الأخبار
بلومبرغ: إسرائيل تطلب المزيد من المركبات القتالية وقذائف الدبابات من الولايات المتحدةانفجارات ضخمة جراء هجوم مجهول على قاعدة للحشد الشعبي جنوب بغدادالإمارات تطلق عملية إغاثة واسعة في ثاني أكبر مدن قطاع غزةوفاة الفنان صلاح السعدني عمدة الدراما المصريةشهداء في عدوان إسرائيلي مستمر على مخيم نور شمس بطولكرمجمهورية بربادوس تعترف رسمياً بدولة فلسطينإسرائيل تبحث عن طوق نجاة لنتنياهو من تهمة ارتكاب جرائم حرب بغزةصحيفة أمريكية: حماس تبحث نقل قيادتها السياسية إلى خارج قطرعشرة شهداء بينهم أطفال في عدة استهدافات بمدينة رفح"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيران
2024/4/20
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

جـــَــدّي بقلم:غسان علي حسن

تاريخ النشر : 2018-09-22
جَـــدّي

جدّي ...تعــوَّد أن يصـوغَ الأيْــنَ أغنـيةً جَميلهْ ..

جـدّي : عرفـتُـكَ عاشقاً ، ومُـدلَّـهاً ....

فلقدْ رأيتُ الوجْـــدَ ينزو من مآقيكَ الخَجولهْ.

لِــمَ زهرةُ الآسِ الكــئيبةُ إذ رأتْ

عينيْك تضْحَـكْ ؟ ؟

أسمعتَ تمتمةَ الفراشـةِ إن رنتْ سِراً لوجهِكْ ؟

والـتِّـيـنةُ الخجْلى ـ ورَغـمْ حيائها الأزلـــيَّ ـ

قد هامتْ بحُــبِّـكْ !!

جـــدّي ....

لِــمَ الأيقونــةُ السّمراءُ قد ألِـفَــتْـكَ خِلاّ ..؟

مِــحْراثُــكَ الخشبيُّ يلثِــمها ، ويـجرَحُـها

فتظلُّ تضـحَــكْ !!

لــمَ شتْـلةُ الزّيتونِ ، والّليمونِ عاشقتانِ زِنْدَكْ ؟

تبكِـي السّحائبُ ....كلّما ظمئتْ فراشاتٌ بحقْـلكْ!!

عجَـــبي .....

أراكَ تغازلُ " الزَّعْــرورَ " ، والخرْنوبَ

حتى الــقُـبَّـرهْ !!

فبأيِّ جامعةٍ تعـلّمتَ القـراءةَ ، والـغـزَلْ ؟؟

وبأيِّ حِـبْرٍ تكتبُ الهمَساتِ أثناءَ القـُـبَـلْ ؟؟

هلْ أنتَ من طيـنٍ كسائرِ خَــــلْـقـهِ .....؟؟

أمْ مْـنْ رحــيـــقِ الوردِ أو أنفاســهِ..... ؟؟

أمْ خصَّكَ الباري بعِطْرٍ أوعبيرٍ مِن زُحَـلْ ؟

**
جدّي .........

تعوّدَ أن ينامَ كِأيِّ عُـصْفورٍ على لوْحِ الخَشبْ

يغــفو، ويحـلُـمُ بينَ أنفاسِ البنفْسج ، والعِـنــبْ

أنِسَ الفراشةَ ، والبعوضةَ ، والسنونو ، والزّغَبْ

قبْلَ السُّـهاد سمعْـتُهُ :

يتلو ، يبسْمِلُ ..ليـتَ شِعري ... مالسّــببْ ؟!

وسـمعتُ دمْدمةَ السُّلافةِ عندما شُـجّـتْ

بريقِ سَحـابـةٍ ، وطَفَـتْ حبيباتٌ ، وفاضَ

الـعِــطْـرُ مِنْ بنتِ العِـــنـبْ.......

