الأخبار
بعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكريا بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيينمسؤولون أميركيون:إسرائيل لم تضع خطة لإجلاء المدنيين من رفح..وحماس ستظلّ قوة بغزة بعد الحربنتنياهو: سنزيد الضغط العسكري والسياسي على حماس خلال الأيام المقبلة
2024/4/23
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

وللحلوى مذاق آخر ؟! بقلم سليم عوض عيشان ( علاونة )

تاريخ النشر : 2018-06-21
وللحلوى مذاق آخر ؟! بقلم سليم عوض عيشان ( علاونة )
" وللحلوى مذاق آخر " ؟؟!!
قصة قصيرة
بقلم / سليم عوض عيشان ( علاونة )
-----------------------------------
( آخر ما جادت به قريحة الكاتب ؛ ولم يسبق نشر النص من قبل ) .
أحداث وشخوص النص حقيقية حدثت على ارض الواقع وليس من فضل للكاتب على النص اللهم سوى الصياغة الأدبية فحسب .

إهداء خاص :
إلى بطلة النص الحقيقية ... والتي أوحت لي بالفكرة .
بطلة النص قد تكون سورية .. فلسطينية .. عراقية . ليبية .. يمنية .. مصرية ... هي في النهاية عربية .
( الكاتب )
-----------------
" وللحلوى مذاق آخر " ؟؟!!
.. في شوارع المدينة الكبيرة تجري .. منكوشة الشعر .. مهلهلة الثياب ... حافية القدمين .. تصرخ بأعلى صوتها :
" هيا يا أطفالي ..هيا انهضوا ..ها قد أتيتكم بالحلوى التي طلبتموها .. ها أنا قد أتيت لكم .. حقا بأنني قد تأخرت لبعض الوقت .. ولكني حضرت في النهاية .. فهيا انهضوا يا أطفالي ...
لقد وعدتكم بأن أعود لكم ... وها أنا أعود .. لقد وعدتكم بأن أحضر لكم الحلوى وها أنا قد أحضرتها .. فهيا انهضوا من سبات نومكم العميق هذا .. هيا انهضوا كي تتناولوا الحلوى اللذيذة التي طلبتموها مني مرارًا وتكرارًا والتي وعدتكم بأن أحضرها لكم .. فهيا انهضوا هيا يا أطفالي ..
.. كانت تدور في المكان دورات مكوكية سريعة .. تصرخ وتولول .. تهدأ لبعض الوقت عن الحركة والصراخ .. تنظر داخل السيارة .. نحو الأطفال الذين كانوا يغطون في النوم .. النوم العميق .. لا تلبث أن تعيد الكرة .. أن تعيد الصراخ .. أن تعيد العدو والدوران من حول السيارة .
تحمل بين يديها صندوق الحلوى الذي كانت قد ابتاعته من محل بيع الحلوى .. تخرج من الصندوق قطع الحلوى .. تقذف بها ناحية الأطفال الذين كانوا يرقدون في سبات نومهم العميق داخل السيارة .. وبعض القطع تنثرها من حولهم .. داخل السيارة .. خارجها .. نحو المارة .. نحو المتحلقين من حولها.. وهي تولول .. تصرخ .. تنادي ... تدور..

قبل سنوات عدة تجاوزت أصابع اليد الواحدة ؛ كانت قد فقدت زوجها ..
في حرب مجنونة طالت الجميع ..
وطالته .. تم قصف المنزل فوق رأسه .
وجدت فيها مسؤولة عن عدة أطفال .. فكانت لهم الأم والأب معًا ..استحقت في النهاية أن تنال لقب " الأم المثالية " ..عن جدارة .. كما عوضتهم حنان وحب الأب المفقود .
.. دوما كانت تنأى بهم عن مواطن الخطر التي كانت تحيط بهم وبالجميع في ظل حرب مجنونة كانت لها بداية .. ويبدو بأنه لا نهاية لها...
في السيارة التي أصبحت هي المأوى الوحيد لها ولأطفالها كانت تتنقل بهم من مكان لآخر تحاول أن تبعدهم عن مواطن الخطر ومواقع الموت .. بعد أن فقدت الزوج وبعد أن فقدت المنزل .. وبعد أن فقدت كل شيء .
كانت .. كما هو الحال بالنسبة للأطفال تكابد شظف العيش وتعاني ضنك الحياة ..
مما كانت قد ادخرته كانت تقوم بالإنفاق عليهم إلى أن شح المخزون ونفد ..
كم طلب منها الأطفال بعض الحلوى التي لم يتذوقوا طعمها منذ عدة أيام ..أسابيع .. شهور خلت ... كانت فيها الحرب مستعرة بين الأطراف المتناحرة التي لا تعرف سوى لغة الدم والموت والرصاص .
مرات عديدة .. كانت تعدهم فيها بأن تحضر لهم الحلوى ... لم تكن تستجيب لإلحافهم بالطلب لأنها لم تكن تملك الثمن .. ولكن الأطفال ما زالوا يطلبون .. وما فتئوا يلحون .. وهي ما فتئت تقوم بالتسويف والوعد .. ولم يكن الحل بيدها .. فهي لا تملك من الحلوى بعد ان أكلت نيران الحرب المستعرة كل ما كانت تملك .
.. حقًا بأنه لم يكن أي حل في يدها .. ولكنها في النهاية اكتشفت بأن الحل كمن في إصبعها ؟؟!! .. وهالها الأمر .. فهي لم تكن قد تنبهت لذلك من قبل ..
تمتمت بما يشبه الهمس وهي تحدق النظر إليه :
" خاتم الزواج " ؟؟!!.
أسرعت تقود السيارة المتهالكة نحو قلب المدينة برفقة أطفالها .. بحثت عن أكثر الأماكن أمنًا .. تركت الأطفال في المكان الآمن داخل السيارة .. بعد أن وعدتهم بالعودة السريعة إليهم .. وأن تحضر لهم الحلوى التي كانوا يطلبوها بإلحاح غريب .
لم تلبث ان انتزعت " خاتم الزواج " الذهبي من إصبعها وهي تتجه لأقرب " محلات الصاغة " .. وتقوم ببيعه بالسعر الذي فرضه " الجواهرجي " دون أن تناقشه .
أطبقت على النقود بيد من حديد .. لم يكن يهمها قيمة النقود أو مقدارها .. المهم أن تكون كافية لشراء الحلوى المطلوبة لأطفالها فحسب .
مباشرة ؛ كانت تتجه ناحية " محل الحلويات " الشهير في المدينة .. وكانت تبتاع منه كمية لا بأس بها من الحلوى بينما كانت الابتسامة العريضة تغطي محياها .
لم تدر كم من النقود دفعت لبائع الحلوى .. فالأمر لا يعنيها بقدر ما كان يعنيها الحصول على الحلوى فحسب .
حاولت أن تجعل من تشكيلة الحلوى مميزة .. متنوعة .. فاخرة .. وراحت تعدو ناحية ذلك المنعطف الجانبي الآمن .. الذي تركت أطفالها فيه داخل السيارة .
كانت تسابق الريح في عدوها ناحية الأطفال رغم ثقل صندوق الحلوى الضخم ..
لم تكن ترَ شيئًا .. لم تكن تسمع شيئًا .. فكل تفكيرها وكل حواسها كانت منصبة حول سرعة الوصول للأطفال .. كي تهبهم الحلوى التي وعدتهم بها .
لم ترَ ذلك الدخان الكثيف الذي كان يغطي المكان ويأتي من أقصى المكان ..
لم ترَ تلك الحافلات المتنوعة التي كانت تسارع إلى الفرار من المكان ..
لم تكن ترى كل أولئك الأشخاص الذين كانتوا يهرولون .. وهم يحاولون الهروب من المكان .
لم تكن تسمع ذلك الصوت المدوي المجلجل للانفجار الرهيب الذي كان يصم الآذان ..
فكل هذه الأمور لا تعنيها بشيء ..فكل ما يعنيها هو الوصول بأقصى سرعة إلى أطفالها .. وكل ما يعنيها هو أن تقدم لهم الحلوى .
لم تتنبه إلى أنها كانت تعدو عكس التيار .. وفي الاتجاه المعاكس لفرار الجميع وهروب الكل ...
ثمة ضباب عظيم.. سحب دخان كثيف .. كانت تحجب الرؤيا ..
كادت أن تنكر الأمر برمته ... كادت أن تنكر بأنها سيارتها .. كادت أن تنكر أنهم أطفالها ؟؟!! .
حقًا بأن سيارتها كانت ليست حديثة بما فيه الكفاية ؛ ولكنها لم تكن محترقة متفحمة ؟؟!!
حقًا بأن أطفالها كانوا بؤساء ... ولكنهم كانوا أحياء وليسوا أشلاء ؟؟!!
أخذت تخرج قطع الحلوى من الصندوق .. راحت تقذف بها ناحية الأطفال الذين كانوا يرقدون في سبات نوم عميق داخل السيارة .. راحت تقذف قطع الحلوى نحو المتحلقين من حولها ..
تولول ... تصرخ .. تنادي .. تدور ..
.. في شوارع المدينة الكبيرة تجري .. منكوشة الشعر .. مهلهلة الثياب ... حافية القدمين .. تصرخ بأعلى صوتها :
" هيا يا أطفالي ..هيا انهضوا ..ها قد أتيتكم بالحلوى التي طلبتموها .. وها أنا قد أتيت لكم .. حقًا بأنني قد تأخرت لبعض الوقت .. ولكني حضرت في النهاية .. فهيا انهضوا يا أطفالي ...
لقد وعدتكم بأن أعود لكم ... وها أنا أعود .. لقد وعدتكم بأن أحضر لكم الحلوى وها أنا قد أحضرتها .. فهيا انهضوا من سبات نومكم العميق هذا .. هيا انهضوا كي تتناولوا الحلوى اللذيذة التي طلبتموها مني مرارًا وتكرارًا والتي وعدتكم بأن أحضرها لكم .. فهيا انهضوا هيا يا أطفالي ..

(( انتهي النص ... وما زالت المرأة تولول ... تصرخ .. تنادي بأعلى صوتها :
" هيا يا أطفالي ..هيا انهضوا ..ها قد أتيتكم بالحلوى التي طلبتموها .. ها أنا قد أتيت لكم .. حقا بأنني قد تأخرت لبعض الوقت .. ولكني حضرت في النهاية .. فهيا انهضوا يا أطفالي ...
لقد وعدتكم بأن أعود لكم ... وها أنا أعود .. لقد وعدتكم بأن أحضر لكم الحلوى وها أنا قد أحضرتها .. فهيا انهضوا من سبات نومكم العميق هذا .. هيا انهضوا كي تتناولوا الحلوى اللذيذة التي طلبتموها مني مرارًا وتكرارًا والتي وعدتكم بأن أحضرها لكم .. فهيا انهضوا هيا يا أطفالي ..
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف