الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/25
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

قراءة نقدية في رواية الجرمق بقلم:سليم النجار

تاريخ النشر : 2018-10-16
قراءة نقدية في رواية الجرمق بقلم:سليم النجار
قراءة نقدية في رواية الجرمق ...
حاضر الوجع ...
رواية فتح ...
القي بنفسي الأيلة الى السقوط فوق السرير الخشبي ؛ غرفة صغيرة احتوت بين جدرانها الرطبة يتهادى مع تحركات الجسد ؛ كرسياً هزازاً لايصمت ابداً ؛ منضدة سمراء اللون ؛ مشطا ً ؛ مرأة مكسورة ... لحظة قراءة رواية الجرمق ...
١
تأخذ الرواية الفلسطينية مكانها في المكان ؛ حيث تقوم بتسجيله ؛ فتخرج لجمهور القراء ناقلة تداخلات الأحداث المكانية ؛ وكاشفة متعلقاتها الدلاليه ؛ التي تعتبر تحديا قويا للفرد الفلسطيني والمجموع ايضا. نحاط علما - من خلالها- بما جرى في ساحتنا وذلك من خلال تصوير المبدعين لهذا الواقع مفصلين بذلك احداثه بتفاوتات فنية .
المكان في رواية الجرمق للكاتب مهند الأخرس الصادرة عن دار الشروق - عمان - والفائزة بجائزة فلسطين للرواية ؛ هو البطل الحقيقي .
يمكن القول : ان " المكان " وفق هذا لاتحمل معها جرثومة التغيير الى عقل القارئ ؛ تحمل معها ارهاصات الثورة ؛ الثورة على الواقع ؛ والثورة على مكونات هذا الواقع ؛ والسعي الى تغييره .
٢
انشغل الفلاسفة والمفكرون على امتداد التاريخ بدراسة ما هية الرواية ؛ وتباينت أراؤهم الفلسفية تباينا شديداً حول ماهية الرواية ؛ وظهرت تفسيرات كثيرة للمفهوم ؛ وانطلاقاً من محاولتها " سوزان لانجر" ضمن تنظيراتها الأجابة على ماهية الفن " بانه نشاط من الأنشطة الرمزية التي ابدعها الأنسان للتعبير من خلالها عن مكونات الوجدان البشري ؛ من هنا يمكن ادراك ما ذهب اليه مهند الأخرس في روايته بعيدا في السرد عن المفهوم الحضاري ؛ وتأثيره في الوعي الأنساني ؛ وربطه بالتاريخ المحقق منذ الاف السنوات على ارض فلسطين .
يمكن القول ؛ ان مهند الأخرس ؛ اخذ من أراء " أرنست كاسيرر" الرمزية اساساً في تحديد موقفه من السرد ؛ ووصف اللغة والأسطورة والفن والدين والعلم بأنها الأشكال الرمزية العظيمة للثقافة الفلسطينية ؛ واذا كان قد تعامل مع الأسطورة على انها بنية رمزية قائمة بذاتها ولا تشير الى ما هو خارج عن المشاعر الانسانية .
وتميز الأخرس بين نوعين من الصور ؛ الأولى : الصور الأستدلالية ؛ وهي استخدام اللغة استخداما استدلاليا ؛ والثاتية الصورة المعبرة ؛ وهي التي يمكن لها ان تعبر عن المفاهيم المعقدة ؛ فالرواية تختلف عن العمل الأستدلالي في نقطة البداية ؛ أي الحدس المنطقي ؛ ويختلفان أيضا في العمليات العقلية ؛ وعليه تختلف مشكلة التجريد تماما في كل بعد من هذه الأبعاد .
٣
ولا شك في ان اللغة في نظامها اللغوي والصوتي والنحوي والدلالي ؛ وبهذا التظنيم اللغوي تتحقق فاعلية اللغة الروائية من حسن تمظهرها الفني ؛ ورواية الجرمق لعبت على " الصوت والحركات الأعرابية " الى اعلى المستويات ممثلة بالتركيب بما يعقده بين الكلمات من روابط ، وعلائق تحقق الكلمات ايقاعها الصوتي المتوازن ؛ ليصل الى قمة التفاعل والتضافر والانسجام .
٤
ان الخطاب الروائي لرواية " الجرمق " هو الحامل اللغوي لمقاصد المتكلم موجٌها الى المتلقي ؛ وكون الخطاب يولد في سياق تخاطبيٌ وبلغة مشتركة ؛ فهو يقوم على وقائع مسبقة ؛ ومتضمٌنات للقول صريحة وضمنية .
انٌ حضور الشاهد الفلسطيني في نصٌ الأخرس له وظيفة وطنية سياسية بالأساس ؛ فالنص الروائي الفلسطيني ؛ هو النص الأم للمأساة الفلسطينية وحضوره في رواياتهم يعدٌ تأصيلا له .
٥
عالم مهند الأخرس ؛ الذي اختلطت فيه الأشياء وتداخلت حدٌ الجنون ما عاد بمستطاع الواقع وحده تفسير الأحداث والتعبير عنها.
٦
مهند الأخرس روائي مسكون بالرفض والشكٌ وضني السؤال ... مرتحل في دروب الحياة القصية البكر ؛ وينفلت من دوائر التشابه ودوائر التنميط ... يمتح من الموروث الفلسطيني مجددا ويحفر عميقا في التخوم وفي اللاٌعادي ليعرٌي الواقع المعطوب ويفضح المسكوت عنه فيربك قارئه ويحيد به من مسارب الاطمئنان
كتب مهند الاخرس نصا لنظل ندور حوله وندور ؛ نهرب منه لنعود اليه؛ لنعزف ألحاننا المختلفة على نفس الأوتار.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف