الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/24
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

رمادي بقلم: أمير المقوسي

تاريخ النشر : 2018-10-13
قصة قصيرة: رمادي

يهرول متلهفاً الذهاب إليه كي يجلس تحت الحائط على ذلك المقعد الخرساني وحيداً مفسحاً المجال لجلوس طيف ما بجانبه، ويقوم بإشعال لفافة تبغه وينتظر أن يأتيه فنجان قهوته الخزفي الأبيض الذي يشبه ذلك الفنجان الذي كان يحتسي فيه قهوته في زمن فات بينما ذاك الطيف أمامه ويحتسي في حينه شايه الأحمر المفضل لديه، تسرقه لفافة تبغه منه بينما يتصارع هو والريح على من سينال منها قبل الثاني.
بعدها بدأ ينصت في رأسه إلي العديد من الألحان الموسيقية المتشابكة وكأنها أعمال سحر سُليمانية يحاول أن يفك طلاسمها، ملتقطاً طرف لحنٍ يدعوه تارة إلى الإقتراب وأخرى إلى الإبتعاد، وفي غضون ذلك تأخذه الحيرة مع اللحن تجاه جَبَّانَة بعيدة، الأموات فيها يصطفون في طوابير ينتظرون أن يؤذن لهم بدفن انفسهم حيث الحانوتي نفسه يصطف هو الآخر في منتصف طابور ما منهم، دقق النظر فوجد أن كل ميت منهم ملفوف بكفن بلون مخالفاً للشريعة كأنه رمادي، تفرس في الوجوه فإذا هي الأخرى رمادية، تدل على أنهم عاشوا حياة افتقدوا فيها رغد النعيم الدنيوي، حياة على الهامش، حياة بين بين، وكل ميت حتى الرضيع منهم كثيرة هي التجاعيد المنقوشة على وجهه، وكأنها طُرقاً عُبِدت بقسوة، بطريقة بدائية، لا أثر فيها لإستخدام أي وسائل حديثة من التي تُريح الطريق كالتي يراها في أيامه هذه، وجوه لا يظهر عليها أي احساس بالحسرة أو الألم وهي تنتظر الدفن، على العكس تماماً فهي مرحبة به، وراضية، ومستسلمة، وربما فرحة في داخلها رغم جمود تقاسيمها.

وللحظة هبت ريح خريفية خفيفة فأزاحت طرف أكثر من كفنٍ من الأسفل إلى الأعلى، فلمح أن بعضها وجوه فقط معلقة بلا أجساد، والبعض الآخر معلق فوق جسد ينقصه طرف ما من أطرافه، صعقه المشهد ولحظتها تمكن منه طرف اللحن الذي كان يسعى إليه واكتشف أنه لحن جنائزي يقوده مثلهم إلي الدفن.

أمير المقوسي
[email protected]
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف