الأخبار
بلومبرغ: إسرائيل تطلب المزيد من المركبات القتالية وقذائف الدبابات من الولايات المتحدةانفجارات ضخمة جراء هجوم مجهول على قاعدة للحشد الشعبي جنوب بغدادالإمارات تطلق عملية إغاثة واسعة في ثاني أكبر مدن قطاع غزةوفاة الفنان صلاح السعدني عمدة الدراما المصريةشهداء في عدوان إسرائيلي مستمر على مخيم نور شمس بطولكرمجمهورية بربادوس تعترف رسمياً بدولة فلسطينإسرائيل تبحث عن طوق نجاة لنتنياهو من تهمة ارتكاب جرائم حرب بغزةصحيفة أمريكية: حماس تبحث نقل قيادتها السياسية إلى خارج قطرعشرة شهداء بينهم أطفال في عدة استهدافات بمدينة رفح"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيران
2024/4/20
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

صدور كتاب "الكتابة الساخرة في الصحافة بين الهزل والجد" عن الآن ناشرون وموزعون

صدور كتاب "الكتابة الساخرة في الصحافة بين الهزل والجد" عن الآن ناشرون وموزعون
تاريخ النشر : 2018-10-27
الكتابة الساخرة في الصحافة بين الهزل والجد
عمان-
ما يزال مفهوم«الكتابة الساخرة» مرتبكاً، غير واضح المعالم عند الكثيرين، فبين الهزل والسخرية مسافة قصيرة، قد تُشكِّل خلطًا عند البعض، فإذا كان الهزل مرادفاً للتفكّه، فإن السخرية قد تكون بمنتهى الجدية، فهي حالة ثورية وتغييرية، نقدية وهجومية، تسعى نحو التغيير، ونقد كل ما هو قائم، وليست دعوة للضحك والترويح والترفيه.
حول هذا الموضوع يدور كتاب "الكتابة الساخرة في الصحافة" للدكتور محمد جرادات، الصادر مؤخرًا عن الآن ناشرون وموزعون في عمّان، إذ يرى الكاتب فيه أن الكتابة الساخرة موقف شامل جذري، ذو طابع ثوري، جوهره التغيير لما هو أفضل للمصلحة العامة، متجاوزًا فكرة الضحك والإضحاك.
والكتابة الساخرة، كما ظهرت في الكتاب، كتابة مكثّفة، تحتل موقعاً متقدّماً في قمة هرم الكتابة، وتعدّ من أشهر الأساليب الكتابية المعروفة، وهي سياسيّة بامتياز، حتى لو ظهرت بألوان أخرى،جديّة وثائرة حتى لو أضحكتنا أو أبكتنا، وفيها دعوة للتأمل وإعادة النظر وتصحيح الاعوجاج. إنها ليست تجميعًا وإعادة توزيع للمفردات الشعبية، وليست تهريجاً أو افتعالًا للضحك وصناعة الموقف، وليست نصاً يمكن تأليفه أو توليفه أو صناعته، وليست ذات علاقة بالتفاهة ومحاولات الإضحاك السمجة، إنما هي موقف لا يصدر إلا عن صاحب موقف.
وكما أن مفهوم "الكتابة الساخرة" متعدد ومتنوع، كذلك هو مفهوم "الكاتب الساخر"، حيث يتّفق كثير من المختصّين والباحثين على أن هناك صعوبات جمّة في تعريف وتوصيف الكاتب الساخر، لا سيّما في الصحافة ، فهل هو الكاتب الذي يكتب باللهجة المحلية؟ أو هو الذي ينهل من مفردات قصص التراث والحكايات الشعبية؟ أو هو الذي يكتب ليُضحك الآخرين؟
يرى المؤلف أن الكاتب الساخر يحمل شخصية ساخرة وناقدة ومرحة في الأساس، قادر على تسليط الضوء على ما هو غير رسمي من الظواهر في حياة الإنسان والمجتمع، كأن يكون هناك مشهد عام تقليدي ويراه الناس طبيعياً وعادياً، لكنه بنظرته ومفارقته يحوّله من مشهد عادي إلى حالة من السخرية التي تثير الانتباه، هادفًا إلى تعرية القبح، وإظهار وجه الحياة من دون تنميق أو ابتذال.
كما يجب أن يكون الكاتب الساخر، وفقًا لرأي المؤلف، قارئاً نهماً؛ لأنه بغير ذلك لن ينجح في كتابة أي شيء، فالكتابة الساخرة ليست نقداً لاذعاً وحسب، وليست قدرة على التقاط الفكرة واختزالها وحسب، وليس ضحكة وحسب، إنها كل ذلك مجتمعًا مع تفاعل عضوي بتجربة سياسية وحرمان من الحريات العامة، لا تخلو من اعتقال وتعذيب وقهر ومعاناة، واشتباك في الميدان، وقدرة على التقاط الصورة والمشهد واللحظة، فكل هذا يجب أن يكون متوافراً في الكاتب الساخر.
وعلى الكاتب الساخر أيضًاأن يكون ناقدًا بالضرورة، ومهاجمًا عنيدًا وقويًا ومؤثرًا، إذ لا يمكن أن تنسجم الكتابة الساخرة مع المديح أو الولاء، فهي بطبعها هجومية ناقدة مشاكسة معارضة، ولاقطة لمختلف السلبيات، وغير ذلك تصبح مقالة عادية لا يجوز تصنيفها مقالة ساخرة، ولا يصنّف كاتبها كاتباً ساخراً.
وعن أهمية الكتابة الساخرة في الصحافة يرى الكاتب أنها تشكّل قيمة مضافة للصحيفة، حيث تسهم في خلق حالة من التفاعل والحوار والجدل، فهي ليست إكسسواراً في هذه الصحيفة أو تلك، أو ملء فراغ هنا وهناك، إنما هي موقف عميق يسعى إلى التغيير لما هو أفضل وأنقى.
لكنه يأسف أنها بدت في المشهد السائد اليوم بعيدة عن جوهرها، وكأنها اختلفت وخلعت ثوبها الحقيقي، لترتدي ما هو غير لائق بها في كثير من الأحيان، فأصبحت مليئة بالمديح والتبرير والدفاع عن الحكومات والسياسات، ولا تخلو من تناقضات بين مقالة وأخرى، فمرّة تجد الكاتب الساخر يدافع ويبرر، ومرّة تجده يهجم دون أن يمسّ أحداً، وبالتالي يستفاد منه ويوظّف بما يخدم السلطة أكثر مما قد يعرّيها، أو يفضح سياساتها الخاطئة، كما أن غالبية الصحف تميل إلى من يكتب وفق رؤيتها ورغبتها وسقوفها.
ولتستقيم الحالة الساخرة برمتها، ولتصويبها وتوجيهها إلى الطريق المطلوب، ولكي تعود إلى حالتها الجوهرية الحقيقية،أكّد المؤلف على أهمية وضرورة وجود نقّاد للكتابة الساخرة والكتّاب الساخرين،يبتعدون عن المديح أكبر قدر ممكن، وقادرين على توجيه سهامهم إلى الكاتب الساخر الذي يفترض فيه أن يوجّه سهامه وهجومه إلى الجميع.
يذكر أن الدكتور محمد جرادات من مواليد بشرى/ إربد سنة 1962، حاصل على شهادة البكالوريوس في الفلسفة والعلوم الاجتماعية من جامعة عدن، والماجستير في الأنثروبولوجيا الثقافية من جامعة اليرموك الأردنية، والدكتوراه في الصحافة والإعلام.
عمل مدرساً في جامعة العلوم الإبداعية في دولة الإمارات العربية المتحدة، ومحاضراً في معهد الشارقة للتراث، ومدير إدارة الاستشارات والخدمات الإعلامية في شركة" خطوة للإنتاج الإعلامي" في الإمارات العربية المتحدة، وهو كاتب وصحفي وخبير في التدريب الإعلامي،  ومؤسِّس جمعية الأنثروبولوجيين الأردنيين، وعضو الجمعية الفلسفية الأردنية، وعضو هيئة تحرير مجلة الموروث العلمية المحكّمة، الصادرة عن معهد الشارقة للتراث.
عمل مدير تحرير مجلة" معكم"، المتخصصة في العمل الخيري والإغاثي، الصادرة عن منظمة الهلال الأحمر العربي والصليب الأحمر العربي. وله العديد من الأبحاث والدراسات المنشورة في الصحف والمجلات العربية. صدر له كتاب "عدن في عيون أردنية" عن الآن ناشرون وموزعون، عمّان، 2018.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف