الزراع في رمضان على أقسام :
عبد اللطيف مهيوب العسلي.
...........
بداية أهنيء نفسي وأهنيء الجميع بعيد الفطر المبارك سائلا المولى سبحانه وتعالى أن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال وأن يرفع عنا وعنكم وعن أهلنا في اليمن وفلسطين ويلات الحرب وتبعاتها المدمرة "
.......
لا شك أن رمضان أهم المحطات السنوية الذي يتزود فيها المؤمنون بزاد التقوى من خلال العديد من أعمال البر وفي مقدمتها الصيام وتلاوة القرآن. ..والإقلاع عن بعض الممارسات السييئة واستبدالها بألاعمال الصالحة فهم بذلك أشبه بالزراع الذين يزرعون الأرض في موسم الزراعة ' ولكن قد تكون المحصلة النهائية للزراع مختلفة , إما لعدم جودة الأرض وإما لعومل أخرى كالاعداد الجيد والسقاية . ونفس الشيء يمكن القول في زراع رمضان '
ويمكن تقسيم الزراع إلى أربعة أقسام
القسم الأول :
الزراع في أرض صخرية عليها تراب فلربما ظهر زرعها فبل غيرها ففرح أصحابها بسرعة ظهور ما زرعونه ' ولكنه سرعان ما أصفر و ذبل .
أما القسم الثاني :
فهم الزراع في أطراف الطرقات والممرات فلم يهتموا بإختيار الأرض المحروزة فظهر الزرع لكنه قبل أن يثمر , كان الماراة على الطريق من الناس والأنعام قد تجاذبته وقضت عليه .
أما القسم الثالث :
فهم الزراع في أرض لم يحسنوا إعدادها فقد وضعوا بذور زراعتهم في أرض مليئة بالأشواك والأشجار الضارة , فلم يحصلوا من زراعتهم سوى التعب 'إذ لم يكن المحصول يوازي ما قدموه من جهد .
أما القسم الرابع :
فهم الزارع بأرض طيبة أتت أكلها بإذن ربها .فوجدوا ما عملوا وما زرعوا حاضرا فحصدوا أحسن الثمر.
كذلك الحال مع القرآن الكريم فالمستمعون إليه كالزراع على أربعة أقسام ,
القسم الأول :
مثلهم كمثل الزراع الذين فرحوا في ظهور زرعهم '
وهم الذين قرؤا فسمعوا وفرحوا في رمضان فإذا خرجوا من رمضان انتكسوا فكأنهم ما قرؤا وما سمعوا وما دروا. قال تعالى :
(( ومنهم من يستمعوا إليك حتى إذا خرجوا من عندك قالوا للذين أوتوا العلم ماذا قال آنفا أولئك الذين طبع الله على قلوبهم واتبعوا أهوآهم "16"))
القسم الثاني :
مثلهم كمثل الزراع على الممرات والطرقات ,
و هم الذين قرؤا فسمعوا , وسمعوا فما وعوا وما فهموا :
(( أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ ۚ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ ۖ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا (44)
القسم الثالث :
مثلهم كمثل الزراع الذين زرعوا في أرض مليئة بالأشواك والأشجار الضارة ,
وهم الذين قرأوا وسمعوا ووعوا , لكنهم ما رعوا وما اتبعوا فلم ينزهوا انفسهم من الشوائب المهلكة
وفي أمثالهم قال تعالى :
(( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنتُمْ تَسْمَعُونَ (20)وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ قَالُوا سَمِعْنَا وَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ(21) ۞ إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِندَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ (22) وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَّأَسْمَعَهُمْ ۖ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوا وَّهُم مُّعْرِضُونَ (23)"الأنفال " ))
القسم الرابع :
مثلهم كمثل الزراع الذين زرعوا في أرض طيبة , وهم الذين قرؤا فسمعوا , وسمعوا فوعوا , ووعوا فرعوا وفهموا , وفهموا فعشقوا ذلك الذين وصفهم ربهم بقوله ( الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولو الباب ))من سورز الزمر
وقوله تعالى :
(( إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد )) من سورة ق.
وهم أولو العلم به المعنيون بقوله تعالى :
(( إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ (30) نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ ۖ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ (31) نُزُلًا مِّنْ غَفُورٍ رَّحِيمٍ (32) وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ (33) وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ۚ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (34) وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ(35) وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ ۖ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (36)وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ ۚ لَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ (37)فَإِنِ اسْتَكْبَرُوا فَالَّذِينَ عِندَ رَبِّكَ يُسَبِّحُونَ لَهُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُمْ لَا يَسْأَمُونَ ۩(38) ) فصلت
وجعلنا الله وإياكم منهم .
وينطبق القول على أعمال البر الأخرى ولا أدل من ذلك
ما أرشدتنا إليه الآيات في حال المنفق فهم أقسام أيضا كما قال تعالى :
(( (260) مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّائَةُ حَبَّةٍ ۗ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ ۗ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (261) الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ لَا يُتْبِعُونَ مَا أَنفَقُوا مَنًّا وَلَا أَذًى ۙ لَّهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (262) ۞ قَوْلٌ مَّعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِّن صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى ۗ وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ (263) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُم بِالْمَنِّ وَالْأَذَىٰ كَالَّذِي يُنفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ وَلَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۖ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْدًا ۖ لَّا يَقْدِرُونَ عَلَىٰ شَيْءٍ مِّمَّا كَسَبُوا ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ(264)
وَمَثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ وَتَثْبِيتًا مِّنْ أَنفُسِهِمْ كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ أَصَابَهَا وَابِلٌ فَآتَتْ أُكُلَهَا ضِعْفَيْنِ فَإِن لَّمْ يُصِبْهَا وَابِلٌ فَطَلٌّ ۗ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (265) أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَن تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِّن نَّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ لَهُ فِيهَا مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَأَصَابَهُ الْكِبَرُ وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفَاءُ فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ(266) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُم مِّنَ الْأَرْضِ ۖ وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنفِقُونَ وَلَسْتُم بِآخِذِيهِ إِلَّا أَن تُغْمِضُوا فِيهِ ۚ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ (267) )) من سورة البقرة.
جعلنا الله وإياكم ممن زرع في رمضان وسقاه بماء النقاء بعد رمضان فاخضر منه وأورق وأثمر في القلوب حقائقا ودقائقا .
عبد اللطيف مهيوب العسلي.
...........
بداية أهنيء نفسي وأهنيء الجميع بعيد الفطر المبارك سائلا المولى سبحانه وتعالى أن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال وأن يرفع عنا وعنكم وعن أهلنا في اليمن وفلسطين ويلات الحرب وتبعاتها المدمرة "
.......
لا شك أن رمضان أهم المحطات السنوية الذي يتزود فيها المؤمنون بزاد التقوى من خلال العديد من أعمال البر وفي مقدمتها الصيام وتلاوة القرآن. ..والإقلاع عن بعض الممارسات السييئة واستبدالها بألاعمال الصالحة فهم بذلك أشبه بالزراع الذين يزرعون الأرض في موسم الزراعة ' ولكن قد تكون المحصلة النهائية للزراع مختلفة , إما لعدم جودة الأرض وإما لعومل أخرى كالاعداد الجيد والسقاية . ونفس الشيء يمكن القول في زراع رمضان '
ويمكن تقسيم الزراع إلى أربعة أقسام
القسم الأول :
الزراع في أرض صخرية عليها تراب فلربما ظهر زرعها فبل غيرها ففرح أصحابها بسرعة ظهور ما زرعونه ' ولكنه سرعان ما أصفر و ذبل .
أما القسم الثاني :
فهم الزراع في أطراف الطرقات والممرات فلم يهتموا بإختيار الأرض المحروزة فظهر الزرع لكنه قبل أن يثمر , كان الماراة على الطريق من الناس والأنعام قد تجاذبته وقضت عليه .
أما القسم الثالث :
فهم الزراع في أرض لم يحسنوا إعدادها فقد وضعوا بذور زراعتهم في أرض مليئة بالأشواك والأشجار الضارة , فلم يحصلوا من زراعتهم سوى التعب 'إذ لم يكن المحصول يوازي ما قدموه من جهد .
أما القسم الرابع :
فهم الزارع بأرض طيبة أتت أكلها بإذن ربها .فوجدوا ما عملوا وما زرعوا حاضرا فحصدوا أحسن الثمر.
كذلك الحال مع القرآن الكريم فالمستمعون إليه كالزراع على أربعة أقسام ,
القسم الأول :
مثلهم كمثل الزراع الذين فرحوا في ظهور زرعهم '
وهم الذين قرؤا فسمعوا وفرحوا في رمضان فإذا خرجوا من رمضان انتكسوا فكأنهم ما قرؤا وما سمعوا وما دروا. قال تعالى :
(( ومنهم من يستمعوا إليك حتى إذا خرجوا من عندك قالوا للذين أوتوا العلم ماذا قال آنفا أولئك الذين طبع الله على قلوبهم واتبعوا أهوآهم "16"))
القسم الثاني :
مثلهم كمثل الزراع على الممرات والطرقات ,
و هم الذين قرؤا فسمعوا , وسمعوا فما وعوا وما فهموا :
(( أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ ۚ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ ۖ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا (44)
القسم الثالث :
مثلهم كمثل الزراع الذين زرعوا في أرض مليئة بالأشواك والأشجار الضارة ,
وهم الذين قرأوا وسمعوا ووعوا , لكنهم ما رعوا وما اتبعوا فلم ينزهوا انفسهم من الشوائب المهلكة
وفي أمثالهم قال تعالى :
(( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنتُمْ تَسْمَعُونَ (20)وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ قَالُوا سَمِعْنَا وَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ(21) ۞ إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِندَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ (22) وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَّأَسْمَعَهُمْ ۖ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوا وَّهُم مُّعْرِضُونَ (23)"الأنفال " ))
القسم الرابع :
مثلهم كمثل الزراع الذين زرعوا في أرض طيبة , وهم الذين قرؤا فسمعوا , وسمعوا فوعوا , ووعوا فرعوا وفهموا , وفهموا فعشقوا ذلك الذين وصفهم ربهم بقوله ( الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولو الباب ))من سورز الزمر
وقوله تعالى :
(( إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد )) من سورة ق.
وهم أولو العلم به المعنيون بقوله تعالى :
(( إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ (30) نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ ۖ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ (31) نُزُلًا مِّنْ غَفُورٍ رَّحِيمٍ (32) وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ (33) وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ۚ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (34) وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ(35) وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ ۖ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (36)وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ ۚ لَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ (37)فَإِنِ اسْتَكْبَرُوا فَالَّذِينَ عِندَ رَبِّكَ يُسَبِّحُونَ لَهُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُمْ لَا يَسْأَمُونَ ۩(38) ) فصلت
وجعلنا الله وإياكم منهم .
وينطبق القول على أعمال البر الأخرى ولا أدل من ذلك
ما أرشدتنا إليه الآيات في حال المنفق فهم أقسام أيضا كما قال تعالى :
(( (260) مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّائَةُ حَبَّةٍ ۗ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ ۗ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (261) الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ لَا يُتْبِعُونَ مَا أَنفَقُوا مَنًّا وَلَا أَذًى ۙ لَّهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (262) ۞ قَوْلٌ مَّعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِّن صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى ۗ وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ (263) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُم بِالْمَنِّ وَالْأَذَىٰ كَالَّذِي يُنفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ وَلَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۖ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْدًا ۖ لَّا يَقْدِرُونَ عَلَىٰ شَيْءٍ مِّمَّا كَسَبُوا ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ(264)
وَمَثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ وَتَثْبِيتًا مِّنْ أَنفُسِهِمْ كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ أَصَابَهَا وَابِلٌ فَآتَتْ أُكُلَهَا ضِعْفَيْنِ فَإِن لَّمْ يُصِبْهَا وَابِلٌ فَطَلٌّ ۗ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (265) أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَن تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِّن نَّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ لَهُ فِيهَا مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَأَصَابَهُ الْكِبَرُ وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفَاءُ فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ(266) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُم مِّنَ الْأَرْضِ ۖ وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنفِقُونَ وَلَسْتُم بِآخِذِيهِ إِلَّا أَن تُغْمِضُوا فِيهِ ۚ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ (267) )) من سورة البقرة.
جعلنا الله وإياكم ممن زرع في رمضان وسقاه بماء النقاء بعد رمضان فاخضر منه وأورق وأثمر في القلوب حقائقا ودقائقا .
