الأخبار
بلومبرغ: إسرائيل تطلب المزيد من المركبات القتالية وقذائف الدبابات من الولايات المتحدةانفجارات ضخمة جراء هجوم مجهول على قاعدة للحشد الشعبي جنوب بغدادالإمارات تطلق عملية إغاثة واسعة في ثاني أكبر مدن قطاع غزةوفاة الفنان صلاح السعدني عمدة الدراما المصريةشهداء في عدوان إسرائيلي مستمر على مخيم نور شمس بطولكرمجمهورية بربادوس تعترف رسمياً بدولة فلسطينإسرائيل تبحث عن طوق نجاة لنتنياهو من تهمة ارتكاب جرائم حرب بغزةصحيفة أمريكية: حماس تبحث نقل قيادتها السياسية إلى خارج قطرعشرة شهداء بينهم أطفال في عدة استهدافات بمدينة رفح"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيران
2024/4/20
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

النص وسؤال الحقيقة للدكتور ماجد الغرباوي.. قراءة في عنوان بقلم:علجية عيش

تاريخ النشر : 2018-10-02
النص وسؤال الحقيقة للدكتور ماجد الغرباوي.. قراءة في عنوان بقلم:علجية عيش
النص وسؤال الحقيقة للدكتور ماجد الغرباوي.. قراءة في عنوان

النص وسؤال الحقيقة.. نقد مرجعيات التفكير الديني،  هو عنوان كتاب صدر حديثا للدكتور ماجد الغرباوي رئيس مؤسسة المثقف العربي، يندرج كما يقول كاتبه ضمن مشروع نهضوي طموح لاستعادة وعي الفرد، بعد نقد العقل الديني ومرجعياته المرتهنة في معارفها لقدسية التراث وأوهام الحقيقة، بعيدا عن المناهج العلمية والكشوفات المعرفية الحديثة. فهو كما يقول يبحث في كيفية اشتغال النص وفرض حقيقته ومحدداته، خاصة التبسا المقدس بالمدنس، والديني بالبشري ، كما يهدف الموضوع إلى استعادة الوعي من أجل نهضة حضارية تستعيد بها الإنسانية قوتها ومن خلالها  تستنشق رحيق الحرية

ليس  بمقدورنا الإطلاع على مضمون الكتاب ولكن من خلال العنوان نلاحظ أن المؤلف سلك منهج العديد ممّن خاضوا في مثل هذه القضايا والإشكاليات،لاسيما مرجعيات التفكير الديني، والخطاب الديني، وإعادة قراءة النص الديني وتحليله،وقضايا أخرى تتعلق بتحرير العقل العربي والإسلامي، بعيدا عن سطوة التراث وسيطرة الرموز الدينية، هذه الإشكاليات قد تتحول إلى ثورة،  نقول ثورة دينية لتنبيه البشرية كلها، لا نقول العرب والمسلمين ولا المسيحيين أو اليهود، لأن التفكير الديني مرتبط بالنص الديني،وهذا النص يختلف في مضمونه من دين لأخر، فما تراه اليهودية مثلا مباحا تراه الأديان الأخرى محرما، كما قد نجد في النصوص الدينية قاسما مشتركا في بعض القضايا،خاصة وفي ظل سيادة نزعة التديُّن، تواجه البشرية اليوم معركة العقيدة في عالم متحضر، أصبح الإنسان  ( الغير متدين) لايؤمن بالتراث ويرى أنه لا جدوى من الإنشغال بالأمجاد الضائعة، لأن العولمة تعمل على خلق شعوب عالمة، أي شعوب بلا هوية ولا انتماء وبلا عقيدة، قد تجبرها وبأسلوب حضاري على الإنفصال عن كتبها المقدسة .

الصراع اليوم ليس صراعا بين المثقف والسلطة، فقد اندمج هذا الأخير في السلطة، وأصبح ينفذما يمليه عليه أصحاب القرار، الصراع اليوم هو صراع بين المثقف والكنيسة، صراع بين المثقف والمسجد، هو صراع بين الديني واللاديني، كيف نفهم هذا الأخير كيف يفكر وكيف يمكن إقناعه بوجود إله خلق هذا الكون،كيف يمكن أن نحاوره؟،  إن رجل الدين أو رجل السياسة أو المثقف هو رجل يملك جانبا فكريا وثقافيا ودينيا، والأمر ليس بالسهولة والبساطة عندما يرتقي واحد من هؤلاء الثلاثة (رجل الدين ورجل السياسة والمثقف) في سلم الحقائق، وبخاصة الحقائق الدينية و الإجتماعية والنفسية، وقد ذهب الدكتور محمد جابر الأنصاري في نقده واقع العقل العربي إلى أبعد الحدود، لدرجة أنه لامس الخطوط الحمراء، وكسّر كل الطابوهات بجرأة وشجاعة عندما شرع يبحث عن الحقيقة والتعامل مع المنطق والواقع، وقد وضع كل أفكاره وتصوراته في كتاب تحت عنوان: "رؤية قرآنية للمتغيرات الدولية"، أراد به أن ينير الطريق لفكر متنور وبعقلية المفكر العصري المفتوح.

 والساحة الدينية كما يقول المفكر الجزائري محمد أركون لا يمكن أن تنفصل عن الساحات الأربع وهي الساحة الفكرية، السياسية،الاقتصادية والثقافية، كون هذه الساحات الخمس تشكل كلية الفضاء الاجتماعي، والدين أو الأديان في مجتمع ما، عند محمد أركون هي عبارة عن جذور، فلا يمكن لأيّ باحث أو مفكر أن يفرق بين الأديان الوثنية وأديان الوحي، ويرى أن التفريق أو التمييز هو عبارة عن مقولة  تيولوجية تعسفية، كما يرىأن النظرة العلمانية للأشياء وللنصوص الدينية تعلن بأنها تذهب إلى أعماق الأشياء،إلى الجذور من أجل   تشكيل رؤيا أكثر صحة وعدلا ودقة، ويذهب المفكر الجزائري محمد أركون بالقول: لا نريد أن نقلب كل شيء رأسا على عقب، وإنما نريد أن نعيد النظر والتقييم لكل شيء من خلال نظرة أخرى جديدة، ليس بالضرورة أن تكون هذه النظرة نقدا للمرجعيات،وإن كانت أفكار محمد أركون قد تختلف مع أفكار رجل الدين، فهو يؤكد موقفه بأن كل الأديان قدمت للإنسان ليس فقط التفسيرات والإيضاحات، وإنما أيضا الأجوبة العملية القابلة للتطبيق والاستخدام مباشرة فيما يخص علاقة الإنسان بالوجود والآخرين والمحيط الفيزيائي.

 أما مالك بن نبي فكان له رأي آخر، فهو درس الإشكاليات من منظور هندسي إذ يقول: إذا رسمنا الخريطة ألإيديولوجية نجد عليها لون المجوسية أو لون الديانة الفارسية (إيران)، ولون البوذية والبرهمية أو الهندوكيةكما يسمونها، والمسيحية واليهودية، ونقطة مغمورة في الكون هي مكة نقطة الإسلام، ويضيف: لو أردنا أن نرسم خريطة جديدة للإسلام، نجد أن البوذية قد شطب عليها قلم ماوتسيتونغ، فمحاها من الوجود، أما المجوسية فقد محاها عمر  يوم القادسية، أما البرهمية فقد محتها ظروفها الخاصة دينا لا ثقافة، فهي كتراث ثقافي ستبقى إلى أجل لا ندرس مداه، مع تجنب التكهنات، وأما كدين فقد انتهت وانتهى دورها.والمسيحيةمرت بتطورات غريبة وأصبحت تعاني  من مشكلات تعبر عن ظروف خطيرة، بمعنى أن المسيحية بدأت تفقد المبررات لمعتنقيها لاسيما الشباب والمرأة، يبقى اللون الإسلامي في الخريطة الإيديولوجية وهو يمثل الخط الموازي  كأنما الله يهيئ القاعدة التاريخية الإجتماعية لتحقيق الآية الكريمة من سورة الصف: (هو الله الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهر على الدين كله.

قراءة علجية عيش– كاتبة وصحفية جزائرية
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف