الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/24
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

ذكريات لا تنسى من يافا بقلم:دينا سليم حنحن

تاريخ النشر : 2018-07-18
لنعد إلى هناك...إلى ذلك الزمان...زمن النكبة
ثارت ثائرة الناس في حيّ العجمي اليافوي الذي يطلّ مباشرة على البحر، اهتم والدي بضبّ البسطة لذلك تأخر في العودة إلى البيت، انهمكت والدتي بضب أبنائها الثمانية من الشوارع، وعندما لملموا بعضهم ساروا نحو قرية الطيبة ونسوني عند ناهي التي اهتمت بي ريثما تعود والدتي بإخوتي فنرحل معا، متبرعة بمساعدة والدتي على حملي وأشيائي في الطريق الطويل.
رحلوا جماعة وتركوني في الغرفة منسيا عندها، جهزت ماما ناهي لي مذودا خاصا لتضعني فيه، دُرج سريرها الزوجي لكي يكون سريرا آمنا لي بعيدا عن أنظار العناصر التي بدأت تدخل البيوت بحثا عن المتخفين والهاربين والسلاح، إن حصل وداهموا البيت فجأة تجر الدُرج فينغلق تحت السرير، تخفيني عن أعينهم وتخرجني مجددا بعد رحيلهم، فرشت داخله شراشف عرسها ومناشف الحمام التي لم تستخدمها منذ زواجها والتي كانت ضمن جهازها، ناثرة تحتها ريش الدجاج الذي اقترضته من أم جويسم زوجة النجاد، عراقية الأصل والتي أقامت في قرية الشيخ مونّس المجاورة لمدينة يافا، حتى جاءت بعد ذلك تطالب بثمنه قائلة لها:
-    اِنقهرنا عليج وانطيناج الريشات، كلنا بلكي الله ينقهر عليج ويدزلج من عنده جهال، بس لا حبلتي ولا حافظتي على الولد سلام، إنطيني الريشات دا أكولج!
-    يعني يا أم جويسم ريشاتج هن اللي راح يطعموني الأطفال؟ أجابتها ناهي
-    يا معودة، هاي الريشات كسبوني عشر جهال!
-    كيف يعني ما فهمت، طيب دليني على الطريقة؟ سألتها ناهي محتارة
-    يا خايبة، وشلون تريديني أكلج بالشغلات الزوجية! وشلون أخبرج إنو أبو جويسم يترسهم بمخده ويحطها جوى رجليه ويكمز عليها شهر كامل، الله يخليلي إياه ويطوّل لي بعمره يا رب.
وكعادتها تقول أم جويسم في سرها: (ويبعد عنا عيون الحاسدات الخاسئات وأولهن، ناهي وعنايات وريتا البخيت) تقصد نساء المدينة اللواتي لم ينجبن.
-    يعني بدك تفهميني أن الطفل سلام نام على رائحة جوارب عمي أبو جويسم؟
-    شلون شلون؟ هو شفايتله ريحة أحلى من هاي، هاظا أبو الزلم وخلفته رجال، عشرة مني وعشرة من الحجية زينات، ولو رهمت الظروف إنرزقنا بأكثر، على كل حال، ماكو أحد من اللي أخذوا الريشات إتعنفصوا إلا إنت يا ست الستات!
-    سأدفع لك ثمنا مضاعفا لا تقلقي!
-    مو غلط، جيبي الفلوس قبل لا نشد الرحال!
-    إلى أين سترحلون؟
-    راح نرجع إلى قاعنا ففلسطين ما عادت تحجي عربي، أشوفج بخير يا ست الستات.

أخبروني أنني لم أبكِ وبقيت هادئا ولم أطلب لنفسي الطعام، لذلك حصل هذا الخطأ التاريخي العظيم الذي يروى في كل مناسبة، وبما أنني طفل هادىء لم يشعر أحد بوجودي، لذلك رحلت أسرتي وتركوني وحيدا في يافا.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف