الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/25
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

مائة عام على ميلاد الأمير الذي أحب الجميع بقلم: ايهاب القسطاوى

تاريخ النشر : 2018-07-19
مائة عام على ميلاد الأمير الذي أحب الجميع بقلم: ايهاب القسطاوى
«عندما سئلت طفلة لا تتعدى الخمسة أعوام إن كانت تعرف "نيلسون مانديلا" ، أجابت الطفلة ببراءة متناهية : "الأمير الذي أحب الجميع".

يحيى العالم ، اليوم الاربعاء ، ذكرى مرور مئة عام على ميلاد الأمير الذي أحب الجميع ، ذلك الحدث الذى شكل زلزالا انسانيا كبيرا فى القرن العشرين ، انة المناضل الأفريقي نيلسون مانديلا ، المناهض الشرس لنظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا ، و الذي شغل منصب مناضل بدرجة رئيس جنوب إفريقيا منذ عام 1994، وحتي عام 1999، وكان أول رئيس أسود لدولة الإفريقية.

ولد "نيلسون روليهلاهلا مانديلا" كما جاء فى الموسوعة الحرة - ويكيبيديا - في
18 يوليو عام 1918، في قرية صغيرة تدعى "مفيتزو" بمقاطعة أوماتاتا ، بإقليم
ترانسكاي في جنوب أفريقيا ، وحمل لقب "روليهلاهلا"، بما يعنى "المشاكس" ، منحدراً من قبيلة عريقة حيث كان جدة حاكما لشعب "تيمبو" في أراضي ترانسكاي بمقاطعة كيب الشرقية الحديثة بجنوب أفريقيا ، وقد سيطرت على "روليهلاهلا" فى اعوامة الاولى "العادات والطقوس القبلية البدائية" حتى شب مع اثنان من اشقائة
في منزل والدته البسيط حيث عمل فى رعى الماشية ، وكان يمضي معظم الوقت في الخارج مع اقرانة ، وعلى الرغم من كون ان والداه أميين ، لكن والدته اصرت على ارسالة إلى المدرسة الميثودية المحلية وهو لم يتعدى بعد السبعة اعوام ، وعندما
بلغ التسعة من عمره، قدم أبوه للعيش معهم في "كونو" ، وبعد فترة قصيرة توفي بمرض لم يشخص ، درس "روليهلاهلا" القانون في جامعة "فورت هير" وجامعة "ويتواترسراند"، واستقر عاش في "جوهانسبورغ" لينخرط في السياسة المناهضة
للاستعمار، وانضم إلى حزب المؤتمر الوطني الأفريقي، وأصبح عضواً مؤسسا لعصبة
الشبيبة التابعة للحزب ، و بعد وصول الأفريكان القوميين من الحزب الوطني إلى السلطة في عام 1948 وبدأ تنفيذ سياسة الفصل العنصري، برز على الساحة في عام 1952 في حملة تحد من حزب المؤتمر الوطني الأفريقي، وانتخب رئيس لفرع حزب المؤتمر الوطني بترانسفال وأشرف على الكونغرس الشعبي لعام 1955، عمل كمحام، وألقي القبض عليه مراراً وتكراراً لأنشطة مثيرة للفتنة ، وحوكم مع قيادة حزب المؤتمر في محاكمة الخيانة 1956-1961 وبرئ فيما بعد ، كان يحث في البداية على احتجاج غير عنيف، وبالتعاون مع الحزب الشيوعي في جنوب أفريقيا شارك في تأسيس منظمة رمح الأمة المتشددة في عام 1961، ألقي القبض عليه واتهم بالاعتداء على أهداف حكومية ، وفي عام 1962 أدين بالتخريب والتآمر لقلب نظام الحكم، وحكمت عليه محكمة ريفونيا بالسجن مدى الحياة.

مكث مانديلا 27 عاماً في السجن ، أولاً في جزيرة روبن آيلاند ، ثم في سجن "بولسمور" وسجن "فيكتور فيرستر" وبالموازاة مع فترة السجن ، انتشرت حملة دولية قامت بالضغط من أجل إطلاق سراحه ، الأمر الذي تحقق في عام 1990 وسط حرب أهلية متصاعدة ، صار بعدها "مانديلا" رئيساً لحزب المؤتمر الوطني الأفريقي ونشر سيرته الذاتية وقاد المفاوضات مع الرئيس "دي كليرك" لإلغاء الفصل العنصري وإقامة انتخابات متعددة الأعراق في عام 1994، تلك الانتخابات التي قادت حزب المؤتمر إلى الفوز ، انتخب رئيساً وشكل حكومة وحدة وطنية في محاولة لنزع فتيل التوترات العرقية كرئيس أسس دستوراً جديداً ولجنة للحقيقة والمصالحة للتحقيق
في انتهاكات حقوق الإنسان في الماضي. استمر شكل السياسة الاقتصادية الليبرالية للحكومة، وعرضت إدارته تدابير لتشجيع الإصلاح الزراعي ومكافحة الفقر وتوسيع نطاق خدمات الرعاية الصحية. دولياً، توسط بين ليبيا والمملكة المتحدة في قضية تفجير رحلة بان آم 103، وأشرف على التدخل العسكري في ليسوتو. امتنع عن الترشح
لولاية ثانية، وخلفه نائبه تابو إيمبيكي، ليصبح فيما بعد رجلاً من حكماء الدولة بمبادرة من الملياردير ريتشارد برانسون والموسيقي بيتر غابرييل ، حيث
نظم " مانديلا" و"ماشيل" و"توتو" في مدينة جوهانسبرغ اجتماعا لزعماء العالم المؤثرين الذين يريدون المساهمة بخبراتهم وحكمتهم في حل المشاكل الأكثر أهمية في العالم ، وأعلن "مانديلا "عن تشكيل مجلس Global Elders "حكماء العالم" وفي كلمة له خلال عيد ميلاده التاسع والثمانين ضم المجلس ديزموند توتو رئيسا وقائمة أعضاءه المؤسسين تشمل أيضا كوفي عنان وإيلا بهات، وغرو هارلم برونتلاند وجيمي كارتر و لى تشاو شينغ وماري روبنسون ومحمد يونس وأوضح "مانديلا ": "يمكن لهذه المجموعة التحدث بحرية وجرأة، والعمل علنا أو بشكل غير رسمي على جميع
أنواع التدابير التي ينبغي اتخاذها ، سنعمل على دعم الشجاعة حيث يشيع الخوف، وتشجيع التفاوض حيث يدور الصراع، وإعطاء الأمل حيث ينتشر اليأس" ، وقد ركز على العمل الخيري في مجال مكافحة الفقر وانتشار الإيدز من خلال هذا المجلس .

وقد حولت زيارة "مانديلا" لقطاع غزة القضية للعالمية ففي عام 1999، وخلال زيارة إلى قطاع غزة ، طلب "مانديلا" من قادة الكيان الصهيونى بالانسحاب من الأراضي المحتلة ، وقال مانديلا أنه : "جاءت هذه الزيارة لشفاء الجروح القديمة الناجمة عن علاقة الكيان الصهيونى بنظام الفصل العنصري السابق في جنوب أفريقيا" ، و أثناء فترة رئاسته في عام 1997، وبمناسبة اليوم الدولي للتضامن
مع الشعب الفلسطيني، كان "مانديلا" قد أرسل رسالة رسمية لدعم حق الفلسطينيين فى تقرير المصير وإقامة الدولة مستقلة في إطار عملية السلام ، في عام 1990، واجه مخاوف من المجتمع اليهودي الأمريكي، وقد كان "مانديلا" قد دافع بالفعل عن منظمة التحرير الفلسطينية، الذين دعموا تاريخيا دائمًا حزب المؤتمر الأفريقي ،
وقال أن منظمته في نفس صف منظمة التحرير الفلسطينية لأنهما تحاربان من أجل تقرير المصير

وفي يونيو 2004 وعن عمر يناهز 85 ، أعلن "مانديلا "انه "يتقاعد من التقاعد" وبدا فى الانسحاب من الحياة العامة ، مستدركا "لا تدعوني، فأنا من سيدعوكم"، مع استمرارة فى لقاء الأصدقاء المقربين والعائلة، وردت المؤسسة دعوات له
بالظهور في المناسبات العامة ورفضت معظم طلبات المقابلات الصحفية، مع استمرارة
في المشاركة في بعض الشؤون الدولية، وشجع رئيس زيمبابوي روبرت موغابي على الاستقالة بسبب تزايد انتهاكات حقوق الإنسان في البلاد. عندما أرى أن ذلك لم يجد نفعا، فتحدث علنا ضد موغابي في عام 2007، طالبا منه التنحي "بما تبقى من احترام وكرامة" وفى هذا العام ، دعى مانديلا وماشيل وديزموند توتو مجموعة من زعماء العالم لعقد اجتماع في جوهانسبرغ للإسهام بحكمتهم وقيادتهم المستقلة لحل بعض المشاكل التي يواجهها العالم. أعلن مانديلا عن تشكيل هذه المجموعة الجديدة، "الشيوخ - The Elders"، في خطاب ألقاه في عيد ميلاده 89 ، ومنذ العام
2004 خاض "مانديلا" حملة ناجحة لاستضافة جنوب أفريقيا نهائيات كأس العالم لكرة القدم 2010، معلنا أنها ستكون "أفضل الهدايا القليلة لدينا في هذا العام" بمناسبة مرور عقد من الزمان على سقوط نظام الفصل العنصري. ورغم رغبته في عدم
خطف الأضواء عن الحدث، إلا أن ظهور مانديلا العلني في حفل الختام، حظي بـاستقبال حافل ، وفي فبراير 2011، أدخل المستشفى لفترة وجيزة بسبب عدوى أصابت الجهاز التنفسي، مما جذب اهتمام وسائل الاعلام العالمية ، قبل إعادته للمستشفى بسبب إصابة في الرئة وإزالة حصوة في ديسمبر 2012 وبعد إجراء طبي ناجح في أوائل
شهر مارس عام 2013 تكررت إصابة رئته، واستضيف في مستشفى بريتوريا لفترة وجيزة
، وفى يوم 8 يونيو 2013، تفاقمت إصابة رئته، وأعيد إلى مستشفى بريتوريا في حالة خطيرة بعد أربعة أيام، أعلن أن حالته "خطرة، ولكن مستقرة" و في الطريق إلى المستشفى ، تعرضت سيارة إسعاف لعطل لمدة 40 دقيقة، وانتقدت حكومة جنوب أفريقيا بسبب الحادث عندما أكده تقرير بعد عدة أسابيع، رد الرئيس جاكوب زوما بأن "سبعة أطباء كانوا في القافلة لسيطرة كاملة على الحالة طوال هذه الفترة.

وأنه تلقى رعاية طبية من خبراء " ، وفي 22 يونيو 2013، ذكرت شبكة سي بي اس نيوز أنه لم يفتح عينيه لعدة أيام ، من دون أية استجابة، وكانت الأسرة تناقش فقط كم يجب أن يستمر التدخل الطبي ، وفي 23 يونيو 2013، أصدر الرئيس جاكوب
زوما بيانا قال فيه بأن حالة مانديلا أصبحت "حرجة" وفي اليوم التالي، زار "زوما" مانديلا في المستشفى وألغى زيارة مقررة في اليوم التالي إلى موزمبيق.

لتبحر سفينة الحرية مُشرعةً شِراعَ روحه المتوهّجة لتبلغ عنانَ المجدِ في 5 ديسمبر 2013 محاطة بقلوب تخترقها سهام الحزن متمسيكن بإرثه النضالي والوطني، وأعلن عن وفاته الرئيس الجنوب أفريقي جاكوب زوما، من خلال بيان قال فيه : "بني وطني جنوب إفريقيا .. لقد وحدنا نيلسون مانديلا وسوف نودعه موحدين" ، وأعلن ان
الراحل نلسون مانديلا، سيدفن في 15 ديسمبر في جنازة وطنية بعد فترة حداد تمتد 10أيام .

وقد حظي مانديلا بجنازة رسمية حضرها 90 ممثلا رسميا لعدة دول ومنظمات في تجمع مهيب تداول فيه عدد زعماء على المنصة لرثاء الفقيد و جرت مراسم الوداع في 10 ديسمبر 2013 في ملعب "سوكر سيتي" في مدينة "جوهانسبيرغ" ذلك الملعب الذي شهد آخر إطلالة جماهيرية ل"مانديلا" أثناء بطولة كأس العالم لكرة القدم 2010 في
حين أقيمت مراسم الدفن "بكونو" مسقط رأسه بحضور أفراد من عائلته وقادة البلاد اختتمت عشرة أيام من مراسم التأبين.

تلقى "مانديلا" أكثر من مائتين وخمسون جائزة على مدار أكثر من أربعة عقود، كان أبرزها على الاطلاق جائزة نوبل للسلام في عام 1993، كذلك نال الكثير من الإشادات الدولية للمواقفة التي تبناها في مناهضة الاستعمار، والفصل العنصري ، حيث تلقى ما يقرب من 250 جائزة، منها جائزة نوبل للسلام في عام 1993، بجانب ميدالية الرئاسة الأمريكية للحرية، ووسام لينين من الاتحاد السوفييتي، بجانب تمتعه بالاحترام العميق في العالم عامة ، وفي جنوب إفريقيا خاصة ، حيث كان يلقب بـ"أبو الأمة».
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف