الأخبار
بايدن ونتنياهو يجريان أول اتصال هاتفي منذ أكثر من شهرإعلام إسرائيلي: خلافات بين الحكومة والجيش حول صلاحيات وفد التفاوضالاحتلال يفرج عن الصحفي إسماعيل الغول بعد ساعات من اعتقاله داخل مستشفى الشفاءالاحتلال يغتال مدير عمليات الشرطة بغزة خلال اقتحام مستشفى الشفاءاشتية: لا نقبل أي وجود أجنبي بغزة.. ونحذر من مخاطر الممر المائيالقسام: نخوض اشتباكات ضارية بمحيط مستشفى الشفاءالإعلامي الحكومي يدين الانتهاكات الصارخة التي يرتكبها جيش الاحتلال بحق الطواقم الصحفيةمسؤول الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي"إسرائيل حولت غزة لمقبرة مفتوحة"تقرير أممي يتوقع تفشي مجاعة في غزةحماس: حرب الإبادة الجماعية بغزة لن تصنع لنتنياهو وجيشه النازي صورة انتصارفلاديمير بوتين رئيساً لروسيا لدورة رئاسية جديدةما مصير النازحين الذين حاصرهم الاحتلال بمدرستين قرب مستشفى الشفاء؟جيش الاحتلال يعلن عن مقتل جندي في اشتباكات مسلحة بمحيط مستشفى الشفاءتناول الشاي في رمضان.. فوائد ومضار وفئات ممنوعة من تناولهالصحة: الاحتلال ارتكب 8 مجازر راح ضحيتها 81 شهيداً
2024/3/19
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

صابر حجازي يحاور الشاعر والكاتب الفلسطيني إياد شماسنة

صابر حجازي يحاور الشاعر والكاتب الفلسطيني إياد شماسنة
تاريخ النشر : 2018-09-17
  في إطار سلسلة اللقاءات التي أقوم بها  بقصد اتاحة الفرصة امام المهتمين بالشان الثقافي والابداعي والكتابة الادبية بشكل عام والذين قد يعانون من ضائلة المعلومات الشخصية عن اصحاب الابداعات الثقافيةعبر انحاء الوطن العربي الكبير،لذلك فان اللقاءات بهم والحوار معهم من اجل اتاحة الفرص امامهم للتعبيرعن ذواتهم ومشوارهم الشخصي في مجال الابداع والكتابة ويتيح للجميع التعرف عليهم من قرب والتواصل معهم مستقبلا  

ويأتي هذا اللقاء رقم ( 76 )  ضمن نفس المسار
وفي ما يلي نص الحوار
س1: - كيف تقدم نفسك للقارئ؟
أنا، كاتب عربي، فلسطيني، حر، مضى لي عمر مع الكتابة. لا تنقصني خبرة في الطيران، أعرف المدارات العليا للكتابة، وأفهم جيدا ذوق الأرض التي تستقبل حبري وأقلامي.
 أسعى إلى قمة الانعتاق، بالكلمة والصورة والمجاز، لكني أعلم يقينا أن الطيران بجناحين من شمع وريش لا يصنعان تحليقا أمام شمس الإبداع. معراجي يتبنى نهج الأصالة، ويستعين بالابتكار المتواصل مع التراث والهوية.

س2:- إنتاجك الادبي : نبذة عنة ؟
كتبت الشعر فأنجزت التاريخ السري لفارس الغبار، ثم خلقت حدائق الكريستال، ومؤخرا استعد لنشر ديواني الشعري الثالث "سدرة المشتهى"، بينما على مستوى الرواية، قدمت للقارئ رواية "امرأة اسمها العاصمة" وبعدها رواية " الرقص الوثني" والآن روايتي الثالثة" الوجع والجرأة"، بالإضافة الى كتاب في إدارة الموارد البشرية وعشرات المقالات في الصحف والمجلات وعدد من المقالات الأدبية والإعلامية والأبحاث.

س3: - حدثنا عن نشأتك وطفولتك الباكرة؟
كنت طفلا حالما، شقيا، كثير الصمت والحركة، ابتنيت لي عوالم ومغامرات واخترعت رفاقا خياليين، اتلفت أشياء بفعل الفضول والتجريب دون أن أخبر أحدا، اكتشفت لنفسي ما حاولت أن أشبع به فضولي، فتنت بالقراءة باكرا، وحاولت تقليد الحكايات التي كنت أسمعها، مع ذلك كانت طفولة محرومة حتى من استعارة كتاب أو قصة في مكتبة، اصطدت الطيور، ثم حزنت عليها فأطلقتها، وجدت أن اصطياد الكلمات والمجازات أخف وطأة على القلب من أسر الطيور. اتعبتني الحياة والمرض وكدت أهلك ذات عياء خطير، ونجوت بفضل الله تعالى، أصبحت اعمل في مهنة تمريض العناية المكثفة، واساعد الناس في امراضهم الخطيرة.

س4 :- إرهاصات الكتابة الاولية - هل تذكر منها شيء ، وكيف كانت رحلة اصداركم الشعرى الاول ..؟
لا يوجد ارهاصات أولى للكتابة، الكتابة تبدا مع التنفس الأول، نحن قصاصون ورواة بالفطرة، نبدأ  باختلاق الحكايات والاغنيات ثم تكبر معنا يوما بيوم، من الفاتن ان أتذكر أولى محاولاتي لابتكار كتاب خاص بي ، فكرت بجمع الاحاديث  النبوية التي في كتاب المدرسة لتكون في كتاب واحد وانا في سن لا يعرف ان علماء فعلوا ذلك، بعدما اتممت الجمع عرفت ان البخاري ومسلم جمعوها من قبل قرون طويلة ، ثم خضت تجارب أخرى، ثم فكرت في قصص خاصة بي من اختراعي، ثم جربت التغني بالكلمات الى اصطدت نغم القصيدة وطورت قدرتي على التعامل معه، ثم طورت قصصي البدائية الى روايات، اتلفت منها خمسا قبل ان اقرر نشر سادسها  لتكون عملي الروائي الأول.  اما اصداري الشعري الأول فكانت رحلته طويلة بين التردد وبين دور النشر، الى ان استقر الراي والاتفاق على دار فضاءات للنشر والتوزيع التي جعلت الحلم حقيقة.

‏س5: - ‏ كيف تحدث من واقع تجربتكم حالة المخاض الشعري للقصيدة - وكيفية ميلادها على الورق؟
القصيدة بنت النار، تشتعل اشتعالا، لا تولد ولادة، تبدأ شرارة ثم تتسع لتهيج ثم تهدأ وتبقى جمرة متوهجة. انا منذ أن اكتشفت ما منحني الله من فلسفة الحكمة، وبيان الشعر، وسحر الكلمة؛ قررت أن أعيش بالكلمات والقصائد، ان ابثها لتضيء طريقي وطريق العالمين، لأني إن لم أكتبها؛ فإما أن تقتلني أو أقتلها، القصيدة تعني عمرا مقطوفا من أيامي بكافة تفاصيله المرة والحلوة.

 س 6 :- يظل الوطن في قصائدك هو الشق الاهم والاكبر- فما الذي يمثله الوطن بالنسبة لك؟ وما هو موقع الهم العربي بشكل عام في فكرك وابداعك؟
كتبت للمدن والانسان، للتراب والشهداء، عن الحرية والظلم، والحلم. الوطن هو البيت الذي أحبه ويحبني، وهو التراب الذي ابلل قدمي بطينه، وأشرب مائي منه، وهو كما يقول ويندل هولمز “المكان الذي نحبه، فهو المكان الذي قد تغادره أقدامنا لكن قلوبنا تظل في" وأنا أحب فلسطين، وقلت في أحد كتبي، إنني "عندما أذهب الى الجنة ذات خلود فسوف اسأل عن الطريق الى فلسطين"، وأحب الأردن، والجزائر، ومصر العروبة وغيرها. وكل مكان فيه صديق او انسان يؤمن بالعدل والحق والحرية، وحيثما تطبق العدالة والكرامة، حيثما يكون الحب يكون وطني، ومعنى ذلك أن أناضل، ولو بالكلمة، من أجل ان يذهب الظلم عن الناس من اخوتي البشر ليصبح وطنهم وطني المتسع.

 س 7: - كيف ينفعل الشاعر اياد شماسنة بما يحدث في بلده فلسطين من مظاهر الظلم والاضطهاد والقمع ومستقبل مجهول لتحرير أراضيه‏؟
أغضب من الظلم، الفساد، القمع، من إخوتي في الوطن إذا ارتكبوه ما سبق، ومن عدوي الذي يسرق أرضي، وممن يتعاون معه ولو من باب الحماقة. أمتلك القدرة على معرفة الحقيقة مهما تم تزييفها، بيني وبين الحقيقة معاهدة ربيتها بالبحث والعلم والتدقيق والتحقيق، أنحاز إليها بعيدا عن الفصائلية والحزبية والقبليات الدينية والعشائرية، أعبر عن انفعالي بالحبر الذي يسيل في صفحات، أكتب، وأحمل مبضع الجراح في يد ومشعل المستكشف ونور النبي في يد، التنوير غايتي، لا أتورع عن اثارة الخفافيش التي تملأ الكهوف الممتدة والتي تؤوي لصوصا وكتبة اشرار، أبشر بالأمل وأربيه في ظل الإحباط الطاغي، وأخبر الناس بصدق عما سياتي حتما؛ تكريما للتضحيات التي تقدم.


س 8: - هل تجد أن الشعر- بوصفه حافزا - يمتلك القدرة على الحض والتحريك؟
الشعر اليوم ليس بخير، أقصد الإنتاج الشعري، فهو بين أحزاب انقسمت على المقسم منها بين تيارات باهته تقلد ما هو مستورد او تقلد ما هو مقلد، اما الشعر الحقيقي؛ فقد شهدنا تجارب تمتلك مفاعلا نوويا من تحريك الجمهور، ليس بالضرورة الى المعركة، وانما الى الفعل، الهدف، تعزيز الولاء ـ الشعر إدارة لخلق الوعي، وليس أداة قتال، ليس بالإمكان المراهنة على قصيدة لتحريك ثورة، لكنا بالإمكان جعل القصيدة ناطقة باسم الحق والحرية لضمان عدم ضياع الدم والدموع والعرق هباء في غبار الحراك الثائر.

 س9: - هل تري أن حركة النقد مواكبة للإبداع، وهل يمكن ان تقدم هذه الحركة إضافة نوعية للإبداع؟
لا اعتقد ان لدينا حركة نقدية، هناك نقد تعاطفي كما يسميه د عادل الأسطة، وهناك نقد انطباعي كما يسميه اخرون. هناك دراسات اكاديمية تجري في الجامعات مصيرها الى الرفوف من لنيل الترقيات الاكاديمية، المصيبة اننا نستورد مناهج نقدية منقوصة مضى عليها عشرات السنين، وصار الان لها نسخ محدثة في اوطانها، بينما نهدم تراثا ادبيا ونقديا عمره عشرات القرون، النقد برأيي ابداع على الابداع، هناك بواد اعمال نقدية لنقاد يلمعون في أماكن متفرقة، لكن ذلك لا يشكل حركة نقدية لغياب النقاد والمتاهج والأدوات التي تنشر النقد

 س10: - هل تفكر في القارئ أثناء كتابتك؟ وأي نوع من القراء يشغلك؟
لا أفكر الا في احترام نفسي خلال العمل، أخجل بشدة ان يصدر عني عمل فيه ما يخذلني أولا، أو يخذل القارئ، بعد ذلك أفكر في التجديد، يشغلني أحيانا القالب الذي أقدم فيه العمل، هو مهم بقدر أهمية العمل، إضافة للهندسة البصرية للنص والغلاف، هذا الثالوث يتم تجاهله في دور النشر أحيانا؛ مما يظلم العمل الذي يصل الى القارئ بائسا رغم قيمته الأدبية، القارئ الذي يشغلني هو القارئ الذي يحب الادب، يهمني ان ادهشه، أفاجئه، ان اخيب ظنه بتقديم ما لا يتوقع.

 س11: - ما طقوس الكتابة لديك؟ وهل هذه الطقوس تكون واحدة في كتابة الأنواع المتعددة التي تتقنها؟ أم أن لكل جنس أدبي طقوسه؟
أكتب في كل الأوقات وكل الأماكن، كما اتنفس دائما، لا طقوس خاصة، أحب الهدوء نوعا ما من أجل التركيز، يتيح لي الليل أن أبدع أكثر، قبيل الفجر خصوصا، استعد للكتابة النثرية بالتصفح والاطلاع والبحث، اعاود الكتابة مرات تصل الى أربعين في اعمالي الروائية من أجل نبش الثغرات، أقسو على نفسي كثيرا قبل الرضا عن قصيدة أو نص.  لا اتورع عن تمزيق ما لا يحقق شرط الجمال، ما اشعر أنى اكرر نفسي فيه، او ما يخيب ظن الدهشة، أحاول ان لا أحب اعمالي حتى لا أقع تحت سطوتها، لكني اعشقها بعد ان ازوجها الى القارئ، أقف معها في رحلة الحياة، واحاول تلافي ما فاتني منها، ربما في طبعات جديدة.

 س12: - ما نوع الدعم الذي يحتاجه المبدع؟
المبدع العربي يتيم، يعاني القهر الاجتماعي الذي يعتبر المبدع نبيا يجترح المعجزات، ثم يلومه على أي اخفاق، ما زالت شعوبنا وحكوماتنا تخاف المبدع لأنه يفهم ويعرف، لأنه متمرد، يحمل بذور التغيير في قلبه، لذلك تقسو عليه وتحرمه، او تصادره وتذله، يصطدم المبدع بالتابوهات التي قد لا تكون الجنس والمال، بل تكون السياسة أولا وثانيا والدين ثالثا، بحسب نوع القرار السياسي الذي قد يؤيد او يعارض، لذلك يبقى المبدع العربي الحقيقي يتيما الا من تبنته السلطة ليكون معها ويبرر افعالها، هذا نوع اخر لا نتحدث عنه،

 س13: - مشروعك المستقبلي - كيف تحلم به - وما هو الحلم الادبي الذي تراهن على تحقيقه؟
أراهن على تقديم مفاصل من الرواية الفلسطينية، بصورة جمالية وقوالب إبداعية تجديدية. أن يكون لي مكان في التجربة الشعرية الفلسطينية والعربية، استكمالا لمشاريع الرواد وليس المبيت في أحضانهم، أحاول تأصيل فكرة ان مشروع المثقف غير مشروع السياسي، مهما تبجحت السياسة في الخصومات بين الحكومات، يجب ان يبقى المشروع الثقافية موضوعيا مبشرا بالحب، طاردا لفكر الفتنة والتخوين، نحن امة موعودة بالتمكين، ويجب ان نضي جوانب الوعد ونشحن الطاقات لتحقيق الوعد بالتميز والابداع وتقديم الخير الى العالم.

س14:- أنت عضو في العديد من المنتديات الثقافية والادبية ولك موقع خاص باسمك- فهل استطاعت الشبكة العنكبوتية تقديم الانتشار والتواصل المستهدف بما تأسست من اجله وصنع علاقة بين الاديب والمتلقي ؟
بشكل ما، كان للشبكة العنكبوتية فضل تيسير التواصل مع الادباء والنقاد، والاعلام، نعم، حققت انتشارا عبر الشبكة، كان أيضا دور هام جدا لمواقع التواصل الاجتماعي في الوصول الى جمهور في مختلف البقاع، حتى الأجنبية منها، لي أصدقاء من الناشطين والمثقفين في أماكن واسعة في العالم، أعتقد انه لولا هذه الأدوات الهامة لبقينا محاصرين بحصار العدو وحصار قلة الحيلة من فقر الدعم المؤسسي والحكومي، ومع ذلك، نحن هنا في فلسطين، ما نزال في اول الطريق، بسبب ضعف المشاركة الحقيقية وجها لوجها مع الاشقاء العرب

 س15 :- واخيرا ما الكلمة التي تقوليها في ختام هذه المقابلة ؟
الكلمة الأخيرة دائما هي التبشير بالخير، بالأمل، باننا أدباء، واجبنا نشر الادب، والأدب قضية  التنوير، لنا مشاعل، لا يجب ان تتحول الى شعارات صارخة تنطفئ مع انطفاء المناسبة، مهمتنا الديمومة والمواصلة، علينا ان لا ننسى أن لنا تاريخا مجيدا طويلا، فيه من العيوب ما يجعلنا لا نقدسه، وفيه من الفضائل ما لا يمكننا ان ننكره، لذلك نتمسك بالأصالة،  ونولِّد من الحداثة ما نزوجه بالأصالة، نمضي الى العالم بمشروعنا الثقافي الأصيل، ولك الف شكر عزيزي الاديب المصري صابرحجازي على هذه الأسئلة القيمة  والهامة، وللقارئ الحبيب أينما كان الشكر على الثقة والايمان بما نقدمه


 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف