أ. بسام أبو عليان
بعد إعلان النتائج دخل خريجو الثانوية العامة في دائرة الضغط النفسي، والقلق، والتوتر، والإرباك؛ بسبب المفاوضات الأسرية المكثفة لاختيار الجامعة المناسبة، والتخصص المناسب، يرافقها سيل من نصائح القريب، والصديق، وعابر السبيل أحيانًا. في هذا المقال أضع بين يدي الطالب مجموعة توجيهات علها تعينه على اختيار التخصص المناسب. (لا تتوقع مني أن أرشح لك تخصصًا بعينه، لكن اقرأ ستجد ما يفيدك).
أولًا| اطلب الاستشارة:
قال تعالى: {وَأَمْرُهُمْ شُورَىٰ بَيْنَهُمْ}[الشورى:38]، وقال: {وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ ۖ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ}[آل عمران:159]. لذا، تعتبر الشورى مطلوبة في سائر أمور حياتنا، لاسيما في الأمور التي نبني عليها أشياء كبيرة في المستقبل كاختيار التخصص الجامعي، والزواج، والعمل...إلخ.
السلوك الطبيعي أن يبدأ الطالب مشاوراته مع أسرته، وأصحابه، ومن سبقوه إلى الجامعة؛ لاستطلاع آراؤهم حول الجامعات، وتخصصاتها. فالمشورة تفتح له آفاقًا جديدة، وتبصره بأمور يجهلها، أو فهمها بشكل قاصر.
اعلم عزيزي الطالب: أثناء المشاورات ستسمع آراء متعددة، ووجهات نظر متناقضة، وستسمع الرأي وضده من شخص واحد في نفس اللحظة، وستجد نفسك في حالة تيه. لذلك أنصحك بعد المشورة، وقبل اتخاذ قرارك النهائي أجب على ثلاث أسئلة، علها تساعدك للخروج من حالة التيه تلك: ما المادة التي أحببتها في المدرسة؟، لماذا أحببتها دون غيرها؟، ما دليلك على تميزك فيها؟.
ثانيًا| اجمع المعلومات المناسبة:
حاول أن تجمع أكبر قدر من المعلومات عن الجامعات والتخصص الذي ترغبه، ودوِّن ملاحظاتك، ولا تنسى هدفك الذي تريد تحقيقه، وخط النهاية الذي تود أن تصله. فهذه تحميك من تشتت الأفكار والرؤى.
ثالثًا| لا تجعل تركيزك منصبًا على المسميات:
لا تجعل همك الرئيسي البحث عن اسمي: (الجامعة، والتخصص)، لا تخدع نفسك بالمسميات. كم من جامعة لها اسم لامع في المجتمع، لكنها أكاديميًا ضعيفة! همها الأساسي الربح المادي أكثر من المخرجات. كم من تخصص اختاره منتسبوه للمكانة الاجتماعية، لكن أغلب خريجيه عاطلين عن العمل! ما الذي جنوه؟! لا شيء، إلا السهر والتعب. لذا، ضع لنفسك معايير توافق ظروفك: اختر التخصص الذي يناسب اهتماماتك وميولك، ويحتاجه سوق العمل، ولا تنسى ظروف أسرتك الاقتصادية.
رابعًا| المعدل والتخصص:
غالبًا مَن تتراوح معدلاتهم بين (65%-89%) يسجلون مبكرًا، ويختارون تخصصاتهم براحة، أما صاحب الامتياز تفكيره مشوش، وباله مشغول؛ لاختيار التخصص الذي يليق بالامتياز. اعلم أن امتياز الثانوية العامة للتميز، أما في الجامعة الـ(65%)، والـ(99.9%) سيجلسان بجانب بعضهما في القاعة. العُشر يفرق في التخصصات العلمية العليا.
معدل الثانوية العامة لا يعد مقياسًا حقيقيًا لقدرات الطالب، ربما يكون الطالب من المتفوقين، لكنه وقت الامتحانات النهائية غزا الموت بيتهم، أو أصيب بوعكة صحية، أو تعرض لضررٍ ما فإن ذلك سيؤثر على بيئته الدراسية، فينعكس سلبًا على معدله. أعرف طلبة حصلوا على تقدير (امتياز) في الثانوية العامة، لكن معدلهم الجامعي (جيد)، بينما من حصل على (65%) كان من (المتفوقين) في الجامعة.
خامسًا: لا يوجد تخصص حسن وآخر سيء، لكن يوجد تخصص يناسبك أكثر من غيره:
قد تسمع من يقول: الطب أفضل من الهندسة، والصيدلة أفضل من التمريض، والمحاسبة أفضل من المكتبات. كل شخص عبر عن رأيه وفق تجربته الخاصة، أو وفق ما سمع ورأي. ليس بالضرورة أن يكون رأيه صائبًا، فما يعتبر مناسبًا له قد لا يعتبر مناسبًا لك. مثلًا: ستجد من يفضل لك (اللغة الإنجليزية)، وأنت بالكاد تنجح فيها, وقد يفضل لك آخر (اللغة العربية)، تعتمد على الحفظ، وأنت تعتمد على الفهم وتجد في الحفظ مشقة، كيف ستوفق لو اخترته؟!. فأنت أدرى بقدراتك.
سادسًا| اختيار التخصص لا يعني اختيار وظيفة المستقبل:
لا يوجد في مجتمعنا موائمة بين احتياجات السوق ومخرجات الجامعات. طالما الأمر كذلك، هل سيجلس الخريج في بيته ينتظر حصوله على وظيفة في تخصصه؟، أم سيبحث عن عمل يعينه على قضاء حوائجه؟. اعلم أن أغلب سائقي السيارات، والعاملين في المحلات والأسواق من الخريجين، لم يجدوا عملًا في مجال تخصصهم فبحثوا عن عمل آخر. لا تعجب إن وجدت خريجة فرنسي تعمل كوافير، أو خريجة صيدلة بائعة أدوات تجميل، أو خريجة علم نفس تدرِّس في رياض أطفال، أو خريج هندسة يعطي دروسًا خاصة في الرياضيات. في المقابل شخص درس تخصصًا لم يرغبه، لكنه بعد التخرج عمل في مجال آخر أبدع فيه. كم من طبيب أبدع في السياسة، أو الدعوة، أو التمثيل وترك مهنة الطب.
سابعًا| المستقبل للتعليم المهني والتقني:
لا تحصر تفكيرك في التعليم الأكاديمي، فأعداد الخريجين بالآلاف في كل التخصصات، لا تستطيع المؤسسة الرسمية توظيفهم. فالمستقبل للتعليم المهني والتقني، فهو يفتح آفاقًا جديدة للدراسة، ويتيح لك فرصة النزول مبكرًا لسوق العمل. حين تختاره أنت تتخرج قبل زميلك الذي فضَّل التعليم الأكاديمي، وتجد لك موضع قدم مبكرًا في سوق العمل قبل تخرجه، وربما تزوجت وأنجبت قبله، وهو بالكاد تخرج، وسينتظر في قوائم العاطلين.
بعد إعلان النتائج دخل خريجو الثانوية العامة في دائرة الضغط النفسي، والقلق، والتوتر، والإرباك؛ بسبب المفاوضات الأسرية المكثفة لاختيار الجامعة المناسبة، والتخصص المناسب، يرافقها سيل من نصائح القريب، والصديق، وعابر السبيل أحيانًا. في هذا المقال أضع بين يدي الطالب مجموعة توجيهات علها تعينه على اختيار التخصص المناسب. (لا تتوقع مني أن أرشح لك تخصصًا بعينه، لكن اقرأ ستجد ما يفيدك).
أولًا| اطلب الاستشارة:
قال تعالى: {وَأَمْرُهُمْ شُورَىٰ بَيْنَهُمْ}[الشورى:38]، وقال: {وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ ۖ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ}[آل عمران:159]. لذا، تعتبر الشورى مطلوبة في سائر أمور حياتنا، لاسيما في الأمور التي نبني عليها أشياء كبيرة في المستقبل كاختيار التخصص الجامعي، والزواج، والعمل...إلخ.
السلوك الطبيعي أن يبدأ الطالب مشاوراته مع أسرته، وأصحابه، ومن سبقوه إلى الجامعة؛ لاستطلاع آراؤهم حول الجامعات، وتخصصاتها. فالمشورة تفتح له آفاقًا جديدة، وتبصره بأمور يجهلها، أو فهمها بشكل قاصر.
اعلم عزيزي الطالب: أثناء المشاورات ستسمع آراء متعددة، ووجهات نظر متناقضة، وستسمع الرأي وضده من شخص واحد في نفس اللحظة، وستجد نفسك في حالة تيه. لذلك أنصحك بعد المشورة، وقبل اتخاذ قرارك النهائي أجب على ثلاث أسئلة، علها تساعدك للخروج من حالة التيه تلك: ما المادة التي أحببتها في المدرسة؟، لماذا أحببتها دون غيرها؟، ما دليلك على تميزك فيها؟.
ثانيًا| اجمع المعلومات المناسبة:
حاول أن تجمع أكبر قدر من المعلومات عن الجامعات والتخصص الذي ترغبه، ودوِّن ملاحظاتك، ولا تنسى هدفك الذي تريد تحقيقه، وخط النهاية الذي تود أن تصله. فهذه تحميك من تشتت الأفكار والرؤى.
ثالثًا| لا تجعل تركيزك منصبًا على المسميات:
لا تجعل همك الرئيسي البحث عن اسمي: (الجامعة، والتخصص)، لا تخدع نفسك بالمسميات. كم من جامعة لها اسم لامع في المجتمع، لكنها أكاديميًا ضعيفة! همها الأساسي الربح المادي أكثر من المخرجات. كم من تخصص اختاره منتسبوه للمكانة الاجتماعية، لكن أغلب خريجيه عاطلين عن العمل! ما الذي جنوه؟! لا شيء، إلا السهر والتعب. لذا، ضع لنفسك معايير توافق ظروفك: اختر التخصص الذي يناسب اهتماماتك وميولك، ويحتاجه سوق العمل، ولا تنسى ظروف أسرتك الاقتصادية.
رابعًا| المعدل والتخصص:
غالبًا مَن تتراوح معدلاتهم بين (65%-89%) يسجلون مبكرًا، ويختارون تخصصاتهم براحة، أما صاحب الامتياز تفكيره مشوش، وباله مشغول؛ لاختيار التخصص الذي يليق بالامتياز. اعلم أن امتياز الثانوية العامة للتميز، أما في الجامعة الـ(65%)، والـ(99.9%) سيجلسان بجانب بعضهما في القاعة. العُشر يفرق في التخصصات العلمية العليا.
معدل الثانوية العامة لا يعد مقياسًا حقيقيًا لقدرات الطالب، ربما يكون الطالب من المتفوقين، لكنه وقت الامتحانات النهائية غزا الموت بيتهم، أو أصيب بوعكة صحية، أو تعرض لضررٍ ما فإن ذلك سيؤثر على بيئته الدراسية، فينعكس سلبًا على معدله. أعرف طلبة حصلوا على تقدير (امتياز) في الثانوية العامة، لكن معدلهم الجامعي (جيد)، بينما من حصل على (65%) كان من (المتفوقين) في الجامعة.
خامسًا: لا يوجد تخصص حسن وآخر سيء، لكن يوجد تخصص يناسبك أكثر من غيره:
قد تسمع من يقول: الطب أفضل من الهندسة، والصيدلة أفضل من التمريض، والمحاسبة أفضل من المكتبات. كل شخص عبر عن رأيه وفق تجربته الخاصة، أو وفق ما سمع ورأي. ليس بالضرورة أن يكون رأيه صائبًا، فما يعتبر مناسبًا له قد لا يعتبر مناسبًا لك. مثلًا: ستجد من يفضل لك (اللغة الإنجليزية)، وأنت بالكاد تنجح فيها, وقد يفضل لك آخر (اللغة العربية)، تعتمد على الحفظ، وأنت تعتمد على الفهم وتجد في الحفظ مشقة، كيف ستوفق لو اخترته؟!. فأنت أدرى بقدراتك.
سادسًا| اختيار التخصص لا يعني اختيار وظيفة المستقبل:
لا يوجد في مجتمعنا موائمة بين احتياجات السوق ومخرجات الجامعات. طالما الأمر كذلك، هل سيجلس الخريج في بيته ينتظر حصوله على وظيفة في تخصصه؟، أم سيبحث عن عمل يعينه على قضاء حوائجه؟. اعلم أن أغلب سائقي السيارات، والعاملين في المحلات والأسواق من الخريجين، لم يجدوا عملًا في مجال تخصصهم فبحثوا عن عمل آخر. لا تعجب إن وجدت خريجة فرنسي تعمل كوافير، أو خريجة صيدلة بائعة أدوات تجميل، أو خريجة علم نفس تدرِّس في رياض أطفال، أو خريج هندسة يعطي دروسًا خاصة في الرياضيات. في المقابل شخص درس تخصصًا لم يرغبه، لكنه بعد التخرج عمل في مجال آخر أبدع فيه. كم من طبيب أبدع في السياسة، أو الدعوة، أو التمثيل وترك مهنة الطب.
سابعًا| المستقبل للتعليم المهني والتقني:
لا تحصر تفكيرك في التعليم الأكاديمي، فأعداد الخريجين بالآلاف في كل التخصصات، لا تستطيع المؤسسة الرسمية توظيفهم. فالمستقبل للتعليم المهني والتقني، فهو يفتح آفاقًا جديدة للدراسة، ويتيح لك فرصة النزول مبكرًا لسوق العمل. حين تختاره أنت تتخرج قبل زميلك الذي فضَّل التعليم الأكاديمي، وتجد لك موضع قدم مبكرًا في سوق العمل قبل تخرجه، وربما تزوجت وأنجبت قبله، وهو بالكاد تخرج، وسينتظر في قوائم العاطلين.