الأخبار
بعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكريا بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيينمسؤولون أميركيون:إسرائيل لم تضع خطة لإجلاء المدنيين من رفح..وحماس ستظلّ قوة بغزة بعد الحربنتنياهو: سنزيد الضغط العسكري والسياسي على حماس خلال الأيام المقبلة
2024/4/23
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

مع كتاب (خمسون عاماً من تاريخ جامعة الموصل) للدكتور ابراهيم خليل العلاف

تاريخ النشر : 2018-10-09
مع كتاب (خمسون عاماً من تاريخ جامعة الموصل) للدكتور ابراهيم خليل العلاف
عرض : ازهر العبيدي
أهداني الصديق المؤرخ الأستاذ الدكتور إبراهيم خليل العلاّف ، نسخة من كتابه القيم (خمسون عاماً من تاريخ جامعة الموصل 1967-2017 ) المطبوع في دار قناديل للنشر والتوزيع في بغداد سنة 2018، ويقع الكتاب في 336 صفحة من الحجم العادي ويزخر بمعلومات تاريخية مهمة عاصرها المؤلف ، وعاش أحداثها ، وتفاعل مع أساتذتها وطلابها بوصفه تدريسياً ومشرفاً وأستاذاً تربوياً وعلمياً، وقد لاحظت أن معلومات الكتاب بالغة الدقة وكما عاصرتها بنفسي خلال فترة ارتبطت بها بلجنة سمّيت (لجنة أصدقاء جامعة الموصل) مهمتها توثيق الروابط الاجتماعية والثقافية مع مثقفي مدينة الموصل من غير الأكاديميين.
يبدأ الدكتور العلاّف الكتاب بـ(كلمة لابدّ منها) يوجز فيها هذا التاريخ الممتد لنصف قرن أمضى أربعة عقود منه في رحاب جامعة الموصل، فيقول أنه دخلها منذ 15 أيلول 1975 مدرساً مساعداً ، وخرج منها عام 2013 متقاعداً بمرتبة (أستاذ دكتور – بروفيسور) ونظرا لجهوده العلمية فيما بعد حصوله على الاستاذية فقد صدر أمر من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بمنحه لقب (أُستاذ متمرس ) .
عُرف الدكتور إبراهيم العلاف بجديته وحرصه في عمله مقرراً لقسم التاريخ بكلية الآداب، ورئيساً لفرع التاريخ بكلية التربية، ورئيساً لقسم العلوم الاجتماعية بكلية التربية، ورئيساً لقسم التاريخ بكلية التربية، ورئيساً لمركز الدراسات التركية وبعدها مديراً لمركز الدراسات الاقليمية منذ 1985 وحتى 2013 ولثلاث مرات.
ويتحدث الدكتور إبراهيم عن رؤساء الجامعة المؤسسين وهم الأستاذ الدكتور محمود الجليلي والأستاذ الدكتور محمد صادق المشاط والأستاذ الدكتور عبد الإله الخشاب والمتميزين الأستاذ الدكتور قبيس سعيد الفهادي والأستاذ الدكتور زهير محمد الشاروك . ويؤكد أن الجامعة حظيت برواد ورموز كثر تميزوا بإختصاصاتهم وعطائهم والذين وضعوا قواعد الجامعة على أسس علمية وأخلاقية متينة، فضلاً عن الاداريين الذين تركوا بصماتهم في الملفات والأضابير ومن أسهم في التخطيط المالي والإداري والعلمي والقانوني للجامعة، وهناك الجنود المجهولين من الأساتذة العرب والعمال والمستخدمين.
حقيقة كانت جامعة الموصل ، كما كنا نشاهدها ونسمع من طلبتها ، من أرقى جامعات العراق بل والعالم، وكانت لها التقاليد الجامعية التي وضع أساسها الدكتور محمود الجليلي وبذل مع من خلفه الجهود الكبيرة في تأكيد القيم والتقاليد الجامعية من حيث الاهتمام بالعلم والأخلاق وطرق البحث وطرق التدريس والعلاقة بين الطلبة والتدريسيين وبين التدريسيين أنفسهم وبين الطلبة وبعضهم، والاهتمام بالأقسام الداخلية ليتفرغ الطالب لدراسته، والاهتمام بالنشاطات الثقافية والرياضية والترفيهية والدوام، وطرق التدريس والاستعانة بالخبرات التعليمية العربية والأجنبية والايفادات، وتشجيع حضور الندوات وارسال البعثات العلمية والتمتع بالزمالات للدراسة، والاهتمام باللغات الأجنبية وبخاصة الإنكليزية، والاهتمام بالتدريب على التقنيات الحديثة، وادخال المختبرات المتطورة، وتأسيس مطبعة الجامعة، واصدار المجلات الاكاديمية المحكمة والمجلات الثقافية، والتفاعل مع المجتمع والمدينة ومبدعيها ومثقفيها، وانشاء مكتبة الجامعة فضلاً عن مكتبات الكليات، والاهتمام بالسفرات العلمية والتنقيبات الأثرية، وانشاء مسرح جامعي وفرق مسرحية ، وتأسيس بيت الفن ومتحف للفنون التشكيلية ومتحف للتاريخ الطبيعي ومتحف للتراث الشعبي.
وكانت قيافة الأستاذ ، والزي الجامعي الموحّد محط اهتمام مؤسسي الجامعة الذين عدّهم المؤلف الرعيل الأول الذين واكبهم الرعيل الثاني وتتلمذوا على أيديهم، ثم تكوّن الرعيل الثالث من الأساتذة والباحثين وتبعه الرعيل الرابع الذي يتحمّل اليوم عبء العمل الجامعي.
وفي التمهيد يتطرق الأستاذ الدكتور إبراهيم إلى الحديث عن شخصية الموصل الحضارية فهي ليست مدينة فحسب وإنما هي حضارة وتاريخ وتراث وموقف ودور كما وصفها الرحالة والبلدانيون والجغرافيون، وهي قاعدة من قواعد العرب والمسلمين بسبب موقعها الجغرافي والاستراتيجي على طرق التجارة، وتاريخ الموصل السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي يحفل بما سطّره المؤرخون في عهد الراشدين والأمويين والعباسيين والحمدانيين والعقيليين والأتابكيين والعثمانيين. وكان للموصليين دور مشهود في اقامة الدولة العراقية الحديثة، كما كان لهم دورهم في تأسيس الجيش العراقي 1921 وقد أسهموا في كل الأحداث التي شهدها العرب ومنها فلسطين والجزائر وسوريا والخليج العربي. والموصليون متحضّرون نظاميون ولا يعطون ولاءهم بسرعة ولا يميلون للفوضى ويعتزون بمدينتهم وبتاريخهم وتراثهم ورجالاتهم.
ويوثّق الدكتور العلاًف في الفصل الأول كيف بدأت سنوات التأسيس الأولى لجامعة الموصل عندما كانت برئاسة نائب رئيس جامعة بغداد في الموصل 1967، وكانت اللبنة الأولى فيها هي كلية طب الموصل التي افتتحت عام 1959 من قبل وزارة الصحة، ثم تأسست عام 1963 كليتا الهندسة والعلوم، وفي عام 1966 كلية الآداب، وافتتحت كذلك كلية الزراعة والغابات وكلية الصيدلة ومعهد المحاسبة، ثم بقية الكليات ومراكز البحوث. وفي الأول من نيسان 1967 صدر قانون جامعة الموصل برقم 14 والذي حدد الهيكل العلمي للجامعة بخمس هيئات علمية، وأرفق المؤلف مخططات عدة بالموضوع لكني أعتب على دار النشر لعدم وضوح هذه المخططات المهمة ووجود عدد من الأخطاء المطبعية التي لابدّ منها.
وفي الفصل الثاني يوثّق تاريخ كليات جامعة الموصل ومراكزها البحثية ؛ فيقول أنها تضم اليوم ثلاث وعشرين كلية وأكثر من خمسة وعشرين مركزاً بحثياً ومكتباً استشارياً وعيادة ومتحفاً توثيقياً ووحدة فنية. وفيها أكثر من مائة وعشرين تخصصاً علمياً، وتضم أكثر من ثلاثين ألف طالب وطالبة وبضعة آلاف من التدريسيين والمنتسبين الإداريين والفنيين. وتولّى رئاسة الجامعة للفترة (1967-2017) احدى عشر رئيس جامعة من الكفاءات العلمية العراقية والموصلية.
ويتحدث المؤلف في الفصل الثالث عن علاقة جامعة الموصل مع المجتمع الموصلي من خلال تقديمها الخدمات عن طريق التشكيلات الإدارية والمؤسسات مثل العيادات الاستشارية والطب البيطري وطب الأسنان والمكاتب الهندسية والصناعية والتجارية.
وفي الفصل الرابع اختار الدكتور العلاّف رموزا متميزة من أساتذة جامعة الموصل ممن عمل معهم وخدموا الجامعة وتركوا بصماتهم واضحة على جدارها وهم: أ.د محمود الجليلي وأ.د عامر سليمان وأ.د خليل الشابندر وأ.د عبد المنعم رشاد وأ.د فخري الدباغ وأ.د هاشم يحيى الملاّح وأ.د عمر الطالب وأ.د خضر جاسم الدوري وأ.د أحمد عبد الله الحسّو وأ.د توفيق اليوزبكي وأ.د عماد الدين خليل الطالب وأ.د مقداد أحمد يحيى الجليلي وأ.د إبراهيم خليل العلاّف وأ.د أحمد قاسم الجمعة ود نبيل خليل الطالب وأ صديق بكر أغوان وأ.د زهير محمد عبد الله الشاروك وأ.د مظفر عبد الله الأمين وأ.د عبد الحسين خضير شربة وأ.د عادل نجم عبّو وأ.د محيي الدين توفيق إبراهيم المعلم وأ.د قبيس سعيد الفهادي وأ.د سمير بشير حديد وأ.د عجيب علي محو وأ.د خير الدين محيي الدين وأ.د محمد مجيد السعيد وأ.د وديع ياسين التكريتي وأ.د مؤيد يونس الطائي وأ.د طلال أحمد خليل العلاّف وأ.د حازم عبد الله خضر وأ.د كاصد ياسر الزيدي وأ.د خليل علي مراد وأ.د عبد الوهاب العدواني وأ.د سالم توفيق النجفي وأ.د يحيى نوري الجمّال وأ.د إبراهيم حسن السعيدي وأ نهاد سليم الخيّاط.
لقد حفل كتاب (خمسون عاماً من تاريخ جامعة الموصل) بمعلومات غزيرة قيمة سطّرها مؤرخ موصلي معروف بدقته وحياديته وحبّه للثقافة والمثقفين أطال الله بعمره وحفظه ذخراً وقامة كبيرة تفخر بها مدينة الموصل أم الربيعين والعراق العظيم.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف