النهضة العُمانية وثوابت السلطنة
د.كريم فرمان
من لا يتابع بدقة سياسات ومواقف سلطنة عُمان أزاء القضايا العربية والأقليمية والدولية ربما ينصرف ذهنه الى ان مرتكزات هذه السياسة تتسم بالجمود او البطيء في اتخاذ القرارات او الرد على المتطلبات الجيوسياسية في المنطقة والأقليم ..
الا ان الواقع يؤشر الى عكس ذلك تماما فالسياسة العُمانية الخارجية والتي صاغ أسسها السلطان قابوس بن سعيد ترتكز الى مبادىء ثابتة تمتاز بالرسوخ والمرونة وعدم الجمود وهي في الحقيقة أن بعض من جوانبها انعكاس سيكولوجي لبعض ملامح الشخصية العُمانية المرتكزة الى أرث عُمان التأريخي من كونها بقيت دولة بل قل امبراطورية في التاريخ واكتسبت من هذا العمق التاريخي اصالة تقاليدها ورسوخ جذورها القائمة على التأني والتبصر في الأمور مما أكسب نهج السلطنة في أسلوب التعاطي مع المتغيرات تقدير واعجاب الباحثين والمراقبين للشأن السياسي العماني .
ومن سمات هذه السياسة ومزاياها ومثلما يقول بعض منظري السياسة الخارجية وكتابها ان السياسة الخارجية لأية دولة انما هي انعكاس للبيئة الداخلية فهذه البيئة العُمانية وعناصر تشكلها منذ النهضة المباركة التي قادها جلالة السلطان قابوس منذ عام 1970م قامت على اهمية المحافظة على الأستقرار السياسي وأستدامة التنمية الشاملة في جميع جوانب الحياة الأقتصادية والأجتماعية والثقافية بما ضمن احداث فرق هائل ومحسوس من طرف المواطن العُماني وظل هدف صانع القرار في عُمان هو انتهاج مواقف سياسية خارجية من شأنها ان تنعكس ايجابا على المحيط الداخلي مع عدم تجاهل المتغيرات الدولية والأقليمية والتناغم معها بسلاسة ودونما تطرف او تشنج فاصبحت مسقط عاصمة للحوار البناء والبحث عن الحلول السلمية للمشكلات والتصدي للتحديات باسلوب الحكمة العُمانية المتوارثة في التأني والتدرج في اتخاذ المواقف والأبتعاد عن الضجيج والمواقف الاستعراضية ويستطيع الباحث الأستدلال بسهولة على صحة تلك المواقف عبر التدقيق في مفردات السياسة الخارجية العُمانية من قضايا عربية واقليمية عديدة اثبتت الوقائع مدى صحتها وصوابيتها .
ربما هنالك من يطلب درجة أسرع في متابعة السلطنة لردود افعالها نحو المنعطفات الاقليمية والمتغيرات ؟ وهذا صحيح جدا لكن الواقع يكشف لنا دوما ان السلطنة ليست بطيئة في ردودها او أنها تتجاهل تلك المتغيرات المتسارعة في المنطقة انما هي تفضل العمل بهدوء وتقوم بأتصالاتها الخارجية مع جميع الأطراف الفاعلة وترتب اوراقها بمنهجية بعيدة عن ضجيج التصريحات والإعلام حيث أن العبرة هي في النتائج المتحققة على ارض الواقع وليس في استعراض المواقف وردود الافعال عبر اجهزة الإعلام والفضائيات.
عُمان تبني للمستقبل بثقة وطيدة بعيدا عن البروغندا الإعلامية لأن المستقبل يتشكل من حصيلة قرارات الحاضر ومشاريعه وخططه ولذلك فقد ابتعدت عُمان عن الوقوع في جاذبية المواقف الدعائية لأنها تسعى الى تحقيق اكبر قدر من الأستقرار والأنجاز في بيئتها الداخلية ومحيطها بحيث نجحت في أرساء تقاليد معتبرة في السياسة والحكم تنبع من فكر السلطان قابوس في احداث نهضة عُمانية عصرية لا تنفصم عن العمق التاريخي لعُمان العربي والإسلامي كما أن القيادة السياسية العُمانية ليس لديها اي هاجس من الخشية من المستقبل السياسي للسلطنة فهي دولة تضرب جذورها الممتدة في عقل ووجدان الشعب العُماني الأصيل ولكون الأسرة البوسعيدية الحاكمة قد اكتسبت شرعيتها بثبات من الماضي المجيد والحاضر السعيد للشعب العماني والذي تعتبره مؤسسات دولية محترمة لقياس مؤشرات السعادة والأمان من بين اسعد الشعوب في المنطقة .
ولعل من المفيد هنا التأكيد بأن كل الوقائع القريبة تؤكد على صحة مواقف السلطنة في محيطها العربي والأقليمي مما جعل لها مكانة محترمة ومتفردة في كيفية صنع قراراتها وتدبير شؤونها الداخلية والخارجية بفطنة عُمانية وقابلية على التفاعل الهادىء مع المتغيرات وثبت ان النظام السياسي في السلطنة يمتاز بالحيوية والمرونة والتفاعل مع الشؤون الدولية والأقليمية بأفق واسع ورؤية جديرة بالدراسة والتمحيص من قبل الباحثين وكتاب السياسة . وفي ذكرى النهضة العمانية المباركة الثامنة والأربعين أزجي لشعب عُمان تهنئة من القلب.
وحفظ الله عُمان وسلطانها من كل غوائل الدهر
د.كريم فرمان
من لا يتابع بدقة سياسات ومواقف سلطنة عُمان أزاء القضايا العربية والأقليمية والدولية ربما ينصرف ذهنه الى ان مرتكزات هذه السياسة تتسم بالجمود او البطيء في اتخاذ القرارات او الرد على المتطلبات الجيوسياسية في المنطقة والأقليم ..
الا ان الواقع يؤشر الى عكس ذلك تماما فالسياسة العُمانية الخارجية والتي صاغ أسسها السلطان قابوس بن سعيد ترتكز الى مبادىء ثابتة تمتاز بالرسوخ والمرونة وعدم الجمود وهي في الحقيقة أن بعض من جوانبها انعكاس سيكولوجي لبعض ملامح الشخصية العُمانية المرتكزة الى أرث عُمان التأريخي من كونها بقيت دولة بل قل امبراطورية في التاريخ واكتسبت من هذا العمق التاريخي اصالة تقاليدها ورسوخ جذورها القائمة على التأني والتبصر في الأمور مما أكسب نهج السلطنة في أسلوب التعاطي مع المتغيرات تقدير واعجاب الباحثين والمراقبين للشأن السياسي العماني .
ومن سمات هذه السياسة ومزاياها ومثلما يقول بعض منظري السياسة الخارجية وكتابها ان السياسة الخارجية لأية دولة انما هي انعكاس للبيئة الداخلية فهذه البيئة العُمانية وعناصر تشكلها منذ النهضة المباركة التي قادها جلالة السلطان قابوس منذ عام 1970م قامت على اهمية المحافظة على الأستقرار السياسي وأستدامة التنمية الشاملة في جميع جوانب الحياة الأقتصادية والأجتماعية والثقافية بما ضمن احداث فرق هائل ومحسوس من طرف المواطن العُماني وظل هدف صانع القرار في عُمان هو انتهاج مواقف سياسية خارجية من شأنها ان تنعكس ايجابا على المحيط الداخلي مع عدم تجاهل المتغيرات الدولية والأقليمية والتناغم معها بسلاسة ودونما تطرف او تشنج فاصبحت مسقط عاصمة للحوار البناء والبحث عن الحلول السلمية للمشكلات والتصدي للتحديات باسلوب الحكمة العُمانية المتوارثة في التأني والتدرج في اتخاذ المواقف والأبتعاد عن الضجيج والمواقف الاستعراضية ويستطيع الباحث الأستدلال بسهولة على صحة تلك المواقف عبر التدقيق في مفردات السياسة الخارجية العُمانية من قضايا عربية واقليمية عديدة اثبتت الوقائع مدى صحتها وصوابيتها .
ربما هنالك من يطلب درجة أسرع في متابعة السلطنة لردود افعالها نحو المنعطفات الاقليمية والمتغيرات ؟ وهذا صحيح جدا لكن الواقع يكشف لنا دوما ان السلطنة ليست بطيئة في ردودها او أنها تتجاهل تلك المتغيرات المتسارعة في المنطقة انما هي تفضل العمل بهدوء وتقوم بأتصالاتها الخارجية مع جميع الأطراف الفاعلة وترتب اوراقها بمنهجية بعيدة عن ضجيج التصريحات والإعلام حيث أن العبرة هي في النتائج المتحققة على ارض الواقع وليس في استعراض المواقف وردود الافعال عبر اجهزة الإعلام والفضائيات.
عُمان تبني للمستقبل بثقة وطيدة بعيدا عن البروغندا الإعلامية لأن المستقبل يتشكل من حصيلة قرارات الحاضر ومشاريعه وخططه ولذلك فقد ابتعدت عُمان عن الوقوع في جاذبية المواقف الدعائية لأنها تسعى الى تحقيق اكبر قدر من الأستقرار والأنجاز في بيئتها الداخلية ومحيطها بحيث نجحت في أرساء تقاليد معتبرة في السياسة والحكم تنبع من فكر السلطان قابوس في احداث نهضة عُمانية عصرية لا تنفصم عن العمق التاريخي لعُمان العربي والإسلامي كما أن القيادة السياسية العُمانية ليس لديها اي هاجس من الخشية من المستقبل السياسي للسلطنة فهي دولة تضرب جذورها الممتدة في عقل ووجدان الشعب العُماني الأصيل ولكون الأسرة البوسعيدية الحاكمة قد اكتسبت شرعيتها بثبات من الماضي المجيد والحاضر السعيد للشعب العماني والذي تعتبره مؤسسات دولية محترمة لقياس مؤشرات السعادة والأمان من بين اسعد الشعوب في المنطقة .
ولعل من المفيد هنا التأكيد بأن كل الوقائع القريبة تؤكد على صحة مواقف السلطنة في محيطها العربي والأقليمي مما جعل لها مكانة محترمة ومتفردة في كيفية صنع قراراتها وتدبير شؤونها الداخلية والخارجية بفطنة عُمانية وقابلية على التفاعل الهادىء مع المتغيرات وثبت ان النظام السياسي في السلطنة يمتاز بالحيوية والمرونة والتفاعل مع الشؤون الدولية والأقليمية بأفق واسع ورؤية جديرة بالدراسة والتمحيص من قبل الباحثين وكتاب السياسة . وفي ذكرى النهضة العمانية المباركة الثامنة والأربعين أزجي لشعب عُمان تهنئة من القلب.
وحفظ الله عُمان وسلطانها من كل غوائل الدهر