات العربية يعتبرها كيرلس فرصة للتواصل والتجريب ولإدراك المفاهيم المعاصرة في التشكيل العربي ونقطة تواصل بين الشرق والمغرب العربي والعالم وعنها يقول
"شكلت مشاركتي في هذا النشاط إضافة نوعية إلى تجربتي وبخاصة أنني أعمل منذ فترة طويلة على المكان كموضوع أساسي في أعمالي التشكيلية والنحتية أما القيروان المدينة الغنية بمخزونها التاريخي فهي تستفز الفنان لأكثر من لقاء وأكثر من فكرة ومفهوم تشكيلي تركيبي ذهني مدينة تعلق في ذاكرة الشغف الفني والتجريب التشكيلي، إضافة إلى الأجواء الثقافية الناشطة ولا سيما في تونس ما شكل بالنسبة لي فرصة هامة للتعرف على الحركة الفنية التونسية وهو ما حفزني للمشاركة والتواصل أكثر لمعرفة مدن تونس وخصوصياتها خاصة وأنها كانت لقاء عربي وعالمي."
 
*مجسم "القدس" متحف فرحات
 
مقتنيات متحف فرحات
وليس التعثر بالقيمة والجمال إلا احتمالا مرتبا لصيغة راسخة في صور عابرة من الانطباع الأول إلى الذهن من خلال الحواس كما أنه ليس من السهل التوغل في تجربة الأمكنة بكل العمق والنضج الذي يميز تجربة كيرلس ولكن من الحرفية أن يخرج من عمقه الإبداعي هذا المشهد الفني الذي اختار أن يعبّر عن منجزاته ويضاف إلى تجربته التي تحمّلت فرضيات الحقيقة لتلامس الروح في التلقي والفهم.
فهو من قادته الأسئلة الوجودية الطفولية الى النضج عبر الأمكنة بواقعها وصخبها ومعه اكتملت فيه عمقا ثم تبلورت مع الأحداث التي عرفها لبنان إلى النفور من مشهدية لا إنسانية ومنها كانت تجربته الأولى التي حمّلته صور الهدم في ذاكرة صدمها العنف الذي واجه وطنه من حرب أهلية وطائفية علقت آثارها على البناء والعمران، فاستقرت في ذاكرته الصور المشوّهة للمكان والهدم وعلقت في ذهنه المباني المتداعية وخراب المدن مما عمق تساؤلاته عن الأمكنة ، التي كانت محور بحثه الدائم في مفاهيم وجود الإنسان وهو ما جعل الأسئلة تزيد عنده ليخلق الإجابة في منجزه الفني المتلاحم مع الطبيعة فلم ينفصل عنها كما وصفها صورا ومشاهد بقيم جمالية ما ورائية تحمّلت صور الوطن القاسية تناقضات وصراع وجود فمن تبايناتها استلهم موهبته ومواده التي شكّل بها منحوتاته ولوحاته فمن نحت المباني المهدمة إلى الأقنعة إلى الرؤى التشكيلية ترسخت رمزيات الخلود الإنساني مع طائر الفينيق مع عناصر الطبيعة معتبرا أن الفن" فرصة للإنسان كي يفجر العنف المكبوت في أفكاره ويزيحه من الواقع إلى المنجز وبالتالي يزيح معه وجعه ووجع الناس".
   





 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف