الأخبار
(يسرائيل هيوم): هكذا حاولت حماس اختراق قاعدة سرية إسرائيلية عبر شركة تنظيفجندي إسرائيلي ينتحر حرقاً بعد معاناته النفسية من مشاركته في حرب غزةالهدنة على الأبواب.. وتجار الحرب إلى الجحيممسؤولون أميركيون: ترامب يريد الاتفاق مع نتنياهو على شروط إنهاء حرب غزةنتنياهو: لقائي مع ترامب قد يسهم في التوصل إلى اتفاق بغزةالاحتلال يستدعي 15 محامياً للتحقيق لمشاركتهم في انتخابات النقابةفلسطين تقدم أول سفير لها لدى "الكاريكوم"البايرن يتلقى ضربة قوية.. الكشف عن حجم إصابة موسيالا ومدة غيابهصحيفة: إيران ضربت خمس منشآت عسكرية إسرائيلية بشكل مباشر خلال الحربريال مدريد يكمل المربع الذهبي لكأس العالم للأنديةفقه التفاوض الإسرائيليّ: من أسطرة السياسة إلى الابتزاز المقدس"الإعلامي الحكومي" بغزة: مؤسسة غزة الإنسانية متورطة في مخطط تهجير جماعي لسكان قطاع غزة(حماس): يجب أن يكون ضمانات حقيقية من الإدارة الأميركية والوسطاء لسريان وقف النارارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 57.418إسرائيل تقر مشروع قانون يمنع توظيف المعلمين الذين درسوا في جامعات فلسطينية
2025/7/7
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

صدور ديوان "ترويدة الغيم والشفق" للدكتور صلاح جرار

تاريخ النشر : 2018-07-14
صلاح جرار  يطلق تراويد الغيم والشفق
عمّان-
يفرض عنوان  ديوان د. صلاح جرار  الجديد الصادر مؤخرا عن الآن ناشرون وموزعون في عمّان "ترويدة الغيم والشفق" نفسه على القارئ، تلك العتبة الأولى تستوقفك، قبل أن تلج إلى عالمه، فالعنوان يحمل في طياته زخما تراثيا موسيقيا يتمثّل بكلمة ترويدة، التي تعني ترديد اللحن وتكراره، كما نلحظ ذلك في تراويد النساء في تراثنا الشعبي في مناسبات الفرح وغيرها، والترويدة حالة من الضراعة تريد أن تستولد الفرح من الحزن، والفرج من الكرب والأمل من اليأس.
وكذلك كلمة الغيم التي تدلُّ فيما تدلّ عليه على الغموض، لكن الغيم  في الوقت نفسه يبشر بالخير والأمل بالغيث، وكذلك الشفق، يحمل دلالة الغموض، فشفق المساء مقدمة للأفول، أما شفق الصباح فمقدمة للفرج والخير، وبذلك تكون الدلالة الكلية للعنوان هي امتزاج الأمل باليأس، والكرب بالفرج.
يقع ديوان "ترويدة الغيم والشفق" في ما يقارب (200) صفحة من القطع المتوسط، ويحتوي على (74) قصيدة، لكل منها خصائصها ومضامينها، إلا أنها تشترك معا بقوة تعبيرها، وخفة وزنها، وخيالها الخلّاق.
ومن أهم المضامين التي وقف عليها الشاعر، في قصائده: الغزل الذي لا يكاد يخلو منه ديوان عربي، ذلك الغزل العفيف، الذي يعاني المحب فيه من الحنين والحرمان، كما في قصيدة" ذهبٌ على الخد"، التي ذهب  فيها مذهب الموشحات الأندلسية التي درسها ضمن تخصصه بالأدب الأندلسي:
نَمشٌ في وجنتيه نُقِشا
 
لم أزَلْ أعْشَقُ ذاكَ النَّمَشا
 
فكأنَّ الله قد زَيَّنَهُ
 
وكأنّ الحُسْنَ فيه قد نشا
 
يا لقلبي من حبيبٍ جائرٍ
 
وقُميرٍ لاح في الأفْقِ عِشا
 
وحنينٍ في فؤادي قد سرى
 
واشتياقٍ في ضلوعي قد فشا
 

وقد ينال المحب من محبوبه وصلا، ويحقق مراده منه، كما في قصيدة  "هي الشمس".
والغزل بنوعيه في "ترويدة الغيم والشفق" رقيق شفيف، مثقل بالمشاعر الجيّاشة الصادقة، عذب الخيال والصور.
وعند ذكر الحب في الشعر لا بد من التعريج على ما يغّذي هذا الحب، ويصل به إلى قمته، وهو الفقد والحرمان، وما يعانيه المحب من آلام النوى والفراق، كما نشاهد في  قصيدة "سيد الأسرار".
والشاعر الغزِل المرهف لا يمكن أن يغض الطرف عن الطبيعة الساحرة الغنّاء، ولا يستطيع التوقف عن تأملها وذكر تفاصيلها الخلّابة، والتغنّي بصورها الجميلة، ومن أزهى ماورد في الديوان من وصف الطبيعة ما جاء في قصيدة" حين يطلع الفجر"، وفيها مزج الشاعر بين الطبيعة والذكرى فقد هيّجت تفاصيل الطبيعة الجميلة دموعه، وأيقظت شوقه لزمن تولّى، نَعُمَ فيه بقرب محبوبه ووصاله.
وهذا الشاعر الرقيق في صوره ومعانيه قد يثور أحيانا، ويرفض الطواعية، بل ويحلّق نحو الشمس مبتعدا عن كل ما يؤذيه ومن يؤذيه، وقد تجلّت هذه الشخصية الجريئة في قصيدة الطريق إلى الشمس إذ  يقول:
أنا لن أطاوع مِنْهُمُ أحدا
 
كلّا ولن أختارهم سَنَدا
 
ولئن وثقت ببعضهم زمنا
 
فاليوم لن أرضى بهم أبدا
 
أحرزت مجداً فوق مجدهم
 
ومشيتُ نحو الشمس متئدا
 

ثم يعود قلبه ويرّق من جديد في مناجاة ربه والتضرّع إليه، طالبا منه العفو والرحمة وإجابة السؤال، ومن ذلك ما ورد في قصيدة مناجاة.

وتبقى القدس وفلسطين همّ الشاعر الأول، وقضيته الكبرى، لم يتجاوز عن ذكرها في أيٍّ من دواوينه، فهي جرحه الغائر الذي يستوطن قلبه، ويشغل فكره، وقد خصّ القدس بقصيدة بعنوان "للقدس رب يحميها"، كما ورد ذكرها  إلى جانب فلسطين في أكثر من قصيدة، ومنها في قوله في قصيدة مستحيل على العدا أن تسودا:
جاوزوا قَدْرَهُمْ وجازوا الحدودا
 
وبغوْا في البلاد بَغْياً شديدا
 
وفلسطين ذاقت المرّ منهم
 
حين راموا لِشعبها تشريدا
 
كلّما احتجّ واحدٌ من بنيها
 
أطلقوا الحرب دونه والوعيدا
 
دمّروا كلّ مسجدٍ وضريحٍ
 
وأهانوا تاريخها والجدودا
 

وتبقى فلسطين في الديوان مرفوعة اللواء، رغم ما تتلقاه من طعن وحصار وغدر وتخاذل. لكنّ همّ الشاعر الأول وقضيته الكبرى لم ينسيانه قوميته العربية التي ما انسلخ منها يوما، فهو الفلسطيني العربي الذي يروّعه ما يحدث في وطنه الكبير من موت وحرق وتمزيق وإفساد، كما صوّر لنا في قصيدة"بركان".
ومن هنا يفصح لنا ديوان " ترويدة الغيم والشفق" عن شاعر غزِل عاشق، ثائر، مفتخر، مثقل بآلام وطنه وشعبه وأمته.
يذكر أن الدكتور صلاح جرار  ولد في جنين (1952)، حصل على درجتي البكالوريوس والماجستير من الجامعة الأردنية، وعلى درجة الدكتوراه من جامعة لندن، تولى مناصب إدارية وأكاديمية ورسمية منها: وزير الثقافة( 2011/2012)، القائم بأعمال رئيس جامعة العلوم الإسلامية(2013/2014)، نائب رئيس الجامعة الأردنية(2007/2010)، وغيرها، وهو حاليا أستاذ الأدب الأندلسي والمغربي في الجامعة الأردنية منذ(1982).
له عشرات المؤلفات والأبحاث العلمية في الأدب العربي، ومن إصداراته:" زمان الوصل" شعر، "ولّادة بنت المستكفي" دراسة،" المنامات الأيوبية" نصوص بأسلوب المقامات،" جادك الغيث" شعر، "في طريقي إليك" شعر" وغيرها الكثير.

     
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف