الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/24
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

غزة… يوم من أربع ساعات بقلم: عامر أبو شباب

تاريخ النشر : 2018-07-21
غزة… يوم من أربع ساعات  بقلم: عامر أبو شباب
اليوم في العالم بأسره 24 ساعة، إلا في قطاع غزة جنوب فلسطين المحتلة، فهو أربع ساعات فقط، هي مقدار برنامج الكهرباء المعتمد في أزمة خانقة تدحرجت من برنامج الثماني ساعات الى أربع ساعات يوميا فقط.

الحياة العصرية تعتمد بشكل شبه تام على الطاقة في أغلب مكوناتها الأساسية. لتبسيط الصورة وتوضيح جوانبها، فإن حصة الأسرة من برنامج الكهرباء في غزة هي حوالي أربع ساعات وصل، حسب درجة الأزمة وشدتها.
طبعا، هذه السويعات يمكن أن تأتي في ساعة متأخرة من الليل أو في ساعات الصباح الأولى أو في منتصف اليوم. ساعات محدودة تتكدس فيها قائمة كبيرة من الاحتياجات المنزلية التي تعتمد على الكهرباء العزيزة، من غسيل أو ساعات التلفزيون للأطفال أو إعداد الخبز أو الطعام أو شحن الهواتف النقالة وأجهزة الحاسوب أو التمتع بهواء منعش للمروحة وكل الاستعمالات الأخرى، وأهمها توفير المياه.
حكاية المياه لا تقل بؤسا عن برنامج الكهرباء؛ فبرنامج المياه كل أربعة أيام لمدة أربع ساعات يجب أن يتزامن مع برنامج الكهرباء، وذلك حتى تتمكن الأسرة من تشغيل مولدات سحب المياه لجمع أكبر كمية تكفي لأربعة أيام قادمة في دورة من القهر بلا أفق سوى الوعود.

لك عزيزي القارئ أن تتوقع أن برنامج المياه المتزامن بالضرورة مع الكهرباء يمكن أن يكون ليلا أو في ساعات الصباح الباكر، مما يتطلب تفرغ اثنين من أفراد الأسرة في هذا الوقت وعلى مدار الساعات المقررة، لضمان تعبئة خزانات المياه؛ وذلك تفاديا لوقوع الأسرة فريسة شراء الماء عبر تعبئة ألف لتر بـ 7 دولارات.

طالب المدرسة والجامعة ينتظر الساعات الموعودة لمراجعة دروسه. بل أن الزيارات الاجتماعية مرتبطة بالكهرباء، حيث يفضل أن تتم زيارة الأقارب أو الضيوف خلال ساعات وصل الكهرباء. أما بالنسبة لسكان العمارات والأبراج التي تحتاج مصعدا، فهي حكاية مؤلمة لكبار السن والأطفال، خاصة بعد الطابق الثالث. لذلك، فمعرفة جدول الكهرباء توفر عليك عناء صعود الدرج أو العودة خائبا.

طبعا، البنايات السكنية درجات في سلم اقتصادي  – اجتماعي جديد؛ فهناك أبراج قليلة تعمل فيها المولدات لتشغيل المصعد طوال اليوم تقريبا، مقابل دفع اشتراكات شهرية مكلفة، وعمارات من الدرجة الثانية تشغل مصاعدها على رأس كل ساعة لمدة 5 أو 10 دقائق. أما العمارات والأبراج من الفئة الفقيرة الثالثة، فتعتمد على جدول 4 ساعات.

المواطن في غزة الذي يتحمل هذه الازمة منذ عام 2006 بشكل متقطع يتساءل: لماذا هذه المعاناة؟ مقابل ماذا تتوقف الحياة 20 ساعة يوميا؟ ولماذا تتحول الشوارع والمدن والحارات ليلا الى مقابر مظلمة بلا نور؟ من أجل أي مقابل يُدفع هذا الثمن من الأعمار القصيرة؟ هل من أجل شعارات سياسية تبيع الوهم، ووعود يغمرها التراب بمرور الوقت؟ ورغم ذلك، لم يتغير شيء من مفردات احتلال، حصار، انقسام (…).

ما سبق هو صورة مصغرة لشكل من أشكال معاناة قرابة 2 مليون شخص، يعيشون في أكبر سجن في العالم حسب توصيف الأمم المتحدة. تتعدد الصور عبر المستشفيات والمدارس والبحر الملوث، المياه النادرة. والأخطر أن لا أمل يلوح في الأفق.
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف