الأخبار
"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّات
2024/4/19
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

عبدالرحمن سوار الذهب.. رجل خير تثمن إنجازاته بالـ(ذهب)بقلم:د.عصام يوسف

تاريخ النشر : 2018-10-22
عبدالرحمن سوار الذهب.. رجل خير تثمن إنجازاته بالـ(ذهب)بقلم:د.عصام يوسف
عبدالرحمن سوار الذهب.. رجل خير تثمن إنجازاته بالـ(ذهب)

بقلم: الدكتور عصام يوسف
رئيس الهيئة الشعبية العالمية لدعم غزة

لم تكن للفرادى أن تشمل جزئية التسليم الطوعي للسلطة من جانب زعيم عربي، بل هنالك العديد من حالات التفرد التي شملت جوانب عدة من شخصية الراحل القائد والشيخ عبد الرحمن سوار الذهب.

فتميز المنهاج والتوجهات كانت سمةً يعبر عنها سوار الذهب في الفكر والسلوك، يدلل على ذلك عدم تمسكه بالسلطة عند تسلمه مقاليد الحكم في بلاده السودان عام1985 ، بل وتنفيذه تعهده الذي قطعه بتسليم السلطة لحكومة مدنية تأتي بها صناديق الانتخاب بعد عام.

وعند النظر للحدث بشيء من التعمق، تتضح معالم بقية الفرادات في شخصية سوار الذهب، فالتخلي عن السلطة، بكل ما تعنيه من مغريات، وبريق يخطف لب الكثير من البشر، يعني لدى سوار الذهب تساميه عن الخوض في معتركات السياسة وما تحويه من منزلقات وأخطاء قد يرتكبها الزعيم مرغماً أو طوع نفسه.

وفي جوانب أخرى يعبر تخليه عن السلطة عن احساس عالٍ بالمسؤولية تجاه وطنه وشعبه الذي يطمح باختيار قادته ومن يمثله عبر صناديق الاقتراع، ومن يرتؤونه الأنسب والأقدر على تحمل أعباء الحكم والقيام بمسؤوليات التنمية بكل أشكالها
الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، وغيرها، إضافة لتنفيذ خطط التطوير والتحديث للبلاد.

أما اعتزاله العمل السياسي والعسكري، فيما بعد، وتوجهه للعمل الدعوي الإسلامي، وخوض غمارات العمل الخيري والإنساني بشكل واسع، يفصح عن مكنونات الشخصية ذات الخصال الغنية، والمكتنزة بالمبادئ والأخلاقيات الرفيعة، من تواضع وحس إنساني، تضعه في مراتب عالية ممن اختاروا العمل من أجل السلام، ورفضوا أن يذكر في سجلهم وسيرتهم ما يمكن أن يوحي بتوجهات دموية أو أن يسيء لنظرتهم المتسامحة تجاه البشر كافة.

يظهر ذلك واضحاً من خلال اتخاذه العمل الخيري والإنساني مسلكاً، واحساسه بعذابات ومعاناة المعدمين في بلاده السودان وقارته الأفريقية، وقد بذل في ذلك الكثير من الجهود التي ترجمتها صروح الخير والتي ساهم في بنائها في مختلف أنحاء القارة، من مدراس ومساجد ومستشفيات ومؤسسات للطفولة، وملاجئ للأيتام، فضلاً عن حفر آبار المياه، وغيرها من مشروعات الخير التي تشير لفعائله الطيبة بالبنان.

وقد نال مقابل أعماله الخيّرة جائزة الملك فيصل عام 2004، نظير جهوده في العمل الإنساني خلال رئاسته لمجلس أمناء منظمة (الدعوة الإسلامية في السودان).

وكانت قضايا أمته حاضرة في عقله وقلبه دوماً، فانخراط سوار الذهب في العمل الإنساني والخيري من خلال مؤسسات وائتلافات خيرية من أجل فلسطين وشعبها، خير دليل على ذلك، ولعل تجربته بالعمل في إطار "ائتلاف الخير" الذي ضم مؤسسات عربية وإسلامية ودولية تعمل في مجال العمل الإنساني والخيري، كنائب لرئيس الائتلاف في لبنان تؤكد على أن القضية الفلسطينية ومعاناة شعبها، كانت تشغل الكثير من تفكير فقيد الأمة.

ولا تقتصر جهوده في خدمة القضية الفلسطينية، وتسخيره الجهود من أجل دعم صمود أبناء الشعب الفلسطيني على أرضهم، على نشاطه الكبير والمتميز في مأسسة عمل "ائتلاف الخير"، وتطوير آليات العمل فيه، فقد اختير سوار الذهب كنائب لرئيس أمناء مؤسسة القدس الدولية التي ترك فيها بصمته التي تشدد على الالتزام بالثوابت والحقوق العربية والإسلامية والفلسطينية في أرض فلسطين المباركة.

وليس لشخصية بعمق سوار الذهب، تركت بهرجات الدنيا كي تكون قريبة من البسطاء ومعاناتهم، إلا أن تكون بدرجة من الإبهار لتتبوأ المزيد من المواقع والمراكز في قطاعات العمل الإنساني المختلفة، سيما اختياره نائباً لرئيس المجلس الإسلامي العالمي للدعوة في القاهرة، إضافة لاختياره كنائب لرئيس الهيئة الإسلامية العالمية في الكويت، واختياره عضواً في الوفد العالمي للسلام بين
العراق وإيران.

لن يصادف المؤرخون أية صعوبات في التأريخ لسيرة عبد الرحمن سوار الذهب من منطلق جدليات قد تعلق بشخصيته عند سرد هذه السيرة، وذلك لما تحظى به من إجماع شعبي وحكومي، وتوافق لدى المراقبين والمثقفين والكتّاب كافة، على تاريخ رجل غلب عليه "نكران الذات" فوق كل النوازع الشخصية لأي بشري.

سيرة ستلخص حياة زعيم "ركل" أبهة السلطة والسلطان، وزخرف الدنيا، ليذهب بعيداً في اتجاه بساطة وعدم الفقراء، يلبي نداءاتهم، ويمسح دموع أطفالهم، ويضطلع بمسؤوليات العربي والمسلم الملتزم بقضايا أمته، ليرحل عبدالرحمن سوار الذهب، مكللاً بالورد والغار، كقائد وزعيم وحكيم، ورائد للعمل الخيري، تثمن إنجازاته وأعماله بالـذهب".
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف