"البتكوين " بين الحقيقة والوهم
فى الاونة الاخيرة طرأ على النظم الاقتصادية مفاهيم وتعاملات جديدة احدثت ثورة ضخمة فى جميع نواحى الحياة واصبح لها تأثير كبير على مجريات الامور المالية فى العالم الحقيقى بشكل كبير واثارت جدلا كبيرا فى كافة انحاء العالم واحدث هذه التعاملات هى عملة ( البتكوين ) الرقمية يجرى تداولها فى سوق العملات مثل الدولار واليورو ولكن مع عدة فوارق اساسية من ابرزها انها عملة الكترونية صرفه تتداول عبر الانترنت فقط من دون وجود فيزيائى لها أو ( نقد معدنى أو ورقى ) كما انها اول عملة رقمية لا مركزية اى لا تصدر او يتحكم فيها بنك مركزى أو هيئة تنظيمية مركزية مثل العملات التقليدية وعملية بيع وشراء هذه العملة تكون مباشرة على شبكة الانترنت دون وسيط .
منذ نهاية العام الماضى سجلت عملة بتكوين" قفزات مذهلة ليتجاوز سعر ها 10 الاف دولار امريكى بدلا من الف دولار فى مطلع عام 2017م ويجرى اصدار نحو 3600 عملة بتكوين جديدة يوميا حول العالم ليصل عددها الى حدود 16.5مليون وحدة يجرى تداولها ضمن الحد الاقصى المسموح به وهو 21 مليون وحدة بتكوين وللحصول على هذه العملة فان على المستخدم شراؤها واجراء المعاملات بها من خلال بورصات رقمية مثل "كوين بيز" التى تتخذ من سان فرانسيسكو الامريكية مقرا لها بحسب تقرير لـ "بى بى سى" البريطانية
ومن ايجابيات هذه العملة تتلخص فى ثلاثة جمل :
1 - الرسوم المنخفضة والسرعة
فبدلا من الحاجة الى وسيط بينك وبين التاجر لنقل المال وهذا الوسيط يخصم نسبة من المال مع وجود عملة البتكوين هذه العملية غير موجودة لان العملة لم تنتقل بل كود العملة هو ماخرج من محفظتك ودخل محفظة التاجر وهذه العملية تتم بينك وبين التاجر بدون وسيط
2 – السرية
عمليات البيع والشراء لا يمكن مراقبتها أو التدخل فيها وهذه نقطة ايجابية لمن يحب الخصوصية كما انها تقلل من سيطرة الحكومة والبنوك على العملة
3 – العالمية
فهى لاترتبط بموقع جغرافى معين فيمكن التعامل معها وكأنها عملتك المحلية واهم شىء فى هذه العملة انه ليس لها ( ضابط ولا رابط )ان صح التعبير ذلك يلغى سيطرة البنوك المركزية على طبع الاموال الذى تسبب التضخم وارتفاع الاسعار والسبب الذى يجعل هذه العملة محمية من التضخم هو عددها المحدود مما اعطاها قيمة كبيرة فى السوق البتكوين
قد تتحول مستقبلا الى عملة متداولة بين الدول بشرط توفير المزيد من الضمانات لها عبر وضع قوانين للمتعاملين بها بما يضمن قوانين للمتعاملين بها بما يضمن حقوقهم ومدى استفادتهم منها
ورغم تعدد ايجابيات عملة بتكوين الا ان الكثيرين من خبراء الاقتصاد يؤكدون وجود مخاطر كبيرة تتعلق بالاستثمار فى هذه العملة الرقمية ومن بين المخاطر نذكر مايلى
1 – عدم وجود جهة رسمية أو حكومية تنظم عملية التداول بهذه العملة الرقمية علاوة على غياب اى ضمانات للتعامل بها او رفع اى شكوى بشأنها لانها تدار من خلال مستخدمين مجهولين حول العالم
2 – قيمتها متغيرة مما يعرضها لمخاطر وتقلبات ارتفاع وانخفاض اسعار صرف العملات وفى مقدمتها الدولار الامريكى
3 – لايوجد اقتصاد حقيقى ملموس يدعمها وتتغير قيمتها حسب عدد المتداولين
4 – الاموال المودعة عبرها معرضة للسرقة من خلال قراصنة الانترنت حيث ان شفرتها الرقمية يمكن فكها مستقبلا مع التقدم الهائل فى صناعة التكنولوجيا .
5 – تدار من خلال هذه العملة انشطة اجرامية وتجارة محرمة نظرا لانها غير خاضعة لاى جهات رقابية
حيث انها عملة يشوبها كبير من الغموض والمجازفات وبالتالى تعد مناخا خفيا للفساد وانتشار المخادعين والعبث بمقدرات الامة من اموال وثروات دون وجود رقيب أو رادع قانونى يضمن الحقوق
جمال المتولى جمعة
مدير أحد البنوك الوطنية سابقا - المحلة الكبرى
فى الاونة الاخيرة طرأ على النظم الاقتصادية مفاهيم وتعاملات جديدة احدثت ثورة ضخمة فى جميع نواحى الحياة واصبح لها تأثير كبير على مجريات الامور المالية فى العالم الحقيقى بشكل كبير واثارت جدلا كبيرا فى كافة انحاء العالم واحدث هذه التعاملات هى عملة ( البتكوين ) الرقمية يجرى تداولها فى سوق العملات مثل الدولار واليورو ولكن مع عدة فوارق اساسية من ابرزها انها عملة الكترونية صرفه تتداول عبر الانترنت فقط من دون وجود فيزيائى لها أو ( نقد معدنى أو ورقى ) كما انها اول عملة رقمية لا مركزية اى لا تصدر او يتحكم فيها بنك مركزى أو هيئة تنظيمية مركزية مثل العملات التقليدية وعملية بيع وشراء هذه العملة تكون مباشرة على شبكة الانترنت دون وسيط .
منذ نهاية العام الماضى سجلت عملة بتكوين" قفزات مذهلة ليتجاوز سعر ها 10 الاف دولار امريكى بدلا من الف دولار فى مطلع عام 2017م ويجرى اصدار نحو 3600 عملة بتكوين جديدة يوميا حول العالم ليصل عددها الى حدود 16.5مليون وحدة يجرى تداولها ضمن الحد الاقصى المسموح به وهو 21 مليون وحدة بتكوين وللحصول على هذه العملة فان على المستخدم شراؤها واجراء المعاملات بها من خلال بورصات رقمية مثل "كوين بيز" التى تتخذ من سان فرانسيسكو الامريكية مقرا لها بحسب تقرير لـ "بى بى سى" البريطانية
ومن ايجابيات هذه العملة تتلخص فى ثلاثة جمل :
1 - الرسوم المنخفضة والسرعة
فبدلا من الحاجة الى وسيط بينك وبين التاجر لنقل المال وهذا الوسيط يخصم نسبة من المال مع وجود عملة البتكوين هذه العملية غير موجودة لان العملة لم تنتقل بل كود العملة هو ماخرج من محفظتك ودخل محفظة التاجر وهذه العملية تتم بينك وبين التاجر بدون وسيط
2 – السرية
عمليات البيع والشراء لا يمكن مراقبتها أو التدخل فيها وهذه نقطة ايجابية لمن يحب الخصوصية كما انها تقلل من سيطرة الحكومة والبنوك على العملة
3 – العالمية
فهى لاترتبط بموقع جغرافى معين فيمكن التعامل معها وكأنها عملتك المحلية واهم شىء فى هذه العملة انه ليس لها ( ضابط ولا رابط )ان صح التعبير ذلك يلغى سيطرة البنوك المركزية على طبع الاموال الذى تسبب التضخم وارتفاع الاسعار والسبب الذى يجعل هذه العملة محمية من التضخم هو عددها المحدود مما اعطاها قيمة كبيرة فى السوق البتكوين
قد تتحول مستقبلا الى عملة متداولة بين الدول بشرط توفير المزيد من الضمانات لها عبر وضع قوانين للمتعاملين بها بما يضمن قوانين للمتعاملين بها بما يضمن حقوقهم ومدى استفادتهم منها
ورغم تعدد ايجابيات عملة بتكوين الا ان الكثيرين من خبراء الاقتصاد يؤكدون وجود مخاطر كبيرة تتعلق بالاستثمار فى هذه العملة الرقمية ومن بين المخاطر نذكر مايلى
1 – عدم وجود جهة رسمية أو حكومية تنظم عملية التداول بهذه العملة الرقمية علاوة على غياب اى ضمانات للتعامل بها او رفع اى شكوى بشأنها لانها تدار من خلال مستخدمين مجهولين حول العالم
2 – قيمتها متغيرة مما يعرضها لمخاطر وتقلبات ارتفاع وانخفاض اسعار صرف العملات وفى مقدمتها الدولار الامريكى
3 – لايوجد اقتصاد حقيقى ملموس يدعمها وتتغير قيمتها حسب عدد المتداولين
4 – الاموال المودعة عبرها معرضة للسرقة من خلال قراصنة الانترنت حيث ان شفرتها الرقمية يمكن فكها مستقبلا مع التقدم الهائل فى صناعة التكنولوجيا .
5 – تدار من خلال هذه العملة انشطة اجرامية وتجارة محرمة نظرا لانها غير خاضعة لاى جهات رقابية
حيث انها عملة يشوبها كبير من الغموض والمجازفات وبالتالى تعد مناخا خفيا للفساد وانتشار المخادعين والعبث بمقدرات الامة من اموال وثروات دون وجود رقيب أو رادع قانونى يضمن الحقوق
جمال المتولى جمعة
مدير أحد البنوك الوطنية سابقا - المحلة الكبرى