جَـــدّي
جدّي ...تعــوَّد أن يصـوغَ الأيْــنَ أغنـيةً جَميلهْ ..
جـدّي : عرفـتُـكَ عاشقاً ، ومُـدلَّـهاً ....
فلقدْ رأيتُ الوجْـــدَ ينزو من مآقيكَ الخَجولهْ.
لِــمَ زهرةُ الآسِ الكــئيبةُ إذ رأتْ
عينيْك تضْحَـكْ ؟ ؟
أسمعتَ تمتمةَ الفراشـةِ إن رنتْ سِراً لوجهِكْ ؟
والـتِّـيـنةُ الخجْلى ـ ورَغـمْ حيائها الأزلـــيَّ ـ
قد هامتْ بحُــبِّـكْ !!
جـــدّي ....
لِــمَ الأيقونــةُ السّمراءُ قد ألِـفَــتْـكَ خِلاّ ..؟
مِــحْراثُــكَ الخشبيُّ يلثِــمها ، ويـجرَحُـها
فتظلُّ تضـحَــكْ !!
لــمَ شتْـلةُ الزّيتونِ ، والّليمونِ عاشقتانِ زِنْدَكْ ؟
تبكِـي السّحائبُ ....كلّما ظمئتْ فراشاتٌ بحقْـلكْ!!
عجَـــبي .....
أراكَ تغازلُ " الزَّعْــرورَ " ، والخرْنوبَ
حتى الــقُـبَّـرهْ !!
فبأيِّ جامعةٍ تعـلّمتَ القـراءةَ ، والـغـزَلْ ؟؟
وبأيِّ حِـبْرٍ تكتبُ الهمَساتِ أثناءَ القـُـبَـلْ ؟؟
هلْ أنتَ من طيـنٍ كسائرِ خَــــلْـقـهِ .....؟؟
أمْ مْـنْ رحــيـــقِ الوردِ أو أنفاســهِ..... ؟؟
أمْ خصَّكَ الباري بعِطْرٍ أوعبيرٍ مِن زُحَـلْ ؟
**
جدّي .........
تعوّدَ أن ينامَ كِأيِّ عُـصْفورٍ على لوْحِ الخَشبْ
يغــفو، ويحـلُـمُ بينَ أنفاسِ البنفْسج ، والعِـنــبْ
أنِسَ الفراشةَ ، والبعوضةَ ، والسنونو ، والزّغَبْ
قبْلَ السُّـهاد سمعْـتُهُ :
يتلو ، يبسْمِلُ ..ليـتَ شِعري ... مالسّــببْ ؟!
وسـمعتُ دمْدمةَ السُّلافةِ عندما شُـجّـتْ
بريقِ سَحـابـةٍ ، وطَفَـتْ حبيباتٌ ، وفاضَ
الـعِــطْـرُ مِنْ بنتِ العِـــنـبْ.......
فسـألتٌ جَـدّي :
كيفَ عِشْتَ ؟ ، وهلْ عشِـقْـتَ ؟ ،
وهلْ شـربْتَ سوى السُّـلافةِ ، والتَّعـبْ ؟؟
هلْ جدتي عشِـقَـتْكَ أثناء الطُّـفـولةِ ، والّلعِبْ؟
طِـفلُ المغارةِ والبتولِ ورهْطُهُ ...
لـمَ كــذّبوهُ ، وعـذّبــوهُ !، ومـنْ غلَبْ ؟
لِــمَ تنهَلُ الصّـهباءَ قبلَ النومِ ،
هلْ تخشى العَـــتبْ ؟
مالي أرى أرى بكَ غُـصّـةً ، بلْ صـامتاً ،
بل سادِراً ... ولمَ الكآبةُ ، واللّغَـــبْ ؟؟
**
ولــدي ... صــغـيري ..... :
أنتَ عُـسْلوجٌ طريٌ لم تزلْ غَــضاً فدعْ :
يـأسَ الشـيوخِ ولمْلمِ الرّضْبَ المسجّى
في لمى السّـمراءِ ، واشـكُرْ مَـنْ وهَــبْ .
فــأنــا ... سئـمْـتُ العيشَ في
في عَـصْــر الحَضارةِ ، والكَــــذِبْ ،
عصْرِ التَمـلُّـقِ ، والتّمزُّقِ، والجريمةِ،
والـدُّمى ...عصْرِ السّفيه ، وعجـْلِ " يهْوا"..
....عصْــرِ عِــرْسِ أبي لــهَــبْ .
لمْ أقـرأِ السِّــفْرَ القديمَ ، ولا عرفتُ المجدليَّهْ
أحـببْتُ كلَّ الخـلْـقِ ...
لمْ أشربْ ســوى خَـمْـرِ الهُدى
مِنْ ثـدْيِ نخلـتِنا الأبـــيّـهْ
وظننتُ أنّ الفجْر أزهَـرَ ،
ضـاءَ دَجْــوَ الجاهليــــــّهْ ،
فنـظمتُ أشعاري ، وغنَّـيتُ الكَـعابَ البابليّـــهْ
راقصْتُ ..آلافَ الجواري فِي الليالِي المَـخْمليّهْ
ورشفتُ من شَـهْد اللّمى خمْرَ الحياة السّرْمديّهْ
وشدوْتُ أنغامَ البلابلِ ، والظِّباءِ اليثـرِبِـيّـــــهْ
واحـُــــــرْقَــتا .........
بلـدي وهـَـتْ .. فلأنــنـي حَـرَّمْـتُ :
ميْـسَ الـبانِ ، بَـوْحَ الطَّــرفِ ، زهْـوَ الفُلِّ،
عِـطْـرَ الغارِ ، خَـفْق القلبِ .........
أبـكــيْتُ الحُـروفَ الأبــجَـديَّـــــهْ ،
جَـفَـفْـتُ نهْرَ العِلمِ .....نبْعَ العـدلِ
في وطني ، وزيَّـــفْـتُ الهَويّـــــــهْ
بـــلَـدي وهَـــتْ فلأنَــني :
قطَّـعْـتُها إرباً ..............
دويلاتٍ ، لنـجْليَ ، وابنِ عمي ،
وفــتاتِي الأجـنـبـيَّــــــهْ !!
وبـنيـتُ آلافَ الحظائرِ ، والمقابرِ ، والسُّجونِ ،
ولمْ أزلْ أقـتـَصُّ مِنْ " بلقيسَ "
إن زارَتْ "أُمــيَّـهْ " !!
**
ولَــدي .....حبيبي .... لاتلُــمْـني ...
لاتــزُرْ مثـوايَ ، واكتبْ فوق رَمْسي :
إنّ هــذا عاشَ قــرْب النَــهــرِ ، بيـنَ الزَّهْرِ
مخـلوقاً رضــيّــاً ....كالفراشاتِ البهيّــهْ
**
2007 / غسان علي حسن / من ضجيج الصمت /
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( العِرْس : الزوجة )
جدّي ...تعــوَّد أن يصـوغَ الأيْــنَ أغنـيةً جَميلهْ ..
جـدّي : عرفـتُـكَ عاشقاً ، ومُـدلَّـهاً ....
فلقدْ رأيتُ الوجْـــدَ ينزو من مآقيكَ الخَجولهْ.
لِــمَ زهرةُ الآسِ الكــئيبةُ إذ رأتْ
عينيْك تضْحَـكْ ؟ ؟
أسمعتَ تمتمةَ الفراشـةِ إن رنتْ سِراً لوجهِكْ ؟
والـتِّـيـنةُ الخجْلى ـ ورَغـمْ حيائها الأزلـــيَّ ـ
قد هامتْ بحُــبِّـكْ !!
جـــدّي ....
لِــمَ الأيقونــةُ السّمراءُ قد ألِـفَــتْـكَ خِلاّ ..؟
مِــحْراثُــكَ الخشبيُّ يلثِــمها ، ويـجرَحُـها
فتظلُّ تضـحَــكْ !!
لــمَ شتْـلةُ الزّيتونِ ، والّليمونِ عاشقتانِ زِنْدَكْ ؟
تبكِـي السّحائبُ ....كلّما ظمئتْ فراشاتٌ بحقْـلكْ!!
عجَـــبي .....
أراكَ تغازلُ " الزَّعْــرورَ " ، والخرْنوبَ
حتى الــقُـبَّـرهْ !!
فبأيِّ جامعةٍ تعـلّمتَ القـراءةَ ، والـغـزَلْ ؟؟
وبأيِّ حِـبْرٍ تكتبُ الهمَساتِ أثناءَ القـُـبَـلْ ؟؟
هلْ أنتَ من طيـنٍ كسائرِ خَــــلْـقـهِ .....؟؟
أمْ مْـنْ رحــيـــقِ الوردِ أو أنفاســهِ..... ؟؟
أمْ خصَّكَ الباري بعِطْرٍ أوعبيرٍ مِن زُحَـلْ ؟
**
جدّي .........
تعوّدَ أن ينامَ كِأيِّ عُـصْفورٍ على لوْحِ الخَشبْ
يغــفو، ويحـلُـمُ بينَ أنفاسِ البنفْسج ، والعِـنــبْ
أنِسَ الفراشةَ ، والبعوضةَ ، والسنونو ، والزّغَبْ
قبْلَ السُّـهاد سمعْـتُهُ :
يتلو ، يبسْمِلُ ..ليـتَ شِعري ... مالسّــببْ ؟!
وسـمعتُ دمْدمةَ السُّلافةِ عندما شُـجّـتْ
بريقِ سَحـابـةٍ ، وطَفَـتْ حبيباتٌ ، وفاضَ
الـعِــطْـرُ مِنْ بنتِ العِـــنـبْ.......
فسـألتٌ جَـدّي :
كيفَ عِشْتَ ؟ ، وهلْ عشِـقْـتَ ؟ ،
وهلْ شـربْتَ سوى السُّـلافةِ ، والتَّعـبْ ؟؟
هلْ جدتي عشِـقَـتْكَ أثناء الطُّـفـولةِ ، والّلعِبْ؟
طِـفلُ المغارةِ والبتولِ ورهْطُهُ ...
لـمَ كــذّبوهُ ، وعـذّبــوهُ !، ومـنْ غلَبْ ؟
لِــمَ تنهَلُ الصّـهباءَ قبلَ النومِ ،
هلْ تخشى العَـــتبْ ؟
مالي أرى أرى بكَ غُـصّـةً ، بلْ صـامتاً ،
بل سادِراً ... ولمَ الكآبةُ ، واللّغَـــبْ ؟؟
**
ولــدي ... صــغـيري ..... :
أنتَ عُـسْلوجٌ طريٌ لم تزلْ غَــضاً فدعْ :
يـأسَ الشـيوخِ ولمْلمِ الرّضْبَ المسجّى
في لمى السّـمراءِ ، واشـكُرْ مَـنْ وهَــبْ .
فــأنــا ... سئـمْـتُ العيشَ في
في عَـصْــر الحَضارةِ ، والكَــــذِبْ ،
عصْرِ التَمـلُّـقِ ، والتّمزُّقِ، والجريمةِ،
والـدُّمى ...عصْرِ السّفيه ، وعجـْلِ " يهْوا"..
....عصْــرِ عِــرْسِ أبي لــهَــبْ .
لمْ أقـرأِ السِّــفْرَ القديمَ ، ولا عرفتُ المجدليَّهْ
أحـببْتُ كلَّ الخـلْـقِ ...
لمْ أشربْ ســوى خَـمْـرِ الهُدى
مِنْ ثـدْيِ نخلـتِنا الأبـــيّـهْ
وظننتُ أنّ الفجْر أزهَـرَ ،
ضـاءَ دَجْــوَ الجاهليــــــّهْ ،
فنـظمتُ أشعاري ، وغنَّـيتُ الكَـعابَ البابليّـــهْ
راقصْتُ ..آلافَ الجواري فِي الليالِي المَـخْمليّهْ
ورشفتُ من شَـهْد اللّمى خمْرَ الحياة السّرْمديّهْ
وشدوْتُ أنغامَ البلابلِ ، والظِّباءِ اليثـرِبِـيّـــــهْ
واحـُــــــرْقَــتا .........
بلـدي وهـَـتْ .. فلأنــنـي حَـرَّمْـتُ :
ميْـسَ الـبانِ ، بَـوْحَ الطَّــرفِ ، زهْـوَ الفُلِّ،
عِـطْـرَ الغارِ ، خَـفْق القلبِ .........
أبـكــيْتُ الحُـروفَ الأبــجَـديَّـــــهْ ،
جَـفَـفْـتُ نهْرَ العِلمِ .....نبْعَ العـدلِ
في وطني ، وزيَّـــفْـتُ الهَويّـــــــهْ
بـــلَـدي وهَـــتْ فلأنَــني :
قطَّـعْـتُها إرباً ..............
دويلاتٍ ، لنـجْليَ ، وابنِ عمي ،
وفــتاتِي الأجـنـبـيَّــــــهْ !!
وبـنيـتُ آلافَ الحظائرِ ، والمقابرِ ، والسُّجونِ ،
ولمْ أزلْ أقـتـَصُّ مِنْ " بلقيسَ "
إن زارَتْ "أُمــيَّـهْ " !!
**
ولَــدي .....حبيبي .... لاتلُــمْـني ...
لاتــزُرْ مثـوايَ ، واكتبْ فوق رَمْسي :
إنّ هــذا عاشَ قــرْب النَــهــرِ ، بيـنَ الزَّهْرِ
مخـلوقاً رضــيّــاً ....كالفراشاتِ البهيّــهْ
**
2007 / غسان علي حسن / من ضجيج الصمت /
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( العِرْس : الزوجة )