لونا قصير :عشرات الروايات في سطور قصيره......إذا كان الله قد احتاج ستة أيام لخلق سبع من السموات ومثلها من الارض، فإن لونا قصير قدمت لنا في سطور قصيره ما يغنيك عن قراءة عشرات الروايات من دون أن تترك في نفسك أي اثر، بينما كل عبارة وكل كلمة وحرف من حروف مبدعتنا المرهفه والإنسانه النبيلة حقا لونا قصير تجعلك تتوهج وتتفجر بكثافة ما تسخر به من رؤى وأحلام من روح شفافة رقيقه وخيال أنيق حالم هو الاخر بخيال يتشظى إلى ما لا حد له من عوالم وأفكار وخلق وابتكار حتى تشعر وكأنك في جنة من عالم ما بعد هذه الحياة الدنيا، لكن ومع ذلك تبقى مشدودا بحبل متين وقوي بالواقع من دون أن تشعرك بثقله واحباطاته ومراراته، وتبقى أيضا مندهشا بعالمها وجماله هذا، لكن هذا ليس كل شئ ثمة أمرا آخر أكثر إثارة للألفه والانسجام والبراعه حيث تشعرك وكأنك أمام انسانه من ذلك الزمن البعيد الجميل، الذي لم تلوثه الحياة بعد بتعقيداتها المعاصره، تبقى على فطرتها، وجاذبيتها وعفويتها وروح الطفلة تنضح من حروفها ،المحببة لدفء الذات والروح وكأنها آتية من أحد الأرياف والصحارى حيث المشاعر على بكارتها ونضارتها وعمقها وثرائها، تضعك في مركز العصر حيث يلتقي الماضي العريق وتقاليده الجميلة بالحاضر ومستجداته الحضارية الزاهيه، لتدخل جنة ما كنت تتخيللها أو تحلم بها من قبل اصلا.لونا تركت لشخوص رواياتها الحريه المطلقه للبوح عن تطلعاتها ومعاناتها والحكي بلا تدخل منها، والحكي احد اهم نجاح اي روايه ، وانت تطالع سطور رواياتها تشعر بمتعه تتصاعد كلما اوغلت في القراءه وبذلك منحت نتاجها كل ما يضمن توهجه وخلوده ،حين تبدأ الطواف في مقتطفات من سطور روايتها التي تجمع بين جمال التعبير الشعري الأخاذ والسرد الروائي المكتنز بجمال الإبداع الروحي والعمق الوجداني، الدافق، تر وكأنك ولجت في قصر فخم بديع في كل زاوية منه عالم جذاب ،يأخذك إلى الغوص في عالم من الإحلام والخيال والروح والحوريات ، وانهار من الخمر والعسل وما الذي أمتع وأشهى وألذ من ذلك ، تمضي ليلك ونهارك ولم تروي ظمأ مشاعرك ومتعتك الذوقيه والروحيه والفكريه ،ولهفتك المتضاعفه لتنتقل إلى قصر آخر تمضي الأعوام فيه ولم ولن تمل أو ترتوي مطلقا وابدا، بل تغريك زينته وأنواره ان تبقى فيه لتمضي كل ايام حياتك ........عبد حامد