حزبُ الله والْحريري ، من أمستردام إلى شارعِ مصطفى بدر الدين
بقلم : كريم الْزغيّر
تزدحم الأزمات في لبنان ، فما أنْ تموت أزمة تولد الأخرى ، ربما يتميّز صراع تيّار الْمستقبل مع حزب الله بديمومتهِ ، فالعلاقة بين حزب الله والْتيّار المُنقسم علاقة خريفيّة ، وسماء الْسياسة في لبنان مُلبّدة بالغيومِ ، والأرض الْلبنانيّة مليئة بالألغام ، سواء الْتي تنفجر مجرد الاقتراب منها أو الْموقوتة والْتي تتقارب مع الْحالة اللبنانيّة ، فلا حكومة إلى هذه الْلحظة ، ولا توافق سياسيّ او طائفيّ على " الْمحاصصةِ الْوزاريّة " بين الْتيّارات الْلبنانية .
ذهب الْحريري إلى أمستردام ، ولكن هذه المرّة دون أنْ يعود بأسلحةٍ ليواجه خصمه في الْضاحيةِ الْجنوبيّة ، فالحريري يُدرك تمامُا أنَّ بقاءَه الْسياسيّ وتحديدًا في موقعِ رئاسة الْحكومة أهم من معركةٍ مع حزب الله مجهولة الْنتائج ، وهو يعلم أنَّ الْحليفَ الْسعوديًّ لن يقاتلَ في هذه الْمعركة أو بالأحرى لن يمدّه بذخائرها خاصةً وأنَّ الْنظام الْسعودي لم يعدْ يُصنِّف الْنظام الْسوريّ كعدوٍ له بل أصبح يغازله ويخفِّف من حدةِ الْتصريحات الْرسميّة الْمعاديّة للنظامِ الْسوري ّ، إضافة لقيامِ دولة الامارات بإرسال رئيس مخابراتها لترتيبِ إعادة فتح الْسفارة الإماراتيّة في دمشق .
الْحريري لم ينقطعْ تواصله " السريّ " مع حزب الله عبر شخصياتٍ مقرّبة من الْسيّد حسن نصر الله ، فالحريري يعلم أنَّ الحزبَ قوّةٌ سياسيّة لها ثقلها الْسياسيّ ، والصدام معها أو افتعال معركة مع هذه القوّة لن يكونَ له تبعات سياسيّة أو أوراق قوة بيدِ الْحريري ، وحتى تيّار الْمستقبل بصقورهِ وحمائمهِ لم يعدْ يرى أي ضرورة لمعركةٍ سيّاسيةٍ مع حزب الله مهما كانت نتائج الْمحكمة الْدوليّة الْتي تعتمد في بعضِ معلوماتِها على خبراءٍ إسرائيليين ، وللتأكيدِ على ذلك حضور وفد من رجالِ الأعمال الْمحسوبين على تيّارِ الْمستقبل إلى معرضِ دمشق ادولي .
لا يعني ما سبق أنَّ الْصراعَ انتهى ، أو أنَّ انتصار الْمحور الْممانع " كما يحلو للبعضِ تسميته " في سوريّة واقتراب سيطرة الْنظام الْكاملة على الأراضي الْسوريّة سيُغيِّر كثيرًا من الْصراعِ شبه الإقليميّ في لبنان ، إنما تعامل تيّار الْمستقبل وتحديدًا الْحريري مع مجريات الأحداث بواقعيةٍ أكثر ، وباستقلاليةٍ أوضح ، حتى بعد تسمية شارع في الضاحيةِ الجنوبيّة باسم أحد أبرز المُتهمين باغتيال الْراحل رفيق الحريري وهو الْقائد في حزب الله مصطفى بدرالدين والذي قُتلَ في سوريّة قبل عامين ، فالحريري لن يدخلَ معارك جانبية تكون نتيجتها خسارتهِ لرئاسةِ الْحكومة الْتي يحاول الإمساك في تلابيبها للحفاظِ على مكاسبهِ ومكاسب تيّاره.
بقلم : كريم الْزغيّر
تزدحم الأزمات في لبنان ، فما أنْ تموت أزمة تولد الأخرى ، ربما يتميّز صراع تيّار الْمستقبل مع حزب الله بديمومتهِ ، فالعلاقة بين حزب الله والْتيّار المُنقسم علاقة خريفيّة ، وسماء الْسياسة في لبنان مُلبّدة بالغيومِ ، والأرض الْلبنانيّة مليئة بالألغام ، سواء الْتي تنفجر مجرد الاقتراب منها أو الْموقوتة والْتي تتقارب مع الْحالة اللبنانيّة ، فلا حكومة إلى هذه الْلحظة ، ولا توافق سياسيّ او طائفيّ على " الْمحاصصةِ الْوزاريّة " بين الْتيّارات الْلبنانية .
ذهب الْحريري إلى أمستردام ، ولكن هذه المرّة دون أنْ يعود بأسلحةٍ ليواجه خصمه في الْضاحيةِ الْجنوبيّة ، فالحريري يُدرك تمامُا أنَّ بقاءَه الْسياسيّ وتحديدًا في موقعِ رئاسة الْحكومة أهم من معركةٍ مع حزب الله مجهولة الْنتائج ، وهو يعلم أنَّ الْحليفَ الْسعوديًّ لن يقاتلَ في هذه الْمعركة أو بالأحرى لن يمدّه بذخائرها خاصةً وأنَّ الْنظام الْسعودي لم يعدْ يُصنِّف الْنظام الْسوريّ كعدوٍ له بل أصبح يغازله ويخفِّف من حدةِ الْتصريحات الْرسميّة الْمعاديّة للنظامِ الْسوري ّ، إضافة لقيامِ دولة الامارات بإرسال رئيس مخابراتها لترتيبِ إعادة فتح الْسفارة الإماراتيّة في دمشق .
الْحريري لم ينقطعْ تواصله " السريّ " مع حزب الله عبر شخصياتٍ مقرّبة من الْسيّد حسن نصر الله ، فالحريري يعلم أنَّ الحزبَ قوّةٌ سياسيّة لها ثقلها الْسياسيّ ، والصدام معها أو افتعال معركة مع هذه القوّة لن يكونَ له تبعات سياسيّة أو أوراق قوة بيدِ الْحريري ، وحتى تيّار الْمستقبل بصقورهِ وحمائمهِ لم يعدْ يرى أي ضرورة لمعركةٍ سيّاسيةٍ مع حزب الله مهما كانت نتائج الْمحكمة الْدوليّة الْتي تعتمد في بعضِ معلوماتِها على خبراءٍ إسرائيليين ، وللتأكيدِ على ذلك حضور وفد من رجالِ الأعمال الْمحسوبين على تيّارِ الْمستقبل إلى معرضِ دمشق ادولي .
لا يعني ما سبق أنَّ الْصراعَ انتهى ، أو أنَّ انتصار الْمحور الْممانع " كما يحلو للبعضِ تسميته " في سوريّة واقتراب سيطرة الْنظام الْكاملة على الأراضي الْسوريّة سيُغيِّر كثيرًا من الْصراعِ شبه الإقليميّ في لبنان ، إنما تعامل تيّار الْمستقبل وتحديدًا الْحريري مع مجريات الأحداث بواقعيةٍ أكثر ، وباستقلاليةٍ أوضح ، حتى بعد تسمية شارع في الضاحيةِ الجنوبيّة باسم أحد أبرز المُتهمين باغتيال الْراحل رفيق الحريري وهو الْقائد في حزب الله مصطفى بدرالدين والذي قُتلَ في سوريّة قبل عامين ، فالحريري لن يدخلَ معارك جانبية تكون نتيجتها خسارتهِ لرئاسةِ الْحكومة الْتي يحاول الإمساك في تلابيبها للحفاظِ على مكاسبهِ ومكاسب تيّاره.