الأخبار
"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّات
2024/4/19
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

المستبد العادل بقلم:اياد حسن دايش

تاريخ النشر : 2018-09-03
المستبد العادل
الشيخ محمد عبده أحد رموز التنوير والتجديد في الفكر العربي والاسلامي . تنوعت كتاباته في مختلف المجالات الدينية والسياسية، داعيا لمواجهة حالة الجمود والتخلف الذي تعيشه المجتمعات الاسلامية .الا انه وبعد ان بلغ من العمر مرحلة متقدمه شعر الشيخ بحالة من الياس والاحباط، نتيجة استمرارحالة الجهل والتخلف والاستبداد داخل المجتمعات العربية .بالرغم من كل الكتابات التي دعت للتنوير والعلم والمعرفة ، بالاضافة لدورالمثقفين الذين قدموا كتاباتهم في مختلف صنوف المعرفة والادب. مع كل هذه الجهود المعرفية الا انها لم تقدم حلول ناجعه للارتقاء بالواقع الفكري والسياسي في البلدان العربية. حيث التخلف والاستبداد يعشعش بشكل كبير داخل جسد الامة. كذلك التغيرفي دورالمثقف بسبب نرجسيته وإبتعاده عن ملامسة مشاكل الناس وهمومهم اليومية،ليتحول الى متملق للانظمة والحكومات يجمل قبحها ويدعوا لاتباعها .حجم خيبة الامل التي مر بها الشيخ عبده جعلته متسائلا :هل الحبر الذي نكتب به مغشوش؟ هل هنالك خلل بالافكار التي دعا لها طوال حياته ؟. وإلا ما السبب ان كل محاولات التنوير والاصلاح لم تحقق ما مطلوب منها بل زادت الامور سؤءا. خاصة بالجانب السياسي حيث ينتقل الحكم من سيء الى اسؤء من طاغية الى نظام اكثر طغيان واستبداد .حتى حين حاولت الانظمة العربية ادخال الديمقراطية الى مجتمعاتها وتفعيل مجالس النواب والمجالس الادارية، قامت هذه المؤسسات بالدعم والتأسيس لدكتاتوريات اكثر ظلما تحت مسمى الديمقراطية.بالاضافة للانتخابات المزيفة التي دعمت حكم الزعيم المطلق.لتزيد حجم الانقسامات داخل المجتمعات تحت مسميات اثنية وطائفية ومذهبيه.حالة اليأس من اي عملية اصلاح حقيقي تحت مسمى الديمقراطية ،دعت الشيخ محمد عبده في ايامه الاخيره ليكتب مقال تحت عنوان (إنما ينهض بالشرق مستبد عادل ).حيث أكد ان مداد الاقلام والكتب والصحف لم ترتقي بحال الشعب نحو الافضل بل زادت المجتمعات جهلا وتخلف وتبعية، لذلك يكمن الحل أن يحكمنا (مستبد عادل). المستبد العادل الذي يستطيع إكراه المتناكرين على التعارف ،وإرغام الاهل على التراحم .كذلك حمل الناس على الاخذ برأيه هوه بما يخدم الناس وينفعهم، ذلك عن طريق الرهبه التي لديه.مؤكدا على أن يكون (الحاكم عادلا) بمعنى أن تكون نظرته الاولى الى شعبه الذي يحكمه وبعدها تأتي نظرته الى مصلحته الشخصية . ليفرض الحاكم على الكبار المؤثرين بصورة سيئة من الناس بلوي اعناقهم والسيطرة عليهم لما فيه خير الجميع ،ثم رعاية الصغار بالتثقيف ويتعهدهم كما يتعهد الفلاح شجرة حين يضع الاعواد لتستقيم اثناء نموها لتنمو على الاستقامه .يحدد الشيخ مدة الحكم 15 عام للحاكم ،يحقق من خلالها للشعب غايته ورفاهيته واستقراره حيث لا تخلف لا جهل ولا سقوط.بعد مرور هذه الاعوام يصل المجتمع الى حالة الاستقرار. ليقوم بعهدها بعملية تشريع مجالس النواب والمجالس الادارية التي تساعد في عملية تبادل الافكار والنهوض بالواقع الاجتماعي ومشاركة الشعب بالحكم .رغم ما قدمه الشيخ محمد عبده حول الحاكم المستبد الا أنه بقي يحمل بين ثنايا حروفه شيء من التشاؤم قائلا (هل ينجب هذا الشرق مستبد من اهلة يتمكن من العدل، ان يصنع في 15 عام ما لم يصنعه العرب في خمس قرون) .ليعود الشيخ موضحا بأن المجتمعات التي تنهض وتثور يكون لها رجال يكونون في مقدمة الركب مطالبين بحقوق الناس وحاجاتهم ،والوقوف ضد اي لون من الوان الظلم والاستبداد.أما المجتمعات المسنة الصامتة كصمت القبور كما يصفها لا يرتجى منها اي خير ولا يحركها أعظم الرجال، لأنها شعوب لا تسمع ولا تعي وليس لها هم سوى المأكل والمشرب. ليس بعيدا عن حالة اليأس والاحباط التي عاشها الشيخ محمد عبده وبعد كل التحولات والثورات والانقلابات واخرها الربيع العربي الذي تحول الى شتاء قارص دمر الانسان اولا ،ثم مزق البلدان ثانيا. نجد أن تجارب الديمقراطية في المنطقة العربيه لم تاتي على اهلها سوى بالويل والثبور والخسران، حتى اصبح المواطن العادي لا يحن فقط للطغاة بل يترحم عليهم ويدعوا لهم .ازاء ما يعيشه من سوء معيشة وخراب نفسي وعمراني واستبداد فكري ،اقبح من الانظمة التي كانت تحكمة .قد يستقبح البعض بأن كيف يكون مستبد وعادل لكن ما مرت به المجتمعات جعلتها تتمنى وتحلم، كما حلم الشيخ عبدة وما نحلم به مستبد عادل خير من ديمقراطية عوراء استبدادية اهلكت الحرث والنسل .

وضمة :
هل لطاغيةٍ أنْ يَحكمَ الأحرار والأعزة إلا إذا شابَ حريَتهم الاستبداد ، وخالط عزتهم العار.
جبران خليل جبران


اياد حسن دايش
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف