خارج نطاق العقل
خالد صادق
في أعقاب قرار رئيس الحكومة الصهيونية بنيامين نتنياهو, ووزير حربه المجرم افيغدور ليبرمان, بإغلاق معبر كرم أبو سالم التجاري ومنع إدخال أو تصدير البضائع إلى غزة, والسماح فقط بإدخال السلع الغذائية والأدوية, عادت سلطات الاحتلال لتشديد الحصار أكثر بإغلاق معبر كرم أبو سالم التجاري بالكامل, ومنع إدخال السلع الغذائية والوقود, كما لن يسمح بإدخال الأدوية إلا بتصاريح مسبقة ووفق آلية يحددها الاحتلال الصهيوني, وتقلصت مساحة الصيد في بحر غزة من تسعة أميال إلى ستة أميال ثم تقلصت أول من أمس إلى ثلاثة أميال فقط مسموح الصيد بهم حسب قرار للكابينت الصهيوني, يأتي هذا القرار الصهيوني الجائر رداً على إطلاق شبان فلسطينيين بالونات حارقة وطائرات ورقية تجاه مغتصبات الاحتلال المحاذية لقطاع غزة.
الاحتلال الصهيوني لا يدرك قدرة الفلسطينيين على التحدي, ويبدو انه لم يتعلم من حماقاته التي ارتكبها طوال سنوات صراعه مع الفلسطينيين, فغزة لن يكسرها الجوع والحرمان, ولن يستطيع الاحتلال أن ينال من عزيمة الغزيين لو منع عنهم الدواء ولقمة العيش وأبسط مناحي الحياة, الاحتلال يستخدم كل همجيته بغباء شديد, ويرغب أن يظهر وجهه القبيح أمام العالم ليبث اليأس في نفوس الفلسطينيين بأن العالم كله لن يستطيع أن يرفع الحصار عنهم, وكأن غزة تنتظر من العالم رفع الظلم عنها, غزة لن تستجدي أحداً, ولن تنتظر مساعدة من احد, وهى قادرة على العيش بقوتها التي يصنعها شعبها, فليجرب الاحتلال كل وسائله الممكنه, لكنه في النهاية سيمنى بالفشل, ولن يحصد من وراء غبائه وهمجيته إلا مزيداً من خيبة الأمل.
يبدو ان الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش تنبأ بهذه المرحلة منذ زمن بعيد فكتب قصيدته الرائعة بعنوان سجل أنا عربي وقال ( سجِّلْ أنا عربي وأعملُ مع رفاقِ الكدحِ في محجر وأطفالي ثمانيةٌ أسلُّ لهمْ رغيفَ الخبزِ، والأثوابَ والدفترْ من الصخرِ ولا أتوسَّلُ الصدقاتِ من بابِكْ ولا أصغرْ أمامَ بلاطِ أعتابكْ فهل تغضب؟). وختمها بالقول (سجِّل برأسِ الصفحةِ الأولى أنا لا أكرهُ الناس ولا أسطو على أحد ولكنّي إذا ما جعت آكلُ لحمَ مغتصبي حذارِ.. حذارِ.. من جوعي ومن غضبي) فالفلسطيني إن جاع يقتات من لحم المغتصب ولا يتوسل الصدقات من أحد, ولن يجعله الجوع يتنازل عن حقه التاريخي في وطنه, أو يتراجع عن ثوابته قيد أنمله, وعلى مر التاريخ لم يعهد أن يكتب نصر لمستعمر غاصب على شعب محتل بتجويعه وحرمانه من أبسط مناحي الحياة, ولكنها عقلية نتنياهو وليبرمان وبينت التي فشلت في وقف مسيرات العودة, فأصبحت تبحث عن حلول لأزمتها حتى وإن كانت هذه الحلول خارج نطاق العصر, ولا تلائم القرن الذي نعيش فيه.
شعب غزة قالها لنتنياهو وبينت وليبرمان هاتوا آخركم واضغطوا بكل ما لديكم من قوة على الفلسطينيين, وعندما تصلوا لقناعة ان كل ما تفعلونه «هراء» ولن يحقق لكم شيئاً, عليكم وقتها أن تستمعوا لمطالب المقاومة الفلسطينية وتستجيبوا لشروطها وأنتم صاغرون وخانعون, ستبقى غزة شوكة في حلوقكم لن تستطيعوا انتزاعها, إن غزة التي أذاقتكم الويلات ودحرتكم عن أرضها مهزومين, ستبقى تقاوم بسلاح مجاهديها, وبمسيراتها السلمية, وببالوناتها الحارقة, وطائراتها الورقية, وستفضح ضعف جيشكم ووهن جبهتكم الداخلية, وخيبة سياستكم الخرقاء, وساعتها لن تنفعكم الوساطات ولا مقامرات ترامب العنجهية.
خالد صادق
في أعقاب قرار رئيس الحكومة الصهيونية بنيامين نتنياهو, ووزير حربه المجرم افيغدور ليبرمان, بإغلاق معبر كرم أبو سالم التجاري ومنع إدخال أو تصدير البضائع إلى غزة, والسماح فقط بإدخال السلع الغذائية والأدوية, عادت سلطات الاحتلال لتشديد الحصار أكثر بإغلاق معبر كرم أبو سالم التجاري بالكامل, ومنع إدخال السلع الغذائية والوقود, كما لن يسمح بإدخال الأدوية إلا بتصاريح مسبقة ووفق آلية يحددها الاحتلال الصهيوني, وتقلصت مساحة الصيد في بحر غزة من تسعة أميال إلى ستة أميال ثم تقلصت أول من أمس إلى ثلاثة أميال فقط مسموح الصيد بهم حسب قرار للكابينت الصهيوني, يأتي هذا القرار الصهيوني الجائر رداً على إطلاق شبان فلسطينيين بالونات حارقة وطائرات ورقية تجاه مغتصبات الاحتلال المحاذية لقطاع غزة.
الاحتلال الصهيوني لا يدرك قدرة الفلسطينيين على التحدي, ويبدو انه لم يتعلم من حماقاته التي ارتكبها طوال سنوات صراعه مع الفلسطينيين, فغزة لن يكسرها الجوع والحرمان, ولن يستطيع الاحتلال أن ينال من عزيمة الغزيين لو منع عنهم الدواء ولقمة العيش وأبسط مناحي الحياة, الاحتلال يستخدم كل همجيته بغباء شديد, ويرغب أن يظهر وجهه القبيح أمام العالم ليبث اليأس في نفوس الفلسطينيين بأن العالم كله لن يستطيع أن يرفع الحصار عنهم, وكأن غزة تنتظر من العالم رفع الظلم عنها, غزة لن تستجدي أحداً, ولن تنتظر مساعدة من احد, وهى قادرة على العيش بقوتها التي يصنعها شعبها, فليجرب الاحتلال كل وسائله الممكنه, لكنه في النهاية سيمنى بالفشل, ولن يحصد من وراء غبائه وهمجيته إلا مزيداً من خيبة الأمل.
يبدو ان الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش تنبأ بهذه المرحلة منذ زمن بعيد فكتب قصيدته الرائعة بعنوان سجل أنا عربي وقال ( سجِّلْ أنا عربي وأعملُ مع رفاقِ الكدحِ في محجر وأطفالي ثمانيةٌ أسلُّ لهمْ رغيفَ الخبزِ، والأثوابَ والدفترْ من الصخرِ ولا أتوسَّلُ الصدقاتِ من بابِكْ ولا أصغرْ أمامَ بلاطِ أعتابكْ فهل تغضب؟). وختمها بالقول (سجِّل برأسِ الصفحةِ الأولى أنا لا أكرهُ الناس ولا أسطو على أحد ولكنّي إذا ما جعت آكلُ لحمَ مغتصبي حذارِ.. حذارِ.. من جوعي ومن غضبي) فالفلسطيني إن جاع يقتات من لحم المغتصب ولا يتوسل الصدقات من أحد, ولن يجعله الجوع يتنازل عن حقه التاريخي في وطنه, أو يتراجع عن ثوابته قيد أنمله, وعلى مر التاريخ لم يعهد أن يكتب نصر لمستعمر غاصب على شعب محتل بتجويعه وحرمانه من أبسط مناحي الحياة, ولكنها عقلية نتنياهو وليبرمان وبينت التي فشلت في وقف مسيرات العودة, فأصبحت تبحث عن حلول لأزمتها حتى وإن كانت هذه الحلول خارج نطاق العصر, ولا تلائم القرن الذي نعيش فيه.
شعب غزة قالها لنتنياهو وبينت وليبرمان هاتوا آخركم واضغطوا بكل ما لديكم من قوة على الفلسطينيين, وعندما تصلوا لقناعة ان كل ما تفعلونه «هراء» ولن يحقق لكم شيئاً, عليكم وقتها أن تستمعوا لمطالب المقاومة الفلسطينية وتستجيبوا لشروطها وأنتم صاغرون وخانعون, ستبقى غزة شوكة في حلوقكم لن تستطيعوا انتزاعها, إن غزة التي أذاقتكم الويلات ودحرتكم عن أرضها مهزومين, ستبقى تقاوم بسلاح مجاهديها, وبمسيراتها السلمية, وببالوناتها الحارقة, وطائراتها الورقية, وستفضح ضعف جيشكم ووهن جبهتكم الداخلية, وخيبة سياستكم الخرقاء, وساعتها لن تنفعكم الوساطات ولا مقامرات ترامب العنجهية.