الأخبار
"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّات
2024/4/19
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الكوبونة ؟! بقلم سليم عوض عيشان ( علاونة )

تاريخ النشر : 2018-10-15
الكوبونة ؟!  بقلم سليم عوض عيشان ( علاونة )
" الكوبونة " ؟؟ّ!!
قصة قصيرة
بقلم / سليم عوض عيشان ( علاونة )
====================
( آخر ما جادت به قريحة الكاتب ؛ ولم يسبق نشر النص من قبل ) .
أحداث وشخوص النص حقيقية حدثت على أرض الواقع .. وليس من فضل للكاتب على النص اللهم سوى الصياغة الأدبية فحسب .
تنويه :
النص اجتماعي بحت .. ولم يقصد الكاتب من خلاله أي بعد سياسي .. اللهم إلا إذا كان للقارئ ( المتلقي ) رأيًا آخر ؟؟؟!!!
( الكاتب )
-------------------
" الكوبونة " ؟؟؟!!
.. في ظل حصار وحشي ظالم .. بطالة متفشية .. جوع وفقر وحرمان .. قتل وتدمير وبطش من قبل عدو ظالم ... كان الدم والدموع سيد الموقف .
طفل صغير هو .. لم يكن ليدرك أبعاد المأساة بشكل جيد ؛ فهو لم يتعد السادسة من عمره بعد ...
عندما تم قصف بيت الأسرة من قبل طائرات العدو المتوحش قبل سنوات قليلة جدًا خلت ... في حينه ؛ لم يدرك الطفل أبعاد المأساة بشكل جيد سوى أنه شاهد بأم عينيه كيف كان يتم انتشال جثث أفراد أسرته الشهداء من تحت الأنقاض .. هي لم تكن جثث بالمعنى المفهوم ، بل كانت مجرد أشلاء متناثرة وجثثًا مهلهلة يتم انتشالها من بين الركام وأنقاض المنزل .
لم يكن الطفل يومها هو الناجي الوحيد من المجزرة الدموية التي ارتكبها العدو المتغطرس بحق الآمنين المسالمين .. فقد كان بصحبته يومها جده الطاعن في السن الذي كان يرافقه إلى مستشفى المدينة للعلاج من ألم عارض كان قد ألَمَ به .
الطفل الصغير يومها أصبح اليوم طفلًا أكبر.
جده الطاعن في السن أصبح أكثر ضعفًا ووهنًا .
بالكاد ؛ كان الرجل الهرم يحصل على قوت يومه وقوت الطفل الصغير ... ثم يأويان سوية إلى أطلال المنزل المهدم عساه يقيهما غائلة الليل .
كغيرهم من المتضررين .. كانا يحصلان على بعض المساعدات المتواضعة التي تقوم بصرفها لهم المؤسسات العالمية ومؤسسات الإغاثة الإنسانية المختلفة .
كانت فرحة الطفل والجد عظيمة عندما تم إبلاغهما بأنه سوف يتم صرف " كوبونة " ذات قيمة عالية لهما ... تحتوي على بعض الأطعمة والبقوليات الجافة والمعلبات اللازمة لهما ... وكان عليهما الحضور للمكان الذي تم تحديده من أجل صرف تلك " الكوبونة " لهما .
الجد .. الطاعن في السن كان يسير الهوينى .. وهو يتوكأ على العصا من ناحية .. وعلى كتف الطفل الصغير من الناحية الأخرى ... وهما يتجهان ناحية المكان الذي تم تحديده لصرف " الكوبونة " لهما .
أثناء سيرهما ؛ راح الجد يمني الطفل الصغير بالأماني العديدة .. فهو قد وعده وبعد أن يتسلم " الكوبونة " خاصتهما بأنه سوف يقوم ببيعها لكي يشتري للطفل قميصا وبنطالًا بدلًا من ذلك القميص والبنطال المهلهلين الممزقين الذين كان يرتديهما الطفل ... ووعده بأن يشتري له حذاءً ينتعله في قدميه المتورمتين الحافيتين .. ووعده بشراء بعض " الساندويتشات " التي كان الطفل يتمنى أن يتذوقها ذات يوم ... و .. و ..
.. بعد جهد جهيد .. وصلا إلى المكان المطلوب ... ووقفا في الطابور الطويل الطويل ينتظرا دورهما لتسلم " الكوبونة " خاصتهما .. واستمر التزاحم طويلًا في مناخ ملتهب وحار وأعصاب مشدودة وإرهاق شديد .
بعد ساعات طوال وصل الجد والطفل إلى المكان الذي كان يجلس فيه الموظف المختص الذي كان يقوم بتوزيع " الكوبونات " للمحتاجين ... حسب تلك القوائم الطويلة التي كان يقوم بمراجعتها بدقة ...
تقدم الجد من الموظف وقد أبرز بطاقته الشخصية وقدمها للموظف المختص الذي راح يدقق فيها مرة وفي الكشوفات التي كانت أمامه عدة مرات .. بينما كان الجد يتململ ويتأفف خشية أن لا يعثر الموظف على اسمه ضمن تلك الكشوفات والقوائم التي سوف يتم صرف " الكوبونات " لها ..
وما بين أمل ويأس .. تلهف ورجاء وإحباط .. عثر الموظف المختص أخيرًا على اسم وبيانات الجد والطفل .. وقام بالتأشير عليها بالقلم الذي كان بين أصابعه .. وأصدر الأمر لبعض العمال المتواجدين في المكان بتسليم " الكوبونة " للجد .. الذي تناولها بلهفة وسعادة بينما كانت الابتسامة الجذلى ترتسم على محيا الطفل .
حمل الجد " الكوبونة " الثقيلة نسبيًا .. وهو ينوء بحملها الثقيل ويكاد أن يقع على الأرض .. راح الطفل يحاول جهده أن يساعد الجد في حملها .. حتى تمكنا بعد جهد جهيد ولأيٍ شديد .. من الوصول إلى الساحة الخارجية للمكان .
.. في الخارج ؛ طلب الجد من الطفل أن يقف قليلًا إلى جانب " الكوبونة " لكي يعثر على أحد الأشخاص الذين كانوا يقومون بحمل " الكوبونات " لتوصيلها وأصحابها إلى أماكن سكناهم بوسائل النقل المختلفة المتباينة .. وأوصاه بالانتباه بشكل جيد لحراسة " الكوبونة " .
.. ما إن ابتعد الجد عن المكان بعض الشيء وغاب عن أنظار الطفل ... حتى كان رجلًا غريب الهيئة والشكل يقترب من الطفل بهدوء .. ابتسم ابتسامة تحمل ألف لون ولون .. راح يفهم الطفل بأن الجد قد طلب منه أن يأتي بـ " الكوبونة " والطفل لكي يوصلهم جميعًا إلى مكان سكناهم ..
.. بسرعة البرق كان الرجل يحمل الرجل " الكوبونة " على كتفه ويطلب من الطفل أن يتبعه .. وراح يندس بين الطوابير المتراصة التي كانت تقف بالانتظار في الساحة الكبيرة .. إلى أن اختفى عن أنظار الطفل بشكل تام ..
راح الطفل يبكي بحرقة ومرارة وقد شعر بأنه قد فقد فرصة اللحاق بالرجل والعثور على جده فراح يبحث في كل الاتجاهات وهو يصرخ ويبكي ...
بعد وقت طويل ... عثر الجد على الطفل .. والعرق يتصبب من وجهه وسائر أنحاء جسده .. وراح يهدئ من روعه ويطيب خاطره ... ويستفسر منه عن سبب البكاء ... ويوبخه بشدة على تركه " الكوبونة "..؟؟!!
من بين الدموع والبكاء والعويل .. كان الطفل يشرح للجد أمر ما حدث مع ذلك الرجل الذي كان قد أخذ " الكوبونة " وطلب منه أن يلحق به لكي ينضم للجد لنقلهم جميعًا للمكان الذي يريدانه حسب طلب الجد كما أفهمه الرجل الغريب ...
قبل أن يسقط الجد على الأرض شبه مغمىً عليه .. كان يتمتم من بين الدموع :
" لقد ضاعت " الكوبونة " ؟؟!! فأنا لم أرسل أحدًا بالمطلق إليك ؟؟!! "
ومن بين الدموع والبكاء والعويل كان الطفل يتمتم بحرقة :
" ومن أين لنا يا جدي بثمن القميص والبنطال والحذاء الذي وعدتني بشرائهما لي " ؟؟؟!!!...

( انتهى النص ... وما زال الجد ملقً على الأرض شبه مغمىً عليه وهو يتمتم " لقد ضاعت " الكوبونة " ؟؟!! ...
وما زال الطفل يبكي بحرقة ويصرخ " ومن أين لي يا جدي بثمن القميص والبنطال والحذاء ؟؟؟!! ...
ولم يحاول أحد أن يطارد " السارق " .. ويسترد منه " الكوبونة " ..) ؟؟!!....
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف