الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/25
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

تداعيات زيارات وفود الحكومة إلى المحافظات..الناصح ليس أميناً بقلم:أسعد العزوني

تاريخ النشر : 2018-09-21
تداعيات زيارات وفود الحكومة إلى المحافظات..الناصح ليس أميناً بقلم:أسعد العزوني
تداعيات زيارات وفود الحكومة إلى المحافظات..الناصح ليس أمينا

أسعد العزوني

أليس فيكم رجل رشيد؟هذا هو أعظم سؤال جاء في مناسبة حرجة،ويعني ذلك أن الرجل الرشيد يستطيع منع كل ما هو خارج عن المألوف والمنطق ،ومن شأنه أن يخلق أوضاعا وظروفا يصعب تهدئتها،وبالتالي يحترق البيدر بما عليه من قمح وشعير وغير ذلك.

الناصح ليس أمينا ،ومن أوصى بأن ترسل الحكومة المتعثرة وفودها إلى المحافظات تنقصه الحكمة ،حتى لو درس في أعتى الجامعات الأمريكية ،لأنه نهل علما مكتوبا وإبتعد عن علم الحياة الذي تعلمه التجارب ،وينتج الحكمة ،وهناك فرق شاسع بين الحكمة والعلم و بين الحكيم والمتعلم ،إذ أن الحكيم يكون متعلما ،لكن المتعلم ليس شرطا أن يكون حكيما.

المحافظات الأردنية التي زارها الوزراء وأخرجوا منها بطريقة غير لائقة  تعاني من قسوة الحياة وشظف العيش ، وقد هرب البؤس من البؤس الموجود فيها منذ زمن ،فالبطالة والفقر والحرمان والتهميش هو العنوان الأبرز لها ،وبالتالي فإن زيارة الوزراء لها لعرض قانون ضريبة الدخل على أهلها المحرومين من كل مظاهر الحياة ،جاءت بهدف توريط الدولة وليس لإنقاذ الحكومة من ورطتها.

من حق أهالي المحافظات المحرومة أن يعبروا عن رفضهم لإستقبال وفود الحكومة لأنهم جاؤوا في غير مناسبة مفرحة وليس في الوقت المناسب ،وكانت زياراتهم للمحافظات إستفزازية ولا حدود لإستفزازها ،ولذلك جاءت ردة الفعل واحدة في كافة المحافظات،وهم معذورون لأن الأمور لا تحل بطريقة الفزعة ،وكان أجدى بالحكومة عرض قانون الضريبة على  المختصين للوصول إلى قانون يرضى عنه الجميع ،ومعروف ان القبائل الأردنية مشهود لها بإكرام الضيف الغريب ،فما بالك بالضيف المسؤول في البلد.

لو أن وفود الحكومة زاروا المحافظات محملين بالبشرى وبحزم  من  المشاريع التنموية التي تنقذ أهالي المحافظات من فقرهم المدقع ،وتنقذ شبابهم من البطالة وتبعاتها ،وتمكن نساءهم  إقتصاديا ،لكان إستقبال أهالي المحافظات بالزغاريد والهتاف والتعييش ،وسيقومون بالإستدانة لطبخ المناسف وإعداد الحلوى ،لأن ذلك لن يكون خسارة لهم ،بل ربح  وفير ويكون إكرام الضيف واجبا،لكن أن يأتي الوزراء بالنذر والنية المبيته لفرض قانون ضريبة، وهم يعلمون علم اليقين أن أوضاعهم أشد مرارة من أيام أجدادهم إبان حرب السفر برلك،فإن إستقبال الوفود الحكومية لن يكون إلا بالطريقة التي تم بها.

حتى لا يذهب البعض بعيدا ويصطاد بالماء العكر ،فإن ما تعرض له وزراء الحكومة في المحافظة ،له تداعيات خطيرة على سمعة الدولة الأردنية ،وهناك من يتربص،ولم تعد الأمور كما كانت في بدايات القرن الماضي ،إذ كان الخبر يحتاج لشهر قبل ان يصل إلى أقرب تجمع سكاني لمكان الحدث ،بينما اليوم وبفضل وسائل التواصل الإجتماعي فإننا نتابع الحدث في اليابان على سبيل المثال منذ لحظة وقوعه بشكل حي ومباشر.

إخراج الوفود الحكومية بهذه الطريقة إنعكس حتما على هيبة الدولة،وبالتالي يجب محاسبة من أوعز بهذه الفكرة الغبية كائنا من كان ،فهيبة الدولة ليست لعبة بيد من درس هنا أو هناك وعاد مرتبطا بهذه الجهة الإستخبارية أو تلك ما أهله ان يكون صانع قرار في الأردن.

هناك مشكلة تطل برأسها في البلد وهي ان البعض صدق نفسه انه صانع حراك الدوار الرابع الماضي ،وانه مستعد لحراك جديد للإطاحة بحكومة الرزاز ،وهنا تكمن الخطورة ،إذ أن الدوار الرابع  أنجز رسالة مزدوجة للمانحين الخليجيين أننا في وضع حرج وفي حال تطورت الأمور سوءا ،فإنه سينولهم من الحب جانب ،أما الشق المتعلق بالمجتمع الدولي فكانت الرسالة أننا تعاملنا مع الحراكيين بما يرضي المعايير الدولية في مثل هذه الحالات ،وسجلنا سبقا بفض الحراك سلميا .

التخوف الحاصل هو ان هذا البعض الذي لم تصله الصورة الحقيقية  للدوار الرابع،ربما يبادر ذاتيا للتجمع هناك مرة أخرى ويحدث ما لا يحمد عقباه ونجد أنفسنا وقد عدنا مضطرين إلى المربع الأول.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف