الأخبار
ارتفاع درجات الحرارة يفاقم معاناة النازحين في غزة ويزيد من البؤس اليوميالأمم المتحدة: إزالة الركام من قطاع غزة قد تستغرق 14 عاماًتصاعد الاحتجاجات الطلابية في الجامعات الأميركية ضد الحرب الإسرائيلية على غزةتفاصيل المقترح المصري الجديد بشأن صفقة التبادل ووقف إطلاق النار بغزةإعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزة
2024/4/27
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

هل ننتظر أياما حُبلى بالمصايب بقلم:أحمد محمود سعيد

تاريخ النشر : 2018-08-20
هل ننتظر أياما حُبلى بالمصايب بقلم:أحمد محمود سعيد
هل ننتظر أيّاما
حُبلى بالمصايب
لا شك اننا في العالم العربي نعيش أيّاما صعبة للغاية فلو نظرنا للدول العربيّة لرأيناها في تراجع إقتصادي حتّى في الدول المصدِّرة للنفط ولكن ما أقصده هنا هو تردّي الأوضاع الإقتصاديّة والإجتماعيّة والسياسيّة ولنبدأ بالقضيّة المركزيّة فلسطين فما زال الإحتلال يجثم على اراضي فلسطين التاريخيّة والضفّة الغربيّة لنهر الأردن بينما يفرض حصارا مشدّدا على قطاع غزّة واهلها بينما نرى في الجانب الآخر اجتماعا للجنة المركزيّة لفتح في رام الله يقاطعه ستّة فصائل فلسطينيّة وفي جانب آخر هناك مفاوضات في القاهرة بين وفد من حماس والسلطات الإسرائيليّة بوساطة مصريّة للإتفاق على هدنة طويلة الأمد الهدف الظاهر منها هو التهدئة وتوقف النشاطات على الحدود مع غزّة تحت اسم مسيرة العودة ولكن الهدف المخفي كما يصرحون قادة من فتح هو الفصل بين القطاع والضفّة الغربيّة وهذا ما يرفضه ظاهريّا بعض قادة فتح وتطلب ان يكون الوفد المفاوض برئاستها في القاهرة وطبعا هذا يندرج تحت ما يسمّى صفقة العصر التي سيفرضها الرئيس الأمريكي على العرب والمسلمين في قادم الأيّام لذلك فالوضع في فلسطين سيِّئ للغاية والقضيّة المركزيّة للعرب عُرضة للتصفية والقدس وفلسطين عرضة لأن تكون في خبر كان ولا يوجد رأي او كلام يُعتدُّ به عند الشعب الفلسطيني او نخبه الحاكمة او غيرها في حين تعثّرت كل مساعي المصالحة بين فتح وحماس .
وفي الشمال من فلسطين هناك لبنان الدولة ذات الحكم المسيحي الوحيدة في العالم العربي وفيه تتمثّل الحياة المشتركة اجتماعيّا بين السنّة والشيعة والمسيحيّين وفيه مشكلة تواجد اللاجئين الفلسطينيّين منذ عام 1948 والعمالة السورية وبقايا هيمنة سوريّة منذ عام 1982 إضافة للاجئين السوريّين منذ عام 2014 وفيه مشكلة سلاح حزب الله وعدم القدرة على تشكيل حكومة جديدة برئاسة سعد الدين الحريري وكذلك عودة اللاجئين السوريّين لبلادهم إضافة للتحقيق الدولي بمقتل رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري وقد زرعت اسرائيل العديد من الجواسيس على ارض لبنان ليستمروا بزرع الفتن فيه في قادم الأيّام .
وفي الشمال الشرقي من فلسطين مركزية العرب هناك سوريا المقاومة والممانعة كما كان يحلوا لها ان تسمّى قبل ان تّدمّر وقد مرّ على ارضها وفي سمائها وبحرها جيوش ومستشارين من دول تمثِّل اقطاب عالميّة عديدة اخذت مواضع لها على الأرض السوريّة فمن الدول امريكا وروسيا وتركيا وإيران ومن المنظمات داعش والنصرة والمعارضة والجيش الحر وسوريا الديموقراطية والأكراد وغيرها من مئات المنظمات المسلّحة والذين اتفق الكبار على تجميع جميع الخارجين عن طوع الأسد في محافظة إدلب وريف حماة كما اتفق الكبار على مناطق خفض التوتُّر في الجنوب والوسط والغرب والشمال والشرق وقد تم دحر الإرهابيين خاصّة ما يسمى الدولة الإسلامية التي اوشكت على إنهاء مجازرها بقتل العديد من الطائفة الدرزيّة في السويداء كما اجبرت الدول الكبرى الجيش السوري على التمركز بعيدا عن الحدود الإسرائيلية ما يزيد عن مائة كيلومتر وبعد الدمار الكبير في مختلف المدن السوريّة بدأ الجيش السوري التقاط انفاسه وإعادة تشكيلاته وبناء قوّته ولم تنته سوريا من لملمة جراحها على مستوى الوطن ولم تتمكن حتى الآن من إخراج القوى الأجنبية عن اراضيها كما لم يرجع ملايين اللاجئين من دول الشتات الى اراضيهم وبيوتهم وقد كانت البدايات قريبا كما لم تُفتح النقاط الحدودية مع الأردن والعراق ولبنان بشكل كامل وآمن حتى الآن والدول الكبرى ومن على الأرض السوريّة بصدد الترتيب لكتابة دستور جديد وانتخابات برلمانية ورئاسية مستقبلا والخوف ممّن بقي من ارهابيّين على ارضها في قادم الأيّام .
وفي جنوب فلسطين مركزيّة العرب تقع مصر أمْ الدنيا كما يحب ان يُسميها ابنائها المصريّين وهي تحوي حوالي ثُلث سكان العالم العربي ويخترقها اطول نهر وهو النيل هبة الله لأهلها وبها صحراء سيناء التي تاه فيها سيدنا موسى عليه السلام التي احتلتها إسرائيل وأعادتها لمصر بموجب معاهدة كامب ديفيد للسلام عام 1978وعاشت مصر اوقاتا صعبة منها عشر سنوات من جفاء العالم العربي لها وكذلك العديد من العمليات التخريبية والإرهابية ضد الجيش المصري في سيناء وضد العديد من الكنائس والأخوة المسيحيّين وكذلك تداعيات الربيع العربي وثورة الخامس والعشرين من كانون ثاني عام 2011 وثم الثورة الشعبية في الثلاثين من حزيران عام 2013 وقد كان لقيام الحبشة بانشاء سد النهضة على نهر النيل سبب لقيام خلافات بين دول المنبع والمصب بناء على مبادرة حوض النيل،هي اتفاقية تضم مصر, السودان، أوغندا، إثيوبيا، الكونغوالديمقراطية، تنزانيا،رواندا، كنيا، اريتريا,والتي يجري التفاهم عليها حاليا وبالنظر للحدود المشتركة بين مصر واسرائيل وقطاع غزّة فإنّ ذلك يتسبّب بمشاكل بين مصر والقطاع والسلطة الفلسطينية احيانا وتحول السلطات المصرية التوسط بين حماس التي تحكم غزّة واسرائيل للوصول لحالة الهدنة الطويلة لتقي مصر المشاكل في قادم الأيام .
وفي شرق نهرالأردن الذي يفصل فلسطين عن توأمها الأردن هناك يعيش مواطنون يشعرون ان لا يمكن لطائر ان يطير بجناح واحد وخاصّة ان الضفّة الغربية كانت مندمجة تحت راية المملكة الأردنية الهاشمية منذ عام 1950 وحتى تم فك الإرتباط القانوني والإداري بينهما عام 1988 بناء على طلب منظمة التحرير الفلسطينيّة الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني وطلب الحكام العرب عام 1974 ويوجد الكثير من المواطنين الأردنيّين من اصول فلسطينيّة ولهم كامل حقوق المواطنة ونتيجة وجود الكثير من الفصائل الفلسطينيّة على الأرض الأردنيّة أدّت الى مشاكل عام 1970بعد ان تمادت تلك الفصائل في نشاطاتها غير المقبولة لدى المجتمع والحكومة إضافة للعدوان الإسرائيلي المستمر خاصّة على الكرامة وحرق المسجد الأقصى بالرغم من الوصاية الهاشميّة على المقدسات المسيحية والإسلاميّة ومع ان الأردن تجاوز ما يسمى بالربيع العربي حتى الآن الى ان الجهات الحاقدة تقوم باعمال اجراميّة بين الحين والآخر متسببين في مقتل العديد من العسكريين ورجال الأمن والمدنيين إضافة لما يعانيه الأردن من وجود الكثير من اللاجئين السوريّين على الأرض الأردنيّة وفي مخيمات استضافة اللاجئين وبالرغم من صحوة الجيش العربي فانه يجب الحذر مما يتوقّع في قادم الأيام .
وإذا ابتعدنا عن الدول المحيطة بفلسطين الأرض المباركة نجد العراق الذي يُطحن منذ حوالي اربعون عاما حيث بدأ المآساة منذ عام 1980 في حرب لحماية البوابة الشرقية للعالم العربي حيث بيعت مفاتيح الجنّة مقابل شهادات ايرانيّة ولم تنتظر امريكا طويلا بعد تلك الحرب فاجتمع التآمر الأمريكي بتأليف نزاع حول البترول مع الأشقاء وخدعة لإحياء غرور عراقي باحتلال الكويت وتجمُّع اكثر من ثلاثون دولة في العالم بقيادة امريكية ومنها بعض الدول العربية لتحطيم العراق بحجة تحرير الكويت ,وهكذا سُلبت اموال العراقيّين ونفطه وآثاره وثرواته وتاريخه العريق وبدأت لعبة الطوائف بعد نغيير الحكم حتّى سُلِمت مساحة من ارضه للمنظمات الإرهابيّة قُسِّم الى ثلاثة مناطق فعليّا هي الجنوب للشيعة والوسط للسنّة والشمال للأكراد ولم يستتب الوضع بإنتظار ما هو قادم .
وأمّا دول شمال افريقيا ليست أحسن حظّا ففي تونس تغيّر نظام الحكم وتشكّلت احزاب جديدة إضافة للأحزاب القديمة التي استفاقت بعد ثورة البوعزيزي وشكّلت الحكومات المتعاقبة التي لم تستطع إصلاح إقتصاد او منع العمليات الإرهابية بانتظار ما هو قادم من ايام .
واما المغرب العربي الذي لم يخلو من اعمال شغب والجزائر الذي ما زال يتنازع مع المغرب على الصحراء المغربية التي فشلت الأمم المتّحدة على حلِّ مشكلتها وما زالت الإنتخابات الجزائريّة تشغل الجزائريّين هل يختارون الرئيس الحالي لدورة اخرى وكذلك الموريتانيّون يمرّون في نفس الحيرة فهل يقبلون بالحالي ام ينتظرون ما تخبئه قادم الأيام .
واما السودان الذي اختار اهله ان ينقسم على نفسه بعد وحدة طويلة وكانت آخر خمس سنوات انتقالية حيث تمَّ تأسيس دولة جديدة لم تدم طويلا حتى اختلف الرئيس مع نائبه واصطفت كل عشيرة خلف قائدها في قتال دام عدّة سنوات الى ان تدخل الرئيس السوداني وعاد الوئام في انتظار ما يأتي في قادم الأيام .
وامّا دول الخليج العربي فقد حسدها الناس على وحدتها والترابط بين إماراتها المتصالحة السبع والتي تأثرت موازناتها بانخفاض سعر بيع النفط في السنين القريبة المنقضية مما جعلها تجد صعوبة في توفير الدعم احيانا لبعض الدول الفقيرة حتّى قامت السعوديّة بتأسيس التحالف العربي وضمّ عدة دول عربيّة لتثبيت الرئيس الشرعي لليمن الذي ما عاد سعيدا وحتّى الآن لم تتبيّن النتيجة بانتظار ما تضمره قادم الأيّام .
وهكذا فحال الدول العربية جميعها من سيئ الى اسوأ فلا استقرار ولا مال ولا تنمية حقيقيّة واذا تجوّلت في تلك الدول ترى شعوبا غير مقتنعة بحكامها وغير راضية بمعيشتها وغير آمنة على اطفالها وعلى اعمالها وعلى اموالها وعلى وظائفها في القطاعين الخاص والعام وبات الفساد ينخر في مؤسساتها وموظفيها ويشكِّل منظومة تصل باعضائها لأعلى المناصب فتستولي على المال والمناصب العليا ومفاتيح المال والسبّاقين للكثير من المبادرات التي تأخذ اشكالا الخير والدين والفعل الطيِّب وهي منها براء والناس تعلم بان الشيطان يعجز عمّا يفعلونه بإنتظار القادم من المصائب والشرور في ما هو قادم من ايام والعياذ بالله .
اللهم احفظ بلدنا ارضا وشعبا وجيشا وقيادة من أيِّ شرِّ ومكروه واسبغ عليهم في عيد الأضحى المبارك بنعمة الأمن ولآمان .
احمد محمود سعيد
البناء الأخضر للإستشارات البيئيّة
[email protected]
19/8/2018
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف