الأخبار
بايدن ونتنياهو يجريان أول اتصال هاتفي منذ أكثر من شهرإعلام إسرائيلي: خلافات بين الحكومة والجيش حول صلاحيات وفد التفاوضالاحتلال يفرج عن الصحفي إسماعيل الغول بعد ساعات من اعتقاله داخل مستشفى الشفاءالاحتلال يغتال مدير عمليات الشرطة بغزة خلال اقتحام مستشفى الشفاءاشتية: لا نقبل أي وجود أجنبي بغزة.. ونحذر من مخاطر الممر المائيالقسام: نخوض اشتباكات ضارية بمحيط مستشفى الشفاءالإعلامي الحكومي يدين الانتهاكات الصارخة التي يرتكبها جيش الاحتلال بحق الطواقم الصحفيةمسؤول الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي"إسرائيل حولت غزة لمقبرة مفتوحة"تقرير أممي يتوقع تفشي مجاعة في غزةحماس: حرب الإبادة الجماعية بغزة لن تصنع لنتنياهو وجيشه النازي صورة انتصارفلاديمير بوتين رئيساً لروسيا لدورة رئاسية جديدةما مصير النازحين الذين حاصرهم الاحتلال بمدرستين قرب مستشفى الشفاء؟جيش الاحتلال يعلن عن مقتل جندي في اشتباكات مسلحة بمحيط مستشفى الشفاءتناول الشاي في رمضان.. فوائد ومضار وفئات ممنوعة من تناولهالصحة: الاحتلال ارتكب 8 مجازر راح ضحيتها 81 شهيداً
2024/3/19
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

غزة: خيارات وأولويات بقلم:د.ناجى صادق شراب

تاريخ النشر : 2018-10-16
غزة: خيارات وأولويات بقلم:د.ناجى صادق شراب
  غزه :خيارات وأولويات

                                 3-3

التساؤلات كثيره وأحيانا متناقضه في الوقوف على الخيارات السياسيه للإشكاليه أو المساله الغزيه، هل لغزة خياراتها الخاصه؟ وهل لحماس خياراتها؟ وما العلاقه بينهما؟ وفى ضؤ الفواعل المؤثره والمحدده للخيارات في غزه، وفى ضؤ بيئة الخيارات ومحدداتها يمكن القول أولا أننا امام مجموعه من الخيارات غير المترابطه،بعضها عقلانى ، وبعضها غير عقلانى ، وبعض هذه الخيارات البعد الفصائلى التنظيمى واضح . وهنا في الحديث عن الخيارات ينبغي أن ننطلق من مسلمه وحقيقه أساسيه أن غزه جزء لا يتجزأ من الجسد السياسى الفلسطيني ، ولا خيارت لغزه بعيدا عن هذه العلاقة العضويه، وفى الوقت ذاته قد تفرض الحالة الخاصه لغزه خيارات طارئه ملحه ، لها بعدها الإنسانى ، لكن في النهاية غزة حالة سياسيه كامله لا يمكن فصل البعد الإنسانى عن البعد السياسى ، ولا عن الأهداف وألأولويات التي تحكم حركة حماس، وليس بعيدا عن حالة الإنقسام السياسى التي تأصلت لحالة من الإنفصال. فالمنطلق في هذه الخيارات حالة الإنقسام السياسى ، وسيطرة حركة حماس. ويفترض أن أى خيار عقلانى يقوم على إنهاء حالة الإنقسام السياسى وصولا لحالة من المصالحه السياسيه التي تمكن من التمكين السياسى لنظام سياسى تشاركى توافقى ديموقراطى منوط به معالجة كافة مشاكل غزه، وهنا ينبغي التذكير ان مشاكل غزه تنقسم إلى قسمين عريضين، مشاكل تتعلق بمستقبل غزه السياسى ووجود ها في المنظومه السياسيه ا لفلسطينيه، ومشاكلها مع إسرائيل، وطبيعة العلاقه مع الدولة الجاره الحاضنه مصر. والقسم الثانى يتعلق بالمشاكل الخاصه بحركة حماس ، ومعالجة التداعيات والنتائج التي ترتبت على سيطرتها على غزه وحالة الإنقسام السياسى ، حماس يفترض أنها مثلها مثل اى فصيل فلسطيني شرعيته من شرعية النظام، ومشاكلها الخاصه تحل على مستوى الحركه، وما تعلق منها بالوضع العام يتم حله على المستوى العام. والإشكاليه هنا التي تحتاح لحل ان حركة حماس تريد ان تحل كل مشاكلها الخاصه على المستوى العاموليس العكس ، وهذه الإشكاليه في حاجة للتوازن والتوافق، وقدر من التنازلات المرنه بين المستويين. في ضؤ ذلك يمكن تصور الخيارات التاليه وتصنيفها لمجموعات تعكس أهداف الفواعل المؤثره، والمحددات الخاصه بغزة كحالة إستثنائيه، ويمكن تصنيفها لخيارات عقلانيه وأخرى غير عقلانيه. او خيارات ممكنه أو خيارات مستحيله.ألأساس في هذه الخيارات الطبيعه الخاصه بغزه، ومن هذا المنظور يمكن القول أن خيارات غزه ليست خيارات حرب او عنف وتشدد، غزه ومن منظور تركيبتها السكانيه وخصائصها الجغرافيه وإنفتاحها على البحر ، خيارها الرئيس أن تتحول لنموذج تنموى حضارى ، ونموذج ثقافى منفتح معتدل، والحرب ليست من خياراتها إطلاقا، وليست حاضنه للفكر المتشدد والجماعات المتشدده، ويمكن أن تتحول غزه بعقلية شبابها وقدراتهم العقليه والتعليميه لنموذج لصناعة المعلومات وتتخصص فيه مثلا ، ومن هذا النموذج يمكن ان تتحول لنموذج ديموقراطى. هذا الخيار يمكن تصوره على كافة المستويات، سواء في إطار عام أو خاص. وما يؤكد مصداقية هذه الرؤية البعد التاريخى الذى حكم غزه على مدار تاريخها الطويل، هذا الخيار هو الخيار المثالى ، لكن إحتمالات تحقيقه ليست مستحيله، فهو خيار مثالى ممكن.أما المجموعه الأخرى من الخيارات الخيارات الطارئه الإنسانيه وهى التي لا تحتمل التأخير بصرف النظر عن حالة الإنقسام السياسى ، وهنا يمكن لهذا الخيار ان يتم في إطار اممى إقليمى وتشارك فيه السلطه، هذا الخيار يقوم على تفادى خيار الإنفجار والعنف والنزاع والصراع الداخلى والخاسر الأكبر فيه اكثر من ملينونيين نسمه،وأيضا حركة حما س وبقية الفواعل الأخرى . هذا الخيار يأخذ شكل قيام إسرائيل بالسماح بتدفق المساعدات الإنسانيه، وقيام حماس تبخفيض المسيرات وكل ما يصاحبها من وسائل تزيد من درجة المواجه العسكريه والحرب، هذه الخيارات الثلاث الطارئه، ويمكن أن يتم ذلك بضمانات دوليه لأن حركة حماس لن توقع على إتفاق مكتوب تكون فيه طرفا مقابل إسرائيل، ومن هذا الخيار لخيار التهدئه الشامله بما فيها خيار صفقة ألأسرى ، وهذا الخيار لا شك له أثمان سياسيه لأنه لا شيء بدون ثمن سياسى ، والثمن السياسى هنا على مستوى السلطه الشروع في خيار المصالحه السياسيه ، وإفساح المجال اما الخيارات ألأولى المثاليه والممكنه. والمجموعه الثالثه من الخيارات وهى مستبعده رغم أنها ممكنه تقوم على مقايضة الحصار بالتهدئه والهدنه الطويله، وهنا الثمن السياسى كبير من قبل حركة حماس ويتعلق بإعتراف بإسرائيل وتحييد سلاحها، ولكنها في الوقت ذاته وإن إستفادت لا يمكن لها أن تقيم حكما ذاتيا بدون الإعتراف الكامل بإسرائيل وهذا يجعلها صورة أخرى مما قامت به حركة فتح، وبالتالي الخيار هنا غير مبرر من قبل الحركه. لكنه خيار بديل لخيار الأمر الواقع الغير محتمل ، فهذا الخيار الأخير من شأنه أن يقود للحرب والإنفجار الداخلى ، وبالتالي بات خيارا مستبعدا.ويبقى الخيار الشامل والذى يعكس خصائص الحالة السياسيه الفلسطينيه الكامله لكنه مقابل خصوصية غزه ، أيضا لدينا الحاله الفلسطينيه بكل خصائصها من إحتلال ، وعدم قيام دولة كامله ووحدانية الشعب الفلسطيني وقضيته، وهذه الحالة تطلب خيارا يمكن تسميته بالخيار المنقذ أو الخيار وهو خيار المصالحه الشامله وإجراء الانتخابات بهدف بناء نظام سياسى ديموقراطى تعددى ، وإعادة بناء الشرعيه السياسيه الشامله لكل المؤسسات أو المنظومه السياسيه الفلسطينيه واساسها مؤسسات منظمة التحرير والتي من خلالها يمكن إعادة صياغة المشروع الوطنى ، ووضع دستور فلسطيني يحكم مسار العلاقات الفلسطينيه ، ، هذا الخيار غير قائم وهو سبب للصراعات والخلافات الفلسطينيه ، وهذا الخيار هو الخيار ألأفضل والواقعى ،ولكنه يواجه الكثير من التحديات. والحلول الوسط يمكن التفكير بالحلول الفيدراليه والكونفدراليه ، لكن هذه الحلول يمكن التفكير بها أو طرحها بعد إنهاء الاحتلال ، وقيام الدولة الفلسطينيه، ويؤخذ عليها ألآن أن مثل هذه الخيارات يمكن ان تمتد لمناطق أخرى داخل أراضى الدولة الفلسطينيه. ويبقى أننا بحاجة لخيار عملى يحاظ على وحدانية القضية والشعب الفلسطيني ، وبين خصوصية غزه، وهنا يمكن الجمع ما بين خيار التمكين الإدارى والتمكين السياسى ، مع ألشروع في إتخاذ خطوات نحو المصالحه السياسيه الشامله. والمقصود بالتمكين الإدارى تمكين الحكومه من أداء مهامها وإيجاد حلولا للمشاكل التي تعانى منها غزه ليس فقط على مستوى ما يتعلق منها بحركة حماس بل على مستوى الميونيين نسمه. وينبغى إداراك أن اى خيار لا يمكن أن يستجيب لكافة المشاكل مرة واحده، وتحتاج إلى تبنى الخيارت الوظيفيه المتدرجه ومراعاة أن هناك خيارات تحت الاحتلال وخيارات ما بعد الاحتلال، ألأولى تفرض الوحده، والثانيه خياراتها  يمكن أن تكون مفتوحه لأشكال عديده..وأخيرا تبقى غزه بدون حل في إطار فلسطيني شامل ستشكل عبئا لا تقوى عليه أي سلطه في غزه، ومراعاة أن غزة مكونا وطنيا فلسطينيا، والمنطلق لأى خيار هو من خلال الوطنيه الفلسطينيه الشامله التي من خلالها يمكن لكل القوى السياسيه أن تساهم وتشارك في القرار السياسى ، وهذا لن يتحقق إلا من خلال خيار الانتخابات والنظام السياسى الديموقراطى وهذا هو الخيار الذى يجسد المصلحه الوطنيه الفلسطينيه ويواكب المتغيرات والتطورات التي تحيط بالقضيه الفلسطينيه.وليكن معلوما أخيرا لا تحرير من غزه، ولا دوله من الضفه الغربيه.والخيارات منظومه متكامله مترابطه كل منها يقود للآخر, وبدون ذلك كل خيار سيكون على حساب الخيار الآخر.

دكتور ناجى صادق شراب

[email protected]
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف