خديجة عرفات
/ فقدت فلسطين وفقدت م – ت – ف وحركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح وعلى رأسها السيد الرئيس محمود عباس ابو مازن وفقد ال القدوة الحسيني الكرام وفقدنا جميعا علامة بارزة من علامات فلسطين فقدنا السيدة الفلسطينية المقدسية احدى رائدات العمل النسوي الفلسطيني الحاجة خديجة عرفات القدوة الحسيني ، زيتونة فلسطين واحدى سنديانات الوطن ،عجوز الثورة ورمز الماجدات الفلسطينيات الاصيلات .
رحلت التي رافقت وعايشت الشهيد ياسر عرفات فى كل مراحل حياته منذ الطفولة فى القدس الحبيبة عاصمة دولتنا الفلسطينية وواكبت معه المسيرة النضالية الطويلة والمريرة لشعبنا التي تعمدت بالدم والمعاناة التى اختطها ياسر عرفات لشعبنا وحركتنا من اجل الحرية والاستقلالنعم رحلت حبيبة اخيها شهيدنا ورمزنا ياسر عرفات الذي نادى وهو يغادرنا الى المشفى فى فرنسا نادى بصوته وجسده المنهك بفعل جريمة اغتياله قائلا : يا حجة .. يا حجة .. يا حجة كان يشعر حينها انه لن يراها بعد ذلك فقد رحل ياسر عرفات
نعم رحلت اخت الرجال والتي كانت الصورة المشرقة للمرأة الفلسطينية صاحبة القضية الوطنية العادلة فى كل الساحات وفى كل المجالات النضالية ، رحلت المناضلة والقائدة والكادر والمتطوعة والفدائية والممرضة والانسانة سيدة النشاط وشعلة العمل والاجتهاد والابداع وساهمت فى تأسيس جمعية الهلال الاحمر الفلسطيني.
رحلت المرأة الفلسطينية الزاهدة فلم تغرها الحياة وزينتها ولم يسجل عليها انها كانت عبئا على احد ولم تستغل يوما اسم اخيها ابو عمار فى أي شيء .
اننا اليوم نوجه التحية لروح المناضلة خديجة الحسيني ومن خلالها لكل امرأة فلسطينية مناضلة على امتداد الوطن والشتات والمنافي وداخل الجليل والمثلث والنقب والقدس الشريف لتحتذي بهذه المناضلة العظيمة
فالمرأة الفلسطينية اليوم تشكل بنضالها وعطائها امتدادا لنضال الحركة النسائية الفلسطينية منذ مطلع القرن العشرين من خلال تأسيس العديد من الجمعيات النسوية وكان من المؤسسات الى جانب خديجه الحسيني طرب عبد الهادى وذكيه البديري ووحيده الخالدي ونعمه العلمي وسرعان ما أصبحت هذه الجمعيات ذات برامج واضحة وحياة تنظيمية وانتخابات للأطر القيادية القائمة عليها
كما شكلت الحركة النسائية الفلسطينية العديد من اللجان التى عمت جميع مدن فلسطين وأخذت تصدر المنشورات والبلاغات كما اندمجت الحركة النسوية فى الحركة الوطنية الثورية المسلحة وساهمت فى جمع السلاح لثورة عام35 – 36 بجمع التبرعات وتوفير المؤن والماء للثوار وعائلاتهم وسقط الكثير من الشهيدات كان فى مقدمتهن الشهيدة فاطمة ابو غزال شهيدة معركة قرية عزون قرب اللد يوم 26-6-36م
ومع قيام م-ت-ف شاركت المرأة الفلسطينية فى مؤسساتها وأجهزتها وتمثلت فى المجلس الوطني الفلسطيني منذ دورته الأولى وفى جميع دوراته المتتالية كما ضم المجلس المركزي للمنظمة ممثلة عن الاتحاد العام للمراة الفلسطينية
والى جانب ذلك ساهمت المرأة الفلسطينية بشكل مباشر فى الثورة الفلسطينية وبلغت نسبة من يعملن فى منظمات المقاومة 51 فى المائة كما دخلت المرأة الفلسطينية ميدان النشاط النقابي العمالي كاتحاد عمال الخياطة ونقابة الممرضين والممرضات ونقابة التعليم الخاص ونقابة الغزل والنسيج ونقابة العاملين فى النقل الجوى والسياحة ونقابة الخدمات الصحية ،كما أثبتت المرأة وجودها فى عدد كبير من المهن فكانت الطبيبة والمهندسة والمحامية الى جانب عملها فى حقل الإعلام .
ان نساء فلسطين ومن بينهم المناضلة خديجة عرفات القدوة الحسيني اللواتي حملن قضية الوطن هما رئيسيا لهن منذ مطلع القرن الماضي وخضن معترك الحياة النضالية بحلوها ومرها استطعن ان يجدن وسيلة التواصل بين نضالهن فى الخارج ونضالهن فى الداخل رغم كل المعيقات والعراقيل والظروف الدقيقة والخطيرة التى كانت نساؤنا تعيشها فى الداخل فى ظل احتلال بغيض استهدف النيل من الإنسان الفلسطيني وتهجيره من أرضه وشطب وجوده الجغرافي والسياسي فكان الدور الرائد للاتحاد واللجان النسوية داخل الوطن فى الاستمرار فى النضال وإيصال صوت المرأة الفلسطينية الى العالم عبر المؤتمرات والندوات الدولية التى كانت تشارك فيه .
رحلت الانسانة الصبورة رغم الالم المعطاءة لشعبها ولبنات شعبها بلا حدود رحلت مؤسسة جمعية القدس للتنمية الاجتماعية فى القاهرة ليمتد عطاء الجمعية ونشاطها الى الوطن هذه المؤسسة التي استوعبت العديد من بنات شعبنا فى المبنى المقام فى منطقة المشتل والذي شهد تاسيس المشاغل والخياطة والتطريز والمشغولات اليدوية والاكلات الشعبية والصوف والملابس الشتوية لقوى الامن والشرطة الفلسطينية وشراشف المستشفيات لوزارة الصحة وكان صرحا عظيما وقد اصبح اليوم خاويا حزينا بلا روح .
افنت الشهيدة الراحلة الكبيرة عمرها فى خدمة القضية الفلسطينية لتكون نموذجا لعطاء بلا حدود ولتبقى كرمزلنضال المرأة الفلسطينية المناضلة الى جانب اخيها الرجل وفى كل الميادين من اجل اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف الذي استشهد فى سبيل تحقيقها العديد من ابناء شعبنا وعلى راسهم الشهيد الخالد ياسر عرفات .
واليوم نقف بكل اجلال لروح الفقيدة الغالية خديجة عرفات ونوجه التحية للمراة الفلسطينية مكافحة ومناضلة وزوجة واخت وابنة ومبدعة من امثال فدوى طوقان وسميره عزام واقبال بركه ولينا بدر وغيرهن اآلاف
رحم الله الفقيدة الغالية واسكنها فسيح جناته
التحية لارواح شهداء وشهيدات شعبنا فى كل مكان
والتحية لاسرانا واسيراتنا الماجدات
والشفاء العاجل لجرحانا الاحبة ، وانها لثورة حتى النصر .