معادلة لا هذا الرد ولا ذاك .. روسيا وسوريا 24-9-2018
بقلم : حمدي فراج
انتهت التحقيقات الروسية في تورط اسرائيل باسقاط طائرتهم "إل20 " ومقتل جميع من على متنها ، وفي الغالب انهم ليسوا جنودا بمعنى الانفار العاديين لطالما ان الطائرة بحثية وتجسسية متطورة ، ثم جاء الاقرار من كافة قيادات روسيا بما فيها البرلمان "الدوما" كي ربما يعفي بوتين من الحرج الذاتي ازاء ما ربطه مع نتنياهو من علاقات خاصة .
كل الحديث عن "رد" قد جاء في إطار تعميمي عائم على سطح الجريمة ، أبلغه ان اسرائيل "لم تحفظ المعروف" منذ ان نجحت روسيا في ابعاد ايران عن الجولان، وحتى كانت تنسق معها ضرباتها الجوية ، آخرها الضربة الاخيرة التي اسقطت فيها طائرتها ، من ان "الابلاغ كان عن ضربة في الشمال لا في الغرب" . فهل هناك من كل هذا "الرد" ردا على الجريمة ؟ هل طلبت موسكو مثلا تسليم الطياريين الاسرائيليين المتورطين لتتم محاكمتهم ، او تقديم وزير الدفاع الى المحاكمة ليقضي بقية حياته في السجن بتهمة التسبب في قتل خمسة عشر جنديا ، هل طردت السفير الاسرائيلي وسحبت سفيرها من تل ابيب ، هل قطعت العلاقات التجارية ورحلات السياحة كما فعلت مع تركيا بعد اسقاط مقاتلة سوخوي 24 قبل ثلاث سنوات ؟
هنا في الحالة الاسرائيلية ، على بلاغة حقارتها و فداحتها ، ذهبت اسرائيل ابعد وابعد في التبرير والتزوير ووضع اللائمة على ايران وسوريا ، وفي مكان آخر ، على روسيا ذاتها ، واخيرا خرج وزير دفاعها بكل صلف وتبجح ليقول ان لا شيء سيمنع مواصلة عمليات التحليق والقصف على سوريا .
هذا يعيدنا الى سوريا التي سمحت للطائرات الاسرائيلية ان تصول وتجول في سمائها على مدار عقود طويلة ، ما جعل ليبرمان ذاته قبل عدة سنوات ، كان وقتها وزيرا للخارجية ، ان يهدد بقصف قصر الاسد واعتقاله مع عائلته . سيقول لك البعض ان سوريا ليس لديها صواريخ ارض جو بإمكانها اسقاط الطائرات الاسرائيلية المعتدية ، ومع ان هذا مجرد تبرير واه ، إذ فلننظر الى ما امتلكته كوريا الشمالية خلال غمرة من الزمن كي تستطيع مواجهة كوريا الجنوبية واليابان وامريكا نفسها التي تسكن في قارة اخرى وتبعد عنها الاف الكيلومترات .
على فرض قبولنا بالتبرير السوري الواهي اعلاه ، فمن قال ان الرد على اسرائيل لا يكون الا بالتصدي لطائراتها المعتدية ، ألا ينفع الرد عليها بخمسة صواريخ ارض ارض تضرب في ارجائها وانحائها في كل مرة تخترق طائراتها اجواءها وتضرب اهدافها . هذا ما قاله حسن نصر الله في خطابه الاخير ، من ان اسرائيل التي تدعي انها تقصف مواقع ايرانية ، انما هي تقصف مواقع سورية كي تحول دون ان تمتلك سوريا صواريخها ، والتي يبدو انها دخلت في مرحلة تصنيعها .
عندما قصفت اسرائيل مفاعل "تموز" النووي في العراق 1981، قال عجوز من بيت جالا ، أن لديه شجرة مشمش قد ربط تحتها كلب ليحرسها .
بقلم : حمدي فراج
انتهت التحقيقات الروسية في تورط اسرائيل باسقاط طائرتهم "إل20 " ومقتل جميع من على متنها ، وفي الغالب انهم ليسوا جنودا بمعنى الانفار العاديين لطالما ان الطائرة بحثية وتجسسية متطورة ، ثم جاء الاقرار من كافة قيادات روسيا بما فيها البرلمان "الدوما" كي ربما يعفي بوتين من الحرج الذاتي ازاء ما ربطه مع نتنياهو من علاقات خاصة .
كل الحديث عن "رد" قد جاء في إطار تعميمي عائم على سطح الجريمة ، أبلغه ان اسرائيل "لم تحفظ المعروف" منذ ان نجحت روسيا في ابعاد ايران عن الجولان، وحتى كانت تنسق معها ضرباتها الجوية ، آخرها الضربة الاخيرة التي اسقطت فيها طائرتها ، من ان "الابلاغ كان عن ضربة في الشمال لا في الغرب" . فهل هناك من كل هذا "الرد" ردا على الجريمة ؟ هل طلبت موسكو مثلا تسليم الطياريين الاسرائيليين المتورطين لتتم محاكمتهم ، او تقديم وزير الدفاع الى المحاكمة ليقضي بقية حياته في السجن بتهمة التسبب في قتل خمسة عشر جنديا ، هل طردت السفير الاسرائيلي وسحبت سفيرها من تل ابيب ، هل قطعت العلاقات التجارية ورحلات السياحة كما فعلت مع تركيا بعد اسقاط مقاتلة سوخوي 24 قبل ثلاث سنوات ؟
هنا في الحالة الاسرائيلية ، على بلاغة حقارتها و فداحتها ، ذهبت اسرائيل ابعد وابعد في التبرير والتزوير ووضع اللائمة على ايران وسوريا ، وفي مكان آخر ، على روسيا ذاتها ، واخيرا خرج وزير دفاعها بكل صلف وتبجح ليقول ان لا شيء سيمنع مواصلة عمليات التحليق والقصف على سوريا .
هذا يعيدنا الى سوريا التي سمحت للطائرات الاسرائيلية ان تصول وتجول في سمائها على مدار عقود طويلة ، ما جعل ليبرمان ذاته قبل عدة سنوات ، كان وقتها وزيرا للخارجية ، ان يهدد بقصف قصر الاسد واعتقاله مع عائلته . سيقول لك البعض ان سوريا ليس لديها صواريخ ارض جو بإمكانها اسقاط الطائرات الاسرائيلية المعتدية ، ومع ان هذا مجرد تبرير واه ، إذ فلننظر الى ما امتلكته كوريا الشمالية خلال غمرة من الزمن كي تستطيع مواجهة كوريا الجنوبية واليابان وامريكا نفسها التي تسكن في قارة اخرى وتبعد عنها الاف الكيلومترات .
على فرض قبولنا بالتبرير السوري الواهي اعلاه ، فمن قال ان الرد على اسرائيل لا يكون الا بالتصدي لطائراتها المعتدية ، ألا ينفع الرد عليها بخمسة صواريخ ارض ارض تضرب في ارجائها وانحائها في كل مرة تخترق طائراتها اجواءها وتضرب اهدافها . هذا ما قاله حسن نصر الله في خطابه الاخير ، من ان اسرائيل التي تدعي انها تقصف مواقع ايرانية ، انما هي تقصف مواقع سورية كي تحول دون ان تمتلك سوريا صواريخها ، والتي يبدو انها دخلت في مرحلة تصنيعها .
عندما قصفت اسرائيل مفاعل "تموز" النووي في العراق 1981، قال عجوز من بيت جالا ، أن لديه شجرة مشمش قد ربط تحتها كلب ليحرسها .