الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/25
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

عرض وقراءة كتاب توظيف الأدب الصهيوني التحريضي في أدب الأطفال‏ للدكتور إبراهيم شاهين

تاريخ النشر : 2018-08-04
عرض وقراءة كتاب توظيف الأدب الصهيوني التحريضي في أدب الأطفال‏ للدكتور إبراهيم شاهين
عرض وقراءة كتاب توظيف الأدب الصهيوني التحريضي في أدب الأطفال‏ للدكتور إبراهيم شاهين .
الأستاذة رنيم موسى شعبان
مؤسسة عيون على التراث
غزة – فلسطين
إن هذا الكتاب بمثابة مشروع أمام الباحثين يفتح لهم أفاقًا جديدةً في النقد الأدبي كانوا مقصرين عنها، وهي دراسة الأدبي الصهيوني من خلال كونه أدبي تحريضي.
بالإضافة إلى أنه يهيأ لنا مصدرًا مهمًا من مصادر نقد الأدب الصهيوني، وخاصة الجانب التحريضي في أدب الأطفال، فهو يظهر لنا جوانب مهمة قد غابت عن الدارس العربي للأدب الصهيوني.
ويقوم هذا الكتاب على دراسة ونقد الأدب الصهيوني من خلال اتجاهاته ومنهجه وذكر نماذج عليه، وذلك خلال فترة زمنية تبدأ مع نشأة الحركة الصهيونية في نهاية القرن التاسع عشر إلى الثمانينيات من القرن العشرين، فالدكتور إبراهيم عياد هنا يحاول أن يظهر للقارئ مدى حربائية الأدب الصهيوني، وكيف أنه أدب قائم على فكرة تبني الحركة الصهيونية والفكر الصهيوني.
فالدكتور إبراهيم يرى أن دراسة أدب أي دولة هو بمثابة دراسة وثيقة ذات أهمية لا تقل عن الوثائق السياسية والعسكرية والاقتصادية، مُشيرًا إلى كون الأجهزة الصهيوني قد أخذت هذا الجانب بعين الاعتبار، وقد خصصت مراكز ومؤسسات لدراسة وترجمة ونشر كثير من نصوص الأدب العربي، في الوقت الذي انشغل العرب فيه بدراسة الواقع السياسي والاقتصادي والعسكري للحركة الصهيونية والاحتلال الصهيوني، دون الالتفات للأدب الصهيوني.
ثم نجد الدكتور إبراهيم يوضح الهدف الرئيس الذي دفعه للقيام بهذه الدراسة، فكان من أهم تلك الأهداف وفي مقدمتها: افتقار النقد الأدبي العربي للدراسات التي تتناول الأدب الصهيوني بصورة عميقة من خلال النظر إلى الجوانب المهمة من هذا الأدب وهو كيف يصور الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، مشيرًا إلى أن النقد العربي كان ولازال يدرس الأدب الصهيوني من خلال التناقضات الداخلية دون النظر إلى القضية الجوهرية " الصراع الصهيوني الفلسطيني"، والدافع أو الهدف الثاني هو قلة الدراسات النقدية العربية التي تدرس العملية التحريضية التي يركز عليها الأدب الصهيوني، وكيف أن هذا الأدب يعد أول إرهاصات التعصب حيث نشأ مع نشأة الحركة الصهيونية، وقد حمل أفكارها ومعتقداتها، مظهرًا لنا أن هذا النوع من الأدب بعيدًا كل البعد عن الجوانب الإنسانية، وأنه يختلف عن أي أدب آخر، فالأدب يحاول دائمًا تغيير الحياة الإنسانية نحو الأفضل، لكن هذا التغيير مفقود في مثل الأدب الصهيوني.
وقبل أن يخوض الدكتور شاهين في عملية التحليل، والنقد لمجموعة من الأعمال الأدبية لكتاب صهاينة، نجده قد وضع لنفسه مجموعة من المحاذير التي حاول أن لا يقع فيها لكي لا تخرج دراسته عن الموضوعية، وتنزلق نحو التعصب ومن تلك المحاذير:

1. الحذر من الانزلاق إلى موقف التعصب واللا موضوعية
2. الحذر من السقوط في التفسيرات السهلة التي تظهر الأدب الصهيوني وكأنه يحاول أن يهدم فكرة الصهيونية
3. الحذر من الاعتقاد بوجود معارضة فكرية للحركة الصهيونية، وأن هذه المعارضة ليس لها علاقة بالبحث الموضوعي.
4. الحذر من تصديق بعض الكُتاب ومعادتهم للصهيونية، ونقدهم خرافاتها وتقاليدها؛ لأن هذا النقد لا يعني بالضرورة رفض فكرة الصهيونية.
ويشير كذلك إلى كون هذه الدراسة لم تقتصر على كُتاب الأدب الصهيوني في الداخل، بل تتناول الكُتاب في الخارج؛ لأن الدراسة لا تفرق ما بين كاتب صهيوني في الداخل أو آخر في الخارج.
ويعطي الدكتور شاهين أمثلة لكُتاب صهاينة حملوا الفكر التحريضي في كتابتهم، لكن بصورة لا تظهر للقارئ بشكل جلي من هؤلاء الكتاب، الكاتب كافكا، حيث يحلل رموزه وأفكاره التي يظهر من خلالها أنه معادي للصهيونية، رغم كونه أول المنادين بها، ويظهر ذلك من خلال الرسائل التي كان يتبادلها مع خطيبته عن اقتراب موعد الذهاب إلى فلسطين.
والمثال الثاني تناول فيه إظهار مدى تعصب الكاتب سينجير، وكيف أنه كان يظهر بالمواقف الإنسانية، رغم رفضه، وتعصبه بأن لا تترجم أعماله الأدبية إلى لغات أخرى لكي تقرأ باللغة "اليديشية" وهي لغة يهود أوروبا القديمة، بالإضافة إلى عرضه كيف توطأ النازيون مع الحركة الصهيونية، لإجبار الفقراء على الهجرة إلى فلسطين.
ثم يتبع الدكتور أسلوب السؤال والإجابة عليه، عند عرض الموضوعات التي يريد أن يناقشها داخل الكتاب، فطرح ثلاث أسئلة تتناول فكرة الاتجاه الأدبي الذي يمكن من خلاله دراسة الأدب الصهيوني، وقد اتضح له أن الأدب الصهيوني لا يمكن اقتصاره على اتجاه أدبي كما الآداب الأخرى، كما أنه لا يمكن دراسته وفق الاتجاه المقاوم للأدب، والخطر الذي قد يحدثه دراسة هذا الأدب وفق الاتجاه التاريخي.
فالدكتور شاهين يرى بأن الأدب الصهيوني هو نتاج من مجموعة دول، لهذا فهو لا يحتفظ بلون معين أو اتجاه معين، ولهذا لا يمكن أن يطبق عليه الاتجاه التاريخي، بالإضافة إلى كونه أدب منغلق على نفسه لهذا لا يمكن دراسته وفق الاتجاهات الأدبية المعروفة، كما أنه يرى ضرورة التفرقة بين الصهيونية والمقاومة، وبين صاحب الحق والمغتصب، لهذا فإن الأدب الصهيوني لا يمكن أن يدرس وفق المنهج المقاوم كونه لا يحمل منهج المقاومة بل يحمل منهج الاستيلاء على الأرض.
ثم يأتي تقسيم الكتاب إلى فصول، وهي على النحو الآتي:

1. اتجاهات الأدب الصهيوني من عقدة الاضطهاد إلى وهم التفوق.
2. الشعر الصهيوني وحرب أكتوبر.
3. الأدب الصهيوني في عيون العرب (يتناول فيه الدراسات النقدية التي درست الأدب الصهيوني، وفي طليعتها دراسة غسان كنفاني ).
فرانز كافكا وتوظيف الأدب (يتناول فيها كتابات كافكا الأدبية، ويظهر مدى صهيونيته)
توظيف كتب ومسلسلات وقصص الأطفال لأغراض الدعاية الصهيونية.
يهود الشتات، والعذاب اليهودي، يتناول هنا كيف يذكر الكاتب لعوز فكرة الشتات والعذاب داخل روايته الأربع.
الأدب الصهيوني والحرب والأحداث، يوضح مدى تأثر الأدب الصهيوني بالأحداث السياسية والعسكرية والاقتصادية التي تسود مجتمع العدو الصهيوني.
الملاحظات على الكتاب:

1. عرض الدكتور إبراهيم خلال المقدمة لعدد من المواضيع والأفكار المهمة ، فالمقدمة لم تقتصر على عرض الأهداف والمنهج.
2. ذكر عدد من الأمثلة التي توضح مدى عنصرية الأدب الصهيوني وتعصبه للحركة الصهيونية.
3. ذكر المناهج والاتجاهات التي يمكن من خلالها دراسة الأدب الصهيوني.
4. يقوم هذا الكتاب على نظام طرح سؤال والإجابة عليه، مما يسهل على القارئ الفكرة التي يدور حولها الموضوع.
5. الاستشهاد بالآيات القرآنية بصورة كبيرة.
6. التركيز بشكل كبير على كون هذا الكيان ما هو إلا نتاج تجمع عدد كبير من الصهاينة من دول مختلفة.

وفي النهاية، آمال أن يكون هذا الكتاب بمثابة مقدمة أمام الباحثين للغوص في أعماق الأدبي الصهيوني، والتركيز عليه كوثيقة أدبية يمكن من خلاله الوصول إلى فكرة الحركة الصهيونية.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف