أُمنيتها انتهاء الحربِ لكي ترى حبيبها
عطا الله شاهين
في غُرفةٍ مُملّةٍ تجلسُ امرأةٌ على أريكةٍ مُهترئة وتشعرُ بضجرٍ غير عادي، وتتوقُ لرؤيةِ حبيبها، الذي تركَها فجأةً ورحل قبل أيّامٍ بسبب الحرب الدائرة في بلده، رغم أنه حاول إقناعها للرحيل معه، إلا أنها أبتْ، وفضّلت البقاء في وطنها، فالمرأةُ باتت لا تطيقُ الجلوس بمفردها.. تجلسُ على أريكةٍ مُهترئةٍ وتلعبُ بورق اللعب لتبدّد ضجرها، تشعرُ بضجرٍ غير عادي، فتذهبُ إلى الفراشِ، لكنّها تظلّ تفكّر في حبيبها الذي هجرها، وتسألُ نفسها لماذا تركني ورحل دون أنْ يعطني جوابا مقنعا عن سببِ رحيله؟ فتخرج كل ليلة إلى الشّرفة لترى القمر علّه يبدّد مللها، لكن دون جدوى، تعود إلى أريكتِها المُهترئة، وتقرأ روايةَ الجريمة والعقاب لدوستويوفسكي، تنعسُ على الأريكةِ المُهترئة، تنهضُ بعد حينٍ من حُلْمٍ مزعج، وتظلّ تشعر بمللٍ قاتل، تنتظرُ حلولَ الفجر، تخرجُ إلى الفناءِ وتتنسّم هواءً ملوثا من دخان القذائف.. تخرجُ إلى البرّيّة وتقطفُ زهرات النّرجس، تعود بها إلى دارِها وتضعُ النرجس في مزهريّة، تعودُ إلى قراءةِ الرّواية، تقرأ صفحاتٍ كثيرة منها، لكنّها تنعسُ وتحلمُ بعودة حبيبها، وتقول في ذاتها: لماذا تركني وجعلني أضجر هنا؟ هل الحرب ترغم الناس على الهروب؟ فلماذا سنهرب؟ وإلى أين سنهرب؟ ففي كل مكان جحيم، فالموت هنا أفضل من الموتِ في بلدٍ لا يحبّ أن يرى غرباء لكنها تتمنّى انتهاء الحرب ليعود حبيبها إليها، فهو قبل رحيله قال لها: سأعود حينما تنتهي الحرب..
عطا الله شاهين
في غُرفةٍ مُملّةٍ تجلسُ امرأةٌ على أريكةٍ مُهترئة وتشعرُ بضجرٍ غير عادي، وتتوقُ لرؤيةِ حبيبها، الذي تركَها فجأةً ورحل قبل أيّامٍ بسبب الحرب الدائرة في بلده، رغم أنه حاول إقناعها للرحيل معه، إلا أنها أبتْ، وفضّلت البقاء في وطنها، فالمرأةُ باتت لا تطيقُ الجلوس بمفردها.. تجلسُ على أريكةٍ مُهترئةٍ وتلعبُ بورق اللعب لتبدّد ضجرها، تشعرُ بضجرٍ غير عادي، فتذهبُ إلى الفراشِ، لكنّها تظلّ تفكّر في حبيبها الذي هجرها، وتسألُ نفسها لماذا تركني ورحل دون أنْ يعطني جوابا مقنعا عن سببِ رحيله؟ فتخرج كل ليلة إلى الشّرفة لترى القمر علّه يبدّد مللها، لكن دون جدوى، تعود إلى أريكتِها المُهترئة، وتقرأ روايةَ الجريمة والعقاب لدوستويوفسكي، تنعسُ على الأريكةِ المُهترئة، تنهضُ بعد حينٍ من حُلْمٍ مزعج، وتظلّ تشعر بمللٍ قاتل، تنتظرُ حلولَ الفجر، تخرجُ إلى الفناءِ وتتنسّم هواءً ملوثا من دخان القذائف.. تخرجُ إلى البرّيّة وتقطفُ زهرات النّرجس، تعود بها إلى دارِها وتضعُ النرجس في مزهريّة، تعودُ إلى قراءةِ الرّواية، تقرأ صفحاتٍ كثيرة منها، لكنّها تنعسُ وتحلمُ بعودة حبيبها، وتقول في ذاتها: لماذا تركني وجعلني أضجر هنا؟ هل الحرب ترغم الناس على الهروب؟ فلماذا سنهرب؟ وإلى أين سنهرب؟ ففي كل مكان جحيم، فالموت هنا أفضل من الموتِ في بلدٍ لا يحبّ أن يرى غرباء لكنها تتمنّى انتهاء الحرب ليعود حبيبها إليها، فهو قبل رحيله قال لها: سأعود حينما تنتهي الحرب..