للأسف .. كأن كل شيء يبرر قتل الصحفي 22-10-2018
بقلم : حمدي فراج
"لا شيء يبرر قتل الصحفي جمال خاشقجي" ، جملة نسمعها تتردد هذه الايام بكثرة على ألسنة الناس والحكام والاحزاب والهيئات والاعلام بكل اللغات ، لكن سياقات الاحداث التي رافقت مقتله تصرخ بإعلى الصوت ان لا شيء يمنع او يحول دون مقتله :
- مرور ثمانية عشر يوما على مقتله دون صدور بيان رسمي حكومي واحد من ضمن حوالي مئتي دولة في العالم ان الرجل قد قتل . بعد كل هذه المدة صدر بيان عن حكومة بلاده انه "توفي" في القنصلية اثر "شجار" ، فيسائل المرء ذاته : إذا كان "الشجار" يتطلب ثمانية عشر يوما للكشف عنه ، فكم من الوقت تتطلب جريمة القتل ؟ .
- ظهور ثلاثة مسؤولين معنيين بالجريمة ، الاول سعودي قال انه خرج من القنصلية على قدميه بعد عشرين دقيقة ، والثاني تركي ، اقصى ما طلبه من السعودية فتح القنصلية ومنزل القنصل للتحقيق ، وحتى يوم امس قال انه سيكشف عن تفاصيل الجريمة و"تعرية" الرواية يوم الثلاثاء ، أما الثالث فهو امريكي ، ليس لأن القتيل مقيم لديه ، بل لأنه مدير العالم ، فقد بلغ به الامر ان يقول ان الجناة مارقين ، لكن الاهم انه ظل في كل مرة يتحدث عن الجريمة كان يذكر رقم (110) مليارات صفقة اسلحة يجب ان تستمر ، ونذكر خلال الشهر المنصرم تحدث اربع مرات عن كيف قال للملك ادفع "كنج .. باي" بدل حمايتكم .
- جاء في بيان المملكة انه تم اعتقال "فريق القتل" البالغ عددهم خمسة عشر شخصا ممن تم ارسالهم لاقناع الخاشقجي العودة الى الوطن ، بالاضافة الى ثلاثة مسؤولين كبار تم اقصاءهم عن مناصبهم ، مهمة من هذا القبيل يتم الانتقال فيها من دولة الى دولة على متن طائرتين خاصتين ينخرط فيها العشرات او المئات. ثم هل الاقصاء عن الوظيفة يكفي كعقاب على جريمة من هذا القبيل .
- كيانات عديدة اصدرت بيانات صريحة وقوفها الى جانب المملكة في "شفافيتها" و"عدالتها" ازاء القضية ، وكأنها تقول لها نحن معك ظالمة ومظلومة ، القافلة تسير والكلاب تنبح ، من هو هذا الخاشقجي الذي لم يستطع ان يفسد ودنا وحلفنا حيا ليفعل ذلك ميتا . ناهيك ان هذه الكيانات لها سجلاتها الخاصة الشبيهة .
- واذا كان الكشف عن "الوفاة" قد استغرق ثمانية عشر يوما ، فإن الجثة ، ما زالت مجهولة ، واذا ما صدقت حكاية تقطيعها ، فإن العثور على كل شظاياها لترميمها قد يستغرق ما هو اكثر من ذلك بكثير .
****************
حبسوه قبل أن يتهموه / عذبوه ، قبل أن يستجوبوه / أطفأوا سيجارةً في مقلته ،عرضوا بعض التصاوير عليه: قل… لمن هذي الوجوه ؟ / قال: لا أبصر…قصوا شفتيه ، طلبوا منه إعترافاً حول من قد جندوه/ و لما عجزوا أن ينطقوه، شنقوه/ بعد شهرٍ… برّأوه / أدركوا أن الفتى ليس هو المطلوب أصلاً بل أخوه / و مضوا نحو الأخ الثاني و لكن وجدوه ميتاً من شدة الحزن فلم يعتقلوه……"احمد مطر".
بقلم : حمدي فراج
"لا شيء يبرر قتل الصحفي جمال خاشقجي" ، جملة نسمعها تتردد هذه الايام بكثرة على ألسنة الناس والحكام والاحزاب والهيئات والاعلام بكل اللغات ، لكن سياقات الاحداث التي رافقت مقتله تصرخ بإعلى الصوت ان لا شيء يمنع او يحول دون مقتله :
- مرور ثمانية عشر يوما على مقتله دون صدور بيان رسمي حكومي واحد من ضمن حوالي مئتي دولة في العالم ان الرجل قد قتل . بعد كل هذه المدة صدر بيان عن حكومة بلاده انه "توفي" في القنصلية اثر "شجار" ، فيسائل المرء ذاته : إذا كان "الشجار" يتطلب ثمانية عشر يوما للكشف عنه ، فكم من الوقت تتطلب جريمة القتل ؟ .
- ظهور ثلاثة مسؤولين معنيين بالجريمة ، الاول سعودي قال انه خرج من القنصلية على قدميه بعد عشرين دقيقة ، والثاني تركي ، اقصى ما طلبه من السعودية فتح القنصلية ومنزل القنصل للتحقيق ، وحتى يوم امس قال انه سيكشف عن تفاصيل الجريمة و"تعرية" الرواية يوم الثلاثاء ، أما الثالث فهو امريكي ، ليس لأن القتيل مقيم لديه ، بل لأنه مدير العالم ، فقد بلغ به الامر ان يقول ان الجناة مارقين ، لكن الاهم انه ظل في كل مرة يتحدث عن الجريمة كان يذكر رقم (110) مليارات صفقة اسلحة يجب ان تستمر ، ونذكر خلال الشهر المنصرم تحدث اربع مرات عن كيف قال للملك ادفع "كنج .. باي" بدل حمايتكم .
- جاء في بيان المملكة انه تم اعتقال "فريق القتل" البالغ عددهم خمسة عشر شخصا ممن تم ارسالهم لاقناع الخاشقجي العودة الى الوطن ، بالاضافة الى ثلاثة مسؤولين كبار تم اقصاءهم عن مناصبهم ، مهمة من هذا القبيل يتم الانتقال فيها من دولة الى دولة على متن طائرتين خاصتين ينخرط فيها العشرات او المئات. ثم هل الاقصاء عن الوظيفة يكفي كعقاب على جريمة من هذا القبيل .
- كيانات عديدة اصدرت بيانات صريحة وقوفها الى جانب المملكة في "شفافيتها" و"عدالتها" ازاء القضية ، وكأنها تقول لها نحن معك ظالمة ومظلومة ، القافلة تسير والكلاب تنبح ، من هو هذا الخاشقجي الذي لم يستطع ان يفسد ودنا وحلفنا حيا ليفعل ذلك ميتا . ناهيك ان هذه الكيانات لها سجلاتها الخاصة الشبيهة .
- واذا كان الكشف عن "الوفاة" قد استغرق ثمانية عشر يوما ، فإن الجثة ، ما زالت مجهولة ، واذا ما صدقت حكاية تقطيعها ، فإن العثور على كل شظاياها لترميمها قد يستغرق ما هو اكثر من ذلك بكثير .
****************
حبسوه قبل أن يتهموه / عذبوه ، قبل أن يستجوبوه / أطفأوا سيجارةً في مقلته ،عرضوا بعض التصاوير عليه: قل… لمن هذي الوجوه ؟ / قال: لا أبصر…قصوا شفتيه ، طلبوا منه إعترافاً حول من قد جندوه/ و لما عجزوا أن ينطقوه، شنقوه/ بعد شهرٍ… برّأوه / أدركوا أن الفتى ليس هو المطلوب أصلاً بل أخوه / و مضوا نحو الأخ الثاني و لكن وجدوه ميتاً من شدة الحزن فلم يعتقلوه……"احمد مطر".