فسـألتٌ جَـدّي :

كيفَ عِشْتَ ؟ ، وهلْ عشِـقْـتَ ؟ ،

وهلْ شـربْتَ سوى السُّـلافةِ ، والتَّعـبْ ؟؟

هلْ جدتي عشِـقَـتْكَ أثناء الطُّـفـولةِ ، والّلعِبْ؟

طِـفلُ المغارةِ والبتولِ ورهْطُهُ ...

لـمَ كــذّبوهُ ، وعـذّبــوهُ !، ومـنْ غلَبْ ؟

لِــمَ تنهَلُ الصّـهباءَ قبلَ النومِ ،

هلْ تخشى العَـــتبْ ؟

مالي أرى أرى بكَ غُـصّـةً ، بلْ صـامتاً ،

بل سادِراً ... ولمَ الكآبةُ ، واللّغَـــبْ ؟؟

**
ولــدي ... صــغـيري ..... :

أنتَ عُـسْلوجٌ طريٌ لم تزلْ غَــضاً فدعْ :

يـأسَ الشـيوخِ ولمْلمِ الرّضْبَ المسجّى

في لمى السّـمراءِ ، واشـكُرْ مَـنْ وهَــبْ .

فــأنــا ... سئـمْـتُ العيشَ في

في عَـصْــر الحَضارةِ ، والكَــــذِبْ ،

عصْرِ التَمـلُّـقِ ، والتّمزُّقِ، والجريمةِ،

والـدُّمى ...عصْرِ السّفيه ، وعجـْلِ " يهْوا"..

....عصْــرِ عِــرْسِ أبي لــهَــبْ .

لمْ أقـرأِ السِّــفْرَ القديمَ ، ولا عرفتُ المجدليَّهْ

أحـببْتُ كلَّ الخـلْـقِ ...

لمْ أشربْ ســوى خَـمْـرِ الهُدى

مِنْ ثـدْيِ نخلـتِنا الأبـــيّـهْ

وظننتُ أنّ الفجْر أزهَـرَ ،

ضـاءَ دَجْــوَ الجاهليــــــّهْ ،

فنـظمتُ أشعاري ، وغنَّـيتُ الكَـعابَ البابليّـــهْ

راقصْتُ ..آلافَ الجواري فِي الليالِي المَـخْمليّهْ

ورشفتُ من شَـهْد اللّمى خمْرَ الحياة السّرْمديّهْ

وشدوْتُ أنغامَ البلابلِ ، والظِّباءِ اليثـرِبِـيّـــــهْ

واحـُــــــرْقَــتا .........

بلـدي وهـَـتْ .. فلأنــنـي حَـرَّمْـتُ :

ميْـسَ الـبانِ ، بَـوْحَ الطَّــرفِ ، زهْـوَ الفُلِّ،

عِـطْـرَ الغارِ ، خَـفْق القلبِ .........

أبـكــيْتُ الحُـروفَ الأبــجَـديَّـــــهْ ،

جَـفَـفْـتُ نهْرَ العِلمِ .....نبْعَ العـدلِ

في وطني ، وزيَّـــفْـتُ الهَويّـــــــهْ

بـــلَـدي وهَـــتْ فلأنَــني :

قطَّـعْـتُها إرباً ..............

دويلاتٍ ، لنـجْليَ ، وابنِ عمي ،

وفــتاتِي الأجـنـبـيَّــــــهْ !!

وبـنيـتُ آلافَ الحظائرِ ، والمقابرِ ، والسُّجونِ ،

ولمْ أزلْ أقـتـَصُّ مِنْ " بلقيسَ "

إن زارَتْ "أُمــيَّـهْ " !!

**
ولَــدي .....حبيبي .... لاتلُــمْـني ...

لاتــزُرْ مثـوايَ ، واكتبْ فوق رَمْسي :

إنّ هــذا عاشَ قــرْب النَــهــرِ ، بيـنَ الزَّهْرِ

مخـلوقاً رضــيّــاً ....كالفراشاتِ البهيّــهْ

**
2007 / غسان علي حسن / من ضجيج الصمت /
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

( العِرْس : الزوجة )
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف