الأخبار
سرايا القدس تستهدف تجمعاً لجنود الاحتلال بمحيط مستشفى الشفاءقرار تجنيد يهود (الحريديم) يشعل أزمة بإسرائيلطالع التشكيل الوزاري الجديد لحكومة محمد مصطفىمحمد مصطفى يقدم برنامج عمل حكومته للرئيس عباسماذا قال نتنياهو عن مصير قيادة حماس بغزة؟"قطاع غزة على شفا مجاعة من صنع الإنسان" مؤسسة بريطانية تطالب بإنقاذ غزةأخر تطورات العملية العسكرية بمستشفى الشفاء .. الاحتلال ينفذ إعدامات ميدانية لـ 200 فلسطينيما هي الخطة التي تعمل عليها حكومة الاحتلال لاجتياح رفح؟علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024برلمانيون بريطانيون يطالبون بوقف توريد الأسلحة إلى إسرائيلالصحة تناشد الفلسطينيين بعدم التواجد عند دوار الكويتي والنابلسيالمنسق الأممي للسلام في الشرق الأوسط: لا غنى عن (أونروا) للوصل للاستقرار الإقليميمقررة الأمم المتحدة تتعرضت للتهديد خلال إعدادها تقرير يثبت أن إسرائيل ترتكبت جرائم حربجيش الاحتلال يشن حملة اعتقالات بمدن الضفةتركيا تكشف حقيقة توفيرها عتاد عسكري لإسرائيل
2024/3/29
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

حول وظيفة الناقد الأدبي.. إشارات نقدية بقلم: د. محمد عبدالله القواسمة

تاريخ النشر : 2018-07-21
حول وظيفة الناقد الأدبي.. إشارات نقدية
د. محمد عبدالله القواسمة
يقوم الناقد الأدبي بدور مهم في التعريف بالأديب وتقديمه إلى الحياة الثقافية؛ فالناقد يملك القدرة على استكناه ما تؤول إليه النصوص التي سيكتبها الأديب في المستقبل. وبالتالي يقدمه للآخرين استنادًا إلى ذلك. إن الناقد الحصيف ليس هو الذي يعرف ما هو جيد وما هو رديء في الكتابة فحسب، ولكنه قادر على توقّع ما يكون عليه حال الأديب بعد نصه الأول أيضًا. بل هو يستطيع أن يؤكد على رؤيته النقدية الموضوعية حتى ولو وجد بعض الأصوات المجاملة التي تخفي الحقيقة التي قد تدفع الأديب الناشئ على المجازفة بطباعة عمله. وسيدرك، لكن بعد فوات الأوان، أن ما قام به مجرد صف كلام، كما يقال، ولا فائدة منه.
هكذا أدركَ، على سبيل المثال، الدكتور إحسان عباس قيمة النصوص الشعرية التي أبدعها عبد الوهاب البياتي؛ فكان أن عرّف به شاعرًا مجددًا في شعر التفعيلة بعد صدور ديوانه الثاني "أباريق مهشمة "1954، في كتابه المهم "عبد الوهاب البياتي والشعر العراقي الحديث" 1955م.
وكما فعل رجاء النقاش، الناقد والصحفي المصري المعروف عندما عرّف بعدد من أعمال المبدعين العرب؛ إذ كتب تقديما للديوان الأول "مدينة بلا قلب" للشاعر المصري أحمد عبد المعطي حجازي، كما أصدر عن الشاعر الفلسطيني محمود درويش كتابه "محمود درويش شاعر الأرض المحتلة" عام 1969 . ولعل من المناسب أن نذكر الخطاب الذي أرسله درويش إلى رجاء النقاش بمناسبة الحفل التكريمي الذي أقيم له في نقابة الصحفيين المصريين عام 2008. في هذا الخطاب يعترف محمود درويش بفضل النقاش عليه وعلى شعراء الأرض المحتلة عندما عرّف بهم، وقدّمهم إلى العالم العربي. لقد وصفه درويش في رسالته بأنه الأخ الذي لم تلده أمه منذ جاء إلى مصر، فأخذ بيده وأدخله إلى قلب القاهرة الإنساني والثقافي. وقال: " قد ساعدت جناحي على الطيران التدريجي، فعرفت قراءك علي وعلى زملائي القابعين خلف الأسوار.. عمقت إحساسنا بأننا لم نعد معزولين عن محيطنا العربي".
من هنا لا بد من وجود ناقد يعرف بالأديب، ويقدم أدبه للناس حتى ولو كان ذا باع ومهارة في الكتابة. ولعل من الأشد ضرورة وجود ناقد يأخذ بيد الأديب الناشئ، ويبين حدود موهبته إن كان بإمكانه أن يستمر في تطوير عمله، أو يترك مهنة الكتابة إلى مهنة أخرى يتقنها ويقدر عليها، كما نصح بذلك الناقد العربي القديم بشر بن المعتمر (ت 210ه) في صحيفته النقدية المعروفة التي وضعها للأدباء الناشئين.
وفي هذا الخصوص أشير إلى رواية "قبل ضياع الجنة" لصادق عبد القادر التي صدرت مؤخرًا والتي يعود الفضل إلى تعريفي بها إلى الصديق الناقد باسم الزعبي. وهي عمل روائي ضخم، من ألف صفحة تقريبًا، وهو العمل الأول للروائي. إنها تقدم فضاء روائيًّا ماتعًا زاخرًا بالحياة، وهي تعرض الحياة الاجتماعية المخفية في فلسطين في نهاية الحكم العثماني وبداية الانتداب البريطاني، تلك الحياة التي كانت قائمة على الصراع بين العائلات الإقطاعية التي كانت تملك الأرض ومن عليها من فلاحين. رواية تتوافر فيها عناصر التشويق: من شخصيات حسنة البناء، ولغة سردية لم تتنزل إلى العامة، ولم ترتفع إلى الخاصة، وتوظف تقنيات الاسترجاع والاستباق بمهارة واتقان، مع حس لا يخلو من سخرية بالواقع الذي تعايشه الشخصيات.
من اللافت أن وراء هذا العمل روائي يجب الانتباه إليه، وإعطاؤه حقه وسط هذا الضجيج من الأسماء التي كرست وجودها في الغالب اعتمادًا لا على قدرتها الكتابية الإبداعية بل على علاقاتها الشخصية، ومقدرتها على تسويق نفسها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، واستخدام التكنولوجيا الحديثة.
[email protected]
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف