الأخبار
سرايا القدس تستهدف تجمعاً لجنود الاحتلال بمحيط مستشفى الشفاءقرار تجنيد يهود (الحريديم) يشعل أزمة بإسرائيلطالع التشكيل الوزاري الجديد لحكومة محمد مصطفىمحمد مصطفى يقدم برنامج عمل حكومته للرئيس عباسماذا قال نتنياهو عن مصير قيادة حماس بغزة؟"قطاع غزة على شفا مجاعة من صنع الإنسان" مؤسسة بريطانية تطالب بإنقاذ غزةأخر تطورات العملية العسكرية بمستشفى الشفاء .. الاحتلال ينفذ إعدامات ميدانية لـ 200 فلسطينيما هي الخطة التي تعمل عليها حكومة الاحتلال لاجتياح رفح؟علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024برلمانيون بريطانيون يطالبون بوقف توريد الأسلحة إلى إسرائيلالصحة تناشد الفلسطينيين بعدم التواجد عند دوار الكويتي والنابلسيالمنسق الأممي للسلام في الشرق الأوسط: لا غنى عن (أونروا) للوصل للاستقرار الإقليميمقررة الأمم المتحدة تتعرضت للتهديد خلال إعدادها تقرير يثبت أن إسرائيل ترتكبت جرائم حربجيش الاحتلال يشن حملة اعتقالات بمدن الضفةتركيا تكشف حقيقة توفيرها عتاد عسكري لإسرائيل
2024/3/29
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

ثرثرة على رصيف الوجع بقلم بويا أحمد عبدالخالق

تاريخ النشر : 2018-07-23
ثرثرة على رصيف الوجع  بقلم بويا أحمد عبدالخالق
ثرثرة على رصيف الوجع

 
للأرض الطيبة لسان محاصر بين جدار الشفتين

للسماء المستبدة عيون بلورية ومدار سرمدي  

بعض من الثلج الأبيض يتساقط، مرهقا، على صدر شمس مثخنة كحمرة الطمي

للجبال التي تحد بين المنفى والألم الأزلي...................، ورق ممزق الأوصال وأنامل مبتورة

أما أنا..................، فلي جسد تقطعت أطرافه مثل قطع الشطرنج

 ولي قدمين غارقتين في وحل الوجع

شراييني مثقلة بدماء غارقة في الدمع

لم أعد أشعر بالأنين إذ يمر بين المسام وبين العظام

حتى الأحلام..............، أحلامي الصغيرة تسرب إليها وهن العجائز مشوبا بقليل من الفزع

**********

ممتطيا ظهر دفاتري الفارغة...............، أحلق على مسافة غيمة باكية

ربما تمطر شهبا ونجوما ونيازك قرمزية

كان لي ورق أبيض وبضعة أقلام جافة ،

وكان لي حبر أسحبه من هدير الرياح العاتية

كنت أختبئ كأي لاجئ شعري خلف الكلمات المتمردة والقصائد العنترية

أسترق السمع لرجع الثرى إذ يتسربل في ترانيم شحرورة

أتجسس على آهات الأعاصير الراكدة ...........،

أقف على أصابعي فوق فوهة الهاوية

حينها................، قررت أن  أرفع اليراع ذات ليلة باردة

أمام الملأ..............، وفي وجه محفل رسمي للدناصير المغمورة

 قررت أن أستل حسام لغتي من غمده المرمري

أن أشحذ الحرف بالملح والزيت الساخن

عساني أسترد بعضا من كرامة الشعر

  عساني أجهز على ما تبقى من الذعر والهلع

***********

على سفح جرح غائر

على تلة موشومة بحفيف اللظى و بكاء الشمع ،

لازالت الشحرورة تشدو تراتيلا قدسية وتصدح ببضع ترانيم

تحكي عن مخالب اقتلعها الغرباء منذ آلاف السنين.......... وعن أسرار الأبدية

تروي للناس كيف مزعوا ريش جناحيها............ ثم قلموا أظافرها مثلما فعلوا مع العذراء

في أمسية للعاشقين والسكارى و الحاكمين والغوغاء

ومثلما فعلوا بحمامة شريدة ومكسورة ،

مزقوا أهداب عينيها الأسيلتين ،

حتى لم تعد ترى غير حلكة الغمام المسجى في كفن العبث

*********

عجيبة قصة تلك الشحرورة .......... ، فهي على سجيتها وهي جد معذورة

ظنت أن الهروب من سجن الضباب .............. إلى حيث تحكم لغة السراب

ربما ينجيها من هلاك وشيك

ربما يخلصها من هذا الأسى الجاثم على جفون الوطن وعلى قفصه الصدري

أو ربما يحرر أحشاءها من سجن الظلام ومن قيود الكلام

فتتسربل الحكايات من شفتيها رذاذا طاهرا على البساتين الغجرية

ظلت المسكينة هنالك تحكي عن جفاف القلوب اليابسة

عن موت الندى على حافة الينابيع اليائسة

وعن صخب يسود وطنا أصم وأبكم

عن شحوب الخريف إذ يحجب الرؤيا عن عيون السماء

وحتى عن الصمت حين يصبح حاكما بأمره الذي لايرد ولايرد

فربما تحقق ذات حلم مفقود في حلكة المتاهات ................،

بعض من بعض اللاشيء القليل جدا  

***********

أيها الراقدون تحت ركام من الرمل وتحت سدنة التراب

سوف أحيك ثوبا سندسيا لحروفي الجائعة

وأخلط ألوانه بثرثرة البوم و بصيحات البجع

 عساكم تفهموا رجع كلماتي وهي تندس بين رميمكم

سوف أبيع قصائدي في المعارض وحتى في الأسواق الأسبوعية

مثلما يبيع "الحكواتي" أحاجيه المأثورة

ربما أسد رمقي الشعري بحفنة من خرافات لبعض المستبدين

أوحتى بحكايات عن مآل الجشع

***********

لم أكن لأرضى بغير لغة تمتح من بؤر البؤس والعذاب

حين أجبرني الطغاة على الاختيار بين معترك النفي أو حرية الانسحاب

ذات صباح، وأنا أتحفز لأم المعارك ،

إذ لا أزال أحلم فقط ، ببن معتق على نغمة ناي ورباب

 ببضع أقلام رصاص وأوراق أرسم على ديدنها ما تبقى من بطولتي

عساني أخط بحوافر المداد المصفى............... بذرة نور في صدر كتاب

**********

أرفل في وشاح نسجته ذات "نضال" من أجل "حرية " جردوها من الثياب

عازما بالرحيل على آثار كلمات مذعورة

أهرب مثل اللاجئين المقدسين الأبرياء ،

 نحو منفى للفراشات الملونة أو نحو ملجأ للقوافي والأبيات الثائرة

بالندى المتسربل على خد حمامة تسافر فوق شهاب

بالمدى يصدح كل صباح بأغنيات شعبية

أكسر أغلال الوطن وأحطم قيود أصفاده الثقيلة

أدفع بأناملي الرقيقة والمتعبة ........أدفع العواصف نحو معبر الباب

أمنح جميع الأطفال الموتى علب "شوكولاتة" محشوة بعبير البندق والفستق

أهديهم ، في ليلة عاشوراء ، بعض الدمى مفقوءة العينين  

ثم أحكي لهم عن بطولة حرف هاجر من وطن محاصر

مثلما تفعل كل العصافير بين غصن حكاية و جذع خرافة وجذر أسطورة

*********

في هذا الصباح الندي.......... بللت وجهي برذاذ سخي

ومضيت أتعثر في خطوات مقهورة :

"مثل فارس خشبي يمتطي صهوة الذكريات

أعيش متجولا أو متخفيا بين أرجاء الغابات وبين لجة المحيطات

فبالغد القريب......................،

كانت الغربان والأفاعي تغار جدا من غنائي

فتسلل الليل  البارد نحو دفء الوريد العطشان ،

 حتى يسرق حباله الوترية................. ثم يسطو على ألفي وبائي

تسلل الديجور إلى عش القصيدة المزخرفة بالماس ثم لغمها بحزمة متفجرات

فاحترقت كل الأشجار والمعاني

 و تفحمت الكلمات المتمردة مثل الفيافي الخضراء

 وتصلبت بين شراييني كل القوافي المغمورة

؟؟؟؟

منذ آلاف السنين وأنا أحاول أن أثور مثل اللقالق أو مثل طائر الكركي

أبحث عن مرفأ أو نيزك بحري...............،

 أترقب من فوق منارته سطوة الموج على مرساه الآمن  

أحصي فيه عدد الضحايا بالملايين

وأبطل مفعول الألغام الغاشية من بؤر الثرى ومن حجر القافية

أبعث لغة ضد سطوة الضاد

 أعيد صياغة الحب والنوى على ركح كلمات محفورة

                                                    ************      

أنا أشبه "طائر السمان"................، له وطن مائي مثل السلسبيل

أو فلنقل أنا مجرد عابر سبيل

أصدح بالأحاجي والألغاز وببضع أشعار مهجورة

أدعو معشر الحروف العصية إلى منطق الأبجدية

عاشق أنا لأشجار الصنوبر وزهرة " آركان " البرية

أذوب مثل عسل" الدغموس" في كل معنى تائه وفي كل فجوة لغوية

إذ كان لي قلب يخفق ملء النبضات

***********

علمت أخيرا....................، ولكن بعد موتي ببضع ساعات

أن مناجل الحكم التي تجهز على أعناق الحروف الغاضبة

كانت تكره رقصة النحل بين أطياف المروج

كانت توئد الفراشات وهي بعد في بواثقها

؟؟؟؟؟

فحررت جميع كلماتي الحرة من براثن القمع

علمتها كيف تغرد خارج السرب وكيف تراقص العصيان

جعلت من ذراعي جذورا للرمان

وعلى كفي وأناملي زرعت شجرا للغضب وللدخان

من اليوم فصاعدا...............، لن تعيدوني إلى صف الرعية

فأنا أكره موازينكم القمعية

************

لن تقتلعوا من الصفصاف جذوره

أصرت سلطة المناجل على خصي الربيع قبل فطامه

وعلى عزل الثرى الأحمر عن قمحه

أمعنت في زرع حبوب لمنع الحلم

ثم جففت كل الينابيع التي كانت تسقي بذوره

***********

" أيها العندليب المتمرد، تجمعنا غربة الشجو على وطن مسروق

فلنحرر إذن أصواتنا من دهاليز الذعر والارتياب

ولنعتق رقاب الكلمات والحروف الآسنة من داخل كينونة العقل ".

هكذا غنت،ذات صباح بارد ، عصفورة مقهورة

************

أرخى الغصن الظمآن دمعا حارقا من مقلتيه

وأجهش اليراع بحبر سري يتدفق منه وعليه

للأرض ثغر محرر من معناه

قرروا ، فجأة، تكميم شفتيه

للسماء صدر رحب...........لكن قد لا نراه

للموج الثائر على نفسه................. نفس خصائص المحيط

أما وجعي القزحي.................... أنا السمان الشجي ،

 فلازال لاجئا عند ثغور الخوف  

 ولازالت دفاتري تأوي بضع ترانيم شعر مدحورة

سأعب هنالك نخب الجموح والغي الساكن في أضلاعي

خمرا معتقا بفيض من غيض البكاء

آكل قمحا أرجوانيا معجونا بدم الشهداء

وأعصر فاكهة استوائية على ما تبقى من الكبرياء

أمنح للضباب المتحكم في بوصلتي فرصته الأخيرة

أمنح مخيلتي وقتا كافيا حتى تستعيد ذاكرة النسيان

؟؟؟؟؟

ثم أهديها حليبا فاترا مع شاي أسود مثل لغتي البيضاء

مثلما يعب النهر من معين مرساه

أو مثلما اشربه كل ليلة مشوبا بطمي المياه

عساني أسقي بخريره ما تبقى من جذوري المكسورة

بقلم بويا أحمد عبدالخالق
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف