الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/24
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

العادات والتقاليد إلى أين..؟ بقلم عزة عامر

تاريخ النشر : 2018-07-22
كتبت – عزة عامر

العادات والتقاليد إلى أين...؟

هل نحيا فى مجتمع يدين بالإسلام حقا بكل ما جاء فيه من مباحات ومحظورات والتى ننعم فى ظلها بالحرية والأمان والسلام وراحة البال أم لنا رأي آخر في أنفسنا لنشقيها وفى حياتنا لتزداد تعقيدا؟
وهل الإنسان خلق لعبادة الله وإحياء تعاليم الدين وعمارة الأرض أم العكس؟ وهل سألنا أنفسنا يوما ما هل نحن ملتزمون بشرع الله حقا أم نأخذ البعض ونترك البعض الآخر؟ وهل فعلا نحيا بسنن رسولنا الكريم أم لنا سنن أخرى وضعناها بأنفسنا؟
أعلم أنه ربما يحدث بعض التشويش لدى القارئ منذ الوهلة الأولى، لكن حينما يدقق النظر ويقرأ هذه السطور بعقله الواعي، ربما تتغير الصورة، لكن هل ستتغير للأسوأ أم للأفضل فهذا متروك له وحده ليحدده حسب قرائته وفهمه.
مما لا شك فيه إننا نرى المجتمع يكيل بمكيالين فى تعاملاته مع الدين فتارة نرى أنه يغلّب الدين، وتارة أخرى يغلّب العادات والتقاليد، والأمثلة على ذلك كثيرة فعلى سبيل المثال لا الحصر: التفرقة بين الرجل والمرأة واعتبار المرأة مواطنة من الدرجة الثانية فى عملها ولن أبالغ إذا قلت فى بيتها أيضا فنجد أن المرأة لزاما عليها خدمة زوجها فى حين أنه فى الإسلام ليس فرضا عليها، بل هى تفعل ذلك متطوعة راحة لزوجها وأولادها فأصبح مع مرور الزمن فرضا عليها يلزمها به الجميع سواء أن كانت ربة منزل أو عاملة ولاتندهش إذا قلنا إنه ربما تطرد من بيتها لهذا السبب.
حتى حق المرأة فى الميراث الشرعي لم يسلم من العادات والتقاليد فأعتقد أنه لا يخفى على أحد أنه في الكثير من الحالات تسطو الغالبية على حق المرأة إما بحجة أنها قاصر أو متزوجة من رجل غنى وليست محتاجة، فيجدوا في ذلك ذريعة ليعطوها القليل من حقها أو يصبح حقها ديونا معدومة.
وفي الزواج نجد أن المرأة في كثير من الأحيان لا تأخذ حقها بالكامل فى اختيار شريك حياتها بحجة إنها لا تجيد اختيار الزوج المناسب فنجد للأهل فى هذا دور فعّال إما بالإقناع أو بالغضب بحجة الخوف عليها إلا قلة منهم من ينصاع لرأى الفتاة.
وإذا تركت لتختار وكان اختيارها خطأ قامت الدنيا ولم تقعد ناهيك عن الكلام إياه (مش قولنالك مسمعتيش كلامنا استحملى بقى كل اللى يجرالك/ شوفتى عقلك وداكي فين ماقولنالك أنتي متعرفيش تختارى ولا تاخدى قرار إلخ..........) وكأنها أخطأت فى حق البشرية كلها أو إنها كانت تعلم الغيب وهى تختار فهل يعقل هذا ؟! وهل يوجد إنسان لا يخطئ؟ وهل لو كان الأب أو الأخ اختار لكانت النتيجة مضمونة وقتها ؟! وياترى إذا حدث ولاقت نفس المصير الذى لاقته بإختيارها هل سيكون نفس الكلام هو ذاته؟!،و إذا تكلمت الفتاة بلوم أو عتاب تجد الرد جاهزا "اللى حصل حصل وده نصيب بلاش دوشة"؟!.
وهنا نجد أن المجتمع نسى أو بمعنى أدق تناسى تعاليم الدين، أو لم يترك الدين للفتاة الحرية فى اختيار الزوج المناسب، وأنه لايصح أن تجبر على الزواج من شخص رغما عنها، ألم يخبرنا الدين أن تأخذ المرأة حقها الشرعى فى الميراث؟!
ولن ننسى أنه في كثير من الأحيان حينما يتوفى الزوج ويترك زوجته وحيدة نجد ولن نبالغ إذا قولنا إنه يوجد من يسلب المرأة حقها في الحياة بأكملها من المحيطين بها.
أو ليس من حق المرأة أن تتزوج بعد وفاة زوجها إذا كانت لديها الرغبة فى ذلك، ولكن قلما يحدث هذا بدافع أنها يجب أن تكون وفية لزوجها الأول ولاضرر في ذلك إذا كانت تلك رغبتها، أو إنه عيب عليها أن تتزوج ومعها أولاد حتى ولو كانت صغيرة فى السن، ويتحتم عليها أيضا أن ترتدي الملابس السوداء ربما طوال عمرها وألا تختلط بأحد.
ونسى الجميع أن هذه المرأة إنسانة ولها حق الحياة مثلهم تماما، أما إذا ترك لها الزوج أولاد فيجب عليها أن تعيش لتربيهم فقط ليصبحوا في أفضل حال، ولا يهم إذا كانت قادرة على ذلك وحدها أم لا وإذا كانت لديها الإمكانيات التى تساعدها فى تحقيق ذلك أم لا.
أما إذا ترك لها زوجها ثروة قامت الدنيا ولم تقعد فلابد لها أن تتزوج من أحد أفراد عائلته سواء كان مناسبا لها أم لا المهم هنا هو الثروة، وهذا على سبيل المثال لا الحصر.
ولكن أي عُرف هذا أو تقاليد ظالمة تلك التي تحيل حياة المرأة إلى جحيم، وإذا كنا لانطبق الدين فلماذا إذن ندين به؟ وإذا كان الله سبحانه يعطيها حق الحياة فلماذا نسلبها نحن إياه متخفين وراء ستار العادات والتقاليد.
وإذا كانت المرأة تخدم زوجها طواعية منها فلماذا نجبرها على ذلك حتى أنه أصبح حق مكتسب، وإذا كان لها الحق في اختيار شريك الحياة فلماذا ترغم على الزواج بآراء الآخرين، وماذا يحدث إذا ترك للمرأة حق اختيار طريقها وأسلوب حياتها بعد وفاة زوجها، ألم يشرع الدين أن تحد الزوجة على زوجها أربعة أشهر وعشرة أيام فلما نجبرها على السواد طوال عمرها؟ ولماذا لم نترك لها حرية الاختيار فى أن تبقى دون زواج إذا كانت هذه رغبتها ولها الحق إذا رغبت أن تتزوج؟ أو ليست إنسانة ولها احتياجات كالرجل تماما الذى يطلب منه الجميع أن يتزوج بعد وفاة زوجته فإنه لن يقدر على الوحدة، وإن كان معه أولاد فلابد أن يتزوج حتى يجد من تساعده فى تربية أولاده فلم التفرقة إذن؟
حتى فى أبسط الحقوق نجد أن الجميع يطلب من المرأة أن تسعى دائما لإرضاء الزوج حتى لا يرى غيرها وحتى يستطيع أن يغض بصره فهذا فعلا من حقه ولكن أولم يوجد للمرأة هى الأخرى مشاعر؟ أو ليس للمرأة نظر يجب أن تغضه هى الأخرى أم أن الإخلاص مقتصر على المرأة فقط فأين المودة والرحمة والسكن لكل منهما الآخر وليس لطرف واحد فقط ؟ إلى متى سنعتبر العطاء والتضحية والذوق والادب حق مكتسب؟ وبعد أن كان يفعله الفرد من تلقاء نفسه أصبح واجبا مفروضا.
كفى كفى لابد وأن يعلم المجتمع أن الدنيا رجل وإمراة خلقوا ليكمل كل منهما الآخر مثلما خلق الله آدم وحواء فلقد خلق الله حواء من ضلع آدم لتكون بجانبه وبجوار كتفه لتكون في حمايته، فلم نظلم بدافع العادات والتقاليد التي أصبحت كسيف مسلط على الرقاب، فوالله لو طبقنا تعاليم وروح الدين لاستراح الجميع.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف