الأخبار
بايدن ونتنياهو يجريان أول اتصال هاتفي منذ أكثر من شهرإعلام إسرائيلي: خلافات بين الحكومة والجيش حول صلاحيات وفد التفاوضالاحتلال يفرج عن الصحفي إسماعيل الغول بعد ساعات من اعتقاله داخل مستشفى الشفاءالاحتلال يغتال مدير عمليات الشرطة بغزة خلال اقتحام مستشفى الشفاءاشتية: لا نقبل أي وجود أجنبي بغزة.. ونحذر من مخاطر الممر المائيالقسام: نخوض اشتباكات ضارية بمحيط مستشفى الشفاءالإعلامي الحكومي يدين الانتهاكات الصارخة التي يرتكبها جيش الاحتلال بحق الطواقم الصحفيةمسؤول الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي"إسرائيل حولت غزة لمقبرة مفتوحة"تقرير أممي يتوقع تفشي مجاعة في غزةحماس: حرب الإبادة الجماعية بغزة لن تصنع لنتنياهو وجيشه النازي صورة انتصارفلاديمير بوتين رئيساً لروسيا لدورة رئاسية جديدةما مصير النازحين الذين حاصرهم الاحتلال بمدرستين قرب مستشفى الشفاء؟جيش الاحتلال يعلن عن مقتل جندي في اشتباكات مسلحة بمحيط مستشفى الشفاءتناول الشاي في رمضان.. فوائد ومضار وفئات ممنوعة من تناولهالصحة: الاحتلال ارتكب 8 مجازر راح ضحيتها 81 شهيداً
2024/3/19
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

المملكة العربية السعودية بين فكي كماشة، في عين العاصفة بقلم:أ.د. جمال أبو نحل

تاريخ النشر : 2018-10-16
المملكة العربية السعودية بين فكي كماشة، في عين العاصفة  بقلم:أ.د. جمال أبو نحل
*"المملكة العربية السعودية بين فكي كماشة، في عين العاصفة" *
د.جمال عبد الناصر محمد عبد الله أبو نحل

السياسة الدولية اليوم لا توجد فيها صداقات دائمة، ولا عدوات دائمة، وإنما فيها مصالح دائمة؛ وكلٌ يغني علي ليلاه؛ يعزُ علينا حينما نري المملكة العربية السعودية، وهي تتعرض لمؤامرة كبيرة سعياً لتقسيمها وتدميرها، بل نرفض ذلك؛ ونقف مع المملكة ظالمة أو مظلومة، ظالمة نردها عن ظلمها فننصحهُم، ونقول لهم لا، وألف لا للظلم في المملكة للمعُارضين، أو الوافدين، ولا لقمع الحريات، ولا للقتل أياً كان السبب؛ ولا لدفع جزية مقابل كرسي الحُكم لكلب الروم، ودفع المليارات بحجة الحماية الزائفة مُِّن أمريكا للملكة، والتي قابلها ترمب بأسلوب الإملاءات والابتزاز الرخيص، أمام وسائل الاعلام، والذي كرر مقولتهِ أكثر من مرة وعلناً، وعلي مسمع، ومرأي الجميع حينما : "يجب علي السعودية أن تدفع مزيداً من الأموال ثمن حماياتنا لهم"!!؛ وفي ذلك قمة العربدة والصلف، والاهانة، والخروج عن كل الكياسة والأدب الدبلوماسي؛ وهذا درس قاسٍ أيضاً لولي العهد السعودي، لأنهم أخطأوا حينما أْمِّنوُا مكر ترمب المتصهين، وأكرموهُ علي حساب القضية الفلسطينية، واستقبلوا ذلك الوضيع استقبال الابطال الفاتحين!، ورقصوا معه بالسيوف؛ وقلدوه سلاسل الذهب ويستحضرني هنا المثل القائل:" الكلبُ كلبٌ وإن طوقتهُ بالذهب، والسبعُ سبعٌ ولو كّلتْ أّنامِلّهُ"؛ فكان رد " كلب الروم ترمب" علي الاحسان والاكرام، بالتهديد والوعيد، والابتزاز!؛ وهو الذي قبض أكثر من 500 أخذ مليار من المملكة السعودية، ومن غالبية الدول الخليجية؛ وها هو الأن، وبمعاونة تركيا التي أطلقت سراح القس الجاسوس الامريكي المعتقل لديها؛ إرضاءً لأمريكا؛ والتي تعمل هي وتركيا الأن مثل الضبع الغدار، والثعلب المكار الخائن، للانقضاض علي المملكة السعودية، وابتزازها، مُّتخذين من قضية جريمة مقتل الكاتب السعودي جمال خاشقجي رحمه الله - سبباً لذلك!؛ إننا نرفض القتل والاغتيال السياسي بكل أشكاله، وأنواعه، وفي ذات الوقت نقف مع المملكة وشعبها الشقيق الأن، لأنها مظلومة فيما تتعرض لهُ من محاولات تقسيمها وتدميرها، وتخريبها، واهانتها، وحلبها، وإذلالها من قبل الولايات المتحدة الأمريكية، وإيران، وتركيا، التي كان له دور كبير في تفكيك وتدمير الدولة في سوريا، ووقفت في خندق الإدارة الأمريكية؛ عبر وجود أكبر قاعدة جوية عسكرية للولايات المتحدة الأمريكية وهي قاعدة "إنجرليك الجوية العسكرية"، والتي كانت تنطلق منها الطائرات الأمريكية، والاسرائيلية لتقصف وتدمر وتدك شعب العراق، وسوريا، وليبيا، الخ..؛ وكذلك كان نفس الدور الخسيس الرخيص يلعبه أُمراء قطر، الصغيرة بحجمها الكبيرة بتنفيذ مخططات وأوامر نتنياهو، وترمب حرفياً، ولا ننسي أنهُ في قطر توجد أيضاً قاعدة العيديد، والسيلية الأمريكية العسكرية ، ويوجد قوات إيرانية، وتركية..
لقد بات من الواضح أن المملكة العربية السعودية وقت في فخ خُطط له بإحكام، ووقعت بين فكي كماشة؛ حيثُ أن المخابرات التركية لا يثقون في أي دبلوماسيين، وكانوا في بعض السفارات والقنصليات في تركيا، يتنصتون ويستمعون إلى ما يجري فيها!؛ وإن كان هناك تسجيلات تثبت فعلاً أن السعودي الكاتب المعارض خاشقجي قُتل في السفارة السعودية في تركيا، كان من الممكن أن يكون الحل، والتصرف من تركيا أكثر كياسة مما حصل؛ وأن لا يتم الاستقواء التركي، بالولايات المتحدة، ضد المملكة، لحلب خيراتها ونفطها، وأموالها وتهديدها من الرئيس الأمريكي البلطجي ترمب، من خلال التلويح بفرض عقوبات أميركية على السعودية، إن ثبت تورط السعودية بقتل الكاتب الصحفي السعودي جمال خاشقجي؛ بينما يومياً يقُتل عشرات الأطفال الأبرياء في فلسطين برصاص قوات الاحتلال الفاشي، ولكننا لم نسمع أمريكا أو قطر، أو تركيا، أو إيران تبكي عليهم وتلوح بمعاقبة دولة الاحتلال الصهيوني اللهم إلا خطب رنانة، وكلام كلهُ طخ في الهواء!؛ وبالرغم من كل ما حصل فإن بلاد الحرمين الشريفين، فإن السعودية عصية علي الكسر، فهي ليست إمارة قّطر الذليلة، أو الصومال، يسهُل الإجهاز، والانقاض عليها، أو افتراسها، أو تقسيمها؛ فليس كل الطير يُمكن أن يُأكل لحمهُ"!؛ لأن السعودية بها أعظم بقاع الأرض فيها سيدنا رسول الله بالمدينة المنور، ومكة المكرمة عاصمة العالم الاسلامي الروحية، والعقائدية، وفيها حوالي ثلت نفط ووقود العالم؛؛ والمس فيها سيصيب إنتاج النفط بالشلل!؛ فالسعودية تنتج ما يقارب سبعة ملايين برميل ونصف يومياً، فلا نستبعد في حال تعرضها للخطر أن ترفع سعر برميل النفط من 80 دولار إلي الضعف؛ بل وقد تصبح عملة تسعير برميل النفط بدل الدولار، هي العملة الصينية الليوان؛؛ ومع كل ما سبق نحن لا نشرع القتل اطلاقاً، ونرفض جملةً وتفصيلاً ما حدث للكاتب خاشقجي؛ إلي أننا نقف مع المملكة، بلاد الحرمين الشريفين، ووحدة أراضيها، وأمنها، وأمن مواطنيها، لأنها تبقي قائدة للعالم الإسلامي؛ فلعل ما حصل يجعل ولي العهد السعودي يعيد حساباتهِ، ويفيق من غّفوتِه، وارتمائه في أحضان الولايات المتحدة أو كيان الاحتلال الاسرائيلي المُجرم، وعلينا أن نتعضد مما سبق، فالسعيد من وعضِ بغيرهِ؛ ونستذكر هنا مقولة الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك:" المتغطّي بأمريكا عريان"!؛ لذلك ما حكّ جلدكّ غير ظِفركّ، فمن تمسك بمكة عليه أن يتمسك بالقدس الشريف، لأن مكة كالقدس، وكلاهما له قدسيتهُ، فلا كرامة، ولا عزة، ولا نصر، ولا تمكين، لأي ملك أو زعيم أو رئيس عربي بغير القدس، والحفاظ عليها، والدفاع عنها، لأنها قبلة المسلمين الأولي، ومن يفرط في القدس فقد فرط بالعقيدة والإسلام والكرامة والعرض والشرف الخ..؛ ولذلك إن حاول الغرب، وتركيا، وأوروبا استغلال الأزمة الراهنة وفرض عقوبات وطلب "أّتوُاتْ" من السعودية!، سيكون رد من المملكة لحفظ أمنها، عبر التحول إلي روسيا، والصين وغيرهما، لشراء السلاح؛؛ علماً أن السعودية تشتري ما يقارب 80% من مبيعات شركات السلاح الأمريكي، وأضف لذلك أصول واستثمارات الرياض في الحكومة الأميركية والبالغة حوالي 800 مليار دولار؛ وكذلك تعد المملكة السعودية أحد أكبر عشرين اقتصاداً في العالم، وسوق كبير للبضائع الأمريكية؛ نتمنى أن تتوحد الأمة العربية والإسلامية، وأن يأخذ الحكام والملوك والأمراء في دولنا العربية والإسلامية عبرة فيما قد مضي؛ وأن يستمدوا مددهم من خلال مرضاة الله عز وجل بتحقيقهم العدل والخير لشعوبهم، ومن ثم الفوز بمحبة شعوبهم لهم؛ وعلينا جميعاً أن نعمل مُراجعو شاملنا لأنُفسنا، ولا نركن علي الغرب أو الشرق؛ فويلٌ لأمة لا تأكل مما تزرع، ولا تلبس مما تصنع!؛ ورّحم الله الفاروق سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه القائل: "لقد كنّا أذلاء فأعزنا الله بالإسلام، فإذا ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله "، نتمنى أن تبقي بلاد الحرمين الشريفين في أمنٍ، وسلام، وعنواناً للدفاع عن قضايا العرب، والمسلمين، وقضية فلسطين.
  المحلل، الكاتب الصحفي والباحث المفكر العربي

  الدكتور/ جمال عبد الناصر محمد عبد الله أبو نحل
[email protected] *
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف