عندما تصبح التناقضات عادية
محمد زبن
لكل صورة يمكن رؤيتها، مجموعة ألوان، تمتزج مع بعضها، لكي تعطي المنظر النهائي لها، وكلما كانت تلك الألوان براقة وصافية، اصبحت الصورة اكثر نقاء ووضوح، اما اذا كانت الألوان باهتة ومعتمة، فأن الصورة ستكون غير واضحة ومملة.
الصور في هذه الحياة كثيرة، فهناك صور مميزة وخلابة ،تملأ القلب غبطة وسرور، وهناك صور رديئة وبشعة، وأسوأ الصور، هي تلك الصور المتناقضة، ذات الألوان المتداخلة، والتي لا يمكن تفسيرها.
في مجتمعنا، الكثير من الصور المتناقضة، التي يتكرر مرورها على انظارنا بأستمرار، ولا يستطيع احد ان يعترض عليها، ونكتفي بمجرد النظر والحملقة
بإمتعاض، فتكون متداولة، في جميع الاوقات، وبكل اللحظات.
عند الصباح الباكر، ومع بزوغ أول خيوط النهار، تبدأ صور التناقضات بالظهور، فأولها، عندما نشغل مذياع السيارة، لسماع تلاوة معطرة، من القرآن الكريم، نتفاجئ بعد إنتهاء تلك التلاوة مباشرة، بالأغاني والموسيقى الصاخبة، فنكتشف ان
هذه الإذاعة علمانية، مخصصة لبث الاغاني، والبرامج الترفيهية فقط، لكن لا نعرف، لماذا تبدأ هذه القناة بالقرآن؟.. هل هو للبركة مثلاً؟.
نحاول تغيير الموضوع، هروبا من التشويس الفكري، الذي حصل، فنفتح نافذه السيارة، لنستنشق هواء الصباح العبق، لكن لا نلبث ان نغلقها، بسبب دخان
السيارات المتزاحمة، في نقطة التفتيش.
نعود لنلقي نظرة، نحو الطريق، فنجد نساء، مرتديات ملابس قصيرة، وسراويل ضيقة، لكنهن رغم ذلك محجبات، ونرى رجال، بلحى طويلة، لكنهم أشباه رجال.
نلتفت يميناً وشمالا، فنرى على جوانب الطريق، ذهاباً وإيابا، الكثير من جسور المشاة، غير المستعملة، والتي استغلت لعمل محلات تحتها، او اكواخ لبيع الخضراوات، وما يثير الانتباه، ان جميع الخضراوات الموجودة مستوردة، وهي اكثر صورة متناقضة، يمكن ان نراها، ففي ارض الرافدين الخصبة، ماتت الزراعة، ودفنت تحت اقدام الفلاحين.
تناقضات جعلت مجتمعنا مقلوبا، رأساً على عقب، فوجدنا جاهلاً قد أخذ دور عالم، وأصبح من الوجهاء، ووجدنا الفاشل، يحارب الناجح، ويتغلب عليه، والمتحدث بالدين، تارك الصلاة، وواعظ لا يتجنب المعصية، والكثير من المخالفات والتناقضات، التي ما انزل الله بها من سلطان.
ان أهم التناقضات التي رأيناها، تلك التي حدثت، اثناء الإنتخابات البرلمانية الأخيرة، حيث نادت المرجعية الدينية المواطنين، وطلبت منهم، أن ينتخبوا الأشخاص النزيهين، لكنهم خالفوها، وإنتخبوا الفاسدين، بعد ذلك نظموا مظاهرات، للمطالبة بتغيير الفاسدين.
لقد اصبح التناقض عاديا، ولا أحد يعترض عليه، أو يحاول التقليل من حدته، فإختلفت الموازين، وضاعت القياسات، وفقدنا البوصلة، فتوجهنا نحو الطريق الخاطىء.
محمد زبن
لكل صورة يمكن رؤيتها، مجموعة ألوان، تمتزج مع بعضها، لكي تعطي المنظر النهائي لها، وكلما كانت تلك الألوان براقة وصافية، اصبحت الصورة اكثر نقاء ووضوح، اما اذا كانت الألوان باهتة ومعتمة، فأن الصورة ستكون غير واضحة ومملة.
الصور في هذه الحياة كثيرة، فهناك صور مميزة وخلابة ،تملأ القلب غبطة وسرور، وهناك صور رديئة وبشعة، وأسوأ الصور، هي تلك الصور المتناقضة، ذات الألوان المتداخلة، والتي لا يمكن تفسيرها.
في مجتمعنا، الكثير من الصور المتناقضة، التي يتكرر مرورها على انظارنا بأستمرار، ولا يستطيع احد ان يعترض عليها، ونكتفي بمجرد النظر والحملقة
بإمتعاض، فتكون متداولة، في جميع الاوقات، وبكل اللحظات.
عند الصباح الباكر، ومع بزوغ أول خيوط النهار، تبدأ صور التناقضات بالظهور، فأولها، عندما نشغل مذياع السيارة، لسماع تلاوة معطرة، من القرآن الكريم، نتفاجئ بعد إنتهاء تلك التلاوة مباشرة، بالأغاني والموسيقى الصاخبة، فنكتشف ان
هذه الإذاعة علمانية، مخصصة لبث الاغاني، والبرامج الترفيهية فقط، لكن لا نعرف، لماذا تبدأ هذه القناة بالقرآن؟.. هل هو للبركة مثلاً؟.
نحاول تغيير الموضوع، هروبا من التشويس الفكري، الذي حصل، فنفتح نافذه السيارة، لنستنشق هواء الصباح العبق، لكن لا نلبث ان نغلقها، بسبب دخان
السيارات المتزاحمة، في نقطة التفتيش.
نعود لنلقي نظرة، نحو الطريق، فنجد نساء، مرتديات ملابس قصيرة، وسراويل ضيقة، لكنهن رغم ذلك محجبات، ونرى رجال، بلحى طويلة، لكنهم أشباه رجال.
نلتفت يميناً وشمالا، فنرى على جوانب الطريق، ذهاباً وإيابا، الكثير من جسور المشاة، غير المستعملة، والتي استغلت لعمل محلات تحتها، او اكواخ لبيع الخضراوات، وما يثير الانتباه، ان جميع الخضراوات الموجودة مستوردة، وهي اكثر صورة متناقضة، يمكن ان نراها، ففي ارض الرافدين الخصبة، ماتت الزراعة، ودفنت تحت اقدام الفلاحين.
تناقضات جعلت مجتمعنا مقلوبا، رأساً على عقب، فوجدنا جاهلاً قد أخذ دور عالم، وأصبح من الوجهاء، ووجدنا الفاشل، يحارب الناجح، ويتغلب عليه، والمتحدث بالدين، تارك الصلاة، وواعظ لا يتجنب المعصية، والكثير من المخالفات والتناقضات، التي ما انزل الله بها من سلطان.
ان أهم التناقضات التي رأيناها، تلك التي حدثت، اثناء الإنتخابات البرلمانية الأخيرة، حيث نادت المرجعية الدينية المواطنين، وطلبت منهم، أن ينتخبوا الأشخاص النزيهين، لكنهم خالفوها، وإنتخبوا الفاسدين، بعد ذلك نظموا مظاهرات، للمطالبة بتغيير الفاسدين.
لقد اصبح التناقض عاديا، ولا أحد يعترض عليه، أو يحاول التقليل من حدته، فإختلفت الموازين، وضاعت القياسات، وفقدنا البوصلة، فتوجهنا نحو الطريق الخاطىء.