عُذْرُ العائدِ المُشتاقِ
المتوكل طه
***
وصلتْ رسائِلُه إلى العُشّاقِ
وأنا وحيدٌ لم تصل أوراقي
كم كنتُ أقرأُها وألثمُ رسْمَها
فيفيضُ من وجهي سَنا الإشراقِ
وحفظتُها في القلبِ وشْماً خافياً
ويكونُ أنْ هاجتْ لها أشواقي
وأرى، وقد مُلئَتْ ظلالي كلّها
بالنورِ يدفقُ ساطعاً بِرِواقي
ويتمُّ لي الكشْفُ المبينُ .. وهل أنا
إلّا هناك بِسَبْحةِ الآفاقِ !
سأظلّ أنظرُ ، كلّما طرقت يدٌ
بابي .. لأحظى ، ثانياً ، برفاقي
قد يحملونَ بشائِراً تترى إذا
وصلتْ يدُ السّاعي إلى أعماقي
سيفتِّحُ الأبوابَ إنْ لاحتْ لهُ
من رَمْلِها الواحاتُ بالأعذاقِ
لتعودَ أطيارُ الغيابِ لِنَخلِها
وتُفرِّخُ الورقاءُ فوقَ السّاقِ
يا ساعياً ! أين البريدُ ؟ فلم يعد
للوَصْلِ إن بقيتْ إليّ بَواقِ
إلّا مكاتيبُ الحبيبِ فَجِئْ بها
قد بُحَّ صوتُ النّادِهِ الصَفّاقِ
ولرُبّما نَأَتِ الطراثقُ بيننا
وافترَّ جمرً العشقِ في الحَرّاقِ
ودلحتُ كأسي في التراب جهالةً
وهجرتُ نُدمانَ الهوى .. والسّاقي
وحسبتُ أنَّ الآلَ ماء بعدَ ما
أروى الجهات بغيثه الدفّاقِ
وتبلّلتْ نارُ التهتّكِ في دمي
واحْمَرَّ من شجرِ الّلظى دُرّاقي
ونسيتُ في ليلِ الغوايةِ أنجمي
ولَكَم أضاءَ بشمسِهِ أحداقي
يا ساعياً ! بَلِّغْ بأنّي نادمٌ
والتّوْقُ يغلبُ دمعةَ التَوّاقِ
وبأنّني قد ذبتُ فيه صَبابةً
وله سأنشرُ في الفِجاجِ بُراقي
وأحثُّ خَطْوي نحوَ بيتِ مُدلّهي
ويكون صَحْواً عندَهُ إطْراقي
فَلَعلّني أحظى ببعضِ إشارةٍ
بِقُبولِ عُذْرِ العائدِ المشتاقِ
المتوكل طه
***
وصلتْ رسائِلُه إلى العُشّاقِ
وأنا وحيدٌ لم تصل أوراقي
كم كنتُ أقرأُها وألثمُ رسْمَها
فيفيضُ من وجهي سَنا الإشراقِ
وحفظتُها في القلبِ وشْماً خافياً
ويكونُ أنْ هاجتْ لها أشواقي
وأرى، وقد مُلئَتْ ظلالي كلّها
بالنورِ يدفقُ ساطعاً بِرِواقي
ويتمُّ لي الكشْفُ المبينُ .. وهل أنا
إلّا هناك بِسَبْحةِ الآفاقِ !
سأظلّ أنظرُ ، كلّما طرقت يدٌ
بابي .. لأحظى ، ثانياً ، برفاقي
قد يحملونَ بشائِراً تترى إذا
وصلتْ يدُ السّاعي إلى أعماقي
سيفتِّحُ الأبوابَ إنْ لاحتْ لهُ
من رَمْلِها الواحاتُ بالأعذاقِ
لتعودَ أطيارُ الغيابِ لِنَخلِها
وتُفرِّخُ الورقاءُ فوقَ السّاقِ
يا ساعياً ! أين البريدُ ؟ فلم يعد
للوَصْلِ إن بقيتْ إليّ بَواقِ
إلّا مكاتيبُ الحبيبِ فَجِئْ بها
قد بُحَّ صوتُ النّادِهِ الصَفّاقِ
ولرُبّما نَأَتِ الطراثقُ بيننا
وافترَّ جمرً العشقِ في الحَرّاقِ
ودلحتُ كأسي في التراب جهالةً
وهجرتُ نُدمانَ الهوى .. والسّاقي
وحسبتُ أنَّ الآلَ ماء بعدَ ما
أروى الجهات بغيثه الدفّاقِ
وتبلّلتْ نارُ التهتّكِ في دمي
واحْمَرَّ من شجرِ الّلظى دُرّاقي
ونسيتُ في ليلِ الغوايةِ أنجمي
ولَكَم أضاءَ بشمسِهِ أحداقي
يا ساعياً ! بَلِّغْ بأنّي نادمٌ
والتّوْقُ يغلبُ دمعةَ التَوّاقِ
وبأنّني قد ذبتُ فيه صَبابةً
وله سأنشرُ في الفِجاجِ بُراقي
وأحثُّ خَطْوي نحوَ بيتِ مُدلّهي
ويكون صَحْواً عندَهُ إطْراقي
فَلَعلّني أحظى ببعضِ إشارةٍ
بِقُبولِ عُذْرِ العائدِ المشتاقِ