سرّي للغاية
الجزء1
(سلسلة خواطر عابرة)
-1-
هل تعلم أنني خاصمتك ذات مساء ، حين أوْدعتني اللحد دون أن تودّعني أو تُقْرِأني جريمتي
مزقتُ رسائلك التي لم تَكتب، سكبتُ عطورك التي لم تُهدني في الذكرى الأولى لخسوف القمر. و في غفلة من غضبي، ضبطتُ قلبي على تلك السّاعة التي أشتهي فيها البكاء كل ليلة، بين يَدي عينيك المعلّقتين بسقف غرفتي.
كنت أعرف أنني سأصحو كي لا أجدهما هناك. و صحوت ... و وجدتهما ... مغروزتين بوَجنتيْ غيري ، و طفقت أخصف على سنا الليل من تعويذاتك فيّ ، كي لا أُعيد تجربة الموت بين : لماذا ؟ و ليت ...
تهجّدت أتلو اعترافي حافية القلب ، عارية الروح ، أداري سَوْءة ًلا تحمل جيناتي . أقسمت ألا أغفر لك وَأْدي
و نذرت صوما حين ترميني – ككل مرّة – تعويذةً من فيكَ
أنكُث بعدها قَسمي.
-2-
لا ألذّ من مجالسةَ الريح، تُراقص صَفارَ موتٍ غادَر الأغصان غير بعيد ، تبعثر الحُزن مَشاعا بين الأرصفة ،
و تكتب فوق الرّمل :"لستِ وحدك على قارعة الغياب "...
لست وحدي ،
أفُكّ سُبْحةَ الزّمن كي لا أرتطم بالنهاية ،
و بمنفى الوُعود أدُسّ أصغر الحبّات ،
لِيَلاّ تباغتها اللواقح ... و يبقى الرّبيع محْض انتظار.
-3
صمتٌ و خريف و عواصف انتظار
سِربٌ من مُزنٍ حَمَلَ الجرحَ من أرض الغياب ، كي يزرعه احتراقا على أنقاض أمسٍ ... كان.
تدقّ الليالي أكثرَ من ثلاث ،
يُمعِنُ الجزرُ ،
و الرمال على عروشها إلاّ من نُدوبِ اللاّوُجود.
تتلاطمُني أمواج السؤال ، فأقوم الثلث الأول و الأوسط و الأخير أحيكُ لي من عباءة الأتقياء وِردا يغرقني حيث لا أتنفّس النُّـجَيْـم ،
فأُلفيهِ في دُغل صدري ، يُوَسْوِسُ خوْفا من طول صمت الكلمات.
-4
صاقع صوت الرّيح هذا المساء
يخترق تجاويف صدريَ المبحوح ، يرُدّ عَلَيّ رسائلي إليه و هي الحبيسة أدراج عقلي .
..."لن أخبر الكون أنّي أُخفي لواقِحَكِ كي لاتَنبُت في غير أرضي "
هكذا همس لي ، وهكذا أخبرتُه أنّي و اللّواقحَ على شَفيرِ أرض لا عنوان لها
إلا فيّ.
فَلْتَرقُدْ أيها الربيع -في سلام - دون أن تُوَدّعني على استحياء
تلك الطفلة داخلي تُتقن رفْض الحِداد
و النُّضجَ في لحظات السّقوط
و كِلانا يُدرك أن الزُّهدَ
صلاةُ الأتقياء.
الجزء1
(سلسلة خواطر عابرة)
-1-
هل تعلم أنني خاصمتك ذات مساء ، حين أوْدعتني اللحد دون أن تودّعني أو تُقْرِأني جريمتي
مزقتُ رسائلك التي لم تَكتب، سكبتُ عطورك التي لم تُهدني في الذكرى الأولى لخسوف القمر. و في غفلة من غضبي، ضبطتُ قلبي على تلك السّاعة التي أشتهي فيها البكاء كل ليلة، بين يَدي عينيك المعلّقتين بسقف غرفتي.
كنت أعرف أنني سأصحو كي لا أجدهما هناك. و صحوت ... و وجدتهما ... مغروزتين بوَجنتيْ غيري ، و طفقت أخصف على سنا الليل من تعويذاتك فيّ ، كي لا أُعيد تجربة الموت بين : لماذا ؟ و ليت ...
تهجّدت أتلو اعترافي حافية القلب ، عارية الروح ، أداري سَوْءة ًلا تحمل جيناتي . أقسمت ألا أغفر لك وَأْدي
و نذرت صوما حين ترميني – ككل مرّة – تعويذةً من فيكَ
أنكُث بعدها قَسمي.
-2-
لا ألذّ من مجالسةَ الريح، تُراقص صَفارَ موتٍ غادَر الأغصان غير بعيد ، تبعثر الحُزن مَشاعا بين الأرصفة ،
و تكتب فوق الرّمل :"لستِ وحدك على قارعة الغياب "...
لست وحدي ،
أفُكّ سُبْحةَ الزّمن كي لا أرتطم بالنهاية ،
و بمنفى الوُعود أدُسّ أصغر الحبّات ،
لِيَلاّ تباغتها اللواقح ... و يبقى الرّبيع محْض انتظار.
-3
صمتٌ و خريف و عواصف انتظار
سِربٌ من مُزنٍ حَمَلَ الجرحَ من أرض الغياب ، كي يزرعه احتراقا على أنقاض أمسٍ ... كان.
تدقّ الليالي أكثرَ من ثلاث ،
يُمعِنُ الجزرُ ،
و الرمال على عروشها إلاّ من نُدوبِ اللاّوُجود.
تتلاطمُني أمواج السؤال ، فأقوم الثلث الأول و الأوسط و الأخير أحيكُ لي من عباءة الأتقياء وِردا يغرقني حيث لا أتنفّس النُّـجَيْـم ،
فأُلفيهِ في دُغل صدري ، يُوَسْوِسُ خوْفا من طول صمت الكلمات.
-4
صاقع صوت الرّيح هذا المساء
يخترق تجاويف صدريَ المبحوح ، يرُدّ عَلَيّ رسائلي إليه و هي الحبيسة أدراج عقلي .
..."لن أخبر الكون أنّي أُخفي لواقِحَكِ كي لاتَنبُت في غير أرضي "
هكذا همس لي ، وهكذا أخبرتُه أنّي و اللّواقحَ على شَفيرِ أرض لا عنوان لها
إلا فيّ.
فَلْتَرقُدْ أيها الربيع -في سلام - دون أن تُوَدّعني على استحياء
تلك الطفلة داخلي تُتقن رفْض الحِداد
و النُّضجَ في لحظات السّقوط
و كِلانا يُدرك أن الزُّهدَ
صلاةُ الأتقياء.