{رسائلٌ لن تصلَ أبداً}
إلى وهمي المتّلَبس...
أما بعد...
هذا المساءُ شاجٌ بعضَ الشيء، خالٍ من نسماتِ روحِكَ، لاتعبَقُ فيه أنفاسُكَ، أدهقهُ بالكتابةِ عنوةً، أديرهُ حتى يتجاهَلَ غيابَكَ لكنهُ يأبى.
بكيتُ طويلاً هذه الليلة في غربتي الكئيبة، وأنا أدوِّنُ لكَ بقايا حبٍّ يملؤهُ فراغٌ رحيب، لعنتُكَ ولعنةُ نفسي ولعنةُ الحرب الظالمة، لم تعد لديَّ القدرةعلى التحملِ أكثر، مصابةٌ بالشللِ الروحي لفقدانِكَ.
أنا امرأةٌ تدركُ أنها مريضةٌ بكَ، بكاملِ قواها العقلية، مستسلمةٌ لكَ كليًا بكلِ براءتِها، امرأةٌ منغمسةٌ فيكَ تمامًا.
تحيا بكَ تارةً وتنطفىء أخرى، تستطيعُ الشعورَ ببعثراتكِ كجزءٍ متأصِّلٌ منها لايتجزأ...
لقد صعدتُ من أعماقِ حروفي لأعثُرَ عليك ولم أجدكَ إلا بين أحضانِ أنثى أخرى، تحتضرُ الآن وبجانبكَ ابنتُكَ التي أسميتها بإسمي "حنين"، تنظرُ إليها بلهيبِ شوقٍ "لحنينكَ" التي تركتَها عند أخرِ محطةِ قطارٍ بسيناريو متقن وثرثراتٍ نزِقة وهفواتٍ معتوهة بحجةِ ظروفٍ مهزولة،
عندئذٍ لم تكن تفهمُ نظراتي أبداً...التزمت صمتي ولملمتُ أشلاءَ روحي ثم صعدتُ إلى القطارِ وفي جوفي براكينٌ من جمرِ الكلام.
إنها الرسالةُ الأخيرة أو ربما ماقبل الأخيرة ...رقمَ، لاأعلم...تهتُ العد ....لكن إن وقعت رسائلي بين يديك يوماً أرجوكَ أن لاتقرأها حتى لاتحزنَ عيناكَ من شغفي إليك...
أحِبُكَ ....
سوزان زكريا الأجرودي
إلى وهمي المتّلَبس...
أما بعد...
هذا المساءُ شاجٌ بعضَ الشيء، خالٍ من نسماتِ روحِكَ، لاتعبَقُ فيه أنفاسُكَ، أدهقهُ بالكتابةِ عنوةً، أديرهُ حتى يتجاهَلَ غيابَكَ لكنهُ يأبى.
بكيتُ طويلاً هذه الليلة في غربتي الكئيبة، وأنا أدوِّنُ لكَ بقايا حبٍّ يملؤهُ فراغٌ رحيب، لعنتُكَ ولعنةُ نفسي ولعنةُ الحرب الظالمة، لم تعد لديَّ القدرةعلى التحملِ أكثر، مصابةٌ بالشللِ الروحي لفقدانِكَ.
أنا امرأةٌ تدركُ أنها مريضةٌ بكَ، بكاملِ قواها العقلية، مستسلمةٌ لكَ كليًا بكلِ براءتِها، امرأةٌ منغمسةٌ فيكَ تمامًا.
تحيا بكَ تارةً وتنطفىء أخرى، تستطيعُ الشعورَ ببعثراتكِ كجزءٍ متأصِّلٌ منها لايتجزأ...
لقد صعدتُ من أعماقِ حروفي لأعثُرَ عليك ولم أجدكَ إلا بين أحضانِ أنثى أخرى، تحتضرُ الآن وبجانبكَ ابنتُكَ التي أسميتها بإسمي "حنين"، تنظرُ إليها بلهيبِ شوقٍ "لحنينكَ" التي تركتَها عند أخرِ محطةِ قطارٍ بسيناريو متقن وثرثراتٍ نزِقة وهفواتٍ معتوهة بحجةِ ظروفٍ مهزولة،
عندئذٍ لم تكن تفهمُ نظراتي أبداً...التزمت صمتي ولملمتُ أشلاءَ روحي ثم صعدتُ إلى القطارِ وفي جوفي براكينٌ من جمرِ الكلام.
إنها الرسالةُ الأخيرة أو ربما ماقبل الأخيرة ...رقمَ، لاأعلم...تهتُ العد ....لكن إن وقعت رسائلي بين يديك يوماً أرجوكَ أن لاتقرأها حتى لاتحزنَ عيناكَ من شغفي إليك...
أحِبُكَ ....
سوزان زكريا الأجرودي