الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/25
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

كلمة السر بقلم: محمود الجاف

تاريخ النشر : 2018-07-21
كلمة السر بقلم: محمود الجاف
بسم الله الرحمن الرحيم
كلمة السر
محمود الجاف
في كل مرة تستعر الحرب بين إيران والغرب الصهيو أمريكي ونظنُ إن طبولها دقت ولكن ما نلبثُ أن نكتشف أنهُ سيرك لخداع العالم من أجل تنفيذ مُخططاتهم من خلال حرب التصريحات المُتفق عليها سلفًا . هناك سرّ يربط الفُرس باليهود . محبة عميقة وإحترام مُتبادل وتنسيق إستراتيجي وأمني عالي المُستوى .

السر هو : سندريلا العهد القديم وعشيقة كورش (الملكة استير) الشابة اليهودية التي تزوجت الملك الفارسي غير المختون من أجل إنقاذ شعبها . ومع ذلك ضمّ السفر الذي يروي مأثرتها إلى الكتاب المُقدّس ؟ مات أبوها فربّاها مُردخاي الذي كان يعمل خادمًا في قصر الملك الذي طلب زوجة أخرى لتكون الملكة فكانت هيَّ .‏ ولأجلها أحرق بابل عام 539 ق . م وأعاد قومها إلى أورشليم لإستخدامهم كقاعدة متقدمة ضد الفراعنة في مصر ولهذا رفعته التوراة إلى مصافي الأنبياء رغم أنه وثنياً عبد آلهة بابل . إذ جاء فيها : هذا ما يقوله كورش ملك فارس : الرب إله السماء وهبني جميع ممالك الأرض وأمرني أن أبني له هيكلاً في أورشليم التي في يهوذا وعلى كل واحد أن يرجع إلى هناك وليكن الرب معكم ... 23 , 36 أخبار الأيام الثاني ... واستردَ نفائس معابدهُم ومولهُم لبناء الهيكل الذي مازالوا يتباكون عليه حتى اليوم ويسفكون الدماء ويحتلون الأرض ويُهلكون الحرث والنسل من أجله .

دخلوا بابل بمساعدة أحد عملائهُم اليهود الذي خدعهُم حين ادَّعى بأنه هرب من بطش كورش لأنهُ عارض فكرتهُ في غزوها ونال ثقتهم فأوكلوا إليه أمر الدفاع عنها وإذ ذاك فتح أبواب أسوارها للفرس في الوقت الذي كانوا يحتفلون فيه بالسنة الجديدة . تقول التوراة : في جلسة عاصفة بالخمر والأقداح من ذهب وآنية الموائد مُختلفة الأشكال والخمور وفيرة بفضل كرم الملك الذي يأمر باستبدال الملكة لأنها عصت أمره ولم تحضر مجلسه فجلبوا مئات النساء من مُختلف أصقاع المملكة الواسعة فاختار يهودية فائقة الجمال هي بنت شقيق ساقي الخمر . وتقول الرواية : إن وزير الملك هامان أراد الإيقاع بهم وتشريدهم وقتلهم فعلم بذلك مردخاي فمزق ثيابه وارتدى مسحاً وعفر رأسه بالرماد وقصد إلى وسط المدينة لا يكف عن العويل والصراخ المرير 1 , 4 سفر أستير ... كان اللطم عادة يهودية مُتأصلة أخذها الفرس ومن تبعهُم إلى يومنا هذا ...

والتوراة مليئة بمثل هذه النصوص ومنها : أمر داؤود قادته وسائر الشعب الذي معه قائلاً : مزقوا ثيابكم وارتدوا المسوح والطموا وجوهكم نوحاً على أبنير 31 , 3 صموئيل الثاني . فيستنجد مردخاي بابنة أخيه التي تتوسط عند الملك فيقوم بصلب هامان وأبنائه وجماعته وتأزر اليهود الباقون المنتشرون في أقاليم الملك ودافعوا عن أنفسهم واستراحوا من أعدائهم بعد أن قتلوا خمسة وسبعين ألفاً 16 , 9 أستير . ودون مردخاي هذه الأحداث وبعث برسائل إلى جميع القريبين منه والبعيدين يحثهم على الإحتفال في كل سنة في اليومين الرابع عشر والخامس عشر من شهر آذار لأن فيهما استراح فيهما اليهود من أعدائهم 20 – 22 , 9 أستير . ولا يزالون حتى يومنا هذا يحتفلون بذكرى هذه الحوادث في يوم يسمونه عيد الفوريم ...

التوراة كعادتها في المبالغة الشديدة ترفع مردخاي إلى مراتب خيالية فقد جاء فيها وفرض الملك أحشويروش جزية على الأرض وجزر البحر وصار مردخاي في المرتبة الثانية بعد الملك وتمتع بمكانة مرموقة بين اليهود 1 - 3, 10 أستير".

إن علاقة الود بينهم أمر لا نقاش حوله وما الصراع الظاهري تحت ستار الجمهورية الإسلامية إلا نفاق تفرضهُ حرب المصالح المُشتركة في المنطقة والسيطرة على خيراتها وكثير من الساسة الغربيين تأثروا بشدة بهذه الأقوال ومنهم الرئيس الأمريكي الأسبق هاري ترومان الذي تفاخر بأنه قرأ التوراة اثنا عشر مرة حتى أنه قال : أنا كورش !

يقول المؤرخ الفارسي ناصر بوربيرار في كتابه اثنا عشر قرناً من السكوت : إن اليهود يقدمون الفرس كمبدعين للثقافة والحضارة بسبب الخدمة التي قدموها لهم بتحريرهم من سبي نبوخذ نصر حتى إن 90% من مؤرخي التاريخ الإيراني هم من اليهود الذين قاموا بتصوير كورش كمنقذ رباني في حين أنه عاش ومات وثنياً حتى النخاع ! وادَّعوا إن قدماء المصريين عذبوهم وإستعبدوهم ولم ينسوا ثأرهم وما زالوا يكيلون الحقد والعداء إلى شعبها . كما لم ينسوا السبي البابلي والإنتقام من أحفادهم والعالم كله يرى ما أحدثوا في العراق الذي مازالت الدماء تسيل على أرضه حتى هذه اللحظة فقد تسببوا فى قتل حوالي الثلاث ملايين انسان منذ 1991م وحتى اليوم . كما لم ينسوا الصداقة والعرفان بالجميل لقورش وبلده إيران التى لم تحتلها أي قوى أوروبية وكانت دائما بمنأى عن الامبريالية اليهودية الغربية . اللهم فى عصر الصفويين الذين قاموا بذبح الشعب ليجبروه على اعتناق مذهبهم .

كما نرى قورش هو مسيح الرب عند اليهود رغم أنه إيراني ! العجيب إن التوراة كانت تذم الفرس قبله ويقولون إنهم قبائل بدوية برابرة سفاحون لايرحمون أحدًا إستقروا في هذه المنطقة ويحتقرونهم ولكن الأمر تغير بعد أن نصّبوا قورش الكبير حاكمًا عليهم وساعدوه في إحتلال بابل والأناضول ومصر والشام ليبدأ عصر الأسرة الاخمينية التي أسست الإمبراطورية الفارسية . إنهم يشتركون في حقدهم ويثأرون من كل من ينتمى إلى العروبة . وعلاقتهم متجددة بشكل فعال في التاريخ وتشهد على ذلك أسفار التوراة . فمن الثابت بأن اليهود قد تعرضوا لجملة من النكبات كان أقساها الغزو الآشوري لمملكة إسرائيل وعاصمتها السامرة عام 721 ق.م وبعدها للغزو البابلي لمملكة يهوذا عام 597 ق.م ثم عام 587 ق.م وما صاحبه من دمار للهيكل وسبي معظمهم بعد أن قتلوا الملك الذي تمرد على أسياده البابليين . إن صدى هذا الغزو يرن في عقولهم وفي كل أسفار التوراة بشكل بارز لا لبس فيه حيث يعتبر زوال الهيكل رمزاً لإهانة عميقة لأنهم شعب الرب المختار الذين لن يتخلى عنهم أبداً .

قال الملحق الصحفي في السفارة الإيرانية في بغداد عام 1982م ما معناه بالحرف الواحد “أننا لا يمكن أن ننسى أبداً أن المسلمين هم الذين حطموا الإمبراطورية الإيرانية ودمروا عرش الأكاسرة وأخضعوها للنفوذ العربي ولذلك كانوا منذ ذلك الوقت وما برحوا يتحالفون مع أي عنصر يعادي العرب .. وقال وزير الخارجية الإيراني مؤخرا إننا أنقذنا اليهود ثلاث مرات وأن "كتاب أستر يبين كيف أنقذهم الملك في مثل هذا اليوم من مؤامرة هامان ومرة أخرى أنقذهم كوروش من أسر بابل وخلال الحرب العالمية الثانية حيث كانوا يُقتَلون في أوروبا وفر الإيرانيون لهم الملاذ ...
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف