الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الأبيض والأسود في قصيدة "غيمة" جواد العقاد بقلم: رائد الحواري

تاريخ النشر : 2018-08-16
الأبيض والأسود في قصيدة
"غيمة"
جواد العقاد

عندما يفتتح الشاعر /الكاتب نصه بفاتحة بيضاء فهذا يعطي إشارة إلى ما يحمله من فرح، من صفاء، وبالتأكيد فاتحة القصيدة وعنوانها هما يحفزان المتلقي على التقدم منها، فالعنوان له دلالة على الفضاء والطبيعة، كما أن الفاتحة التي جاءت بيضاء من خلال " روحُكِ مشبعة ٌبالأغنياتِ والبنفسج.
عيونُكِ سراديب ُ"
تعطي دفعة إضافة إلى القارئ ليتقدم أكثر من القصيدة، فالمخاطب هو الحبيبة، وهذا بحد ذاته عنصر محبب ومرغوب فيه من القارئ، والشاعر يثيرنا من خلال (الستارة) "سراديب" التي وضعها ليستثيرنا أكثر، فهناك عالم مجهول وعلينا استكشافه، كما أن "السراديب" تغوي" الشاعر أيضا، لكن الدخول إلى السراديب لم يكن أمنا تماماً، فهي مظلمة، رغم أنها تجذب الشاعر لسبرها، وهذا ما وجدناه عندما دخل إليها:
"هناك نُبعثُ من خوفِنا
ونتقنُ سرَّ الوجع" هناك تنافر بين "نبعث وخوفنا، ونتقن والوجع"
فالانبعاث و نتقن من المفترض أن يكونا جميلين، لكن واقع الشاعر يجعلهما غير ذلك، فنجد التلوث والتشويه يصيبه من خلال الخوف والوجع، بحيث لم يعد عالمه نقياً صافياً.
وبعد هذا الخروج إلى الألم نجد الشاعر يجمع قواه من جديد من خلال:
"يا حبيبتي"
بهذا النداء يحثونا الشاعر ـ كما يحث حبيبته ـ على التقدم منه أكثر والاستماع إلى ما يريد قوله.
وفعلاً نجد الشاعر يتقدم من جديد من عالمه الأبيض :
"الأمنياتُ تحفُ طريقَ الياسمين"
وهناك يأخذنا من جديد إلى ما نحب أن نسمع، أن نقرأ، لكن الشاعر ينقلب فجأة على هذا البياض، ويحوله إلى:
"بالخناجرِ وشوكِ الاحتمال"
إذا ما توقفنا عند الفقرة الأخيرة ستصدمنا كما تصدم الحبيبة، فلم نكن نتوقع أن يأتي الشاعر بهذا الاستخدام، خاصة أنه بدء بفاتحة بيضاء جديدة، وهي تبدو لنا في غير مكانها، فالفقرة الأولى مستقلة تماما عن الثانية، فالأمنيان التي تحف طريق الياسمين" كاملة لكن إدخال عنوة "بالخناجر وشوك الاحتمال" كان موجعة ومؤلمة تماماً كما هو فعل الخناجر والأشواك، وهنا يتماثل مكان الفقرة ومضمونها في الشكل مع وقعها على المتلقي/القارئ، بحيث نجد أن تفكيك العبارة الأولى والثانية ينسجم تماماً مع فكرة الصدمة التي تحدثها فينا، والتي أرادها الشاعر أن نصاب بها.
بعدها يبدأ الشاعر في توضيح موقفه، توضيح الحالة التي يمر بها، التي دفعته ليكون بها التقلب وهذا المزاج:
"لم يكنْ في بالِنا أبداً
هذا الطريقُ المكتظُ بمنعطفاتِ التيه"
المفاجأة التي أحدثها الشاعر في القصيدة ناتجة عن مفاجأة تعرض لها، فهناد "اكتظاظ وتيه".
حتى أن أداة الشاعر "اللغة والقصيدة" تعرضت هي أيضاً لصدمة فلم تعد كما كانت، كما جاءت في فاتحة القصيدة:
"كنّا نتوقُ إلى غيمة ٍ
علمتنا الشعرَ - طريقتها القديمة في البكاء -
وأخذت عنا بكاءَنا البشري."
وهذا التماثل بين حالة الشاعر والواقع عكس على أدواته وعلى لغته وعلى أسلوبه في الكتابة، بحيث يتماثل فيه الواقع مع حال الشاعر مع اللغة والأسلوب والطريقة التي يقدم بها الشاعر قصيدته.
خاتمة القصيدة جاءت أيضا منسجمة مع حالة الصراع/التناقضات التي يمر بها "جواد العقاد":
"هذا ما يجعلُ الغيومَ معطاءة
ومصابةً بالتوحد" الخصب حاضر في القصيدة من خلال العطاء، لكنها مصابة بالتوحد/ بالغربة/بالعزلة، وهذا ما يجعلها بيضاء وسوداء في ذات الوقت.
القصيدة منشورة على صفحة الشاعر على الفيس بوك.

" غيمة
روحُكِ مشبعة ٌبالأغنياتِ والبنفسج.
عيونُكِ سراديب ُ
تغويني إلى نهاية ِالحب،
وقيامةِ الكلمات.
هناك نُبعثُ من خوفِنا
ونتقنُ سرَّ الوجع.
يا حبيبتي
الأمنياتُ تحفُ طريقَ الياسمين
بالخناجرِ وشوكِ الاحتمال.
لم يكنْ في بالِنا أبداً
هذا الطريقُ المكتظُ بمنعطفاتِ التيه.
كنّا نتوقُ إلى غيمة ٍ
علمتنا الشعرَ -طريقتها القديمة في البكاء -
وأخذت عنا بكاءَنا البشري.
هذا ما يجعلُ الغيومَ معطاءة
ومصابةً بالتوحد."
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف