الأخبار
سرايا القدس تستهدف تجمعاً لجنود الاحتلال بمحيط مستشفى الشفاءقرار تجنيد يهود (الحريديم) يشعل أزمة بإسرائيلطالع التشكيل الوزاري الجديد لحكومة محمد مصطفىمحمد مصطفى يقدم برنامج عمل حكومته للرئيس عباسماذا قال نتنياهو عن مصير قيادة حماس بغزة؟"قطاع غزة على شفا مجاعة من صنع الإنسان" مؤسسة بريطانية تطالب بإنقاذ غزةأخر تطورات العملية العسكرية بمستشفى الشفاء .. الاحتلال ينفذ إعدامات ميدانية لـ 200 فلسطينيما هي الخطة التي تعمل عليها حكومة الاحتلال لاجتياح رفح؟علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024برلمانيون بريطانيون يطالبون بوقف توريد الأسلحة إلى إسرائيلالصحة تناشد الفلسطينيين بعدم التواجد عند دوار الكويتي والنابلسيالمنسق الأممي للسلام في الشرق الأوسط: لا غنى عن (أونروا) للوصل للاستقرار الإقليميمقررة الأمم المتحدة تتعرضت للتهديد خلال إعدادها تقرير يثبت أن إسرائيل ترتكبت جرائم حربجيش الاحتلال يشن حملة اعتقالات بمدن الضفةتركيا تكشف حقيقة توفيرها عتاد عسكري لإسرائيل
2024/3/29
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

ركوة حرف (17) رواية سارة حمدان لماجد أبو غوش ، قراءة بقلم:طلعت قديح

تاريخ النشر : 2018-08-20
ركوة حرف 17
رواية ( سارة حمدان ) للكاتب أبوغوش ماجد
قراءة : طلعت قديح

( سارة حمدان ) اسم الرواية التي ارتآى أن يعنون الكاتب روايته الأخيرة بها ، المنشورة ضمن إصدارات مكتبة كل شيء حيفا .
تقع الرواية في 154 صفحةمن القطع المتوسطة ، يعبر الغلاف الرمادي المائل للبياض عن رؤية فنية ، تتوسطه رسمٌ لامرأة مرهقة الملامح ، تميل عيناها لشيئٍ من الذكرى المؤلمة ، مع إعطاء لمحات من الصفو والأمل والذي نراه في اللون الأبيض للمرأة ، والتي من المؤكد أنها تمثل شخصية الرواية سارة حمدان ، وهي تمثل الملطف لأجواء اللون الرمادي المحيط بها .
يختار الكاتب منذ البداية الانفلات من الواقع والهروب من تعقيدات الزمن والأمكنة ، ليخلق هامشًا كبيرًا - لبطله أسعد - من حرية التحرك ، والذي لا يكون متاحًا له في يومياته ، وهذا ما نراه في حالة الاسترسال والتنقل دون قيد ، وهذا يمنحه بث خلجاته وفكره بحرية .
منذ البداية أراد الكاتب أن يعلن للقارئ أن بطله يساري في توجهه الفكري ، وهذا ما نلحظه في صفة التخاطب بينه وبين أصدقائه ومقربيه ، بقوله ( رفيق ) ، فهو النداء المحبب لمنتسبي الاتجاه اليساري الفكري .
لكنه وبرغم ذلك ، يبدأ بكسر معتقد يساري ، بدخوله في قضية مهمة ضمن التراث الديني ، وهي تزاور أرواح الموتى فيما بينهم .
فالتزاور يكون للأرواح - حسب الديانتين الإسلامية والمسيحية - التي تتخطى سؤال القبر بنجاح ( النظرة الإسلامية ) ، ومن يؤمن بالمسيح ويتبع تعاليمه ( النظرة المسيحية ) ، أما الآخرون فمنغمسون بما ينتظرهم من شقاء .
ومن هذا المفصل تتفرع قضية مثارة ، وهي هل الله يحاسب الناس بأعمالهم أم برحمته ؟ فالمعروف أن اليساريين لهم توجههم اللاديني ، برغم ممارساتهم - التي تقع ضمن التوجه الديني الفعلي - من خلال رؤيتهم الفكرية في ضرورة التعامل بصدق مع الغير ، والاصطفاف مع الطبقة الكادحة ، والدفاع عن المشروع الوطني .
* يبث الكاتب على لسان بطله ، بعض هموم الذاكرة والواقع ، حيث نرى عدة مشاهد والتقاطات فلاشية لها .
- ( اسماعيل ) الذي يعيش الغربة عن وطنه يافا ، خوفًا من الإمساك به ، من قبل دوريات الاحتلال الصهيوني ، ودور ( أسعد ) في تحقيقه لأمنيته ، فكان له ما تمنى .
- لقاء التعارف بين أسعد وسارة حمدان ، واللذان سابقا الزمن في فترة وجيزة ( أسبوعان ) ، ليشكلا قصة حب حامية الوطيس ، وما نتج عنه من تحول دراماتيكي ، في لقاء حميمي ، يعبر عن حجم العلاقة .
- وجبات الاعتقال التعسفي التي تمارسه قوات الاحتلال ، وطرق التعذيب ، والمدة المتعارف عليها للتحقيق (18يوم ) ، وهي مدة عرفية في دستور الممارسات القمعية .
- عرض الذاكرة الفلسطينية ، من خلال استحضار رفاق الدرب ، باستخدام وخز الذكريات ، وتطعيمها بالهم الفلسطيني .
- لفت النظر لعدة تفرعات يعانيها المواطن الفلسطيني ومنها :
- الحاجة للتنقل بين القبور بتصريح ، وهذا يعتبر إسقاط نفسي للمعاناة بين المدن الفلسطينية .
- جلب ذكريات الزمن الجميل ، وإيضاحها من خلال شخصيات وطنية معروفة كالشهيد القائد ياسر عرفات ، والشاعر الفلسطيني حسين والبرغوثي وغيرهما من الشخصيات .
- يدخل الكاتب عالمًا من الاشتباك الفكري من خلال فكرة زواج المسيحي من المسلمة ، وهو أمر مرفوض إسلاميًا .
- يعرج الكاتب على بعض المكدرات الحياتية للناس ، ومنها ( تفشي مرض السرطان - تجربة الاعتقال والتحقيق وطرق التعذيب - مظاهر الفساد بمختلف طبقاتها ) .
- برع الكاتب في إخفاء نمط النهاية الدراماتيكية غير المتوقع ، وفيها يتداخل العقل الباطن في عملية الوصل بين حال الغيبوبة وحال الصحو .
يختار الكاتب نهاية لبطل روايته ، تتمثل في الخلوة القسرية ، معبرًا عن الاحتجاج على واقعه ، بالحنين لحالة الغيبوبة التي مثلت له الحركة الدؤوبة التي يتمنى العيش فيها .
وتُركت الخاتمة مفتوحة الاحتمالات ، حيث تُختم بالتمني قائلاً ( مضت سنوات عديدة على هذه الأحداث ، فإن صادفتم عجوزًاوحيدًا ، يرمي صنارته في الماء ويغني للسمك والموج ، ويبكي بصمت ، أخبروني عنه ، فربما كان هو ) .

طلعت قديح
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف