الإعلام العربي....وماذا عن الرأي الأخر؟؟
الكاتبة/فدوى عبدالله
إن وجود أية مؤسسة إعلامية ناجحة لا يعني عدم رضوخ مادتها الإعلامية لحارس البوابة لمجموع وسائلها المنبثقة عبر كاتبيها ومصوريها وكافة العاملين في هذا الفضاء، فبرغم من الضخامة في الإنتاجية تجد أن المتحكم وحيد، بما يخدم ما يريد هو، وبما يعود عليه على الأجلين الزمنين في الحاضر والمستقبل.
تجاوزت الاخفاقات في السنوات الأخيرة حدها الأعلى للقنوات التلفزيونية العربية، وخاصة مع الصعود المتطور للأحداث العربية في خريفها المتواصل، حيث كان لهذه الأحداث الفضل الكبير في كشف الستار عن الميول الخفية والاتجاهات التي فقدت موضوعيتها في تبنيها للقضايا داخل مناطق الصراع، في هذا الوقت أقدمت الكثير من وسائل الإعلام العربية والعالمية بنقل الاحداث باتجاهها الواحد، وهي بذلك تنجح في تقديم طرف على أنه الضحية وتجرم الآخر.
الجدل الكبير الذي خلقته تلك المؤسسات في الانحياز لجانب دون الآخر، لم يكن سبب كافي لتجعل المواطن العربي أن يتوقف عن متابعتها، فهو يكتفي بالاطلاع على نشرتها ومباشرة النظر على باقي النشرات العربية برؤية فاحصة، والتي هي الأخرى، تمسكت بجانب من التحيز لما يتناسب وسياساتها، للقيام بعملية تغييب للرأي العام الذي بدا وكأنه مستمع جيد لقنواتها، التي يجد فيه الثقة والصورة الحية للأحداث التي تقع في صلب اهتماماته، وهو بهذه العملية يكون قد ضمن الحصول المتعدد للمعلومة ذاتها ومن أكثر من مصدر.
كانت العبارة الثابتة هنا، أن المواطنين ما زالوا بحاجة للإعلام، ليكونوا على علم بما يشهد العالم العربي من تطورات داخلية وخارجية، ومتابعة الكم الأكبر لما يدور في المنطقة العربية من تطورات سياسية واقتصادية واجتماعية.
وهذا ما يؤكد أن الحزبية التي أضيفت كنكهة للمادة الصحفية في نقل الخبر، جعل العرب لا يثقون بمنابرهم الإعلامية، ولكن ليس لحد التوقف عن متابعتها فهم لا يمتلكون بدائل كبيرة عند الاستغناء عن المادة العربية محلية الإنتاج، في واقع الأمر هو سلوك بشري، يرتبط بمشاهدة الاخبار عبر فضائية أو صحيفة بعينها كسلوك أو روتين يومي، وبالتالي لم يعد قادرًا على مفارقتها، فهو يثق بما تقول رغم بعض الأخبار التي قد تنقلها في بلاده، وهو يراها ليست بالحقيقة المطلوبة أو المستوى الكافي للقيمة الحقيقية للحدث والمجريات في المنطقة، في حين أن هذا يعود للمؤسسة وسياسة حارس البوابة في تحجيم الأحداث.
لا شك أن السياسة الحازمة للإعلام العربي في تبني الموضوعات العربية ونصرة الضعفاء والجماعات الفكرية، جعل منها صرح عربي إعلامي متكامل، ولا يغيب عن الأذهان أن هذه المحاولات ليست وليدة يوم وليلة، بل هي حزمة متكاملة من المجهودات المتواصلة، للنهوض الفكري بهذه البلدان من خلال إعلامها وتبنيها لقضاياهم المصيرية، التي أمست بحاجة لوقع تأثير كبير لأحداث التغيير.
الكاتبة/فدوى عبدالله
إن وجود أية مؤسسة إعلامية ناجحة لا يعني عدم رضوخ مادتها الإعلامية لحارس البوابة لمجموع وسائلها المنبثقة عبر كاتبيها ومصوريها وكافة العاملين في هذا الفضاء، فبرغم من الضخامة في الإنتاجية تجد أن المتحكم وحيد، بما يخدم ما يريد هو، وبما يعود عليه على الأجلين الزمنين في الحاضر والمستقبل.
تجاوزت الاخفاقات في السنوات الأخيرة حدها الأعلى للقنوات التلفزيونية العربية، وخاصة مع الصعود المتطور للأحداث العربية في خريفها المتواصل، حيث كان لهذه الأحداث الفضل الكبير في كشف الستار عن الميول الخفية والاتجاهات التي فقدت موضوعيتها في تبنيها للقضايا داخل مناطق الصراع، في هذا الوقت أقدمت الكثير من وسائل الإعلام العربية والعالمية بنقل الاحداث باتجاهها الواحد، وهي بذلك تنجح في تقديم طرف على أنه الضحية وتجرم الآخر.
الجدل الكبير الذي خلقته تلك المؤسسات في الانحياز لجانب دون الآخر، لم يكن سبب كافي لتجعل المواطن العربي أن يتوقف عن متابعتها، فهو يكتفي بالاطلاع على نشرتها ومباشرة النظر على باقي النشرات العربية برؤية فاحصة، والتي هي الأخرى، تمسكت بجانب من التحيز لما يتناسب وسياساتها، للقيام بعملية تغييب للرأي العام الذي بدا وكأنه مستمع جيد لقنواتها، التي يجد فيه الثقة والصورة الحية للأحداث التي تقع في صلب اهتماماته، وهو بهذه العملية يكون قد ضمن الحصول المتعدد للمعلومة ذاتها ومن أكثر من مصدر.
كانت العبارة الثابتة هنا، أن المواطنين ما زالوا بحاجة للإعلام، ليكونوا على علم بما يشهد العالم العربي من تطورات داخلية وخارجية، ومتابعة الكم الأكبر لما يدور في المنطقة العربية من تطورات سياسية واقتصادية واجتماعية.
وهذا ما يؤكد أن الحزبية التي أضيفت كنكهة للمادة الصحفية في نقل الخبر، جعل العرب لا يثقون بمنابرهم الإعلامية، ولكن ليس لحد التوقف عن متابعتها فهم لا يمتلكون بدائل كبيرة عند الاستغناء عن المادة العربية محلية الإنتاج، في واقع الأمر هو سلوك بشري، يرتبط بمشاهدة الاخبار عبر فضائية أو صحيفة بعينها كسلوك أو روتين يومي، وبالتالي لم يعد قادرًا على مفارقتها، فهو يثق بما تقول رغم بعض الأخبار التي قد تنقلها في بلاده، وهو يراها ليست بالحقيقة المطلوبة أو المستوى الكافي للقيمة الحقيقية للحدث والمجريات في المنطقة، في حين أن هذا يعود للمؤسسة وسياسة حارس البوابة في تحجيم الأحداث.
لا شك أن السياسة الحازمة للإعلام العربي في تبني الموضوعات العربية ونصرة الضعفاء والجماعات الفكرية، جعل منها صرح عربي إعلامي متكامل، ولا يغيب عن الأذهان أن هذه المحاولات ليست وليدة يوم وليلة، بل هي حزمة متكاملة من المجهودات المتواصلة، للنهوض الفكري بهذه البلدان من خلال إعلامها وتبنيها لقضاياهم المصيرية، التي أمست بحاجة لوقع تأثير كبير لأحداث التغيير.