الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الحلقة الأخيرة من كتاب "ذاكرة الترف النرجسي- خاتمة البدء بقلم:د.حنان عواد

تاريخ النشر : 2018-07-15
الحلقة الأخيرة من كتاب "ذاكرة الترف النرجسي- خاتمة البدء بقلم:د.حنان عواد
خاتمة البدء..
في سفر تكوين فلسطين.
هكذا تمر الأيام بأحداثها وتجلياتها ومفاجأتها التي تدركنا ولا ندركها..
نعرف شيئا، وتغيب عنا أشياء بمدركاتها المعقدة التي تضعنا أمام أنفسنا في سرد وتحليل الوقائع، وتصوير الآتي في حيز التجربة التي لم تكتمل بعد..فتأتي الصورة منقوشة بغياب
ألوانها التي تشكل حضور الموقف.
نمتشق الفلسفة بجدلياتها المتعددة،وآفاقها المتشعبة،نقلب صفحات التاريخ،ونعرج على كنوز الابداع،ثم نوغل في الفلسفات القديمة والمحدثة،ونصبو الى فكرة الوجود،ونأخذ بتحليلها وقراءات رسمت آفاقها،نعبر حضور الروح في الفلسفة الاسلامية،والقرآن الكريم،والكتب السماوية،والكتب المتوالية،والقوانين والنظريات التي ترسم شيئا من الحقيقة.نغوص في الأعماق، ونحن نستشرف الخلود،ونعود لرحلة التصوف،نتسلق آفاق البعد الروحي وسير الروح والكشف والاشراق ،ثم التوحد الآني والمطلق مع كنه الأشياء،فيبتسم الفراق في الدرب، ونولي الى هناك في قارب الوداع، ونحن ندري،ولا ندري ماهية الأشياء وتقلباتها،الا ما ظهر في نصوص المحكم منها..ويستبسل الرأي في مدارسه ليلقي وقائع وتحليلات..تأملات كونية،صلوات وحجيج الى الركن الأعلى...تتراكم الأسئلة،ويأتي الجواب "بلا كيف".
تتوقف الأسئلة،فتنتحل الأجوبة ذاتها،وتمضي ثانية،وعند انتهاء الترحال،يبدأ السؤال:"من أنا؟وكيف جئت الى هنا؟وكيف أمضي؟...وهل أنا الآن أنا؟أم أنا صياغة أخرى من صنع بوارق الوعي وتقلبات الزمان،وتسلسل الأحداث والأنواء،وتشكلات ترسم ملامحها علينا،فيختزل الشباب ذات الألق، ليمضي الى عرافة العبور الى أمجاد تكون،وأحلام تدق جدران الوعي،معززة بطاقة تحسبها أزلية،لتراها وقد خفتت أضواؤها.
كانت رحلة ميلاد في توصيف التجربة،عبث الطفولة، واللعب على حبال الكون،وتدرجات
ترفع الصبا في رحلة الكون بنسج تراكم الأحداث التي تسبقنا ونسبقها،وتمنحنا شيئا من بحور الشوق في المعرفة الموغلة في كنه الحياة، وتداعيات أسرارها التي لا تدرك،تظللنا في الرحلة،ونظل بها في رحلة بحث التشوق الى الكينونة المكتملة حضور المعرفة، ليرتقي الوعي حكمة، تتوسد العقل،وتنقل الفعل..
وثانية،نمضي الى أعماق الدواوين،وقراءات السنين والرؤى،نحاول فك رموز الروح والزمن المرصود لكل منا بوعد البقاء أو الانتهاء،لنرى رموزا غادرت،وأحبة تظللنا بهم، مضوا في مواكب الحجيج الى هناك، فتعلوا صرخات الفقد الموجعة..نبحث عن حماية أخرى ووعد آخر،فلا نرى الاالظلام يحدق في عيون الليل ويبقى....
وكلما حاولنا استعادة الذاكرة وروحانية الحدث ،نستنهض الذاكرة الخصبة المتيممة بالذات في حلولها البكر،وألق عيون العاشقين،ودفق الياسمين،لأراني في بوح الاعتراف ،وتصوير الحالة الاستباقية في توصيف الذات، بريشة مدادها يغرق في استحضارفضاءات الروح في نقلة ترسمها صراحة الكلمة ومصداقية البوح.
..تتسلق الأفق النرجسي وداعة الطفولة،وشقاوة الحراك ورحيل الاكتشاف،عبورا الى أحداث تمر بنا،حين نستعيدها لا نصدق أننا حقا كنا أبطالها،لروعة المدى وغرابة التوثب في المجهول على جناح التشوق في رحلة الكشف،واكتساب الزمن الطائر بنا في مدركات الأرض وما عليها،حنان الوالدين،حنين الأقارب ومناكفات الأخوة وحنانهم ورعايتهم المعتقة بشوق الأمنيات،وتدلل الطفولة في أحضانهم،والشباب في اهتمامهم ومتابعاتهم،وعذوبة التعليمات من روح الحرص.
وشقاوات تقفز عن المألوف، وهي تطوف في ابداع الخلق،واستحضار صور المخلوقات العديدة الألوان،وألحان الكواكب في نداءات الطيور،والحقول بنسيم الهوى..
تشكل تواصلي في روح الانسان والآخر، وشقاوات تعاتبنا ،تبحث عن أسرارنا في تداخل المعرفة المبسطة من الجاذبية والغزل المتوالي في خطانا،يفجر أسئلة وتواردات والهامات وسلوك تقريبي،أو تغريبي في صعوبة فك الألغاز التي تحيط بنا،ليرتفع أمد السؤال المنثور على نظرة تفاجئنا،أو قصيدة ترسم صورتنا،أو لعبة تجمعنا في سباق الأنا..أو عقد ياسمين يلتف على أعناقنا.يتسلق الربيع أغصان دروبنا، ويحملنا براعم لم تفجر أفقها المنحوت بعد.تسري الكلمات بهدوء القلق،ونتابع ولا نتوقف عن رحلات الاستكشاف بتفرس العيون فيما وراء الكون.نسير في شراع يطوف بنا الى أماكن عشقناها،وأماكن تاهت فينا،مطارات تحملنا اليها،ومحطات ندور بها،نعبر قارات بعيدة،ونحلق في مواقع قريبة،وتسهو أعيننا عن شيء فيها،فتعاودنا التجربة..
كم عبرنا من مدائن،وكم عرفنا من أشخاص !وفي كل مدينة قصة مكتملة الحضور،أناس نلقاهم ما عرفناهم،وكأننا نعرفهم،وأناس عرفناهم وغابت صورتهم،وضاعت في السحاب.
.ساعات طويلة فوق الأفق الأعلى الى درب الهدف السياسي المنتظر،يحلق الذهن في احتسابات الزمن المنقوش في بوتقة التأمل، وانتظارات اللقاء...أخوة في دروب الشوق الآتي من نزوع الروح الى وطن معطر الأهداب،مكتحل بالموقف،شامخ بالانسان الحر،منتظرا حلول الروح في الفينيق.
جلسات طويلة في أناقة حادة،تصيغ أمان الروح والوطن في مؤتمرات وتحديات ولقاءات عمل مع قمم الهرم في بلدان كثيرة عرفناها،مثلنا زعيمنا في الزمن المورق أملا وفي الزمن الصعب .
زعامات أكبرنا مواقفها،ورسالة حملناها بنهج الحرية..قضبان حديدية لفتنا في صقيع الاحتلال،وموانع فرضت علينا،وعذابات ذقناها،وأسلاك شائكة...
طفنا في الكلمة،رغم جراح القيد، في آفاق العالم،وبتواصل الروح مع الأقلام الحرة،وكان المد الاستشرافي في جزر التقية،ومظلات الاحتراز،لينطلق الصوت جهوريا لا يتوارى،ولا يخفت لعدة التهديد والوعيد.
جوائز حصدناها،.صفحات سجلناها،وأصفاد حطمناها لنعانق النور.هي ثورة وطن...
نصوص وكلمات موقوفة لفعل التحدي،ورسم الأفق الوردي..تاريخ يروي قصصا كتبت بأقلام الروح ورفيف زهيرات الياسمين.لتنتظر السنون أبطالها عند تفتح البراعم،وعناق الأرض،وموت المستحيل،لتصير قامات لا تنحني..تمضي بمضاء السيف في وقع الخطى،ليبتسم التاريخ.
.هكذا نحن،صورة أزلية لفعل مقاوم.
وما بين الفعل المقاوم وجوهر الانسان،تنبثق دلالات الروح المضيئة في رحلة العشق الأزلية،للعبور الى كنف الحب الانساني، المتوج بالحضور النرجسي، والمتواصل مع أجنحة التحليق في المطلق الممكن،للابحار في بحور الأشواق المترفعة في عرش الأنا،واستحضار الروح الآخر المتماثل الأمواج في عرس اللقاء.تأتي الرحلة في تساؤلات الأنا في مدرك "ألأنا الجمعي الوجداني"،كيف يسير العشق الممكن في وتيرة تواتر المطلق المتناهي في ثورة "فعل مقاوم"؟وهل يمكن الترحال في الدائرتين باتجاه البوصلة الواحدة؟،يتعقد السؤال على الأعمدة المضيئة،ويقف الجواب حائرا ،كيف يتم تخزين الأشواق في طريق الأشواك؟في وعي التجذر في حلم الفردوس المعبود،وفي أمل الفارس الموعود،ليعود السؤال باطلالة أخرى،ويأتي الجواب الفصل:"من لا يعشق لا يحسن الغناء"،و"من لا يعشق لا يستطيع حمل الشعلة"،هذا نص فلاسفة الكلمة والانسان..
نعبر دائرة العشق من أبوابها المشرعة في اتجاه البوصلة..نستحضر الحنين،وومضات البدء والتكوين،وندخل تجربة معرفة الهوى،والتوحد مع الآخر،في سلسلة التواصل الاجتماعي الكوني المنقوش في علم الخلود،في زوايا شريعة الانسان المصوبة الأهداف في ملامحها الانسانية والملائكية .
وحينما تحملني الذاكرة الى هناك،على متن طائر الأشواق،وتحضرني صورة التشكل النوعي في عشق لا يغيب، من جوهر العقل، ومن وقائعية التداخل المشروع مع أمواج الروح،وفيض القلب بمكنونات نص صريح ملزم،في رحلة الزمن،أراني أتوسد ثوب الحقيقة في كشف ضمير الوجد،لأعترف على ناصية الزمان البعيد القريب-وأنا أقطف أزاهير أغصان البقاء بدائرية التواصل-بأنني في رحلة الاشراق في برزخ التحير المنوط بخفايا النفوس،في حيز القلب.تسبقني الكلمات في تجربة الحياة،أريجا منثورا في الزوايا الارتكازية فيها،ونصا أزليا مترفعا ،يعكس جدلية مخزونة في زوايا المعرفة،وفي تعريف الذات في مجمل الخطى على جسر الحياة المزدهرة التوجس،لتأتي جوابا قد يضيء السؤال،وأنا غارقة في توصيف الفعل الأدائي لصيرورة انسانية رسمتها في تدرجات سلالم الارتقاء الى المطلق.
وكيف يكون الاعتراف أمام تشابكات التفاصيل التي تأخذنا الى آفاق متدلخلة، تلتف حول أعناقنا،وتدفع عجلة السؤال والنطق الموشى بالحقائق.يتعثر الكلام،وتتساقط الحروف على نقاطها باحثة عن عمق التجربة،تختزن النقاط ذاتها في حرفية التحريف،وتسير في طرق تعجيزية بملامح ضيابية،تسقي طائر النفس،لتحلق الأجنحة في فضاء الغيب،وتكمل المسير على مشارف الترحال..يأتي سؤال ويغيب سؤال،والطارق على أبواب الغيب بلغة الصعب،يتوقف عندها في حدود السؤال،وكأن الاجابات أدخلت رأسها في حدائق الأشواك،لتنبت منها وردة الروح مطلة فيها بأفق آخر،يلقي أضواء من مصابيح التفرد في
في ساحة الوشم الافتراضي في مواجهة وقائع التكوين.
يحملني الحنين الى شوق الذات في محكمة الوجود،واستجواب في افتنان النفس في فضاءاتها المشكلة بمخزون الانحياز الى ترفعات المراتب،في استواء الى عروش الذات،في تلك البقعة الأعلى المجدولة بجمع صفات متداخلة،تتشكل منها سمات في البعد التوارثي وأبعاد التجربة الخاصة التي نعيشها،لينهال وابل الأسئلة المجملة والمجملة لواقع وجودنا لتستحث الاعتراف.

أعترف بأن النرجس لدي كان شامخا، وظلت عيونه ترقبني، وأن الفل رفيق دربي.وأن ذاتي الوضيئة مصباح ترفرف حوله فراشات النقاء.
أعترف بأني سرت على حوافي البوح،لم أغرق ،ولم تبتل خصيلات شعري،ولم تتساقط دموع الروح، الا في وهج الغياب.
أعترف باللغة البعيدة القريبة، وفلسفة الروح النرجسية،
بأني أيقونة الحب الموجه الي،في النص الأزلي.
أعترف بالعمق الراكن في البحر الذي لم أتوجه اليه،
أعترف بأن ورود العاشقين لا تجف،وهي خالدة الأريج،
أعترف أن روحي نارلا يتوقف اشتعالها الصوفي..
أعترف للبحر في زرقنه الرمادية
،يستنهض لحنا "للدانوب الرمادي.

يا أيها النبي العربي الذي أحبني.
لا أعدك بشيء سوى الوفاء..
  وأقول لك:" ان الحب تجربة خاصة تكتب فوق الرمال،وفي صحراء الروح،وهي غير قابلة للكسر..لعلها خلقت لنا،ولنا وحدنا،وهي لا تنتهي بانتهاء الوقت،أو بعوامل الصمت،لأن الرمال تتشكل تحت حبات المطر، وتعود،لترسم الصورة، وتشكل خلود الروح و لوحاتها ألليلكية.".
كيف أقرؤني فيك،وكيف أفك حروف كواكبي في كلمات غير مقطعة،
 مكتملة النقاط؟،
وكيف أكتبك قصيدة خلود نصها مركب الايقاع؟؟
وكيف تذوب الروح في غابات الطفولة لتبقى وترقى؟
وكيف انادي عطر القداسة عند ترجل القديسين عند أبواب المدينة؟
في ليالي القمر؟.
والقمر يتجلى بدءا بصمت العاشقين..
في صدفة قدرية .
هي تجربة، والواقع صعب!
هي تجربة،
في شجيرة العشق الأبدية.
من أغصان شجرة "المنتهى والمبتدى".
هي أغنية كانت،وكانت ربيعا بأزاهير الروح..
أورقت جدليات الايقاع المترف في نص التكوين..
تعالت بسرعة الضوء في احتساب الزمن..
تدلت أغصانها،وتلونت أوراقها،
 لتعزف الحان الخريف في أول بدئه،
تحركها الرياح مع الصباح،
مطرا يطل على الثرى،ويختفي
ليعود مورقا في الموعد الأبدي.
 
هي روح الطفولة والشباب التي عشتها بروح الأنثى ،والتي حلقت معي في كل الآفاق بجمالية ودلال،تتصاعد في دروب الصفاء النفسي في فضاءات عبير أمواج الأماني وأحلامي التي طافت في الطريق.              
.هي درب العشق الأزلي للفكر وللكلمة،والذي جعل من أنفاس الكون في داخلي أريجا لاينتهي. لازمني في ركب التواصل الالهي في رؤيا الذات،وترسيم حروف المستقبل، ليكون دربا خاصا بعيدا عن عموميات الفهم العام والمجتمعي في رسم اطار مغلق.                                               
ظلال نورانية لفعتني، امتدت من رجال حملوا الروح  في مسيرة المعرفة، ا أكبروا شخصيتي ومواقفي،ورسموا حضوري فكرة وارادة امرأة تتوج بعبير الالتزام،وتجليات الأنوثة المشعة كبرياء.بصوت يضفي لحنا على الكلمات ،ويرسم ايقاعا مميز التأثير.حلقوا معي ،وامتد شعاع القلب أمواجا، بلغة نفي الانكسار ،حتى أكاد أغار من نفسي، لمدى استفاضة الاهتمام
بلغة اليقين.
ولكنني،وأنا الطائرة في آفاق التقاء الشمس في البحر،عند توهج دفء الاحمرار المكثف في دلالة الغياب،لتطل ثانية في استيقاظ الصباح، حزمت أمري، بالتوجه الى المثل التي رأيتها الأسمى في محاور حياتي،من تحليق في عالم المثال،واكتمال درجات الوعي في تدرج الرؤى الموصولة في أفق فضائي فضفاض،يطل على الكون والانسان بجماليات اشراقية من نبض الأيام،وعذوبة الحضور الموشج  ببريق الزمن السرمدي.
أتدرج في ايقاع رسم الخطى،واستحضارالزمان مجدولا على آفاقي التي قاربت السماء،وانتشاء الأحداث المتواترة التشكل في أهازيج المعرفة المترفة، وعذابات القضية الأعدل، بانتصارات،  وانفجارات باطلالة الثائرين..
 ظلت مواقفي مسكونة بكنه القضية، والتضحية لأجلها في استحضار الأمل، واستصراخ التحدي العازل لقوى الظلم، اشعاعا موجها في عالم المثال الذي سافرت به،      
في  ابتهاجات الطفولة وتدلل الشباب..و صاغ حضوري في مراكب الشمس،وسكون القمر الذي لازمني ضياؤه،ليحملني في مواكب الحلم بأبجديات حريرية حالمة،تستبعد الواقعية أحيانا،تطوف في فضاءات الكون بأشرعة الترحال والتواصل الجمعي في نص البقاء الأسمى في رحلة الثابت اللامتحول في عشق لا يموت............                                      
كانت أمواج الروح تفوق المدى، ،تستحضر ذاتي في عيون الصفوة، في دائرة الثقة
وترانيم الاعجاب،مخضبة بجمالية التكوين،وعقود الياسمين، وابداعات في روح التصوير النفسي للغة  الجمال،والابحار في حقائق الكون المورد بتراتيل النقاء في نسج الحياة.
وما أعظم الانسان في دنف الشوق الموشى بالأمل،ووله النبض المتصاعد في الأفق،وثوب الحنين ،يمطر وريقات ربيع الدفء المرسوم على عجلات المسيرة المقدسة..
وما أجمل الحياة، وهي تحلق معنا في الدروب،عائدة الى تجليات الروح المعتق فينا،
نضمها بالسرائر،ونلفعها بالحرير الموشى،ونتلفع بها "قارورة أشعار"،"ونص اشعار"،
وبريق يمر في ايقاعات صامته على شراع الابحار الى مدركات الوعي..
هي الحياة،ثانبة تأخذنا بها ومعها،تمنحنا وتأخذنا بعيدا،ثم تعود بنا في آفاق عديدة..نواجه الكثيرين،نقترب من بعضهم،وترسم أمام بعضهم جدرا عالية،وحينما نبحث عن السبب،لا تجد تفسيره سهلا،لأتذكر قول الرسول صلى الله عليه وسلم"ألأرواح جنود مجندة".
كنت أ سير في حدائق المحبة المثلى بعبير خاص،كلمات الحب ومواقف الالتزام كانت ورودا في حياتي كلها،حتى أخذت طابع الروتين أحيانا،ففي لقائي مع الآخر في تجليات الفكر والسياسة ومنطق الوعي،قريبا كان أم غريبا،في فلسطين أو خارجها، تمتد الوشائج،وتتحول الى موقف لا أستطيع اتخاذه.كانت لي صداقات رائعة مع عدد من الأشخاص الذين نقشوا في الذاكرةأبدع الصور،وأرقى المواقف والتوجهات ،أكبرت حضورهم الاستثنائي ،وتوقفت..   
  لا لقصور فيهم-ولكن بنص القرار الذهني المعلن لاستكمال الرؤيا المتشابكة في الآفاق الوردية،و كما أريدها أن تكون.
مما جعل اتخاذي خطوة عملية أو وعدا، صعبا جدا،وكلما مر يوم،ازدادت أشواك الصعب لتدمي قلمي.
تستنهض جدارا أمام انسياق الوجد في ايقاع الخطوات المستلزمة للموقف العملي..
كان شيء ما يطوف معي،ويستحثني على الرجوع.
في الاقتراب، يتجلى الاغتراب أحيانا،
وينتحر الحضور
طريقا للغياب.....
والحقيقة أنني،وأنا أرفه بعذوبة الدلال والنرجس،وأتجلى في ثوب الترفع، واجهت لوما حادا،ومعركة سريالية في اعداد سلاح الكمين، من الأهل والأصدقاء،وكل من كان يحمل أمنيات صادقة بروح العشق الكامن في الروح،و الذي أرادوه أن يظل في سير طريقي الى المستقبل..،تطوف في ذهني  كلماتهم وعباراتهم بفيض الحب،وأطياف الدفء، تلفني بأناقات الحب وطمأنينة الروح وصفاء الوجدان.
كثيرون لم يفهموا رؤيتي وفلسفتي،ونظروها من خلال فهمهم الخاص، ولم تصلهم  نواميس هذه الأفكار والمعتقدات  والتجربة الجديدة بالشكل الجدي ،وهذا حق مشروع ومشفوع لهم،
فبعضهم استهجن،والبعض الأخر دجن نفسه في دائرة دنف الأشواق وأحلامها،والبعض الآخر آثر أن يستريح من فك رموز المعادلة،فاختصر الطريق وأفل،والبعض المتبقي،أصحاب النظرة المنمقة في الفهم التواصلي وعمق الرؤيا، ظلوا في محاولات البقاء بالروح،من نوافذ عديدة لا يشوبها الزيف.ظللت معهم وفيهم في منثورات الجمال الأخاذ،والميل المنقوش في زوايا فضاء لا تغزوه الغيوم السوداء،ولا تتوسد به أشباح الظلام،كنا لنظل،ويظل الحب مفروشا في وضاءة أرواحنا مع الأيام وما بعدها،مع الأحلام وما يليها، ومع الوجود الباقي في منظورات مصابيح معلقة في الأعلى، لا تصلها الرياح،ولا يمسها الغبار.
هكذا تشكلت فلسفة الحب لدي،الحب العذري التصوفي في آفاقه كما رسمتها...
وفي حضور الروح،وانعكاس الهوى بأريج النفس المتيممة في رؤية الذات في الروح الأخرى، ندرك أن العشق رسالة الهية مغزولة بخيوط حريرية.  تطوف في أذهاننا تساؤلات قد ندركها وقد لا ندركها، ونحن نعيش تجاربنا الخاصة،ونستضيء من تجاريب الآحرين عن ماهية الشوق،والابحار في ذات مشرعة مجاديفها في بحر الهوى،ترتفع الامواج حينا،لتخفت أحيانا أخرى،وعندما تخفت الامواج وتتقلص حركة النبض،نبدأ بالخروج المبرر من دوائر عشقناها،  واذا اختلفت السلوكيات ،وأضحت صورة أخرى،وتوارت نصوص العشق وتقطعت الخيوط الحريرية،فهل يبقى العشق منصوصا في ايقاع ساحر؟؟لا أرى بقاء في طقوس العشق،بل ذهابا الى زوايا الهروب..ونعيد الأسئلة،"أهي رؤيا الذات أم رؤيا الآخر؟؟أم هي ابداع السماء في أركان الروح المثلى،أم هي التواصل النفسي في براعم الوجود؟أم هي عبور استشعاري وشعوري في أغوار الآخر في أركان الذات على نواصي الابداع الخلقي والخلقي؟؟".هي أسئلة لا نستطيع الاجابة عليها حين نكون خارج دائرة نصوص الروح .كثيرا من الناس عرفناهم،فشدنا الهوى اليهم،ثم هوى عنهم بعيدا..فكيف نستطيع أن نحيط دلالات النفس بعبير الأمان؟والزمان يسير في مراكب عديدة التشكل والتوغل.
 .واذا كان الحب هو رسالة الصفاء والتطهر،فان الحفاظ على ماهيتة وديمومة كينونته رسالة أيضا،خاصة ونحن نتعجل الخطوات، لنمضي ونسير على البساط الأحمر في وعد الحضور.                                           
هي أسئلة قد تستلزم اجابات من بعد آخر.
..ساحر هذا الكون بمتناقضاته،
غني بعلامات الحياة على ضوء القمر واشعاع الشمس،ووتدلل الأشجار عند هبوب ريح الصبا....لنسأل
هل حقاأننا نحن  نحب؟؟
أم أننا نحب صورتنا في الآخر؟؟؟؟
أم نسير مع أمواج الروح وهي تطوف في المكان والزمان بأجنحة النورس،لتلتف على آفاقنا مشرقة حينا، ومقيدة حينا آخر...؟
نصفق لها،حلما..ونتوارى منها حين يغيب النص الخضيبب بدلالات التعلق..
 يرتسم شعاع  بامتداد الشمس،يخترق الأبعاد، يضفي الصفاء، ويعتلي القمم.
لأكون أنا أو نكون..
فكيف نعشق بفكرة التجلي في أفق الوحي الانساني ،وماهية الوصف السائر في ذهنية ونفس العاشق المعشوق في تواليات المحاولة، وعبور مراحل سالك الروح في رحلته الأبدية في كشف اللامنظور،واشراقة ضياء النفس في التجربة،لتكون رسما مرسوما في داخلنا،يضيء درب العشق بقناديل الهوى، ومصابيح  السفر، في فضاءات الوجود الحر؟
نحب الذات المرسومة بعلاماتنا الذهنية،وفيض الاقتراب الموجه الى دلالات دلال العشق المتوهج، وهو يفضي بعلاماته الينا،لينتعش حضور النرجس فينا،ويعتلي الكبرياء،
ويصير الهوى فيضا موجها، ينشر عبيرا موصولا في اشعاعات التحول الينا .
رسالة الدنف المعتق بوحي الصورة المرسومة في العمق، تمضي الينا،والينا فقط، وتتشكل فينا...
فتشتعل آفاق الذات،وتتداخل في الاشعاعات الآتية،وتضيء بهاء النفس،لنرى أننا نغيب في عشق الذات،وتوجه الآخر اليها،لنعشق صورتنا في الآخر.
 هكذا بدأت نرجسيتي تتشكل براعمها،
        التي تحولت الى شجرة باسقة وارفة الأغصان..
اني أتعبد في محراب الذاكرة،أبحث عن كلمات لا يتكرر ايقاعها
،تتجاذب حروفها الطريق الىالفلسفة في أمواج الذاكرة،والى غابات الصمت،سنديانة تقترب منها الطيور.ترفرف حولها ولا تغادرها.
تشتعل الصفة التي توجت بها باسلاك حريرية،وبشذور الروح الذهبية ،لتظل نارها ترتقي في امتداد اللهب،وتخبو لاطلالة الحقيقة الشعورية والاستشعارية في أغوار النفس،ثم تشتعل ثانية بصفات الاعجاز الملائكي في رؤيا الذات،تتوسد صفاتها طريق العطاء المبحر في آفاق النبض الأبدي،ليكون الانسان بدء المعرفة  المغرقة في قدم الروح وتشكلها النوعي،والاسترسال في ماهية البنيوية الشعورية أمام اضاءات المادة،التي أراها طريق تواصليا لابتهاج الذات في تمثلها وسائل حفظ الشعلة في دوائر ديمومة الاضاءة،لتورق في فضاء الارتقاء، بتقوش مرسومة للفارس في مواصفات التعالي ،والارتقاء بالفكرة،مطلا بخيوط الشمس، واضاءات القمر في لحن الخلود...
وأمام هذه المشتملات ،لا تحتمل الوسطية البقاء..
 لفعني الميلاد عباءات الترهب في محراب الذات المثلى بالثقة بالنفس، ورؤيا لا يغيبها الجد،وجعل حلقات التواصل مع الآخر معرفةتطوف من وهج الأعماق التي تؤكد روح الأنثى وروح الانسان.في تجليات الذات في الالتزام الشمولي المتيقظ بقرار العقل،وصياغة الرأي على بحور الرؤيا من النافذة الأخرى،بعيدا عن استباق الانحياز لواقع منمق في لحن مألوف،أودع ايقاعه دائرة التقاسم لحروف النص.
لا أنكر ان هذا التحليق في عالمي الخاص المرتكز على فلسفة تشكلت في الذهن، قد خلق خيوطا للعداءات المعلنة من الآخر،ولكنني كنت أحاول أن أحتويها بأناقة الروح..
كثير من الأخوة والأصدقاء لم يستطيعوا تحديد التغني بالشوق المنسوج في آفاق الذات،وما بين الشوق الجمعي في أفق الآفاق المسترسلة في تجليات الروح في ظلال الوطن ،
لتتداخل في الكثير من الأحيان بشكل منقوص العفوية،مفترشا صياغة الذات في "أل أنا"والتملك في دوائر مغلقة بأقصى درجات المبالغة،حتى لايكاد المرء يرى من خلالها الا ما يريد أن يراه.،وكيف يراه.
وظلت شجرة النرجس تطلق أريجها ولا تنحني..
ليأتي وصف الحياة بآفاقها جميلا،مبهرا،مرسوما بدقائق مثلى لا نستطيع العبث بها..
تعرفنا ولا نعرفها،نعيشها فكرة تواصلية اختيارية أحيانا،ومفروضة أحيانا أخرى،ليس لنا قبس ولا اختيار مهما حاولنا..
تمنحنا روح التغني بالذات،ليعيش كل امريء بنرجسية خاصة،متعددة الآفاق..
لقد منحني الدلال النرجسي قوة الارادة في مواجهة الصعب،حققت الكثير كما أريد،بل أكثر،مما أريد ،واسترسلت في وعي الخطى الجمالية التكاملية،وغابت عني جدلية المفاجأة التي تنقلنا على أجنحة الغيب دون اشارة استباقية، وهذه احدى آفاق الحياة المفروضة علينا،"القدر"،الذي يرسم البدء والانتهاء،وفي المساحة بينهما عالم كبير نطوف به، ويمنحنا الكثير لنفي اليأس،وكسب التطلع الدائم الى الأفق الأعلى فينا، في كنز المحبة المتجذر في البشرية، والذي جعل الحياة قيمة عليا ننتصر لها وندافع عنها.
.انها الأجمل ..وتستحق أن تعاش.
وبعد الترحال،واستقاء الجمال الكوني المشع والمفجر لأحلامنا وأيامنا القادمة،واستفتاء النبض بأمواج الحنين المودعة السر ،تدرك عجلة الرحيل الى المستحيل،وتطفل ساعات خادعة الى وشم الروح،لترتقي ريشة الفنان،وتعيد دورانها في دائرة الرؤيا،وألوان الانحياز لترسم..
صورةارتقاءالأشواق في مطلق الوطن المعبود.
وكلمة بدء في سفر تكوين فلسطين .
 
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف