معادلة الفساد عند الله مربوط بالقتل 21-9-2018
بقلم : حمدي فراج
لفتني ما كتبه ناشط حقوقي على صفحته قبل ايام ويعمل في الهيئة المستقلة لحقوق الانسان ، وهي منظمة حكومية أسسها ياسر عرفات برئاسة الدكتورة حنان عشراوي عام 1995، دعوته "بطرد المسؤول وابنه او ابنته اللذين تم تعيينهما بالواسطة والمحسوبية في الوظيفة العمومية على اعتبار انها حق لكل مواطن قادر عليها وفقا للقانون" .
تعد "الواسطة والمحسوبية" التي تحدث عنها الاستاذ فريد الاطرش ، واحدة من ابرز تجليات الفساد في المجتمع الفلسطيني ، يتم تغليفها بطريقتين متقنتين ، الاولى ان المسؤول لا يظهر اطلاقا في صورة تعيين ابنه او بنته ، ويقسم بأغلظ الايمان انه لم يكن له اي علاقة في تعيينه ، وهذا في حد ذاته صحيح شكلا ، إذ يعرف هذا المسؤول عز المعرفة انه لا يلزم تدخله الشخصي لكي ترسي الوظيفة على ابنه ، فلديه ممن يقومون بذلك ، ما عبر عنه احد رسامي الكاريكاتير ، عن امتحان قبول يظهر في الرسم ارنبا وسط الاف رؤوس الجزر ، فيسأل ابن المسؤول : كم أرنبا في الصورة ، في حين يسأل الاخرون : كم جزرة في الصورة .
التغليف الثاني تغليف ديني بأقوال لها قدسيتها وتراثيتها يتم استخدامها بشكل خاطيء وفي غير موقعها ، من على شاكلة "الاقربون اولى بالمعروف" و "اولى لك فأولى" ، في حين هناك اربعة وعشرون آية كريمة عن الفساد والمفسدين في الارض ، أبلغها ان الفساد مرتبط بالقتل ، في قوله تعالى من المائدة " من قتل نفسا بغير نفس او فساد في الارض فكأنما قتل الناس جميعا" ، والبقرة "قالوا اتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء" ، ما ذكرني بالمستشرق الياباني الذي امضى عشرين سنة بصحبة العرب واكتشف انهم الاكثر تدينا وفسادا .
لا تقف المسألة في الفساد عند الوظيفة واستئثار المسؤول بها لابنه ، بل تتعداها الى ما هو أكثر من ذلك بكثير وأخطر ، ما نشهده خلال الاشهر الماضية منتشرا ومستشريا في موضوعي سفك دم المرأة على خلفية ليس فيها من الشرف من شيء ، والمخدرات التي كشف مؤخرا ان ضابطا امنيا في بيت لحم قد ضبط متلبسا في ترويجها ، وضبط 2600 شتلة في قرية وادعة كالسموع ، لو قدر لها ان تنمو لاصبحت كما لو انها غابة حشيش.
الواسطة اليوم و بعد ربع قرن ، تجاوزت ابن المسؤول الى حفيده ، بل أحفاده ، وبالطبع الى أخو المدام وابن اختها ... الخ ، واذا اقتصرت في الماضي على الوظيفة العمومية فانها اليوم تطول الوظيفة الخصوصية والشركات والجامعات ومؤسسات ما يسمى بالمجتمع المدني ومنظمات الأن جي أوز . ولذلك لم يسجل حتى اليوم ان تم فصل مسؤول وابنه من الوظيفة العمومية على مثل هذه الخلفية الفسادية ، ولن يتم ، لانها تقريبا ستطولنا كلنا ، بما في ذلك الوزارة التي اعطيت حقيبتها للفصيل الفلاني حيث يتم تعبئة كادرها من اعضاء العشيرة ، اقصد ، اعضاء الفصيلة .
بقلم : حمدي فراج
لفتني ما كتبه ناشط حقوقي على صفحته قبل ايام ويعمل في الهيئة المستقلة لحقوق الانسان ، وهي منظمة حكومية أسسها ياسر عرفات برئاسة الدكتورة حنان عشراوي عام 1995، دعوته "بطرد المسؤول وابنه او ابنته اللذين تم تعيينهما بالواسطة والمحسوبية في الوظيفة العمومية على اعتبار انها حق لكل مواطن قادر عليها وفقا للقانون" .
تعد "الواسطة والمحسوبية" التي تحدث عنها الاستاذ فريد الاطرش ، واحدة من ابرز تجليات الفساد في المجتمع الفلسطيني ، يتم تغليفها بطريقتين متقنتين ، الاولى ان المسؤول لا يظهر اطلاقا في صورة تعيين ابنه او بنته ، ويقسم بأغلظ الايمان انه لم يكن له اي علاقة في تعيينه ، وهذا في حد ذاته صحيح شكلا ، إذ يعرف هذا المسؤول عز المعرفة انه لا يلزم تدخله الشخصي لكي ترسي الوظيفة على ابنه ، فلديه ممن يقومون بذلك ، ما عبر عنه احد رسامي الكاريكاتير ، عن امتحان قبول يظهر في الرسم ارنبا وسط الاف رؤوس الجزر ، فيسأل ابن المسؤول : كم أرنبا في الصورة ، في حين يسأل الاخرون : كم جزرة في الصورة .
التغليف الثاني تغليف ديني بأقوال لها قدسيتها وتراثيتها يتم استخدامها بشكل خاطيء وفي غير موقعها ، من على شاكلة "الاقربون اولى بالمعروف" و "اولى لك فأولى" ، في حين هناك اربعة وعشرون آية كريمة عن الفساد والمفسدين في الارض ، أبلغها ان الفساد مرتبط بالقتل ، في قوله تعالى من المائدة " من قتل نفسا بغير نفس او فساد في الارض فكأنما قتل الناس جميعا" ، والبقرة "قالوا اتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء" ، ما ذكرني بالمستشرق الياباني الذي امضى عشرين سنة بصحبة العرب واكتشف انهم الاكثر تدينا وفسادا .
لا تقف المسألة في الفساد عند الوظيفة واستئثار المسؤول بها لابنه ، بل تتعداها الى ما هو أكثر من ذلك بكثير وأخطر ، ما نشهده خلال الاشهر الماضية منتشرا ومستشريا في موضوعي سفك دم المرأة على خلفية ليس فيها من الشرف من شيء ، والمخدرات التي كشف مؤخرا ان ضابطا امنيا في بيت لحم قد ضبط متلبسا في ترويجها ، وضبط 2600 شتلة في قرية وادعة كالسموع ، لو قدر لها ان تنمو لاصبحت كما لو انها غابة حشيش.
الواسطة اليوم و بعد ربع قرن ، تجاوزت ابن المسؤول الى حفيده ، بل أحفاده ، وبالطبع الى أخو المدام وابن اختها ... الخ ، واذا اقتصرت في الماضي على الوظيفة العمومية فانها اليوم تطول الوظيفة الخصوصية والشركات والجامعات ومؤسسات ما يسمى بالمجتمع المدني ومنظمات الأن جي أوز . ولذلك لم يسجل حتى اليوم ان تم فصل مسؤول وابنه من الوظيفة العمومية على مثل هذه الخلفية الفسادية ، ولن يتم ، لانها تقريبا ستطولنا كلنا ، بما في ذلك الوزارة التي اعطيت حقيبتها للفصيل الفلاني حيث يتم تعبئة كادرها من اعضاء العشيرة ، اقصد ، اعضاء الفصيلة .